مهند إلياس : المصور محي عارف … فنان بغدادي اصيل …

,, في الثلآثينات من هذا القرن ، لم تكن قد دخلت الة التصوير ( الكاميرا) بشكلها التقني المتطور ، حيث بقيت الكاميرا (الثابتة) .. والتي تعتمد على ضوء الشمس ، او ماتسمى ب (كاميرة التصوير الشمسي -الاسود والابيض) هي السائدة انذلك ..!
اذ كان هذا النوع من (التصوير  .. هو الفاعل في المعاملات الرسمية وغير الرسمية،، وكما اظن .. ان هذا النوع من التصوير ،، كان سائدا في اوربا في بداية هذا القرن ،، ومنتشرا بشكل عام قبل تحولات النهضة ..!

.. وعندما دخلت الكاميرا الحديثة ، عن طريق بعض الشركات المستوردة ، وبالذات شركة ( اورزدي باك) و ( شركة حسو اخوان) وغيرها .. وكذلك عودة بعض الفنانين العراقيين من الخارج وهم يحملون الخبرة في مجال التصوير .. انتشرت الصورة الحديثة بشكلها المتطور ،، وهي تحمل اللمسات الفائقة في توظيف اللقطة الفنية واعطاء رونقها الطبيعي وترتيب الوانها واغنائها بتحديث الحركة  ذات الابعاد المختلفة ..!

فاشتهر مصورون في العراق .. مثل المصور (بابل) .. وهو من المتميزين الذين توطدت لهم الخبرة ،، فحصل على مستوى عال ،، فاصبح مصور ( الملوك والرؤساء) الخاص وهو يحتفظ بمجاميع كبيرة من الصور النادرة لكثير من الشخصيات السياسية والاجتماعية العراقية .. ويقع محله ( اي صالونه  في بداية   شارع الرشيد من جهة حافظ القاضي ..!

من إبداعات الفنان محي عارف

كما تميز ايضا مصور اخر هو (ارشاك) .. فكان فنانا في لقطاته العالية .. وكان من اكثر زبائنه ( الشباب) .. كون كاميرته توظب الصورة وتبرز مفاتن الشباب
وحيويتهم ..!

ايضا كان هنالك مصورون مثل ( بيزاز) و ( اليأس جموعة) و(مونتريال) في بغداد .. واخرون انتشروا في بعض المحافظات ، ولكن شهرة هؤلاء الرواد تقدمت بشكل ملحوظ عن اقرانهم فكانت لهم الحضوة في ريادة الفن الفوتغرافي في العراق ..!

ان فن التصوير ، لم يقف عند حدود معينة .. الا وهي حدود الرؤية الفنية للانسان والطبيعة بشكلها العادي ، بل وانما تجاوزن هذه -المعظلة – الى ابعاد اخرى حاول الفنان ان يخرج بها من خلال البحث عن حركتها في الزمان والمكان المعيين .. اذ حاول كذلك ان يجد ( اي الفنان) ضالته في هذه الصورة او تلك لغرض اشباع رغبته وتوظيفها بشكل يسمح له بان يصنع ما ما ينتجه في حدود التفرد الخالص وتصبح له مكانه في تأريخ التصوير الفني وعبر لقطاته المختلفة ..!

من إبداعات الفنان محي عارف

…  والفنان المصور محي عارف ،، يبرز من بين الكثيرين من المصورين العراقيين الذين توزعت رؤاهم عبر حركة الواقع المليء والمتخم بالحركة الدائبة .. ولكن مما يشار الى هذا المبدع انه سرق بعدسته الخاطفة والمميزة حركات لشخصيات مألوفة في المجتمع البغدادي .. ومن خلال فعالياتها اليومية المختلفة .. حيث رأى (البغدادي) نفسه وهو يتحرك من خلال هذه الصورة او تلك فاقترب اعجابه من هذا الفنان القدير ..!

ان لقطات مثل (ام اللبن – بائعة اللبن) .. وهي امرأ’ة قروية وكثيرا ما يطلق عليها اسم ( المعيدية) حيث تنتمي الى المعدان الذين تميزو بصناعة الالبان من فصيلةالجاموس الاسود واصبحت لهم شهرة خاصة به .. حيث تأتي الى اسواق بغداد الشعبية .. وتمتاز بلبلسها التقليدي الجميل والمتناسق والذي يختلف عن اي زي اخر .. فهي تتمنطق بنطاق نسيجي من الصوف يطوق خصرها الممتليء من الاعلى وتتدلى من نهايتي هذا النطاق كرتان صغيرتان وتلف ساقيها من القدم والى ما تحت الركبتين بلفاف عريض بينما تلف رأسها بحجاب لا يبان من وجهها غير عينيها .. فتضع علب او حاويات اللبن الواحدة فوق الاخرى على رأسها بشكل عمودي فتتراءى للناظر وكان الحاويات ايلة للسقوط لكنها ثابتة لاتتحرك … وكذلك تناول شخصية ابو عبد ( بائع القهوة) المتجول والذي يحمل ( الدلة) بيد والفتاجين بيد اخرى وبطريقة مدهشة ..وهنالك شخصيات بغدادية كثيرة حاول الفنان محي عارف ان يظهرها بعدسته بذكاء خاص ومنها ايضا (ام الخيرة – ضاربة الودع) و ( بائع الشربت – العصير) و (ماسح الاحذية) وبائع(الجرك- وهو نوع من المعجنات) و(الحداد) و(النجار) و(ابو الربل -الحوذي) وغير هذه الشخصيات التي وثقها الفنان وبوضعيات مختلفة جدا واعطاها زخما في الحركة كما في لقطته الشهيرة(الحلابة) اي تلك المرأة القروية التي تجلس على الارض بين فخذي البقرة ذات الضرع المنتفخ لغرض عصرالحلمات حتى تجمع الحليب في اناء خاص !

كل هذه اللقطات وغيرها عبرت عن امكانية العين الراصدة لهذا الفنان الكبير والذي احتفظ بارشيف كبير من الصور النادرة وذ ات التفرد العالي عبر اختياره لاسلوب اللقطة الفنية في عالم الفوتغراف ..!

.. ومما يجدر بالذكر ان اهم عامل مساعد شاعد الفنان محي عارف ،، هو ذلك الشارع الذي يقع فيه محله ( صالونه) وهو الذي كان يسمى بشارع الوصي

وبعد ثورة الرابع عشر من تموز اصبح اسمه يكنى( بشارع النصر) وهو عبارة عن منطقة تجارة دائبة الحركة وتصب فيها مداخل لمحلات شعبية كثيرة مثل الشواكة وسوق الجديد ومحلة الذهب وبعض من متاطق الكرخ الشهيرة .. مما اثر هذا التقارب من المحلات بشكل مباشر في اغناء هذا الشارع بالكثير من المفارقات والمداخلات التي زودت عين الفنان بابداعات لها خاصيتها والتي اغنته بما لايستطيع الاخرون ان يحيطوا بما الت اليه عدسته ..!

ان محي عارف ،، لازال في ذاكرة الفن الفوتغرافي الاصيل وكذلك في ذاكرة   (البغداديين) الذين احبوه واقتربو منه كثيرا ،، كما احبه الفن الذي اختاره وترك بصماته عليه …!

تعليقات الفيسبوك

شاهد أيضاً

| د. زهير ياسين شليبه : الروائية المغربية زكية خيرهم تناقش في “نهاية سري الخطير” موضوعاتِ العذرية والشرف وختان الإناث.

رواية الكاتبة المغربية زكية خيرهم “نهاية سري الخطير”، مهمة جدا لكونها مكرسة لقضايا المرأة الشرقية، …

| نصير عواد : الاغنية “السبعينيّة” سيدة الشجن العراقيّ.

في تلك السبعينات انتشرت أغان شجن نديّة حاملة قيم ثقافيّة واجتماعيّة كانت ماثلة بالعراق. أغان …

تعليق واحد

  1. مرحبا اني اسمي قمر وداحاول الكي صوره الجدي اسمه احمد هوبي الحياني. جان ياخذ صور يم لمصور محي عارف اتمنى ينقري تعليقي واحد يتذكر جدي. لان كلش رايده اشوف شكله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *