رؤيتك
* هل أنت صديق للمرأة؟
– نعمْ، بلْ وأُحاولُ أَنْ أَكونَ هكَذا فِي كلِّ حالاتِها، علَى الرَّغمِ مِن أَنَّ مسأَلةَ الصَّداقةِ بينَ المرأَةِ والرَّجلِ قدْ تتعدَّى هذَا المفهومَ إِلى إِحالاتٍ وحالاتٍ أُخرى نَعرفها جميعًا.
* من هي المرأة القوية بنظرك؟
– لمْ أَعرفْ “مفهومَ القوَّةِ” هُنا فِي هذَا السُّؤالِ؛ هلْ يَعني العقليَّةَ؟ أَم الجسديَّةَ؟ أَم الشَّخصيَّةَ؟ أَم …؟ أَعرفُ أَنَّ أَغلبَ الظَّنِ، بلِ الاعتقادَ لدَى المجتمعِ، أَنَّها المرأَةُ “المسترجلةُ” الَّتي تستطيعُ فرضَ نفسِها بلسانِها وتصرُّفاتِها مثلاً! أَنا أَفهمُ أَنَّ المرأَةَ القويَّةَ هيَ الَّتي تتمتَّعُ بِقوى العقلِ والقلبِ والنَّفسِ والرُّوحِ، وتسخِّرُ كلَّ هذَا مِن أَجلِها أَوَّلاً، لكيْ تستطيعَ بتلكَ القوَى أَنْ تعلِّمَ الرَّجلَ أَنَّها توأَمُه الإِنسانيُّ.
* من هي المرأة الأنثى؟
– هيَ المرأَةُ الَّتي تدركُ أَنَّها إِنسانةٌ أُنثى، لأَنَّ الأُنوثةَ كنزٌ سماويٌّ يشكِّلُ لهَا مصدرَ غنًى، وهيَ فِي الوقتِ نفسهِ قوَّةٌ محفِّزةٌ لتحقيقِ ذاتِها، بدونِ أَنْ تنتظرَ طويلاً الفُتاتَ مِن المجتمعِ الذَّكريِّ، علَى أَنْ لاَ تُسخِّرها وسيلةً جسديَّةً فِي غيرِ زمانِها ومكانِها، لأَنَّ الأُنوثةَ تشبِهُ الأَلوانَ الخلاَّبةَ الَّتي تجمِّلُ أَجنحةَ الفراشةِ، وأَيُّ لمسٍ يُذهِبُ هذهِ الأَلوانَ، ولنْ يكونَ بالإِمكانِ إِعادتُها إِلى مكانِها أَبدًا.
* من هي المرأة الذكية؟
– هيَ المرأَةُ الَّتي تستطيعُ، بشكلٍ حقيقيٍّ، أَنْ تمزجَ معًا؛ العقلَ، والعاطفةَ، والأَحاسيسَ، والأُنوثةَ، والثَّقافةَ، وغيرَها، فِي كيانِها، لتكونَ هيَ علَى حقيقتِها؛ حقيقةِ المرأَةِ الَّتي هيَ العضوُ الإِنسانيُّ الآخرُ فِي الحياةِ.
* هل تؤيد مشاركة المرأة في صنع القرارات السياسية والقانونية الحاسمة؟
– نعمْ؛ لأَنَّها العضوُ الآخرُ فِي المجتمعِ، تحتَ العنوانِ الواحدِ؛ الإِنسانُ، ولأَنَّ القراراتِ تؤثِّرُ عليْها كمَا تؤثِّرُ علَى الرَّجلِ، لذَا لاَ بدَّ مِن مشاركتِها الأَكيدةِ والفاعلةِ. ثَمَّ ملاحظةٌ مضمونُها أَنَّ الكثيرَ مِن الرِّجالِ يرونَ أَنَّ المرأَةَ عاطفيَّةٌ فِي التَّكوينِ، لهذَا نراهُم يقصونَها عَن مثلِ هذهِ القراراتِ، وأَنا أَرى أَنَّ هذهِ النَّظرةَ ناقصةٌ جدًّا، كمَا لاَ يمكِنُ تعميمُ أَنَّ الرَّجلَ عقلانيٌّ دائمًا؛ المسأَلةُ تتعلَّقُ بالشَّخصِ نفسهِ، امرأَةً كانَ أَمْ رجلاً.
* هل تحكم على المرأة من مظهرها الخارجي؟ كيف؟
– الملاحظةُ العموميَّةُ أَنَّ معظمَ النِّساءِ فِي مراحلِهنَّ المختلفةِ، تُبدي اهتمامًا كبيرًا جدًّا بمظهرِها الخارجيِّ، بلْ وتعطيهِ مِن الوقتِ والمادَّةِ والجهدِ مَا لاَ تعطيهِ لأَشياءَ أُخرى مهمَّةٍ جدًّا فِي حياتِها ولهَا. المظهرُ مهمٌّ، ولكنَّهُ ليسَ الأَهمَّ، وليسَ هوَ كلَّ شيءٍ فِي حياتِها.
* يقول البعض إن المرأة قد أخذت أكثر من حقها؟ ماذا تقول أنت؟
– المسأَلةُ نسبيَّةٌ وليستْ مطلَقةً؛ حيثُ تختلفُ مِن امرأَةٍ إِلى أُخرى، ومِن دولةٍ إِلى أُخرى، ومِن بيئةٍ إِلى أُخرى، إِلى أَصغرِ الكياناتِ الاجتماعيَّةِ وهيَ الأُسرةُ، وغيرُ هذَا وذاكَ منَ العواملِ المؤثِّرةِ بشكلٍ مباشرٍ وغيرِ مباشرٍ علَى المرأَةِ.
نساء العالم
* من هي أهم شخصية نسائية عالمية بنظرك؟
– السَّيِّدةُ (خديجةُ بنتُ خُويلد) زوجةُ الرَّسولِ محمَّدٍ (صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم)، والكلُّ يعرفُ دورَها المهمَّ جدًّا فِي احتضانِ الرَّسولِ الكريمِ أَكثرَ مِن كونِها زوجةً لهُ، بعدَ أَوَّلِ نزولٍ للوحيِ عليهِ، والحالةِ الَّتي كانَ عليْها، والكلامِ القرآنيِّ الأَوَّلِ الَّذي سمعتهُ منهُ. لاَ أَعتقدُ أَنَّ امرأَةً أُخرى كانتْ ستفعلُ مَا فعلتهُ آنذاكَ.
* وأهم شخصية نسائية عربية؟
– السَّيِّدةُ (هُدى شَعراوي)؛ إِذ كانتْ ناشطةً فِي مجالِ حقوقِ المرأَةِ، وأَوَّلَ مَن نادَى بتحريرِ المرأْةِ المصريَّةِ، وكانتْ لهَا مشاركةٌ مهمَّةٌ جدًّا فِي ثورةِ (1919)، وقادتْ أَوَّلَ تظاهرةٍ نسائيَّةٍ ضدَّ الإِنجليزِ فِي الأَيَّامِ الأُولى للثَّورةِ، وغيرُها مِن النَّشاطاتِ المهمَّةِ الَّتي أَثبتتْ قدرةَ وجدارةَ المرأَةِ العربيَّةِ علَى إِحداثِ تغييرٍ فِي المجتمعِ والواقعِ العربيِّ، إِنْ هيَ أَرادتْ أَنْ يكونَ لهَا هذَا الدَّورُ المهمُّ.
* أهم شخصية نسائية في بلدك؟
– الشَّاعرةُ فَدوى طَوقان؛ هيَ لمْ تكنْ شاعرةً فقطْ، بلْ كانتْ مثالاً للمرأَةِ فِي حالاتِها المتعدِّدةِ الَّتي نعرفُ، علَى الرَّغمِ مِن فشلِها العاطفيِّ، والأُسريِّ، وغيرهِ. لقدْ زرتُها كثيرًا حيثُ كنتُ جارَها، وعرفتُها عَن قربٍ جدًّا، ولاَ أَجدُ أَفضلَ مِن أَنْ أَقولَ عنهَا: إِنَّها المرأَةُ الإِنسانةُ بكلِّ معنَى هذهِ الكلمةِ.
* اذكر عالمة معاصرة (أو أكثر) تعرفها؟
– لاَ أَتذكَّرُ الآنَ سِوى العالمةِ (هيلين كيلر)، والَّتي يعرفُها الكثيرُ مِن النَّاسِ فِي العالمِ بأَنَّها لمْ تكنْ تسمعُ، أَو تَرى، أَو تتكلَّمُ، إِضافةً إِلى إِعاقاتِها الأُخرى، وعلَى الرَّغمِ مِن هذَا، فقدْ حقَّقتِ الكثيرَ للإِنسانيَّةِ.
* اذكر اسم كاتبة عالمية تقرأ لها؟
– أَقرأُ لأَكثرَ مِن شاعرةٍ وكاتبةٍ عالميَّةٍ، وإِنْ كانَ لاَ بدَّ مِن ذكرِ واحدةٍ، فهيَ الشَّاعرةُ والرّوائيَّةُ الأَمريكيَّةُ مِن أَصلٍ أَفريقيٍّ (أَليس وولكر)، والَّتي ترجمتُ لهَا عدَّةَ نصوصٍ.
* كتاب لا تنساه كتبته امرأة؟
– هوَ كتابُ “الجنسُ الآخرُ” للكاتبةِ الفرنسيَّةِ (سيمون دي بوفوار)، وهوُ أَوَّلُ كتابٍ قرأْتُه عَن المرأَةِ فِي بداياتِ رِحلتي الشِّعريَّةِ والأَدبيَّةِ، وهوَ مِن أَهمِّ الكتبِ، إِن لمْ يكنْ أَهمَّ واحدٍ، الَّتي تتحدَّثُ عَن المرأَةِ فِي حالاتِها المتعددة، ولمْ أَقرأْ، بعدُ، كتابًا بِهذا المستوَى مِن الفكرِ والتَّحليلِ والتَّجربةِ والواقعيَّةِ المتعلِّقةِ بشؤونِ المرأَةِ.
* أهم إعلامية على صعيد العالم؟
– أَعتقدُ أَنَّها الإِعلاميَّة الأَمريكيَّةُ (أُوبرا وينفري) الَّتي كانَ لهَا برنامجُ “أُوبرا شو”، والَّتي اعتزلتْ حديثًا. لاَ شكَّ أَنَّ ظروفَ الحياةِ هناكَ أَتاحتْ لهَا أَن تقدِّمَ هذَا البرنامجَ كمَا كنَّا نشاهدهُ، ولاَ شكَّ أَيضًا أنَّنا قدْ لاَ نستطيعُ الوصولَ إِلى إِنجازِ مثلِ هذَا البرنامجِ فِي الواقعِ العربيِّ، ولكنَّني أَتمنَّى وأَنشدُ أَن يكونَ لنَا مثلُه عربيًّا، لأَنَّهُ يتغلغلُ فِي صميمِ حياةِ كثيرٍ مِن النَّاسِ، ويقدِّمهمْ علَى حقيقتِهم عرضًا وتحليلاً ومعالجةً.
* أهم إعلامية عربية؟
– الشَّاعرةُ والباحثةُ والإعلاميَّةُ (بروين حبيب)، وإِنْ كنتُ أُضيفُ الإِعلاميَّةَ (هالة سرحان).
* أقوى سيدة أعمال؟
– للأَسف، لاَ أَعرفُ.
علاقتك بالمرأة
* متى تكون المرأة مصدر سعادتك؟
– عِندما أَراها سعيدةً، أَو أَستطيعُ إِسعادَها، لأَنَّ الشُّعورَ بالسَّعادةِ- كمَا أُحسُّه- هوَ شعورٌ مشتركٌ، لاَ يمكِنُ أَنْ يشعرَ بهِ المرءُ وحدَهُ، تمامًا مثلَ الحبِّ المتبادلِ بينَ عاشقينِ، وليسَ مِن طرفٍ واحدٍ.
* ومتى تكون سبب تعاستك؟
– عِندما أَعرفُ أَنَّها علَى خطأٍ، وهيَ تعرفُ هذَا، ولكنَّها تُخفيهِ بإِصرارِ عنادٍ كنوعٍ مِن الإِخفاءِ، أَو التَّبريرِ، أَو المكابرةِ، أَو الفشلِ..
* ماذا تفعل لو صرخت المرأة بوجهك أو رفعت صوتها عليك؟
– غالبيَّةُ النِّساءِ لاَ تصرخُ أَو ترفعُ صوتَها مِن فراغٍ، وإِلاَّ لمَا كانتِ امرأَةٍ. أَطلبُ مِنها أَنْ تخفضَ صوتَها حيثُ أَكونُ أَمامَها أَو قريبًا مِنها، وأَنْ تقولَ عَن سببِ صراخِها، وإِنْ لمْ تقلْ، فإِنَّني أَبدأُ بمراجعةِ نفسِي إِذا كانَ صراخُها موجهًا لِي شخصيًّا، فقدْ أَكونُ فعلتُ شيئًا مَا ضايقَها بشدَّةٍ.
* متى تستحق المرأة شفقتك؟
– تستحقُّها طوالَ الوقتِ، وليسَ فِي موقفٍ معيَّنٍ، وأُحبُّ أَنْ أَجعلَها ممزوجةً بالحنانِ والحبِّ والعطفِ. كلَّما أَعطى الرَّجلُ المرأَةَ مِن هذَا الخليطِ السِّحريِّ كلَّما عكستْهُ عليهِ بمثلهِ وأَكثرَ مِن خلالِ وجودِها إِلى جانبهِ فِي كلِّ شؤونهِ وظروفهِ وأَحوالهِ.
* متى تعنّفها؟ وما حدود هذا التعنيف؟
– ليسَ مِن طَبعي التَّعنيفُ عمومًا، وحتَّى معَ الرَّجلِ أَيضًا، حيثُ أُفكِّرُ بِالنَّتيجةِ أَكثرَ مِن الأُسلوبِ، وحيثُ أَنَّ أَيَّ تعنيفٍ سينتَهي ضجيجُه بعدَ حينِ هدوءٍ، ولذَا لاَ أَحتملُ أَن أُسجِّلَ عليَّ نقطةً سوداءَ، حتَّى وإِنْ كنتُ علَى صوابٍ معَها، طالمَا أَنَّ تلكَ النُّقطةَ قدْ لاَ تنمَحي أَبدًا مِن صدرِ المرأَةِ أَو الرَّجلِ، وطالمَا أَنَّ لديَّ أَساليبَ أَهدأَ وأَكثرَ فاعليَّةً.
* تعريفك للمرأة الأم؟
– مِن الصَّعبِ أَن أَجدَ تعريفًا مناسبًا للأُمِّ! أُجازفُ وأَقولُ: إِنَّها ظلُّ حنانِ يدِ اللهِ علَى الأَرضِ.
* والمرأة الأخت؟
– حالةٌ ضروريَّةٌ فِي حياةِ الرَّجلِ.
* والمرأة الزوجة؟
– خيرٌ لاَ بدَّ منهُ.
* والمرأة الحبيبة والملهمة؟ وهل يمكن أن تكون هي الزوجة أيضاً؟
– قصيدةٌ بحجمِ قلبِ الشَّاعرِ. نعمْ، يمكِنُ/ يجبُ أَنْ تكونَ، لاستكمالِ مَا قدْ لاَ يكتملُ فِي حياتِهِ.
* ما هي المرحلة العمرية التي ينتهي عندها شباب المرأة؟
– لاَ نكونُ مثاليِّينَ إِذا ذكَرنَا مقولةَ إِنَّ الشَّبابَ هوَ شبابُ الرُّوح والقلبِ والنَّفسِ. المرأَةُ تركِّزُ علَى مَا يُحدِثهُ العمرُ فِي وجهِها وجسدِها، ومَا يسبِّبُ لهَا هذَا مِن اضطراباتٍ وقلقٍ ومرضٍ! فتلجأُ كثيراتٌ منهنَّ إِلى إِجراءِ عمليَّاتٍ تجميليَّةٍ كيْ تقاومَ آثارَ غزوِ العمرِ. لاَ أَدري لماذَا تركِّزُ المرأَةُ علَى جمالِها المادِّيِّ فقطْ؟! هلِ المرأَةُ جمالٌ جسديٌّ فقطْ؟! معَ أَنَّ الشَّبابَ يمكنُ أَنْ تبقيهُ فِي شخصيَّتها، وثقافتِها، وسلوكِها، وكلامِها، وغيرِ هذَا وذاكَ.
* ومتى تنضج المرأة؟
– النُّضجُ مسأَلةٌ عقليَّةٌ وعاطفيَّةٌ وفكريَّةٌ وثقافيَّةٌ فِي آنٍ، وليسَ مسأَلةً بيولوجيَّةً فقطْ، وأَنا أَرى أَنَّ هذَا ليسَ لهُ علاقةٌ بالزَّمنِ العُمريِّ، ولاَ بالزَّمنِ العَام.
* هل تفضل أن يكون رئيسك في العمل رجلاً أم امرأة؟ ولماذا؟
– لاَ أُفضِّلُ رجلاً علَى امرأَةٍ، فالموضوعُ متعلِّقٌ بالنَّجاحِ الإِداريِّ الشَّخصيِّ إِذا أَفضى إِلى النَّجاحِ الإِداريِّ العَام بمختلفِ جوانبهِ الإِنسانيَّةِ والعمليَّةِ، والمفروضُ أَنْ يكونَ هذَا الرَّئيسُ إِنسانًا أَوَّلاً، ولديهِ القدرةُ علَى إِحداثِ توازنٍ إِيجابيٍّ بينَ متطلَّباتِ القوَّةِ البشريَّةِ والقوَّةِ الماديَّةِ فِي العملِ.
* من يكملك.. ابنك أم ابنتك أم هما معاً؟
– لاَ أَحدٌ يكملُ أَحدًا. أَميلُ كثيرًا إِلى مقولةِ (عمر بن الخطَّاب- وجدتُها منسوبةً إِلى عليِّ بن أَبي طالب): “لاَ تكرِهوا أَولادَكمْ علَى أَخلاقِكمْ فإِنَّهمْ خُلقوا لزمانٍ غيرِ زمانِكمْ”. بَناتي وأَولادي هُم أَصدقائي.
* أجمل كلمة تحب أن تسمعها من المرأة؟
– يَا شاعِري. لقدْ كتبتُ لهَا كثيرًا لدرجةِ أَنَّني أَنَّثتُ مِن أَجلِها حتَّى الأَشياءَ الجامدةَ حتَّى تكونَ شعرًا.
* وما لا تريد سماعها من المرأة؟
– أَكرهكَ. أَعتقدَ أَنَّ المرأَةَ حينَ تقولُ هذهِ الكلمةَ لرجلِها تكونُ فِي مُنتهى اليأْسِ منهُ.
نجوميّتها
* أجمل برنامج نسائي عالمي؟
– للأَسفِ، لاَ أَعرفُ.
* برنامج نسائي عربي تحرص على متابعته؟
– لاَ يوجدُ حتَّى الآنَ برنامجٌ نسائيٌّ عربيٌّ كمَا يجبُ أَنْ يكونَ بالنِّسبةِ إِلى المرأَةِ؛ أَنْ يُحدِثَ تأْثيرًا وفاعليَّةً وتغييرًا فِي المرأَةِ العربيَّةِ نحوَ الأَجدى والأَفضلِ. معظمُ البرامجِ تطرحُ قضايَا هامشيَّةً محدودةً، وأَزياءَ، ومطبخَ! هلِ المرأَةُ العربيَّةُ الحاليَّةُ بحاجةِ إِلى مثلِ هذهِ البرامجِ؟! أَلا تحتاجُ إِلى مَا هوَ أَكثرُ أَهمِّيةً مِن هذَا وذاكَ؛ إِلى تثويرِ الوعيِ أَوَّلاً؟!
* هل يمكن أن ترتبط بنجمة مشهورة؟
– إِذا كانَ الآنَ، فلاَ أَعتقدُ. لأَنَّ فِي القلبِ مَا يكفيهِ وأَكثرَ.
* من هي النجمة التي حلمت بها في مراهقتك؟
– الفنَّانةُ (نادية لطفي) فِي أَفلامِها الرُّومانسيَّةِ.
* من هي النجمة المشهورة التي ترى أنها بلا موهبة؟
– (غادة عبد الرَّازق).
* من هي الفنانة التي ترى أنها لم تأخذ ما تستحقه من الشهرة؟
– فِي التَّمثيلِ الفنَّانةُ (فردوس عبد الحميد)، وفِي الغناءِ المطربةُ (عفاف راضي).
* أجمل أغنية لمطربة عالمية؟
– أُغنيةُ “زهرةُ المدائنِ” للمطربةِ النَّادرةِ (فيروز). أَتمنَّى لَو تكونُ موسِيقاها النَّشيدَ الوطنيَّ الموحَّدَ لكلِّ الدُّولِ العربيَّةِ.
* وأجمل أغنية لمطربة عربية؟
– أُغنيةُ “ستّ الحبايب” للمطربةِ الرَّائعةِ (فايزة أَحمد). لاَ يمكنُ لِي أَن أَسمعَها إِلاَّ وتغرورقُ عينايَ وقَلبي بدموعِ الشُّكرِ والتَّقديرِ والضَّعفِ معًا.
* أهم فيلم سينمائي كانت بطلته امرأة؟
– فيلمُ “جميلةُ بوحيرد” للفنَّانةِ (ماجدة). واسمَحي لِي أَنْ أَذكرَ فيلمَ “كتَّاب الحريَّةِFreedom Writers” للممثِّلةِ (هيلاري سوانك Hilary Swank)، حيثُ يبرِزُ قدرةَ المرأَةِ، إِنْ أَرادتْ، علَى إحداثِ التَّغييرِ فِي المجتمعِ بطاقاتِها وإِصرارِها وتحمُّلِها علَى الرَّغمِ مِن المعيقاتِ الَّتي توضعُ فِي طريقِها.
حياتك معها
* ما هي عاداتك التي لا تحبها المرأة؟
– المبالغةُ فِي الأَشياءِ الَّتي أُحبُّها! فِي أَحايينَ كثيرةٍ تشعرُ أَنَّ هذهِ الأشياءَ تسبِّبُ إِهمالاً لهَا ولبيتِنا، أَو أَنْ تكونَ علَى حسابِ حصَّتِها منِّي/ معِي.
* وهل تحاول تغييرها؟
– أَعترفُ بأَنِّي أُحاولُ أَنْ أَفعلَ، ولكنِّي أَقولُ الصِّدقَ بأَنَّني أَفشلُ كثيرًا بدونِ إِرادتي. مثلاً: الشِّعرُ يأْخذُ كثيرًا مِن وَقتي، هوَ يحتاجُ هذَا، وهوَ حالةٌ لاَ يمكِنُ التَّحكُّمُ بوقتِها مخاضًا وولادةً وحضانةً ونُضجًا، فهوَ عملٌ إِبداعيٌّ غيرُ مؤطَّرٍ بجدولٍ زمنيٍّ ولاَ مكانٍ محدَّدٍ.
* متى وأين تحب أن ترى المرأة دون زينة وتجميل؟
– فِي حديقةٍ ووقتِ ربيعٍ، لأَنَّها تكونُ أَجملَ مِن أَيَّةِ زهرةٍ، وأَرقَّ مِن أَيَّةِ فراشةٍ، وأَعذبَ مِن أَيَّةِ عصفورةٍ! هناكَ وفِي ذاكَ الوقتِ، أَملأُ عينيَّ مِنها وبِها، وأَنا صامتٌ لاَ أَقدرُ أَرى أَو أَسمعَ سِواها! لستُ رومانسيًّا حالمًا بامتيازٍ كمَا قدْ يُوحي كَلامي، ولاَ لأَنَّني شاعرٌ، بلْ لأَنَّني أَراها هكذَا بعيونِ قَلبي لاَ بمَخيلتِي.
* متى تتجنب مصارحة المرأة بعيوبها؟
– المرأَةُ أَكثرُ حساسيةً مِن الرَّجلِ فِي كثيرٍ مِن المواقفِ والظُّروفِ، ومصارحتُها بعيوبِها كثيرًا مَا تُشعرُها بجرحٍ عميقٍ. أَميلُ أَحيانًا كثيرةً إِلى عدمِ مصارحتِها بعيوبِها، لعلَّها تعرفُها بنفسِها وتتخلَّصُ مِنها، وإِن كانَ ولاَ بدَّ مِن مصارحتِها، فأَنا أُحاولُ انتقاءَ الأُسلوبِ المناسبِ، والوقتِ المناسبِ، والمكانِ المناسبِ، واللُّغةِ المناسبةِ. أَعتقدُ بأَنَّنا نستطيعُ قولَ الأَشياءِ بغيرِ أُسلوبٍ وبغيرِ كلماتٍ. مَا الفرقُ فِي أَثرِ العباراتِ الآتيةِ علَى المشاعرِ النَّفسيَّةِ لأَحدٍ مَا، ولَو كانَ كاذبًا، حين نقولُ لهُ بعدَ أَنْ نعرفَ: أَنت كاذبٌ! أَنتَ غيرُ صادقٍ! كلامُكَ غيرُ صحيحٍ! أَلاَ يوجدُ فرقٌ ظاهريٌّ كبيرٌ بينَ كلِّ عبارةٍ علَى الرَّغمِ مِن أَنَّها تحملُ المعنَى ذاتهُ، وبالتَّالي تُحدِثُ اختلافًا متعدِّدًا فِي الأَثرِ النَّفسيِّ عليهِ؟! هذَا الأُسلوبُ نتعلَّمهُ مِن (القرآنِ الكريمِ) كمَا أَرى فِي هذهِ الآيةِ الكريمةِ: {يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ}. لمْ يقلْ: للأُنثى نصفُ حظِّ الذَّكرِ، لكيْ لاَ تُحدِثَ كلمةُ النِّصفُ فِي الأُنثى شعورًا بالنَّقصِ، واللهُ أَعلمُ.
* هل تتنازل عن مقعدك أو تعطي دورك في الطابور لامرأة غير جميلة؟
– لمَ لاَ. ثُمَّ أَنَّهُ لاَ توجدُ امرأَةٌ جميلةٌ وأُخرى غيرُ جميلةٍ (معظمُ الرِّجالِ يقيسونَ جمالَ المرأَةِ بقدرِ ما تعكسهُ مِن إِثارةٍ)، لأَنَّ مفهومَ الجمالِ (بعموميَّتهِ، بِما فيهِ نسائيَّتهِ) هوَ مسأَلةٌ نسبيَّةٌ تختلفُ مِن عينِ شخصٍ لآخرَ. هذَا مِن إِبداعِ اللهِ بِأَنْ جعلَ النِّساءَ لاَ تتشابَهُ كمَا تتشابَهُ، مثلاً، الطُّيورُ ذاتُ النَّوعِ الواحدِ.
* هل تماديت يوماً في مغازلة امرأة جميلة؟
– ربَّما، ولكنِّي لاَ أَذكرُ بأَنِّي فعلتُ هذَا حتَّى فيِ مراهقتِي. أَجدُ أَنَّ التَّماديَ بحدِّ ذاتهِ (ولَو كانَ فِي أَمرٍ مرغوبٍ) تضييقٌ علَى حريَّةِ الآخرينِ. قدْ أَتمادَى فِي مغازلتِها فِي مخيَلتي وقصيدَتي؛ أَلمْ تَقلِ العربُ: “أَعذبُ الشِّعرِ أَكذبُه” وبالعكسِ! حيثُ أَفهمُ الكذبَ فِي الشِّعرِ أَنَّهُ تحليقُ المخيلةِ إِلى مَا بعدَ الكذبِ والصِّدقِ أَيضًا، لاَ بِمعنى الكلمةِ أَنَّهُ عكسُ الصِّدقِ.
* وهل تختلق المواقف كي تتحدث معها؟
– إِنْ كانتْ هناكَ ضرورةٌ ملحَّةٌ وهيَ لاَ تُعطي بالاً لهَا. كذلكَ لاَ أَذكرُ بأَنَّني كنتُ البادئَ فِي الحديثِ أَو العلاقةِ معَها. قدْ أُطلقُ إِشاراتٍ وتلميحاتٍ مَا، ولكنِّي لاَ أُبادرُ مباشرةً. أَشعرُ أَنَّ المبادرةَ معَ امرأَةٍ غيرِ الَّتي تخصُّني انتهاكٌ لهَا.
* ما الذي لا يعجبك في مظهر المرأة؟
– تقبيحُ الجمالِ الممنوحِ لهَا مِن اللهِ بافتعالِ جمالٍ مصنَّعٍ. أَتمنى أَن تدركَ المرأَةُ أَنَّ جمالَ شكلِها لاَ يُغني عَن جمالِ مضمونِها، فكلاهُما جزءٌ مِن الآخرِ. تستطيعُ المرأَةُ، لَو أَرادتْ، أَنْ تغيِّرَ مفهومَ جمالِها الشَّكليِّ لدَى الرَّجلِ تدريجيًّا، وأَنْ تجعلَهُ يَرى بعينيهِ مَا فِي داخلِ سطحِها الخارجيِّ المشتَهى فقطْ، حيثُ إِنَّ الأُنوثةَ تكمنُ فِي داخلِها وتنبعُ منهُ؛ الأَنوثةُ سلوكٌ عقليٌّ وعاطفيٌّ، وليسَ رغبويًّا فقطْ.
* هل ترغب في رؤية المرأة على طبيعتها وبدون تجميل؟
– نعمْ، بلْ وأُحبُّ أَنْ أَرى المرأَةَ فِي كلِّ حالاتِها؛ ينبعُ هذَا مِن شهوةِ المعرفةِ الَّتي لاَ تبلغُ سنَّ يئسِها لديَّ، وقراءةِ الإِنسان باستمرارٍ فِي كلِّ تغيُّراتهِ الشَّخصيَّةِ والعموميَّةِ. أَعتبرُ نفسِي قارئًا جيِّدًا للمرأَةِ، لأَنَّني واكبتُها منذُ طفولتِي وللآنِ.
* هل يضايقك مرافقة المرأة في مشاوير التسوق؟
– أَنا هادئٌ وصبورٌ وصموتٌ فِي طبيعتِي وخُلقِي. قدْ أَتضايقُ فِي داخِلي حينَ أَشعرُ بعبثِ تصرُّفِها وتقلُّبِها الكثيرِ فِي السُّوقِ وهيَ تعرفُ ذلكَ، ولكنَّني لاَ أُشعِرُها بشعورِي، ولاَ أُصرِّحُ لهَا، وإِنْ كانَ وجهِي يفضحُ داخِلي أَحيانًا.
* ما الذي يلفت نظرك في طريقة أكل المرأة؟
– أَتصدِّقينَ بأَنَّني لاَ أَنظرُ إِلى طريقةِ مَن يأْكلُ أَمامِي أَو معِي! عمومًا؛ يُضايقني أَنْ أَرى شخصًا؛ امرأَةً كانَ أَم رجلاً، يأْكلُ بسرعةٍ، ويتركُني وحدِي علَى المائدةِ.
* ما الذي ترفضه في سلوك المرأة معك؟
– صخبُها المرتفعُ، وشَكواها المستمرَّةُ فِي غيرِ محلِّها، وكثرةُ تردُّدها فِي أَشياءَ لاَ تحتاجُ التَّردُّدَ، وسرعةُ الحكمِ علَى الأَشياءِ بدونِ دراستِها والبحثِ فِيها، وعدمُ الثِّقةِ فِي نفسِها والآخرينَ.
* هل تعجبك المرأة ذات الأظافر الطويلة؟
– هذَا شأْنٌ شخصيٌّ لهَا، وهيَ تراهُ مكوِّنًا مِن مكوَّناتِ صناعةِ جمالِها، وأَنا لاَ أَرى أَنَّهُ يشيرُ إِلى دلالةٍ مُغايرةٍ.
* هل تعجبك المرأة ذات العقلية المنفتحة؟ والى أي حد؟
– بالتَّأْكيدِ، حدَّ أَنِّي أَتمنَّاها أَنْ تكونَ فِي كلِّ النِّساءِ عمومًا، وللعربيَّاتِ خصوصًا، والوعيُ حاجةٌ ماسَّةٌ. أَكرهُ الرِّجالَ الَّذينَ ينظرونَ إِلى المرأَةِ علَى أَنَّها أَقلُّ عنهمْ بكلِّ شيءٍ. ليستِ المرأَةُ أَداةً للرَّجلِ، وعليْها أَنْ لاَ تساعدَهُ فِي هذَا مطلقًا.
* هل تبدي ملاحظاتك على ما تختاره المرأة من ثياب وزينة؟
– بدونِ غضِّ النَّظرِ عمَّا أَقرَّهُ الإِسلامُ بخصوصِ لباسِ المرأَةِ، والرَّجلِ أَيضًا، فأَنا لاَ أُحبُّ التَّدخُّلَ فِي الأَشياءِ الشَّخصيَّةِ للإِنسانِ عمومًا، فهذهِ مِن هوامشهِ الَّتي تخصُّهُ، كمَا أَحترمُ رأْيَهُ حتَّى لَو كانَ مخالِفًا تمامًا عَن رأْيي. أُفضِّلُ أَنْ أَتركَ لهُ حريَّةَ الاختيارِ، فهوَ المسؤولُ الأَوَّلُ عَن حرِّيتهِ وأَثرِها علَى نفسِه وعلَى الآخرينَ، معَ أَملي بأَنْ يكونَ فِي مُستوَى حرِّيتهِ.
* هل الارتباط العاطفي بامرأتين في وقت واحد ممكن؟ هل يمكن أن تعيش هذه التجربة؟
– لاَ، فهذَا غيرُ ممكنٍ، لأَنَّ العاطفةَ تجاهَ امرأَةٍ لاَ تقبلُ القسمةَ إِلاَّ عليْها، وإِلاَّ فالخطأُ هوَ النِّفاقُ العاطفيُّ، وهوَ شيءٌ مدمِّرٌ للمرأَةِ، يتركُ أَثرًا رهيبًا فِي حياتِها وحياةِ مَن حولَها. بالنِّسبةِ إليَّ فإِنَّ هذَا غيرُ ممكنٍ، وهوَ لعبةٌ خاسرةٌ لاَ مَحالة.
* لو كشفت إحداهما الأمر وخيرتك بينها وبين الأخرى، أيهما تختار؟
– بافتراضِ حدوثِ هذَا؛ تكونُ الأُولى، لأَنَّ القلبَ هوَ الِّذي اختارَها، وهوَ الأَكثرُ صدقًا منِّي دائمًا.
نساء فوق العادة
* ما رأيك بالعمل التطوعي للمرأة؟
– عملٌ جميلٌ يضيفُ جمالاً عمليًّا مِن نوعٍ آخرَ إِلى شخصيَّتها، ودورِها، وفاعليَّتها، فِي المجتمعِ خصوصًا، والحياةِ عمومًا.
* ما هي أهم الجمعيات النسائية الخيرية في بلدك؟
– هيَ (جمعيَّةُ الاتِّحادِ النِّسائيِّ العربيِّ) الَّتي تأَسَّستْ فِي (نابلُس) سنةَ (1921)، ولمْ تزلْ فاعلةً فِي شؤونِ النِّساءِ والأَيتامِ وغيرِها حتَّى الآنَ.
* أهم شخصية نسائية تعمل في المجال الإنساني على صعيد العالم؟
– كانتِ الأَميرةُ (ديانا)، وحاليًّا لاَ أَعرفُ للأَسفِ، ولكنْ بالتَّأْكيدِ هناكَ شخصياتٌ نسائيَّةٌ مهمَّةٌ.
* أهم شخصية نسائية تعمل في المجال الإنساني في بلدك؟
– توجدُ بعضُ الشَّخصيَّاتِ، ولكنْ لاَ أَستطيعُ تحديدَ مَن هيَ الأَهمُ منهنَّ، لأَنَّ دورَ كلِّ منهنَّ جزئيٌّ.
مظلومات أم ظالمات؟
* هل يظلم الرجل العربي المرأة؟ وما حدود هذا الظلم إن وجد؟
– نعمْ، وإِلى حدٍّ كبيرٍ، ولكنْ لاَ يجبُ التَّعميمُ علَى كلِّ الرِّجالِ، فثَمَّ استثناءَاتٌ بالتَّأْكيدِ. هناكَ ظلمٌ لمْ يزلْ واقعٌ عليْها حتَّى بِما أَقرَّهُ اللهُ لهَا مِن حقوقٍ، ومَا زالَ كثيرٌ مِن الرِّجالِ لا يَعُونَ الحديثَ النَّبويَّ الشَّريفَ “النِّساءُ شقائقُ الرِّجالِ”، أَي أَنَّهنَّ مثيلاتُ الرِّجالِ إِلاَّ مَا استثناهُ الشَّارعِ؛ كالإِرثِ والشَّهادةِ وغيرِهما ممَّا جاءَتْ بهِ الأَدلَّةُ. علَى المرأَةِ العربيَّةِ أَن تعملَ علَى رفعِ الظُّلمِ عنْها خطوةً خطوةً، فالمرأَةُ الَّتي استطاعتْ أَنْ تجعلَ الرَّجلَ يتقبَّلُ شكلَها (الزَّوجةُ والابنةُ والأُختُ والقريباتُ) الَّذي تغيَّرَ مِن الخارجِ (بنطالٌ ضيِّقٌ جدًّا، وبلوزةٌ ضيِّقةٌ، معَ شالٍ يغطِّي رأْسَها كلَّهُ.. وهذَا الفعلُ الغريبُ!!!)، سوفَ يتقبَّلُ فِي المستقبلِ مَا هوَ أَسهلُ مِن هذَا.
* هل المجتمعات العربية قاسية على المرأة وظالمة لها؟ كيف؟
– ربَّما كانتْ فِي السَّابقِ، والآنَ إِلى حدٍّ مَا طبقًا لنوعِ المجتمعِ. وعلَى الرَّغمِ مِن أَنَّ المرأَةَ نالتْ قسطًا لاَ بأْسَ بهِ مِن التَّعليمِ، إِلاَّ أَنَّها لمْ تزلْ طاقةً غيرَ فاعلةٍ فِي المجتمعِ. المشكلةُ ليستْ فِي المرأَةِ وحدَها، بلْ فِي الرَّجلِ أَيضًا؛ قدْ تجدينَ رجالاً كثرًا متعلِّمينَ، ولكنَّهمْ ليسُوا مثقَّفينَ، وكذلكَ كثيرٌ مِن النِّساءِ المتعلِّماتِ، علَى الرَّغمِ مِن نسبةِ الأُميَّةِ الكبيرةِ فِي المجتمعِ العربيِّ ككلٍّ (أَعتقدُ بأَنَّ الأُميَّةَ لمْ تعُدْ تعني فِي عصرِنا عدمَ القراءةِ والكتابةِ، بل تعنِي أَيضًا عدمَ الوعيِ والإِدراكِ والثَّقافةِ). إِنَّ رفعَ القسوةِ والظُّلمِ يأْتي بفعلِ التَّثقيفِ الذَّاتيِّ والعَام لإِحداثِ التَّغييرِ الإِيجابيِّ فِي الإِنسانِ والمجتمعِ، ليسَ علَى مُستوى المرأَةِ فقطْ، بلْ علَى مُستوى الرَّجلِ أَيضًا، فكِلاهما عليهِ هذَا الواجبُ المهمُّ جدًّا.
* هل قوانين العمل عندنا مجحفة بحق المرأة؟
– أَرى أَنَّهُ لمْ يزلْ هناكَ تحايلٌ علَى قوانينِ العملِ ضدَّ المرأَةِ العاملةِ، مِن حيثُ الأَجرِ الأَقلِّ عَن الرَّجلِ، علَى سبيلِ المثالِ. أَضيفي نسبةَ البطالةِ العاليةِ فِي المجتمعِ العربيِّ الَّتي تجعلُ سوقَ العملِ فائضًا بالرِّجالِ مِن حيثُ العمالةِ، وهذَا يبخسُ مِن حقَّ المرأَةِ فِي العملِ والأَجرِ أَكثرَ فأَكثرَ، معَ الإِقرارِ بأَنَّنا بحاجةٍ إِلى نهضةٍ تنمويَّةٍ فِي كلِّ شيءٍ. لِي ملاحظةٌ سمعتُها مِن نساءٍ كثيراتٍ لاَ بأْسَ مِن أَنْ أُوردَها هُنا تتعلَّقُ بأَنَّ معظمَ النِّساءِ العاملاتِ تتمنَّى وترغبُ بشدَّةٍ أَنْ تعودَ إِلى البيتِ، بسببِ الإِرهاقِ المزدَوجِ فِي البيتِ والعملِ، وأَنَّ البقاءَ فِي البيتِ أَفضلُ لهَا كثيرًا، حيثُ يأْتِيها الزَّوجُ بمعظمِ مَا تريدُ وهيَ ملكةٌ فِي مملكتِها.
* وهل قوانين السفر في بعض بلداننا العربية ظالمة؟ كيف؟
– تقصدينَ بخصوصِ المرأَةِ؟ إِذا كانَ هذَا مَا تقصدينهُ، فإِنَّهُ حسبَ مَا أَعلمُ أَنَّها فِي بعضِ بلدانِنا العربيَّةِ. ربَّما لمْ يزلْ لهمْ تفسيرٌ دينيٌّ بِهذا الشَّأْنِ كمَا جاءَ فِي الحديثِ النَّبويِّ، وربَّما لحصارِ المرأَةِ أَكثرَ!
* هل تحصل المرأة العربية الكفؤة على فرصتها في سوق العمل بغض النظر عن شكلها أو مظهرها؟
– للأَسفِ أَنَّ درجةَ الكفاءَةِ الشَّكليَّةِ/ المظهريَّةِ للمرأَةِ لمْ تزلْ تُعتمدُ فِي كثيرٍ مِن المؤَسَّساتِ العربيَّةِ وكافيةٌ للتَّعيينِ. لاَ أَدري متَى يغيِّرُ الرَّجلُ العربيُّ نظرتَهُ للمرأَةِ علَى أَنَّها ليستْ كيانًا جسديًّا شهيًّا يرضاهُ، ولكنْ لاَ يرضاهُ فِي أَهلهِ؟! (يقولُ عمرُ بن الخَّطاب: عفُّوا تعففْ نِساؤكمْ). كذلكَ لاَ أَدري متَى تخفِّفُ المرأَةُ بنفسِها مِن المبالغةِ فِي شكلِها ومظهرِها الباعثِ علَى الإِثارةِ لكيْ لاَ تظلَّ هذهِ النَّظرةُ مكرَّسةً فِي عينِ الرَّجلِ؟!
* تتهم المرأة ببحثها عن الزوج الثري؟ ما مدى صحة هذا الاتهام؟
– هذهِ حالةٌ قليلةٌ فِي مجتمعاتِنا العربيَّةِ لاَ يمكِنُ تعميمُها علَى النِّساءِ كلهنَّ نظرًا لإِمكاناتِ الرَّجلِ العربيِّ الفقيرةِ، وهيَ حالةٌ متعلِّقةٌ أَكثرَ بالمجتمعِ الأَرستقراطيِّ الَّذي يريدُ أَنْ يظلَّ المالُ يدورُ فِي دائرتهِ. أَعرفُ أَنَّ المرأَةَ تبحثُ عَن الرَّجلِ الَّذي يستطيعُ أَنْ يوفِّرَ لهَا كلَّ مَا تريدُ لهَا ولبيتِها، وأَحيانًا تفعلُ بِهذا عرْضًا أَمامَ مَن لهَا علاقةٌ بهنَّ! لكنَّها كثيرًا مَا تقبلُ برجلٍ موظَّفٍ علَى درجةٍ عاديَّةٍ أَو عاملٍ مثلاً، مِن بابِ أَنْ لاَ يفوتَ القطارُ وهيَ لمْ تزلْ فِي حالةِ انتظارِ المجهولِ مِن الرِّجالِ، وربَّما مِن مقولةِ “مصيرُ المرأَةِ مهمَا وصلتْ فهيَ إِلى بيتِ زوجِها سترًا لهَا”، وأُعلِّقُ علَى “سترًا لهَا”، وكأَنَّ المرأَةَ العربيَّةَ عمومًا فضيحةٌ مفخَّخةٌ!
* بنظرك ما هي أهم حقوق المرأة العربية التي لم تحصل عليها للآن؟
– حقُّ الحبِّ، وحقُّ اختيارِ الزَّوجِ لاَ أَنْ تكونَ مثلَ بضاعةٍ تنتظرُ شاريًا، وحقُّ تحديدِ مسارِ حياتِها، وحقُّ الإِرث الشَّرعيِّ، وحقُّ التَّصويتِ، وحقوقُ العملِ مثلَ الرَّجلِ… المهمُّ أَنْ تُخرِجَ المرأَةُ ذاتَها مِن الشَّكلِ الخارجيِّ المصنوعِ بمبالغةٍ وإِثارةٍ أَمامَ المرآةِ، كيْ لا يُنظرَ إِليها علَى أَنَّها لعبةٌ للرَّجلِ، وأَنْ تكرِّسَ مِن وقتِها المتاحِ علَى تحقيقِ حقوقِها المشروعةِ.
* وما هي سبل الحصول على هذه الحقوق؟
– دورُ المرأَةِ نفسهِ؛ الحريَّةُ لاَ تُمنحُ، بلْ تُؤخَذُ. يجبُ أَنْ تسعَى المرأَةُ العربيَّةُ إِلى تحقيقِ حقوقِها المشروعةِ، لأَنَّ الأَنظمةَ السَّائدةَ لنْ تُقِرَّ لهَا هذهِ الحقوقَ، ولأَنَّ الرَّجلَ العربيَّ عمومًا لنْ يساعدَها فِي الحصولِ عليْها، فهوَ لمْ يزلْ فِي عقليَّتهِ وتكوينهِ النَّفسيِّ والاجتماعيِّ لاَ يطيقُ منافسةَ المرأَةِ لهُ.
* ما هي نسبة الرجال الذين يرون أن للمرأة العربية حقوقاً لم تنلها بعد؟
– مَا نسبةُ الرِّجالِ العربِ الَّذينَ يرونَ أَنَّ للمرأَةِ العربيَّةِ حقوقًا وقدْ دخلُوا فِي القرنِ الواحدِ والعشرينَ؟! علَى المرأَةِ العربيَّةِ أَنْ تحدِّدَ حقوقَها، وأَنْ تكونَ حقوقًا حقيقيَّةً واجبةَ المنالِ.
ماذا تعرف عنهن؟
* نوال المتوكل.
– أَوَّلُ عدَّاءَةٍ عربيَّةٍ بطلةٍ مِن المغربِ تشاركُ فِي الأَلعابِ الأُولمبيِّةِ، وتنالُ ميداليةً ذهبيَّةً، كأَنَّها فتحتِ البابَ أَمامَ المرأَةِ العربيَّةِ للمشاركةِ فِي تلكَ الأَلعابِ، وإِطلاقِ مواهبِها وقدراتِها.
* نزيهة الدليمي.
– امرأَةٌ عربيَّةٌ عراقيَّةٌ ناشطةٌ فِي حقوقِ المرأَةِ، ورائدةٌ مِن رائداتِ العملِ النِّسائيِّ منذُ الأَربعينيَّاتِ مِن القرنِ الماضيِّ، وقدْ كانتْ طبيبةً أَيضًا.
* الأم تريزا.
– ممرِّضةٌ تحوَّلتْ إِلى راهبةٍ ممرِّضةٍ، وقدْ عمِلتْ فِي الهندِ فِي مساعدةِ الأَطفالِ المشرَّدينَ والمعدمينَ هناكَ، وفِي أَماكنَ أُخرى مِن العالمِ.
* فرجينا وولف.
– روائيِّةٌ وكاتبةٌ بريطانيَّةٌ، لهَا العديدُ مِن الرّواياتِ الشَّهيرةِ والدِّراساتِ النَّقديَّةِ. توفيِّتْ منتحرةً بسببِ معاناتِها النَّفسيَّةِ منذُ أَوائلِ حياتِها.
* بناظير بوتو.
– شخصيَّةٌ سياسيَّةٌ باكستانيَّةٌ، دخلتْ عالمَ السِّياسةِ للدِّفاعِ عَن والدِها (ذو الفقار علي بوتو) بعدَ مقتلهِ. شغلتْ منصبَ رئيسةِ وزراءِ باكستانَ مرَّتين، فكانتْ أَوَّلَ امرأَةٍ تصلُ إِلى هذَا المنصبِ فِي بلدٍ إِسلاميٍّ.
أسرارك
* من هي المرأة التي أبكتك؟
– امرأَةُ الحبِّ الحقيقيِّ/ زَوجتي (فاتن)؛ لمْ تجعلْني أَبكي، بلْ بكيتُ بإِجلالٍ مِن أَبيضِ قلبِها، وعظمةِ دورِها، وسخاءِ عطائِها، ونكرانِها لذاتِها، وتحمُّلِها لشَتاتي خلالَ مشوارِي الشِّعريِّ، ولمْ تزلْ.
* أول حب طرق قلبك؟
– كانَ مراهقةً حينَ كنتُ طالبًا فِي المرحلةِ الإِعداديَّةِ، ولا أَعتبرهُ حبًّا.
* وآخر حب؟
– هوَ أَوَّلُ وآخرُ حبٍّ؛ صَديقتي وزَوجتي ورَفيقتي فِي الحياةِ والشِّعرِ (فاتن).
* يقول المثل الإنكليزي “كل شيء جائز في الحب والحرب” All is fair in love and war ماذا تقول أنت؟
– لاَ أُوافقُ علَى هذَا المثلِ، إِذ شتَّانَ مَا بينَهما! كمْ أَتمنَّى أَن أُسقِطَ حرفَ (الرَّاءِ) مِن كلمةِ (الحربِ)، فلاَ يعودُ لهَا وجودٌ إِلى الأَبدِ.
* لو خيروك في الحب بين أن تكون ظالماً أو مظلوماً.. أيهما تختار؟ وأيهما جربت؟
– بالتَّأْكيدِ أَختارُ أَنْ أَكونَ مظلومًا لشدَّةِ مَا أَمقتُ الظُّلمَ. أَنا لمْ أُجرِّبْ.
* يقولون: إن المرأة هي التي تختار الرجل الذي سيختارها، هل اختارتك زوجتك أم أنت من اختارها؟ وهل كان اختياراً سليماً؟ هل تشعر بالندم؟
– مقولةٌ جميلةٌ جدًّا ومعبِّرةٌ. قَلبي اختارَ زَوجتي الَّتي اختارَني قلبُها. نعمْ، كانَ اختيارًا سليمًا وصائبًا وحكيمًا، حيثُ عرَفنا بعضنَا جيِّدًا، وتعلَّقنا بِنا منذُ بدايةِ الدِّراسةِ الجامعيَّةِ. لمْ أَشعرْ بالنَّدمِ مطلقًا، لأَنَّني لاَ أَعتقدُ أَنَّ امرأَةً/ زوجةً أُخرى تستطيعُ أَنْ تحلَّ محلَّها وتكونَ بديلاً عنْها إلاَّ هيَ.
* هل ترى أن العمر يمكن أن يباعد بين الرجل والمرأة، أم أن قلب الرجل لا يعترف بالزمن؟
– الرَّجلُ الحقيقيُّ ذُو الوعيِ لاَ يعترفْ بالزَّمنِ حينَ يعترفُ قلبُه بالمرأَةِ.
* هل تبحث بين النساء عن وجه أمك؟
– لمْ أَبحثْ فيهنَّ عنْ وجهِها، بلْ بحثتُ عَن أُسلوبِها الرَّاقي المختلفِ فِي التَّربيةِ والمعاملةِ والسُّلوك، ليسَ علَى مُستوى الأُسرةِ فقطْ، بلْ علَى مُستوى الأَقاربِ والجيرانِ وكلِّ مَن تعاملتْ معهمْ أَو تعاملُوا معَها.
* هل تتمنى لو أنك كنت امرأة؟
– بكلِّ تواضعٍ أَقولُ: بعقليَّتي، ومشاعرِي، وثقافتِي، وشاعريَّتي، و…، أَتمنَّى لَو كنتُ امرأَةً.
* بعد هذا العمر، هل ترى أنك قد فهمت المرأة؟
– أَحيانًا أَشعرُ بأَنِّي فهمتُها، وأَحيانًا أَشعرُ بأَنِّي فهمتُها كمَا تُريدني هيَ أَنْ أفهمَها، ولكنْ مهمَا فهمَ المرءُ المرأَةَ، فإِنَّ مِن طبيعتِها أَنْ يظلَّ فِيها غموضٌ/ سرٌّ خاصٌّ بِها، لاَ يمكِنُ لأَحدٍ أَنْ يجليَهُ/ يكشفَهُ طالمَا بقيتِ الحياةِ علَى هذِه الأَرضِ.
(سميرة التَّميمي/ لندن)