ارشيف الكاتب أنمار رحمة الله

أنمار رحمة الله: رِقاب مُتحجِّرة

بصعوبة جسيمة دخل الرجل ذو الرقبة إلى الطبيب الجرّاح، بعد أن مسك أحدهم يده ،وصار يقوده إلى مكان جلوسه ينتظر دوره لكي يدخل إلى الطبيب المختص. كان الرجل ذو الرقبة مشهوراً في المدينة ،فقد كانت رقبته متحجرة إلى درجة أنه لا يستطيع إنزال رأسه إلى الأسفل. وكان أهل المدينة يكرهونه ،فقد كانت مشيته في السوق تستفز المارّة ،إذ يعتقدون أنه …

أكمل القراءة »

أنمار رحمة الله : عودة الحكاء ..

فتح عينيه محدقاً فلم ير غير العتمة.أحس بشيء ثقيل يجثو على صدره ، ثم حرك يده الخادرة فانهال على جانبها تراب رطب،أخرج لسانه من فمه متذوقاً طعم التراب ،ثم تفله بعد امتلاء فمه بالملوحة .راح يخربش بيديه التراب الطري،يخربش ويخربش حتى انهال جزء،فتشجع وكرر الفعل مرة بعد مرة. حتى كشفتْ له السماء عن وجهها،وبان له المكان بوضوح حين مسح عن …

أكمل القراءة »

أنمار رحمة الله : العازف

منذ مئات السنين أرعدت (الصرخةُ).ولم يميز أهلُ القرية في ذلك الحين المكان الذي أتت منه.فبعضهم قال أنها نزلت من السماء،وبعضهم قال من باطن الأرض. فتصارعت الآراء،واختلطت الأحكام. لكن الحقيقة الماثلة أن أهل القرية فقدوا السمع من ساعتها.ولم يكتفوا بالصمم،بل توارثوه جيلاً بعد جيل.ومع جريان الأيام في أودية السنين،اختفت آذانهم،بعد أن تضاءلت شيئاً فشيئاً ،حتى صار المولودُ يُولد بلا أذنين.مكتفين بلغة …

أكمل القراءة »

أنمار رحمة الله : المُعلّم

دخل المعلم الجديد إلى القرية ،كان أول المنتبهين له حفنة أطفال تركوا موقع لعبهم، ووقفوا صفاً يطالعونه بتعجب ،كأنه مخلوق نزل من الفضاء. ثم أنتقل الفضول إلى رجال يجلسون على جانبيّ الطريق،سلّم المعلم عليهم فردوا السلام ببرود .سار على مهل مستكشفاً ملامح القرية القصية ،حاملاً على كتفه حقيبة كبيرة معبئة بالكتب والملابس.كان قويَّ البنية،مهيب الطلعة،زكي الرائحة.هندامه أثار الأعجاب، لبريق رونقه …

أكمل القراءة »

أنمار رحمة الله : ضحكة واحدة تكفي

أُبتُليتُ بصبيٍّ متسكع يُدعى الملل يخشى كلَّ النوافذ في قريتنا ويمارسُ هواية التهديف على نافذة أيامي حيث أقبعُ خلفها كصبّار يثرثرُ شوكاً كزهرة تجاهلتها السحابةُ الكريمة لا أملك إلا لسانين أبيضين في بنطالي أما لساني الوردي وضعته في يد حَجَر متسوّل ذات صمت أحمل ذخيرة وفيرة من الدموع تكفي لحروب البكاء لا ينقصني سوى ضحكة… ضحكة واحدة… أشتلها راية للنصر …

أكمل القراءة »

أنمار رحمة الله : قصتان قصيرتان جدا

خيبة بثمنٍ باهظ ومعاناة ثقيلة ،استطاع في النهاية شراءَ فرخ نسر من أحد بائعي الطيور.ولم يرض للنسر بأكل خسيس،فقد كان يجهزُّ له حمامةً كلَّ يوم ،ليأكلها النسرُ بطريقة مخيفة،حيث يأخذُ الحمامةَ جانباً في إحدى الزوايا ،خلف جناحيه لكي لا يرى شخصٌ الرعبَ في عينيها .كان مالكُ النسر يضحي بوقته ،جهده،نقوده،دماء الحمامات. فقط لكي يرى نسراً غازياً السماء بجناحيه الكبيرين.لكنه وبعد …

أكمل القراءة »

أنمار رحمة الله : قصص قصيرة جداً

رحيل النهر الذي تجلَّدَ الاصطبار،لم يعد يحتمل تفاهات المدينة وأولادها المشاكسين،قيأها،نفاياتها، عبث المتبولين ،جثث الحيوانات ،هجرة الأسماك،توبيخ النخيل .حين تفاخر بالماء كسروا هيبته بالجسور.توعَّدهم بالجفاف ،فهددوه بالسدود.زمجر فائضاً،فألقموه بالتُرس. في ذلك الحين، جمع جرفيه وشاورهما الأمر؛فوافقاه.حزم حقيبة أمواجه ،وارتدى قبعة زرقته،وغادر المدينة صوب المحيط.هناك حيث انتحرت قبله انهار المدن التي خيم على شفاهها اليباب. تفاهم على أريكة انتظار الحافلة جلسا …

أكمل القراءة »

أنمار رحمة الله : قصّتان قصيرتان جداً

نداء الرجل المُساير لطوفان الحشد،يلتفت دوماً إلى الخلف ويستمر ماشياً.يهرول ،يتوقف،يلتفت إلى الخلف مفتشاً عن صوت يهتف وراءه ،يتتبعه أنَّى وضع قدميه، منادياً باسمه،مستنجداً بهِ،وفي كلِّ مرة يلتفت اتجاه الصوت فلا يرى من ينادي!.حاول الرجل بخطوة ذكيّة أن يحصر الصوت والشخوص وكثرة السائرين .فاتجه إلى شارع ضيق . فأتاه الصوت منادياً باسمه في هلع؛فأدار رأسه بسرعة ،لكنه لم يجد سوى …

أكمل القراءة »

أنمار رحمة الله : مَنْ قَتَلَ الحارس..؟

منذُ أن كُنَّا صغاراً ،والعواءُ لا ينقطعُ ،متحرِّشاً بطمأنينةِ المساءات والدروب والآذان .منذ أن كُنَّا صغاراً وصورةُ ذلك الجرو ملتصقةٌ بصمغ الماضي،حين كَبُرَ وكبرنا مَعهُ ،وظلّت تُخايلنا صورتُهُ وهو يركضُ وراءنا، لمّا أرضيـنا غريزته باللعب والقفز والنباح غبطة و إعلاناً منه في كلِّ مرة عن فوز جديد.كُنّا صغاراً لا نفهم كيف تتصرفُ القريةُ وأهلُها ،نركض في الدروب،معلنين عبثَ الطفولة وبراءتها …

أكمل القراءة »

أنمار رحمة الله : شعوذة الألوان

السماءُ متخمة بالغيم ،وحركةُ أغصانِ الأشجار وَشتْ عن حلول عاصفة وشيكة.لا يملأ الدروب الترابية غير الهواء ورذاذ دموع سماوية.النوافذ محكمة ،والأبواب كفَّتْ عن الثرثرة .في تلك اللحظة من ذاك اليوم الشتوي الماطر،أعلن الرسامُ مجيئه للقرية،حين ترجَّل من سيارة أجرة ،والفضول يعانق روحه كما عانقت الأرضُ المطر. بنظرةٍ فنيةٍ إبداعية ،وهوس وجنون،ألقى الرسامُ حقيبته ورفع يديه ووجهه نحو السماء ليعيش لحظة …

أكمل القراءة »

أنمار رحمة الله : شجرة الألسنة

يا أيها الوطن… يا رئةَ الموتِ التي تسعُلُ المقابرَ مَتى تكفُّ عن شتْلِ الألسِنة وحصدِ الخطابات ابحثُ عنكَ كطفلٍ تاهَ عن أبيه في سوقِ النخاسين **** يا أيها الوطن /الشمس اشتاقَ قلبي المتجمدُ ثرثرتَكَ أيها الوطن /البحر مذ أصابَ سفينتي الكساحُ ودخلتُ في غيبوبتِكَ الوطنية وأنا اصرخُ باسمكَ ***** ضعْ صليبَكَ على صدري تَكتْفْ..

أكمل القراءة »

انمار رحمة الله : حين غادَرَني الطَّيْـف

أنتَ السَّبب…أنتَ من أوصلني إلى هذه النهاية. لأن قلبكَ اللعين فائضٌ عن الحاجة،وطيبتكَ الحمقاء غدتْ سلعة لا ثمن لها في سوق حياتنا ذي الحيلة والمداهنة.أيها البائس المسامح الرحيم.الم يخبركَ احدٌ عن قريتنا الظالمِ أهلها..؟.الم تتعظ وتحزم أمركَ وتقوّي عزيمتك وتمثّل ولو لمرة واحدة دور البئيس الغاشم..؟. عذراً فأنا لم أقتلكَ إلا بدافع أن أريحك وأريح نفسي من همِّك وثقل طيبتك …

أكمل القراءة »

أنمار رحمة الله : أجيبوني ..

سؤالٌ  على قلبي يحطُّ كطائرٍ بمخلبِ أسرارٍ و أرياشِ  مسألة أفرحةُ أيتامِ العراقِ عظيمةٌ وكنسُ غبار الحزنِ قد صارَ معضلة..! سؤالٌ وللأيامِ كانَ جنينَها توبخنا لو هزَّ في البطنِ أرجله لماذا نرى الأبوابَ في كلِّ جانبٍ مفتحةً للحبِّ والكفُ مقفلة..؟ لماذا نرى الأزهارَ يحمرُّ لونها نكافئها بالليل إذ حدَّ منجله ..؟ سأصرخُ مكلوماً  ليفزع قاتلي ويسبقني صوتي إلى كفِّ مقصلة …

أكمل القراءة »

أنمار رحمة الله : الرحيل ..

سأحملُ جُرْفي ومائي على كَتِفي وأرجعُ من حيث نبعتُ سأجمعُ نجماتي واطوي سمائي واحزم حقيبة سوادي وأعودُ إلى مجرَّتي … بعد أن أتعبني احتدامُ الكواكبِ الخافتة اكتفائي بالرحيل.. ليسَ عنواناً للهروب.. الرحيلُ أفضلُ القرارات.. حينَ ينتحرُ البقاء لا تبريرَ لِثباتِ أقدامي على أرضهم المتواطئة مع الزلازل ولو سلموني الموسيقى في يميني والشعرَ في شمالي على أن اتركَ الرحيلَ ما فعلتُ.. …

أكمل القراءة »

القاص “أنمار رحمة الله” : (عودة الكومينداتور)

عن دار تموز في دمشق صدرت مجموعة قصص قصيرة بعنوان (عودة الكومينداتور) (100 صفحة) . ضمت المجموعة (34) نصاً ضمها قسمان . حمل الغلاف الأخير شهادات بحق القاص للقاصين وارد بدر السالم وحامد فاضل ، والناقدين بشير حاجم وحسين علي عبيد. قال الناقد بشير حاجم: في هذه المجموعة, للقاص انمار رحمة الله, ثمة مزيتان فاعلتان, اشتغال واع واختيار ذكي. الاشتغال …

أكمل القراءة »