| اسماعيل ابراهيم عبد : تسيير الجُمَل في لغة ” أسقطُ سهواً” .

   ان الحديث عن شاعرة اعلامية يستدعي منّا استحضار (أدوات قراءة) خاصة ووسائل حضارية نابضة بالتجدد والقيم الرفيقة بالتطور العالمي فكراً وتقنيات . مناسبة قولنا هي المجموعة الشعرية ” أسقط سهواً ” للشاعرة علياء

اسماعيل ابراهيم عبد

المالكي(1), فهذه المجموعة تتزين بغلاف يحمل لوحة على هيئة مرآة مزقتها المرأة (علياء المالكي) , لتخرج الى العالم وتتبرأ من أحزانها الفردية أو الانسانية .

تُرى هل بمقدورها مغادرة أحزانها والتحرر منها كلها؟  ان كان هذا التحرر حقيقياً , فما الذي يجعلها طفلة تذوب بين أصابع حلوى؟ سنلاحظ ان جمل الشاعرة كلها تسيرها بتوازٍ بين الذات الفردية والاستشعار العدمي , على الرغم من            

لنتابع (شوكولا) شعر علياء المالكي بالتدرج الآتي :

أولاً : شجرة أم ثمرة , مشتهاة

ان الشاعرة علياء المالكي في نصها (كُنّا صغاراً)(**) تفتح به باب الخطوة الأولى لمجموعتها , تضع نبتة من حلوى , مودعة إياها طفلةً كَبُرتْ سريعاً تقول :

[كُنّا صغاراً نشتهي الحلوى

… وكُنّا

نصنعُ الأحلامَ في بيتٍ صغيرٍ

لمْ يكنْ بيتاً لنا

رأيتُ نفسي مستحيلاً

كان يرجو أن يكونَ ربما

واستدرتُ في طريقي لا أرى

في وجههِ إلّا أنا

إلّا أنا] ـ أسقط سهواً , ص5

هذه المقاطع الشعرية كأنها أُغنية لأُنشودة مدرسية بفارق ؛ ان الأناشيد المدرسية شدو جماعي , ولا يحتفي بالمناجاة الفردية , بينما من الواضح ان الشاعرة لم تهدف ان تكتب أُنشودة مدرسية لبنات الابتدائية , لكنها قصدت :

1 ـ ان تكون القصيدة شبه فطرية لتتشبه برقة الطفولة وعفوية القول والايماء الممثل بأدوات لغوية . أي (النقاط في الأسطر والحركات على أحرف الكلمات).

2 ـ هذه العفوية أتاحت للشاعرة ان تبوح بصدق تكوينها النفسي والعاطفي اللذين ما زالا بسن الثامنة عشر كأعوام زاحفة نحو سن السابعة لعمر الطفولة!.

3 ـ ثمة استدراك بكلمتي (كُنّا صغاراً) , ذلك هو نشتهي الحلوى , وهو استدرك لواقعة طفولية بشقين , اما ان الشاعرة تقصد (مازلنا صغاراً) , أو (مازلنا نشتهي الحلوى), وفي الحالين ثمة ندم على زمن قد أكل العمر , وندم أو تحسر على حلوى حلم طفلة ,لم تحقق عافيتها منه.

4 ـ الجزء الآخر من المقطع يثير جدلاً جديداً في (نصنعُ الأحلامَ في بيتٍ صغيرٍ/ لمْ يكنْ بيتاً لنا) , إذ كثيراً ما يصنع الأطفال بيوتاً , لكن (لم يكن بيتاً لنا) ليس من صنع طفلة , انما هو لسان طفلة يحتج على العالم والناس , كونهم هدّوا بيوت الطفولة , وكسروا أعمدة الحب التلقائي فيها , أُولئك الذين خرّبوا السكينة والمتعة واللهو البريء والتوق الى بيت (وطن صغير) , هو أبسط حق من حقوق الناس صغاراً وكباراً , البيت الوهمي هذا بيت الطفولة الوجدانية , بقي فكرة خربتها تغيرات الحياة , خربها الكبار!!. او المتكبرون!!.

5 ـ في كلمات أُخرى قليلة من المقطع , السابق تنصيصه , تشكل الشجرة ثمرة مشتهاة :

(رأيتُ نفسي مستحيلاً

كان يرجو أن يكون ربما).

الطفلة ـ الحلم ـ والحلوى والبيت شكلوا شجرة :ــ الطفلة جذعها , والبيت أغصانها , والحلوى والحلم ثمارها , التي لم تكن مشتهاة! … كّبُرَتْ الشجرة , وكَثُرَتْ ثمارها وزادتْ جرأتها في الارتفاع والارتقاء , حتى انها رأتْ نفسها مستحيلاً , لن تهب ثمارها إلّا لمستحيل يشبهها … لكنه لم يأتِ … مما أبقى الشجرة في حال انتظار (ربما).                  

 ثانياً : الحناء وطن

لنؤالف بين بعض محتويات قصيدة (في لوحة ما) بما يجعل رائحة القصيدة وحناء الوطن لوحة ضمير نقي في حبه ووجده .. لنتابع :

في القول الآتي ستتوجه معرفتنا لفهم الآتي :

[في اللوحة التحف الألوانْ

وبقربي موجٌ يخطفني

وعلى هيئة إنسانْ

أغرقُ في الأزرق والأخضرْ

أسكنُ في بيتٍ في طرفِ اللوحةْ

فرشاةٌ حولي في كل مكانْ

كيفَ يبللني هذا الماءْ؟!

أما عيناه فشاخصتان أمام اللوحةْ

ترسم أشكالاً ووجوهاً تشبهني

في قلب أبيض يشعلني

… ينبص بي

حتى آخر أحلامي] ـ أسقط سهواً , ص33 , ص34

الآن نعرف ان الوطن فكرة موثقة في متحف , بلوحة لها هيئة إنسان , ربما هي ذات اللوحة على الوجه الأول لغلاف المجموعة الشعرية (أسقط سهواً) . لكن اللوحة لموج والموج لإنسان , والانسان هيئة تخطف لب وانتباه فتاة تريد فهمها , وهي حقاً قد فهمت انه انسان كالموج , لا يُحدُّ انتشاره , لا يحدُّ تأثيره , ومن شدة هذا التأثير ان خطف ارادة الفتاة التي تجاوره نظراً ومتعةً وانبهاراً . تُرى أهو رجل إنسان اللوحة؟

لعل الهيئة في اللوحة هي الرسام ذاته او لعل الانسان في اللوحة هو الشاعرة ذاتها! . ربما.

تؤجل الفتاة التحديق بهيئة الانسان قليلاً , لتتيه مع اللون الأزرق والأخضر , هذا التحديق خلط عليها بصرها , بل خطف بصرها ووضعها بين دقائق اللون , مما أراحها مؤقتاً , فقد صنعت من اللونين مكاناً للسكنى والسكينة. وها هي تحدد مكان سكونها (في طرف اللوحة) , لكن أي طرف هو؟

للوحة أربعة أطراف تمثل الحواف! , والفتاة الآن صارت اطراف اللوحة , وبمثابة الاطار الداخلي الذي يحيط أفكار اللوحة ..

* هكذا يتحدد البيت والسكن والسكون , لكن الفرد من العالم بحاجة الى نديم , ليخرج الإنسان من اللوحة بفرشته ومائه وألوانه ويغرق الفتاة شعراً ولوناً , إذ تصير الفرشاة ناظماً ومُنَظِّماً للماء والفتى والفتاة حد الغرق! , و… طبعاً اللوحة هي الغواية :

(فرشاةٌ حولي في كل مكانْ

كيفَ يبللني هذا الماءْ؟!)

وما ان يبتل المكان بالألوان , وتذوب (الطفلة الفتاة المرأة) بالماء كونها هي اللون الأزرق والأخضر , حتى ينتبه الفتى ـ غير مصدق ـ أنه الآن خارج اللوحة , يدخل في آخر حلم للفتاة , مثلما في :

(أما عيناه فشاخصتان أمام اللوحةْ

ترسم أشكالاً ووجوهاً تشبهني

في قلبٍ أبيض يشعلني

… ينبض بي

حتى آخر أحلامي)

* هذه المرة تخرج اللوحة من وظيفتها , وعناصرها , تصير عينا الفتى فرشاة , وجسده وجوهاَ وأشكالاً , الفرشاة ـ روح الفتى ـ ترسم روح الفتاة , فتحولها نوراً يخترق الموجودات , يُصيّرُها فتاةً من قلوبٍ بيضاء تستعر من نبض واحد , يبدأ من أسمى لحظات السلام والحنان حتى أسمى لحظات الحلم بسعادة وطن! 

وبعذوبة وافتتان جديدين تحقق القصيدة متعة الافتتان , إذ ان المتعة الفنية باللون واللوحة تنيرا الوجدان الشعري بفهم يعلو على وظيفة الشكل على قماشة اللوحة , أو على الأقل يسمو بالشعر ليقترب من وظيفة الرسم التشكيلي , والشعر يريد ان يجعل الفهم والذوق حواراً بين الرسم والشعر والوطن , فكيف يتحقق هذا؟

وماذا لو صارت اللوحةُ لونَ حناء وأمراً يشعل وجه فتاة, عاشقة لرسام أو وطن؟ نعتقد ان الحل تقترحه الشاعرة علياء , بـ (فعل رجاء آمر) :

[في تلك الموجة في ذاك البيتْ

في طرف اللوحة ارسمْ لي نقشاً بالحناء

كوّنْ لي صحواً

او ارسمْ لي حلماً يحلم بي] ـ أسقط سهواً , ص34

 ترى ما طبيعة هذا العاشق الرسام ؟

ألا يجوز ان تكون الشاعرة قد امعنت بفهم لوحة (ما) , وتحكي لنا عن فهمها لتجربة الفهم هذا؟  . ثم أ يمكن ان تكون اللوحة وطن؟

ثالثاً : دروب في التقنية

للمجموعة الشعرية (أسقط سهواً) دروب تقنيات عديدة , وهي تقنيات تشيد الشعر , على ما فيها من شيوع , عدا القليل منها , ماتزال حيوية وتشكل خاصية تميز الشاعرة علياء ,مثالها :             

ـ تقنية التسطير , وهي تقنية شعرية شائعة , لكنها عند الشاعرة تصير امتداداً لتجربة تقع بين شكل (شعر التفعيلة) والشعر (المتحرر كلياً) من البحور والقوافي .

ـ وتقنية التفعيلة الثنائية , رديفة الكثير من قصائد الشاعرة , كقصيدة طفولة صامتة       (ص59 ـ ص64) من المجموعة , وهي تقنية مستعارة من الشعر الانكليزي المسمى  (دو بيت) , مثلما أُخَمِّن , وتوطينها عربياً عمل مهم وضروي جداً , لما فيه من تعميق للتجربة الشعرية العربية الحديثة , على مستوى العراق على الأقل!. 

ـ وتقنية التسطير الثلاثي تقنية ليست شائعة كثيراً لصعوبتها وبهذا السبب تصير الشاعرة جريئة بالدخول الى البيت الشعري ثلاثي الأوتاد , فتصير لها تجربة خاصة تعضد تجربتها من زاوية التفرد الشعري.

ـ وتقنية رسوم التخطيطات الداخلية هي الأُخرى ليست جديدة كلياً , لكنها في (أسقط سهوا) تحقق وظيفتين , كسر النمطية , وازاحة أو تقليل مسحة الحزن والتشاؤم عن القصائد .

التقنية تلك توزعت على جميع القصائد كأنها الاطار الثاني للعمل الشعري بعد لوحة الغلاف.

ـ ثمة تقنية تخص التسكين لكلمات غير قابلة للتسكين , مثلما في القصيدة السابقة                                                                                    (في لوحة ما ـ ص33) .

ـ وتقنية الافتتاح والاقفال تقنية ـ بتشكلها في (أسقط سهواً) , تعدُّ تجريباً خاصاً , إذ يفتتح الكتاب الشعري بعنوان كبير هو الخطوة الأولى , ويُختم  بعنوان كبير هو الفصل الأخير. هذا التكنيك الأسلوبي يصلح للرواية , لكنه هنا يخدم الفعل الشعري , إذ يُسهم في التجسيد (المضلل) بدخوله في البيت الشعري , مثل أي بيت سكني , لكن في النهاية يصير البيت مسرحاً ! . بهذا يتشكل البيت من (الشعر والجدار والمسرحية , ومن خُطى الداخل الأول , الشاعرة). 

ـ ويمكن الذهاب الى طرائق الخلط بين رواة القصيدة عندما يلجؤون الى تبادل الأدوار وتغيير الحوارات .

* تلك المناورات التقنية وغيرها الكثير تعزز قدرات الشاعرة ووثوقها من تطور تجربتها بهدوء ونمو آخذ بالتصاعد.

* وانني هنا أجد من الضروري لأي عمل شعري جديد ان يتبني الاعتماد على                   إرث (بلاد الرافدين) من جنبة التقنيات , ففيه العديد من التقنيات الفطرية التي تجيء لحاجات فنية استعمالية , وهي مبهرة , وبتفحص بسيط يمكن تحوريها لتصير تجربة  محسوبة لصاحبتها , تجربة فريدة متفردة للشاعرة , صاحبة المشروع.

* ويكون بمقدور الشاعرة علياء المالكي التحررَ الكلي من اقحام القوافي بكلمات تربك الازاحة والدلالة والمعنى الأخير للقصيدة .

رابعاً : فلسفة وتواصل

في هذا المقام سنرى الشاعرة (***) تعلن عن فلسفتها في نوع الأُصول بتنقلها من الجماد الى البدء ..

كيف؟

سننظر في الآتي وقد نقتنع بكيفية نظرها لهذه الزاوية :

[انه الثلجُ حين يبكي

فننسى آبارنا حين ندلو

                          ونداري أحلامنا في الليالي

                          مدنٌ نمشي في قُراها ونتلو

بعضَ آيات للأماني تربيهنْ

كفايَ كالحماماتِ شكلُ

                        حين تأتي تزول منها الأسامي

                        وتموتُ الأشياءُ فيها فنخلو

هكذا عدتُ الآن لمجرّاتي

أُلبّي : إنّ البدايات أصل] ـ أسقط سهواً , ص67

هذه المقاطع من قصيدة طويلة تضم (50 مقطعاً) , تكاد القصيدة تصير أغنية إشكالية لأن أكثر مقاطعها مُنَغَّمة بقافية , تبالغ في ترقيق الكلمات , تعمل على منوال حروف الهمس أكثر من حروف الجهر , بشكل فطري غير مقصود , كما ان بعض الحروف اللينة تصير شبيه بحروف الهمس لقلتها وكثرة حروف الهمس للكلمات (2).

هنا سنلاحظ :

1ـ ان تسيير الجمل هو أول مهاد في التواصل الوجداني المُنَغَّم في سيرة جمل هذه القصيدة (الفصل الأخير).

2ـ المقاطع كلها تحتمل تأويلات فلسفية وجدانية , فضلاً عن قيمتها الترويجية الاعلامية, ويمكن ان نجرب ذلك علي خمس مقاطع كتوضيح لهذا الاستثمار , سنطبق الفرض أعلاه على :

ـ انه الثلجُ حين يبكي : ان تزامن الثلج مع البكاء يقترن ـ ترويجاً واعلاماً ـ مع الخذلان العاطفي بين الناس والطبيعة. اما مقابلة الثلج بالصلابة والبرودة , وتعادله مع صلابة وتحجر عواطف الظالمين , فهذا متجه فلسفي يتعلق بوحدة البشر مع الموجودات               غير العاقلة كشُرعة جديدة تخص فلسفات ما بعد الحداثة!.

ـ مدنٌ نمشي في قُراها ونتلو : ان اقتراب القرى من المدن , والمشي والتلاوة , هي مكنونات وجدانية تتعاضد مع فضيلة الترويج الاعلامي , كونها تشيع القيمة العاطفية لرفقة إنسان المدينة والريف , خاصة ظهير المدينة , الذي يسمى جغرافياً قرية متمدنة. بينما مقابلة (انسانية المساواة) بين أهل الريف وساكني المدن يؤازر قيم التعاون الإنساني العادل في تبادل المصالح المتقابلة دون استغلال , وهو ما يتعاضد مع فلسفة الأخلاق النبيلة للإنسانية .  

ـ كفايَ كالحماماتِ شكلُ : ان وضع الكفين بشكل أجنحة الحمام تعني وجدانياً وعاطفياً , الدعوة الى الوئام والسلام والاحتضان الرقيق , وهذه الأفكار تصورات تؤمن بها الطبقات الاجتماعية , واشاعتها تقع بدائرة الترويج الاعلامي الايجابي!. بينما فكرة الترميز للسلام بالكفين المتشكلين كالحمامات , هي فكرة تخص فلسفة الفنون التي تومئ أكثر مما تقول , وهي فكرة تنسجم مع الفلسفة الجديدة , التي توجه الى ارتقاء الهوامش (الكفين) , الى مرتبة العلو المحبب (حمامات السلام)!.

ـ وتموتُ الأشياءُ فيها فنخلو : ان موت الأشياء يُوَلِّد خلو الناس من فضيلة الجدوى والنفع ومتعة الملكية , هذا يؤدي الى فراغ نفسي ووجداني .اشاعة ذلك , كتنبيه بعدم الوصول الى هكذا مرحلة , يعدُّ ترويجاً اعلامياً لفكرة الاعتناء بالأشياء كون (هي = نحن) .             بينما التوجيه القولي نحو ألّا نتحلى عن الأشياء , ينسجم ـ بالتأويل ـ مع فلسفة العلوم النفسية التي تنصح بالتمتع بالأشياء عبر الاستهلاك لا الفقدان , وهو ما يملأ النفوس بالسعادة , وأحياناً تكون كثرة الملكية للأشياء محط فخر ورفعة انسانية , تتفاعل بتلاؤم مع افكارنا الفلسفية التنويرية . 

ـ أُلبّي : انّ البدايات أصل : ان الحنين الى الأصل هو الفطرة الانسانية لجميع الشعوب وللطبقات كلها . بمعنى ان ورودها في الشعر يعزز قيمة انتشار الشعر عبر قوة وسعة انتشار عاطفة الحنين الى الأصول . ومن جنبة أُخرى فأن العودة الى الأصول الثقافية للحضارات القديمة واحياء قيم الفطرة المبدعة هي اتجاهات فكرية فلسفية تكاد لا تخلو منها أي فلسفة مادية او معرفية او اجتماعية.

* ان ما تقدمنا به من مقولات في محور(فلسفة وتواصل) يجعلنا مطمئنين الى ان أي عمل وجداني , وأي فلسفة ينتجها , وأي ميل عاطفي يحققه , ان دخلوا في مقطوعة أدبية, سيكونون عناصر مساهمة في صياغة تواصل فلسفي وعاطفي بين أركان الفعل الوجداني للشعر .

* وان هذا التواصل سيتمتع بحرية وحيوية جيدة عبر منظومة (المرسل , الرسالة               ” نص واداة ” , المرسل إليه) المتكاملة ببعضها وظيفياً. أي التضامن الوظيفي للعناصر الصانعة للأدبية , (المؤلف , النص , القراءة) , بعد تملك الشاعرة موهبة لغوية مناسبة لطموحاتها في الخلق والابتكار الشعري المتفرد .

* واذا وُزِّعَت المقاطع الشعرية كمقولات نصية عبر الانترنت , فيعنى تحول المنظومة الثلاثية ((المؤلف , النص , القراءة)) الى منظومة (نص , ثم , متفاعلين) , ومن هذه النقطة سيصبح المؤلف مؤلفين والقارئ قارئين , ووسيلة القراءة متنوعة قابلة للتنوع والتقلص والتوسع , وسيكون النص نفسه عِرضة للزيادة والاختزال , والسبب في هذا ان وسائل التواصل الآن عالمية , لا تخضع للقوانين المحلية مهما كانت قدرة الدول كبيرة في ادارة شعوبها.

* وإذا تحقق الشرط الفوضوي في النشر الاليكتروني (التواصل العالمي للأنترنت) , فيعني ذلك خضوع التأليف للكتب والنصوص كلها لمبدأ واحد هو (الترويج الاعلامي) غير مضمون الرسالة في سمو ورفعة وجودة الهدف!.        

 

 

 

 

المصدران المساعدان هما :

)1) علياء المالكي , اسقط سهوا , مجموعة شعرية , مدبولي , القاهرة , 2022

(2) محمود عبيد الطائي ـ باحث في اللسانيات , صاحب النظرية النقدية ـ الجودة والابداع عبر صوتية الحروف ،  وانا في هذا اعتمد على حصيلة رسالة الماجستير للباحث الموسومة (الموالاة في القص ـ خاصة الفصل الأول ـ المبحث الأول)

** المقاطع الموجودة بالمجموعة الشعرية ليس لها عنوان , أنا وضعت عنوانا مقترحا لها هو (كُنّا صغاراً) , لتسهيل دلالة التنصيص .

*** علياء المالكي : شاعرة عراقية , وخرجة ومعدة برامج لعدد من الفضائيات , تعمل في فضائية العراقية

 

تعليقات الفيسبوك

شاهد أيضاً

| د. صادق المخزومي  : قصيدة الرصيف للشاعر صباح أمين – قراءة أنثروبولوجية.

مقدمة من مضمار مشروعنا ” انثروبولوجيا الأدب الشعبي في النجف: وجوه وأصوات في عوالم التراجيديا” …

| خالد جواد شبيل  : وقفة من داخل “إرسي” سلام إبراهيم.

منذ أن أسقط الدكتاتور وتنفس الشعب العراقي الصعداء، حدث أن اكتسح سيل من الروايات المكتبات …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *