ارشيف الكاتب محمد رفعت الدومي

محمد رفعت الدومي : الشيخ أبو المجد

كان أبي يزيِّن ذكري الأجداد بعقدٍ من الليالي الساهرة يمتد بطول أيام شهر رمضان، يدور محورها الأساسيُّ حول الإستماع إلي تلاوة القرآن والثرثرة في أحوال الدنيا بين تلاوة وتلاوة، بالإضافة إلي استغلال روحانية الشهر في تذويب الخلافات التي تنشب غالبًا بسبب حدود الأرض، وتربية المزيد من أواصر النسب.. تتبدل وجوه المقرئين كل عام، وتبهت ألوان الجدران، ويحترق الكثير من ذكرياتنا …

أكمل القراءة »

محمد رفعت الدومي : كلما التقطتَ سيلفي، تذكر صوفي كان!

كلما استطاع إنسان باستخدام كاميرا الهاتف تكبيل لحظة قبل أن تهرب، يجب ألا ينسي أن الفضل في هذا يعود إلي صوفي كان، ذلك لأنه علي شرف مولدها تم دمج الكاميرا لأول مرة بالهاتف المحمول، وحين حدث هذا في عام 1997، لم يعد العالم إلي ما كان عليه قبل مولدها أبدًا! لا شك أن هذا التطور التقني كان حتميِّاً، كل ما …

أكمل القراءة »

محمد رفعت الدومي : في فيروز، قوقعتي !

في الصبا، عندما رأيت “فيروز” لأول مرة علي الشاشة تغني مزيجًا من أغانٍ بينها: “حبيتك في الصيف” ضرب حواسي شعور بالخوف، أشبه بشعور الخوف الذي يلازم الكثيرين في الأيام الأولي من موت أحد المقربين، ربما لأن استيعاب وجهها المنحوت بطريقة مختلفة تمامًا عن وجوه كل الذين كنت حتي ذلك الوقت أعرفهم كان أكبر من ذاكرتي، وربما لأن صوتها هو ما …

أكمل القراءة »

محمد رفعت الدومي : نجَّار القرن

لم أر في حياتي شخصًا يحب الكابتن “ممدوح فرج” بقدر ما رأيت العم “عبد الباسط” يحبه، ولم أر في حياتي شخصًا يحرص علي ترقب برنامجه علي القناة الثانية بقدر ما رأيته يحرص، وبقدر ما رأيته يفعل لم أر في حياتي صعيديًا لا يعرف الألف من كوز الدرة يحفظ أسماء المصارعين وسيرهم الذاتية كاملة، وينطق نطقاً سليمًا مفردات أجنبية مثل : …

أكمل القراءة »

محمد رفعت الدومي : من الذي لا تخجله الكتابة عن نهاية شيخ الصيادين؟

خلال أشهر مشاهد فيلم “ابن حميدو”، احتشد “شيخ الصيادين” عدة مرات، وحشد كل عضلات جسده ومخارج ألفاظه وحركات عينيه وتعبيرات وجهه وصاح كالغاضبين في وجه زوجته المتسلطة: – وشرف أبوكى لو فتحتى بقك بكلمة لأقطم رقبتك، إنتي عارفة، أنا راجل وكلمتي لا ممكن تنزل الأرض أبدًا.. ولأنها كانت تعرف أن غضبه “سويسي”، أعلنت رجولتها هي الأخري وصاحت في تحفز: – …

أكمل القراءة »

محمد رفعت الدومي :

أخطأتُ.. فالتمسي لي طفلتي عذرا .. واللهُ عفوٌ، وجومانا به الأدري والنهر نهرٌٌ.. فلا شئٌّ يعكّرُهُ .. يومًا، فكوني كما تبغينَ أو نهرا شيطانُ شعريَ أغراني علي مضضٍ .. فقلتُ ما قلتُ جومانا.. وكم أغري نذرت للهِ إن أدنيتِ منزلتي .. يا ماسة العمر يومًا، حُجَّةً صُغري أتيتِ ذنبًا إذا لم تصفحي، فإذا .. لم تصفحي؛ فأنا.. لن أوفيَ النذرا …

أكمل القراءة »

محمد رفعت الدومي : شعير

إذا كان الشعر هو “ديوان العرب” فإن “العديد” هو السجل الذي تواطأ الجنوبيون دون قصد منهم علي تدوين مغامراتهم في الوجود وتجاربهم وخياراتهم الجماعية من خلاله، عندما حدث ذلك، كانوا يعرفون أنهم إنما يكتبون مراراتهم شعرًا، وهذه امرأة حزينة تطلب امرأة مثلها تقول القصائد لتبكي هي علي ايقاعاتها: شوفوا لي حزينة متلي.. هي تقصِّد وأنا أبكي! إنه الشعر لولا أنه …

أكمل القراءة »

محمد رفعت الدومي : كليبتومانيا الضوء : سيمون بين السرايات حالة

“كليبتومانيا” هو الشغف بسرقة أشياء الآخر بهدف الحصول علي لذة مؤقتة، سلوك لا إرادي، يبقي مرضًا علي كل حال حتي يتعلق الأمر بالضوء، عندئذٍ، يصبح مرض السرقة مرضًا خاصًا بالمشاهير الأكثر قدرة علي النفاذ إلي قلوب الجماهير، وهؤلاء أقلية، ومن هذه الأقلية “سيمون”.. عندما قرأت لأول مرة أن “سيمون” قررت الوقوف تحت الأضواء مجددًا من “بين السرايات”، تناسيت سيطرتها التامة …

أكمل القراءة »

محمد رفعت الدومي : مع ابن الرومي.. ذلك أفضل جدًا

لا أحب الكتابة عن شاعر قديم لسببين: أولهما أنني حين أفعل أكون ملزمًا لتكتمل الصورة الذهنية عند المتلقي بأن ألمس شيئاً من شعره، وهو بالضرورة شعر غاصٌّ بالألفاظ التي الآن حوشيّة ومهجورة ومثيرة للسخرية، لغة أخري قد انحسرت! السبب الثاني، وهذا هو الأهم، هو أن الشعر لم يعد ذلك الكلام الموزون المقفي فقط إنما هو تفتيت الواقع إلي رموز وإشارات …

أكمل القراءة »

محمد رفعت الدومي : اسهار بعد اسهار (4) : ديكتاتورية العم ياسين

لا يمكن التغاضي عن تذبذبات النفس الحادة حيال العواطف الإنسانية ، التي تجد التعبير عنها بشكلٍ واضح ٍ ، وتواجه إلغائها بالغموض نفسه ، وبالصرامة نفسها أيضاً ، برغم هذا ، وربما بفضله ، يظل القليل من العواطف حبيساً ، في غرف مغلقةٍ ، يتشبث بجذور التحامه ، بلا مشروعية ، بأشياء بعينها بشكل خاص . تتبدل الرغبات والمخاوف وسطوح …

أكمل القراءة »

محمد رفعت الدومي : اسهار بعد اسهار (3) : ورم

عشرين مرة إجه وراح التلج وأنا صرت إكبر ، وشادي بعدو صغير عميلعب عَ التلج ….. كان شادي في الطريق إلي يقين الأسر ، وكان أخي حازم ، في الطريق إلي أفكاري المضجرة ، محمود أبو عبد المنعم أيضاً ، لم أكن قبل دقائق ، أعلم شيئاً عن الموكب الذي ذهب وفي صدارته مرض أبي ، إلي الطبيب ، أخبرتني …

أكمل القراءة »

محمد رفعت الدومي : اسهار بعد اسهار (2) : ولادة مبكرة

كان الذين لا يرون أبعاد شخصية أبي في ضوء قريب ، يردّون عراءَ أعصابه الدائم إلي ولادته المبكرة ، الشاعر القديم جرير أيضاً ، ولدَ لسبعة أشهر ، ولقد اتخذ الفرزدق ، الشاعر القديم ، من ذلك المنعطف الأليف من منعطفات حياته ذريعة ً لهجائه ، يقول : وأنت ابن ُ صغري لم تتم َّ شهورها . ولأنني انحاز علي …

أكمل القراءة »

محمد رفعت الدومي : اسهار بعد اسهار (1): أدينُ بدين الحبّ

الآن .. يعود الألم الطرفيُّ إلي المركز ، ويفلت البالونات عامٌ أتمَّ امتلاء خسائري ، وتسقط البالونات في الدقيقة الطليعية من عام ٍ يعد بالكثير من خسائري المؤجلة ، وأمرُّ منحنياً ، لكن بكثافة ٍ شديدة . تحت أقواس خسائري ، وأخلد هذا المنعطف الشهير بسلة ٍ من الشوك المقدس ، والمكدس ، في بهو ٍ سحيق ٍمن الزهور الذابلة …

أكمل القراءة »

محمد رفعت الدومي : الحضرة الشومانية (*)

ينتصب ليل الدومة كمأذنة مهجورة خلال وشائج جلية من الخواء الروحيِّ القاتل، وتتجلي ألوان البهجة في أدني بقعةٍ في الظلِّ حدثاً باهظاً ينخرط في لهجات أولئك المتعبين غابة من الأيام قبل تحققه وغابة من الأيام بعده، وحتي يومنا هذا، وحتي بعد أن واجهت إلغائها وصارت من أشياء الماضي، تجد (الحضرة الشومانية) التعبير عنها في الكثير من النبض الشهير في أوردة …

أكمل القراءة »

محمد رفعت الدومي : لزرتُ قبرَكِ والحبيبُ يزارُ!

لا شك في أن “جرير” كان إنسانًا فقط لم يكن قط شاعرًا عندما نزف من يمين قلبه هذا البيت الشهير: لولا الحياءُ لعادني استعبارُ / ولزرتُ قبرَكِ والحبيبُ يزارُ لذلك فحسب، ربما، تجاوز هذا البيت إلي نسق من الصيرورة تلك اللحظة الحارة التي نجح “جرير” في اصطيادها عند ذروة النقطة وشحنها بتعاسته الصادقة وأوجاعه الحقيقية لفقد زوجته، كما تجاوز الطابع …

أكمل القراءة »