| د. زهير ياسين شليبه : الجِزدَان.

أسرعَ مهرولاً لاهثاً نحو القطار قبل إنطلاقه. قفز بحركة رياضية رامياً جسده في أول عربة وصل إليها. جلسَ على أحد مقاعدِها الوثيرة. تنهّدَ تنهيدةً عميقةً، تحسَّسَه براحتَي يدَيِه، تطلع بعينيه إلى فضاء المكان رافعا رأسه إلى الأعلى، شعرَ بنفسه كما لو أنه يجلس في بهو فندقٍ راقٍ. اللون الأزرق الفاتِحُ يضفي هدوءاً وسكينةً على الأجواء. شعر بشيء لم يحصل عليه منذ عدة أيام مليئة بضغط العمل: الإسترخاء. أغمضَ عينيه قليلا متصوراً نفسه يسبحُ في البحر، بل يغوص في أعماقهِ، تمنى أن ينامَ في قاعِه حيث الحَيْد والطحالب، الأسماك الصغيرة الملونة تسبحُ بين أعضاء جسدِه، تُسحبُ روحُه إلى مكانٍ ناءٍ، هادئ في الزُرْقَةِ.

السمكات يَلبُطنَ من خلال رجليه ويديه، بينما يحاول أن يمسكَ إحداهنَّ قائلاً لنفسه بصوت غير مسموع: “تعالي، ملعونة، هذه المرة لن تفلتي منّي، لازم أمسكك!” لكن بلا جدوى، تنَزَلقُ من بين كفيِّه مخلّفةً الحسرة، ليس بدون الإحساس بالبهجة، متمنياً لها رحلة سعيدة في المياه مفعمة بالتألق. يحسُّ بذلك متخيّلاً نظراتهِ الهادئة المصوبة من خلال جفنيه المغلقَين إلى الأسماك. لم يَدُمْ المنامُ طويلا. “حلم خير” كما كانت أمّه تقولُ له كلما يخبرُها عن رؤيته للسمك في الأحلام.

فتحَ عينيه، تجلسُ أمامَه فتاةٌ جميلةٌ للغاية بمقاييس الجمال الخاصة به، بشرة “إرِتيرية”، سمراء فاتحة قليلاً أو حنطيّة، شفتان مزيج من التصميم الأفريقي والإيطالي، شعرٌ سبلٌ أسودٌ وعينان ليستا غائرتين تماما، تبدوان كذلك من الكحل، لا أدري، محتمل، تحيط بهما أهدابٌ طويلةٌ، ساحرةٌ، إنتبهَ إلى أنفها الدقيق، أضفَتْ عليه خيوطُ الشمسِ الساطعةِ لمعاناً ساحراً أخاذاً.

لم يبدُ عليها أنها تهتمُّ بصيحات الزينة ومواد التجميل الأخيرة لكن قرطاً على شكلِ حلقةٍ كان يتدلى كالأرجوحة كلما حرّكتْ وجهَهَا. دائرةٌ فضيةٌ معلَّقةٌ في شحمةِ أذنٍ صغيرة لوجهٍ طويلٍ قليلاً. “إختيارٌ موفَّقٌ!” قال لنفسه متصوراً إياها تتأرجح داخلَها كأنها في سيرك.

شمَّ عِطرَها، شعرَ بالدوار، أو بالأحرى بشيء يُشبه الغيبوبةَ أو الثمالة، لكنه على أية حالٍ مريحٌ وممتعٌ، فيه نشوة النصر والسعادة. “أي نصر هذا وأية سعادة هذه يا شيخ؟”، لامَ نفسَه، إنه ايضا مجرد حلمٍ قصيرٍ من أحلام يقظته اليومية.

واضح أنها ليست أفريقية تماماً! إنه غير متيقّن من ذلك وحائر. مجرد حدسٍ أو تخمين. بشرتها مائلة إلى السمرة، شعرها سبل أسود فحسب، “مخلّطة” أو هجين.

وَدَّ لو يبقى يتمعن فيها، نَظرتْ إليه مبتسمةً، ردَّ عليها بأحسن منها. إبتسم لها بعينين فرحتين مبتهجتين برّاقتين لامعتين مغسولتين بدمعتين نقيتين لم تُذرفا بعد. كانت عيناها مرآتَه، التي رأى فيهما بريق عينيه وتألقهما من فرط فرحِه لذكرى عتيقة. رفع رأسَه ناظراً إلى الأمام.

من جهة اليسار كانت هناك إمرأة أخرى تجلس في الجانب المقابل له، وضعت حقيبتها على المنضدة أمامها، نظرت إليه ثم رفعتها وإحتضنتها كأنها تخشى عليها من السرقة، في الخمسين أو أقل، تبدو أصغر من ذلك!  “ما أدراني؟”  قال لنفسه ساخراً، تفوح منها رائحة أنوثة ناضجة.

تظهر على وجه تلك المرأة الأخرى ملامحُ العز والوقار والإعتناء بنفسها، جميلةٌ بكل مقاييس الجمال العامة، ومع ذلك لا يعتبرها غير عادية أو جذابة لدرجة كبيرة. على الأقل بالنسبة له. شعرٌ أشقرٌ طويلٌ سبلٌ لماعٌ ساحرٌ مشدودٌ من جهة الجبين بشريطٍ أحمرَ حريري، عينان خضراوان واسعتان، وجهٌ طولي الشكل، أو هكذا يبدو، غمّازتا الخدين تُبليان حسناً، يتوسطه أنفٌ مستقيمٌ يطلُّ على شفتين ممتلئتين كأنها صوفيا لورين، بشرة بيضاء، تبدو حمرةُ الشمس ضاربةً على ساعديها العاريين. ترتدي تنورةً قصيرةً حمراءَ اللون وتلبس حذاءً أحمرَ أنيقاً. ومع ذلك فهي إمرأةٌ عاديةُ الجمالِ حسب رأيه. لو سَمعَه الآخرون، وبالذات “ربعنا” لقالوا له: “أنت من سألك؟ من طلبَ رأيكَ؟ وما دخلك بها؟ كلام فارغ! هههه!” هذا هو ذوقُه والجمالُ أذواقٌ كما يقولون.

 

إنتبهَ إلى الشقراء الرشيقة اللمّاعة بفعل مواد التجميل، فتحتْ حقيبتَها الحمراء اللون، أخرَجَتْ منها جزداناً أحمرَ اللون، جلدياً، صغيراً، تفحَّصَته بنظراتها الهادئة متلمسةً إياه بأناملها الرقيقة، كان يراقبها فاغرَ الفم مندهشاً، يَشعرُ بها تنظرُ إليه من طرف عينِها اليسرى بينما هو يفكر بتلك الصبيّة “الإريترية” الجالسة أمامه يُنعمُ النظرَ إليها.

تتلاقى العيون، يمطُّ شفتيه، تقوم بنفس الحركة! صغيرة بعمر الزهور.

شَعَرتْ المرأة التي تُذكّرُه بشفتي صوفيا لورين بمراقبته لها، رَفعتْ رأسَها بإتجاهه. أدارَ وجهَه حالاً إلى “جارته” الإرِتيرية، طبيعية، لا أثر لأي مراهم على وجهها، فَكرَّ أن شعرها يمكن أن يكون مصبوغاً بالأسود، السواد يسبي العباد، تخيّلَ نفسَه يسألها عن أصلها، نظراتُه إتجهت من جديد صوبَ صوفيا لورين، أناملها تُقلِّبُ الجِزدَان الأحمر الجلدي المؤطر بشريط بلاستيكي أبيض وهي تحرك شفتيها بدلع، أخذ يتمعن في الجزدان بينما كانت تفتحه وتضع البطاقات الشخصية والصحية والمصرفية الممغنطة فيه، أخرجت بعض القصاصات الصغيرة من حقيبتها لترتبها وتدخلها في جيوبها الخفية، غَبَطَه بل حَسَدَه وتمنى أن يكون بمكانِه، أو ورقةً كي تتلمّسَه أناملُها ويشمَّ عِطرَها.

إبتسم ساخراً من نفسه على هذه الأمنية كأنه مراهق، وأردف قائلاً لنفسه “ما يشبّع الجوعان شم الشعاويط”، هههه! تذكّرَ أمَّه، كانت تقولُه متهكّمَةً، ومرَّ في خياله وجهُهُا، يداها الحنطيتان وأصابعُها ووقوفها في المطبخ لساعاتٍ طويلة، تقوم بكل شيء بيديها، تطبخ بهما، تغسل الصحون بهما، تخيط بهما وبقدميها بجاماتِنا الشتويةَ “البازة” المقلمة بالأزرق جالسةً أمام ماكنة سنجر، تعجن بهما، تخبز بهما الخبز في التنور، شكلُها نسخةٌ طبق الأصل من صوفيا لورين، بل أنصع، أكثر تألقاً منها، “عُربيّة” أصلية لم تعرف غير “الدَيْرَم والسِواك”، إختفت الوالدة بلمح البصر وبقيَ يتحسر على قرص خبز صغير “حَنّونة” من تنوّرِها، لايزال مذاقُه في فمه، يتحسَّسُه دوماً منذ فارقَها قبل ثلاثة عقود ونيف.

جزدانُها على الأرجح جديد، كأنها تستعمله لأول مَرة، قالَ لنفسه مندهشاً “يا إلهي إنه هو بعينه، أية صدفة هذه؟!”، “جزدان الوالدة مُهتَرٍ، وَعدتُها بواحد آخر، جديد، إشتريته لها”، كأنها إنتبهت له يُراقبُها، رفعتْ رأسَها نحوه، نظرَ إليها بعينين مرتبكتين، أدار وجهه إلى الفتاة الإرِتيرية، تقرأ مجلةَ إعلانات أوروبية.

تابعَ مرة أخرى صوفيا لورين، تكتب شيئاً على ورقة صغيرة ثم دستها في جزدانها الصغير، تتفحصه بينما هو يتابعها بعينين مسمرتين راغبا في رؤية ماركته المختومة عليه، يصعب عليه تشخيصه من بُعد. أقنع نفسه أنه ختم الجَمَل‎ِ بالتأكيد، الذي يتوسط الجزدان. تخيّلَ نفسه أنه يراقبها بعينين مفضوحتين وفمٍ مفتوحٍ مثل معاقٍ، يريد أن يتشبث بأي شيء يعينه على الرؤية. حاولَ أن يخفي ذلك. جلسَ كأي موظف محترم بعمره. وأخذ ينظر بجدية، إلتقت نظراته بالإرِتيرية، إبتسمت منكّسةً رأسها، كأنها تقول له “مفضوح”!

 

من شبه المستحيل أن يرى ماركة “الجَمَل” الصغيرة على الجزدان من هذه المسافة البعيدة، إقتنعَ بذلك، وإستسلم، “أمرُنا لله الواحد القهّار” تمتمً بين نفسه، إستمر يستمتع بالنظر إلى أناملها ممسكة بالجزدان الجديد كأنه هدية العيد. فرحَت والدتُه، شكرته مبتسمةً قائلةً “ياااه، عيناً مثل جزداني الأول، القديم”، إبتسم هو أيضا، قال لها رافعاً سباّبته مؤشراً “يُمّه، الله يخليكِ، بس، خلَص، لازم تذبّين جزدانك القديم بالزبل!”

 

غضبت، برطمت شفتيها قائلةً: “دِرووح شوف غيرها، مستحيل، آني معتزّه بهذاك الجزدان القديم، عندي به ذكريات مع المرحوم والدك”. رَفعتْ صوفيا لورين رأسها إليه، رمقته بنظراتٍ مستفهمةٍ قاسيةٍ قليلاً، بانَ جمال خصلاتِ شعرِها اللماعةِ المنسدلةِ على عينيها وصفحة خدّها اليسرى، مطّت شفتيها منْزعجةً، أدارتْ وجهها نحو نافذة القطار إلى اليمين.

يبدو عليها الإزدراء قليلاً، لم يشوه شيئاً خاصاً في شخصيتها، لم تكن هذه المرأة الواثقة المعتدّة بنفسها مغرورةً، إعتزازُها واضحٌ في نظراتها، غير مقززٍ أو منفرٍ.

إبتسمَ بعفويةٍ، طفوليةٍ، مماحِكةٍ بينما أخرجَ من جيبه جزداناً جلدياً أحمر َمؤطراً بشريط بلاستيك أبيض اللون، كأنه يعاتبها: “أنا قصدي شريف ونيتي حسنة، لستِ وحدك عندك مثله”. الشقراء تتصوره يراقبها. شعرَ بها تراقبه من زاوية عينها اليسرى، من خلال رموشها الطويلة.

فتحَ جزدانَه وراح يتصفّحه كأنه مفكّرة صغيرة، كانت تنظر إليه بينما هو يتابعها من طرف عينه و”حاجبه”. وهو يدندن “سَلَّمْ علي بطرف عينه وحاجبه! سلَّمْ”! لم تكن أهدابُه طويلةً مثلها، خافَ أن تكتشفَ صوفيا لورين نظراتهِ.

نَفْسُ جِزدانها، صناعةٌ مراكشيةٌ مغربيةٌ غير موجودة هنا في هذا البلد، قلَّبه بيديه مرةً أخرى، فتحه بينما كانت هي تنظر إليه من هناك متفحصةً. إستمرَّ يراقبها بطرفِ عينهِ اليسرى شاعراً بإبتسامتها، رفعَ وجهه بإتجاهها، رمقَها بنفس نظرتها المريبة الأخيرة بمحاكاةٍ ساخرةٍ كأنه ممثل كوميدي، أدارتْ رأسَها إلى جهة النافذة مبتسمةً.

 

مررّتْ أصابعَ يدِها اليمنى خلال خصلات شعرها في حركة مفتعلة، شعرتْ بالمزاح. لم يبدُ على وجهها شيء من ذلك، إلا أن هناك إبتسامةً خفيةً كادت تظهر على شفتيها.

قالَ لنفسه “يبدو أن شفتيها دافئتان بإبتسامة داخليةٍ”، ثم تساءلَ “ماذا يعني أن تكون إبتسامتُها داخليةً؟ مخفية؟ مبهمة؟ مُقموعَة؟ ممنوعة؟ هل هذه فلسفة جديدة؟” حرّك يدَه تلقائياً مستخفاً بما يقول. شعرَ بالإرتيريةَ ذات الجمالِ الطبيعي تراقبُهُ وهو يتحدثُ مع نفسه، إلتقتْ نظراتهما مرة أخرى. إبتسمتْ له ضاغطةً على شفتيها ببراءة. شعر بإهتمامها به أو مداراتها له كأنها تجامل كهلاً خجولاً.

إنه ليس شيخاً على أية حال، قد يكون بعمر والدها، لكن من يدري وقد يكون أصغر منه، إلا أنه من المؤكد أنها بعمر إبنه وقد تكون زميلته في الدراسة أو في نفس صفّه، هذا البلد الأوروبي الجميل صغير، والناس هنا يعرفون بعضهم بعضاً، كارثة!

لو رآه ولدُه يتجول معها! أما إذا عرفت إبنتُه بعلاقته معها فستحل المصيبة، بل الطامة الكبرى ليس على البيت، بل العالم كلّه! ستهدُّ هيكلَه! نظرَ إليها بحياء وبشكل رسمي وتصوّرَ إبنَهُ وإبنته يراقبانه. فَرِحا هذه المرّة لسلوك والدهما الأرمل المحترم معها! إنها أصغر منه بكثير، تمتمَ هو “لو كانت أكبر، لَو! ثم ماذا؟ إحترم نفسك!”.

وقفَ القطار في المحطة العريقة العتيدة. كل شيء هنا محسوب بدِقّة! لم ينهض من مكانه، إنتظرَ حتى تأخذ الشقراء طريقَها إلى بابه، وقعت نظراتُها عليه مبتسمةً، إنزاح عن وجهها الإرتياب، بدت بشرة وجهها أقلّ نعومة، اختفت قليلا لمعتُة، وقفتْ إلى جانبه، كانت أقصرَ منه قليلاً لولا كعبها العالي، رأى طبقة المساحيق كبيرةً على وجهها بكل وضوح، شمَّ رائحتها، وخَمّن أنّ عطرها ماركة جِيفَنجِي الفرنسي الشهير، وقف خلفها، إستدارت قليلا نحوه، ليصير بمواجهتها، إنتهز فرصة إنتظارهما خروج الركاب من القطار، سألها مبتسماً، ملوِّحاً بجزدانه الأحمر اللون:

– يا ترى هل يحملُ جزدانُك نفسَ ماركة الجمل؟

إبتسمتْ، بل ضحكت قائلة:

– بالتأكيد!

– لماذا بالتأكيد؟

شعر أنها لا تود إخراج جزدانها من حقيبتها.

– ألا ترى أنه نسخة طبق الأصل من جزداني؟  من أين إشتريته؟

– مِن المغرب، من مَراكش.

– ألم أقل لك؟ وهذا ما قمت به أنا بالضبط! كنت في سفرة سياحية، واليوم هو أول يوم استخدمه.

– وأنا ايضا!

شعر بالراحة تغمره، فرحَ لتجاوبها معه، أحسّ فعلا بدفء شفتيها، فكّرَ أن يقولَ لها شيئاً ما، لم يعرفه بالضبط. إحتار في ما يمكن أن يهمس به لها. في هذه الأثناء رأى الفتاة السمراء الحنطية الإرِتيرية رافعةً يَدها محييةً إياه بكفّها غير متكلّفة والإبتسامة تملأ وجهها، جعلته يسرحُ قليلا بخياله نحو الماضي الجميل، عاد إلى عشرين سنة أو أكثر بقليل متذكراً صديقته اليوغسلافية القديمة، تشبهها بالضبط، تلك الشابة، حلوةٌ ولذيذةٌ، تفاحة تتدلّى من غصن شجرة، شهية، نديّة، طريّة، جميلة الجميلات، تمزج بين الجمال السلافي والايطالي والغجري، بنت الجنرال اليوغسلافي، تعرَّفَ إليها ذات يوم في القطار المنطلق من عاصمة الجليد ماراً في الأنفاق تحت جبال يوغسلافيا وإيطاليا وسافر معها رحلات العمر أيام الشباب.

كانت الفتاة اليوغسلافية تتقافز مهرولةً حافيةً من هذه العربة إلى تلك، يتطاير شعرها الكستنائي، مذعورةً شاردةً كالغزالة البريةِ، وصوت القطار مرتفعٌ، حتى وجدت نفسها في عربتنا هاربةً من صرامة أبيها الجنرال. واستقبلناها بترحيب تعاطفاً معها.

فرحَ لهذه الذكرى. عاد إلى وعيه مذعوراً كأنه خافَ من فقدان شيء تركه وأهمله، بل غفل عنه. جالتْ نظراتُه في المحطة باحثةً عنها، إفتقدَها ولم يبقَ لها أثر وسط الزحام.

أدارَ وجهه قليلاً نحو صوفيا لورين، فوجيء بها تشيح وجهها عنه مبتسمةً مسرعةً مهرولةً كسنّور بريٍّ مسرعٍ باتجاه قطار ثانٍ، بينما سار هو أيضا ببطأ خلفها مفكراً بالإرِتيرية والجزدان وخبز والدته والشقراء ذات الشفتين الدافئتين التي لم تكن غير عادية!

 

1990-94

 

———————————————-

 

تعليقات الفيسبوك

شاهد أيضاً

| مها عادل العزي : وجبــــــة فطـــــور .

في ليالي قلقه الكثيرة كان يدير وجهه إلي الحائط فيخربش عليه بأظفاره الناعمة الصغيرة كان …

| حاتم جعفر :  أهي خفقة قلب؟.

 ﻷمر طارئ إضطر صاحب البيت أن يترك زائره وحيدا وبشكل مؤقت. الضيف وفي مثل هكذا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *