ويليام وزوجته مواطنان أوربيان ثريان فى أواسط العمر ، يعيشان فى الربع الأخير من القرن 20 لم ينجبان أطفال ، لكنهما كان يحبان الترحال والسفر والسياحة فلا توجد مدينة فى العالم لم يزوراها ، تقلهما طائرتهما الخاصة ذات

الطراز الحديث وتحمل معهما طاقمها ذو الملابس الزرقاء الزاهية ، هما وكلبهما الصغير تونى ذو اللون البنى والأذن المتدلية ، وفى إحدى جزر المحيط البعيدة كانت هناك هناك جزيرة سياحية قصية ، تسمى بجزيرة التاروت فكأنها آخر جزيرة فى العالم المأهول وقد دارت بها قصتنا الشيقة
فلقد مرت أيام وأيام وويليام وزجته على هذه الجزيرة البعيدة ، كأى سائحين ثريين يشاهدان معالمها السياحية ، ويستمعان إلى رقصات وموسيقى سكانها الأصليين ، ينفقون المال الكثير وقد ظلا على جزيرتنا هذه عدة أسابيع كثيرة ، على عكس ما كانا يخططان من المكوث أيام قليلة ، فهى جزيرة قليلة الزائرين ومناسبة للسياح الأثرياء الباحثين عن الهدوء ، وبالمصادفة .. كانت هنال عرافة عجوز قد نما الشعر بكثافة على وجهها ، ملابسها رثة وعمرها جاوز المائه عام بقليل ، فهى المرأه الملتحية تقبع على شاطىء البحر ، ومن السكان الأصليين للجزيرة جالسة داخل كومة ، من سعف نخيل جوز الهند ترسل لعناتها لكل من لا يعطيها المال ، فلقد إعتادت الحياة على الكثير أو حتى القليل ، من أموال السائحين فهى جزء من البرنامج ، المخصص لكل سائح ثرى أو حتى متوسط الحال
ويليام وزوجته كانا كالسياح الأجانب فى ذلك العهد ، يقومان بالتريض وقت الصباح الباكر على شاطىء البحر ، ثم يتجولان يشاهدان معالم الجزيرة ويمارسون الأنشطة السياحية حتى المساء ، إلى أن يحين وقت النوم يومهما كان مشحون ، بركوب اليخت فى المحيط والسباحة وصيد الأسماك ، وممارسة الرياضة الخفيفة والجلوس للإستمتاع بموسيقى السكان الأصليين للجزيرة ، حتى يأتى وقت المساء فيخلدان للنوم فى الفندق الصغير الفاخر الوحيد على الجزيرة
وفى يوم كان هواءه باردا وعند غروب الشمس كانا يتجولان على الشاطىء ، فى هدوء وسعادة فلفت إنتباههما مكان العرافة ، فشجعهما الرجل المرافق لهما وهو من السكان الأصليين للجزيرة فى الدخول إليها ، ففكر الزوجان السائحان لماذا لا تقرأ لهما العرافة العجوز طالعهما ، والشمس تغرب فى المحيط سيكون شيئا طريفا ، فهى ترسل اللعنات بلا توقف وهذا شىء مثير ، دخل ويليام وزجته فى كومة سعف النخيل وطلب من العرافة العجوز ، قراءة طالع زوجته أولا .. ثم هو لكنه فوجىء بها تقول له
ــ كلا كلا .. أنت المقصود إسمك كإسم ملك من الملوك القدامى ، أتى منذ ملايين السنين إلى هنا على مركب من قش الأرز وقرأ له العرافون طالعه ، ونبذهم قطع من الذهب الكثير سأقرأ لك طالعك فقط ، دون زوجتك الجميلة إنك ملك على أبواب المجهول أسمعتنى .. ستقابل على هذه الجزيرة المرأة الكاهنة الشعثاء السيئة ، وأولادها العماليق المتوحشين الذين بلا عقول وعن طريق فراستك ، ولأنك رجل ذكى ستكون أول من يفلت منهم وتغادر الجزيرة إلى الأبد دون أن يلتهموا لحمك ، ومعك سرهم الكبير أنت المقصود أنت المقصود يا سيد ويليام هلم .. هلم بالنقود
ولم يعبأ ويليام بقصة العرافة وأعطاها نقودا كثيرة وغادرها هو وزوجته ، يضحكان ويضحكان لكن مرافقهما الذى من سكان الجزيرة الأصليين قال له محذرا فى جزع
ــ سيدى .. أخشى أن كل ما قالته لك صحيح فالجزيرة ملئى بأرواح الشياطين الملعونة ، وخلف مطعم الجزيرة هنالك غابة تسمى غابة الكاهنة بها روح كاهنة شريرة عاشت منذ ألوف السنين ، فلا تحاول دخولها لأن كل من دخلها من سكان الجزيرة لم يعود ، تلك الغابة المخيفة بها مخلوقات تأكل لحوم البشر إن السائحون يهربون منا بسبب تلك الأسطورة المخيفة
ضحك ويليام كثيرا ولم يعبأ بتهديدات الرجل المرافق وقصة الأرواح الشريرة ، والمخلوقات آكلة لحوم البشر فهو لا يؤمن بتلك الخرافات وكذلك فهو لن يحاول دخول الغابة ، فالأمر لم يستفزه أو يستثيره وبعد أربعة أيام حيث كان ويليام وزوجته صباحا جالسان فى مطعم الفندق ، يتناولان طعام الإفطار تظللهما أشجار نخيل جوز الهند وعليها ببغاوات المكاو الكبيرة الملونة ، ويزكم أنوفهما نسيم المحيط الهادىء الأمواج الذى أمامهما ، كانا يأكلان أطعمة بحرية باهظة الثمن وإلى جوارهما كلبهما الصغير تونى ، رابضا صامتا ويعزف لهما فريق غنائى من السكان الأصليين للجزيرة موسيقى هادئة ، على أعواد البامبو وكانت تقع خلف المطعم غابة كما قيل تسمى غابة الكاهنة ، أسماها سكان الجزيرة هكذا لإعتقادهم بأن فى الغابة روح كاهنة شريرة تحوم حول من يدخل تلك الغابة ، فلا يخرج منها حيا وبها مخلوقات من آكلى لحوم البشر ، لذلك كان يتجنب السكان الأصليين دخولها كما قالت له العرافة وحذره الرجل المرافق
لكنه لم يصدق الحديث وإعتبر الأمر هراء وعلى حين غرة نهض الكلب الصغير تونى ، ونبح فى إتجاه الغابة نباحا عاليا فلم يعبأ به ويليام وزوجته وإنخرطا فى تناول الطعام ، لكن الكلب زاد نباحه وقفز راكضا إلى خلف المطعم وتوقف منتبها ينبح بفزع ، ثم جرى فى إتجاه الغابة يزمجر ولم يعد بعدها وإنقطع صوته لعله رأى شيئا أثاره ، نهض ويليام مسرعا منزعجا ووقف مناديا عليه ثم حاول اللحاق به فلم يستطع وظل متحيرا ، فلقد ذاب الكلب فى أحراش غابة الكاهنة نظر ويليام إلى الغابة ثم إلى زوجته وقال لها
ــ عزيزتى .. سأذهب فى إثر هذا الكلب المجنون دقائق وسوف أعود به لا تقلقى أكملى إفطارك ، وسأعود فى ظرف دقائق معدوده وهزت زوجته رأسها موافقة ، وعادت إلى إلتهام طعامها فإنطلق ويليام فى إثر الكلب ، الذى إنقطع صوته داخل الغابة سار ويليام ينادى غاضبا ويقول
ــ تونى تونى أيها الكلب العنيد أين ذهبت ، عد يا أحمق هذه غابة وليست حديقة المنزل
ظل ويليام يسير ويسير حتى غاص فى الأحراش ، ومرت الدقائق وهو ينادى على كلبه الأحمق ، وبعد عشر دقائق من التجوال والصياح على كلبه ألفى نفسه عند سفح سلسلة جبال عملاقة صخورها ملساء تقع وسط الغابة ، وقف ينظر إليها مندهشا لم يكن يظن أن بالغابة جبال عالية كهذه ، أخذ ينادى ثانيا على كلبه لكنه لم يستمع لصوته ينبح أبدا ، لفتت إنتباهه وجود مغارة وسط سلسلة الجبال ، فتحتها متسعة للغاية فى حجم بناية إقترب منها فى حذر ونادى على كلبه ، عله يكون قد دخل إلى المغارة تلك لكنه سمع صدى صوته فحسب فحزن وكرر ندائه
وفجأة سمع من الداخل صوت كلبه تونى ينبح بفزع ، فتهللت أساريره وقال فى سعادة
ــ أنا هنا ياتونى هلم إلى ما الذى أدخلك تلك المغارة المتسعة
وفوجى بالكلب يخرج راكضا ثم توقف فى إتجاه المغارة ، وظل ينبح فى حدة فإندهش ويليام وقال فى نفسه
ــ لعله رأى حيوان بالداخل أثار فضوله لذلك ينبح فى غضب قنفذ أو راكون أو ثعلب ، فهذه الحيوانات الصغيرة تثير حفيظة الكلاب لكنه سمع بالداخل ، صوت هدير مزعج إن أحد المخلوقات يزمجر فتوجس فى نفسه وقال
ــ أى الحيوانات هذا الذى يصدر ذلك الصوت المخيف
إقترب ويليام من كلبه وحاول حمله منحنيا متعجلا ، ليغادر ذلك المكان المخيف مسرعا راكضا
وعندما رفع رأسه فوجىء بما أرعبه وإرتعدت فرائصه ، شهق فى خوف وقد تجمدت الدماء فى عروقه ، فلقد خرج مخلوق عملاق يشبه الإنسان الأول ، أصلع الرأس يزيد طوله على 15 متر يرتدى على جسده جلد الحيوانات ويخفى عورته ، له نابان يبرزان من فمه كأنها أنياب فيل ضخم ، له عينان متسعتان مخيفتان ويداه تتدليان نحو الأرض كحيوان الغوريلا ، يغطى جسده شعر كثيف كان ينظر إلى ويليام بدهشه ، الذى فغر فاهه فى هلع وتصلبت أطرافه ولم يستطع حتى الصراخ
حاول ويليام أخذ كلبه والهروب من هذا المكان المخيف ، لكن المخلوق الخرافى لم يدعه يفكر فى التصرف ، فلقد مد يديه ذات الأظافر الحادة وأمسك به مسرعا كأنه أمسك بنملة ، وكلبه لازال على الأرض ينبح بحدة صرخ ويليام ودوت صرخته فى أرجاء الغابة ، وظن أن المخلوق الخرافى سيلتهمه لكن مع مرور الوقت ، أدرك أنه مخلوق بدائى العقل كان يتفخصه بدهشه ، وكأنه لم يرى بشرا فى حياته قربه وهو ممسك به من عينيه ، وكأنه يتسائل هل توجد مخلوقات غيره فى هذه الدنيا
نظر خلفه المخلوق وحرك ساعديه صاح مزمجرا ، فى صوت الهدير كأنه ينادى على إخوته ، فخرج مخلوقات آخران يرتديان الجلد مثله فى نفس طوله تقريبا ثم تبعتهما مخلوقتان أخرتان ، فأدرك ويليام أن المخلوقين الأولين الأصلعان ذكران والمخلوقتين الثانيتين ذوات الشعر الأشعث المتهدل من الإناث ، رفع المخلوق ويليام وهو فى يده وهزها هزا عنيفا ليريه لباقى المخلوقات فأخذوا فى الهمهمة والزمجرة وتحريك يداهم ، وكانت رائحة أنفاسهم تشبه رائحة البصل المتعفن مما أثار تأفف ويليام
وهنا صمت وهدأ قليلا بعدما أدرك أن المخلوقات ، مندهشه منه ومن ملابسه ولن تحاول إلتهامه ، على الأقل فى الوقت الراهن لكن قطع عليه تفكيره ، صوت أذهله وأثار دهشته يصيح فى هؤلاء الوحوش ويقول بلغة المخلوقات الخرافية
ــ إتركوه إتركوه فهو ضيفنا وليس للأكل
وكان هذا ما فهمه ويليام من صوت وحركات المتحدثة ، التى كانت إمرأه عجوز شعثاء الشعر الأبيض المتهدل ، تمسك عصا حديدية لامعة فى يدها فى آخرها شىء مثل الجوهرة يبرق ويلمع ، فإضطربت المخلوقات ذكورهم وإناثهم وأصدروا حركات بجسدهم تدل على الخضوع للمرأه العجوز
ووضع المخلوق الأول ويليام على الأرض بحنو أمام المرأه العجوز ، الذى كان فى أشد حالات ذهوله تحسس ويليام جسده ، وكأنه يطمئن على سلامته ثم حمل كلبه تونى ، الذى هدأ قليلا وكف عن النباح ونظر للمخلوقات التى إبتعدت قليلا ، وهى تهمهم فى سكون وكلها خضوع للمرأه العجوز ثم نظر للمرأه وقال لها
ــ أنت تتكلمين لغتهم إذن أنت الكاهنة ، التى تحدث عنها سكان الجزيرة الأصليين ، وهؤلاء هل هم أولادك العماليق المتوحشين كما يشاع
نظرت إليه المرأه العجوز شعثاء الشعر الأبيض وقالت له بلغة البشر
ــ إذا حكيت لك قصة هؤلاء العماليق المتوحشين وقصتى الطويلة ، هل تحفظ السر أم تخبر السلطات ليأتوا بقواتهم مسلحين ، ليقبضوا على أولادى ويضعوهم فى أقفاص ، كالقردة والسعادين والغوريلات ويكشفوا سرى الذى كتمته ، وحافظت عليه ألوف السنين تذكر وقتها أنى لن أرحمك وسأطعمك لهؤلاء المتوحشين
تذكر ويليام تحذير العرافة العجوز له وأن عليه إستعمال عقله وقليل من الفراسة ، حتى لا تقتله تلك المرأه الكاهنة هى وأولادها العماليق المتوحشين ، آكلى لحوم البشر فقال لها فى خوف
ــ بالطبع أحفظ السر فأنا رجل متزن ، وأعاهدك على ذلك بكلمة شرف
تنهدت المرأه الكاهنة ولوحت بعصاها التى تشع بريقا فى الهواء ، وقالت فى تذكر وقد إنخرطت المخلوقات العملاقة جانبا ، فى إشعال نيران والنظر لها بدهشة كعادتها
ــ إسمى أوركلاندا العالمة العجوز عمرى 90 ألف عام ، نشأت فى حضارة قديمة قامت منذ ألوف السنين ، على كوكب الأرض كانت حضارتنا هذه متقدمة تقدم علمى مذهل مبانيها تصل إلى السحاب ، مركباتها تتجول بين السماوات لكن حكامها الأشقاء كانوا أشرار ، أبناء الملك السابق الذى مات صار بينهم التشاحن والتباغض ، والخلاف على مناطق النفوذ والثروات بعد وفاة أبيهم ، فقامت عدة حروب مدمرة إنتهت بفناء هذه الحضارة ، وموت كل سكانها المساكين وكنت خلالها إمرأه شابة ، أعمل وقتها عالمة أبحاث فى علم نشأة المخلوقات ، وأبحث على الحلقة المفقودة مابين الإنسان والحيوان ، ووقت دمار الحضارة إختبأت فى معملى تحت الأرض ، وبعد شهور طوال خرجت لأشهد فناء هذا الجنس المتقدم ، ومرت سنوات تلو سنوات .. ألوف السنين وأنا أعيش على هذه الجزيرة ، فى صمت وهدوء كنت أعانى من الوحدة ، فقررت صنع مخلوقات عملاقة تدين لى بالولاء ، وظللت 2000 عام أصنع معملى الذى أخلق فيه جنس بدائى من المتوحشين ، يخدمونى وكأنى ملكة هذه الأرض وأنا بالفعل ملكة متوجة ، دون أن تعلم أى حكومة حكمت الأرض عن قصة معملى هذا ، هيا معى لترى معملى المذهل فأنت أول إنسان يراه منذ ألوف السنين
وسارت العالمة الشعثاء العجوز وسار خلفها ويليام يحمل كلبه ، وهو خائف ومذهول يتلفت حوله فى هلع ودهشه ، دخلت العالمة العجوز الكهف الكبير وقالت لويليام
ــ إتبعنى من فضلك المعمل تحت الأرض
كان الكهف جدرانه حجرية لا يشى بأى معمل متقدم ، لكن عند آخره وجد المكان مكسو بالمعدن اللامع ، فأدرك أن هذا بداية الطريق للمعمل ضغطت العالمة العجوز ، على زر فى الجدار ففتحت غرفة صغيرة ، أدرك ويليام أنها مصعد تردد فى الدخول لكنه دخل وهو خائف ، وهبط بهما المصعد نحو 100 طابق أسفل الأرض فى ثوان معدودة ، وويليام مذهول كل الذهول خرجت العالمة وخرج بعدها ويليام ، ليجد نفسه فى ممر كبير لون جدرانه زرقاء لامعة ، كأنها من المعدن كان هناك حراس آليون يصطفون ، عشرات على جانبى الممر هم عبارة عن نسخ مكررة من الإنسان الآلى ، ثم ضغطت العالمة على زر فى الجدار لينشق عن مكان آخر ، دخل معها مترددا ليجد نفسه فى معمل تخليق العماليق المتوحشين ، كانت هناك عشرات من الكبسولات من المعدن الخفيف ، لونها أزرق لامع قابع فيها مخلوقات ، كاملة التخليق وأخرى غير كاملة
نظر ويليام بإنزعاج وقال للعالمة
ــ كيف سيدتى تخلقين هذه المخلوقات من لا شىء ، وكيف تدب فيهم الحياة
نظرت إليه العالمة العجوز ضاحكة وقالت
ــ هؤلاء ليسوا بشر وليسوا حيوانات فى نفس الوقت ، مزيج مابين الإثنين وكما ترى آتى مثلا بمخ قرد ، وأحقنه بمادة تجعله يتضخم فيصبح فى حجم مخ المخلوق العملاق ، وآتى بقطع من أجساد الحيوانات وأجساد البشر الموتى ، على أن يكونوا قد ماتوا حديثا من سكان الجزيرة ، دون أن يشعروا بنبش مقابرهم وعن طريق إشعاع معين ، متقدم علميا غير مرئى ألحم القطع ببعضها ، وبعد عمليات كميائية وبيلوجية تستمر أسابيع وشهور ، تدب الحياة فى المخلوق الذى هو لا إنسان ولا حيوان ، فيستيقظ من رقدته ويخضع لى عن طريق الجوهرة ، التى فى أعلى عصاى المعدنية فهى بها جهاز تقنى يشع إشعاعا ، يتحكم فى عقولهم ويجعلهم خاضعين لى فأنا كما قلت ملكة متوجة وهى مخلوقات تحيا على إلتهام اللحوم النيئة ، وأنا التى تطعمهم من لحوم الحيوانات ، كالبقر والجاموس والماعز والحملان وقد تلتهمك مثلا إذا خالفت إتفاقى معك
إرتعد ويليام مما قالته العالمة العجوز وقال لها
ــ أنا على عهدى معك سيدتى
ثم قال لنفسه هامسا
ــ يا لها من عجوز عبقرية لكنها مجنونة
وبعد أن شاهد ويليام المعمل وسر العالمة العجوز ، وقف يلوح لها وهو يغادرها ومعه كلبه الصغير تونى ، والمخلوقات تنظر له مندهشة وكان يسير مسرعا فى الغابة ، لا يصدق أنه أفلت من بين يدى العالمة العجوز ، العبقرية المجنونة وأولادها العماليق آكلى لحوم البشر ، ظل ويليام يسير ويسير منزعجا ينظر خلفه بخوف ، حتى غادر غابة الكاهنة ووجد أمامه مطعم الجزيرة من بعيد ، التى ترك فيها زوجته تلتهم طعام الإفطار صباحا ، وكانت قد مرت نصف ساعة منذ دخوله غابة الكاهنة ، إقترب من المطعم حتى وصل إليه فنظرت إليه زوجته مندهشة وقالت له
ــ ماذا كنت تفعل كل هذا الوقت ، يبدو أنك وجدت الكلب تونى بصعوبة
أخذ ويليام ينظر إلى غابة الكاهنة بخوف وهو يتنهد ويقول
ــ عزيزتى هيا لنعود للوطن إلى أوربا فورا
ومرت الساعات وكان ويليام وزوجته وكلبه تونى على الطائرة الخاصة ، ذات الطاقم الأزرق اللون تقلهما من جزيرة التاروت ، إلى قارة أوربا حيث موطنهما كان ويليام ينطر للجزيرة ، وهى تظهر صغيرة من أعلى السماء وهو فى طائرته ، تبتعد تبتعد ويتنهد متعجبا كيف أفلت من هؤلاء المتوحشين ، بعد أن عرف سر العالمة العجوز العبقرية المجنونة ، فلا يوجد شخص دخلها وخرج منها حيا ، نظر لزوجته التى كانت تستمتع بمشهد البحر من خلال الطائرة قال لها ضاحكا
ــ إذا رويت لك سرا .. وهو أنى شاهدت مخلوقات فى الغابة ، عندما هرب منا كلبنا تونى طولها 15 متر ، لا هى إنسان ولا حيوان تلتهم اللحم النيىء ، وتتزعمها إمرأه عالمة عجوز عبقرية مجنونة عمرها 90 ألف عام ، وأنى نجوت بحياتى منهم بصعوبة عن طريق فراستى هل تصدقينى
فتضحك زوجته غير مصدقة وتقول
ــ هل رأيت فرانكشتين هل كان لطيفا ويأكل الجيلاتى ، ومعه أولاده الصغار وهم يلعبون وسط الأطفال ، فى المتنزه العام فى مسقط رأسنا
فينظر لها ويليام صامتا ثم يضحك الإثنان ، وتظل ضحكاتهما تدوى فى الطائرة وهى تشق عنان السماء
القاهرة
مصر
2022