إشارة: بين وقت وآخر يتحفنا المبدع الكبير “طلال حسن” بنتاج إبداعي جديد في مجال أدب الطفل الذي يتقلص كتّابه –للأسف- يوما بعد آخر. بعد ثلاثين كتاباً متفرّداً في هذا المجال الضروري جدا والخصب شرّف مبدعنا الكبير أسرة موقع الناقد العراقي أكثر من مرّة بنشر العديد من مخطوطات كتبه الثمينة على صفحات الموقع. وهذه مخطوطة جديدة يخصّ بها الموقع وقرّاءه.

المشهد الرابع والاخير
ــــــــــ
فسحة أمام الكهف ،
تدخل الجدة ، وبيدها عصا
الجدة : الجو رائع اليوم ” تتوقف ” فلأجلس تحت هذه الشجرة ” تجلس ” آه العمر سحابة ، أحيناً تمطر ، وأحياناً لا تمطر ” تبتسم ” أمطرتُ أنا ، ولا بأس بما أمطرته ” تلتفت ” أيتها العنزة ، انتبهي إلى جديك ، لا تدعيه يبتعد ” تضحك ” هذا اللعين مازال يرضع ، رغم أنه كبر ، وصار يأكل العشب ” تبتسم ” الحليب لذيذ ، أنا نفسي أحب الحليب ، وأشرب منه كل يوم ” تخاطب الجدي ” ارضع يا صغيري ، ارضع ، أريدك أن تسمن وتكبر ، وتصير تيساً قوياً كتيوس الجبل ” تلوح تاوه من بعيد ” ها هي تاوه ، إنها مثلي تحب الشمس ، فلأنادها ” تناديها ” تاوه .
تاوه : ” تلوّح من بعيد ” ….
الجدة : تعالي ، المكان هنا ربيع .
تدخل تاوه مبتسمة ،
وتقبل على الجدة
تاوه : صباح الخير .
الجدة : أهلاً تاوه ، صباح النور .
تاوه : يبدو أنك أخرجت العنزة والجدي هذا اليوم .
الجدة : إنهما مثلنا يحبان الخضرة والشمس والهواء النقي .
تاوه : من الأفضل أن نراقبهما ، حتى لا يبتعدا ، وإلا ..
الجدة : إنني هنا ، وأنت معي ” تنظر إلى تاوه ” هذا اللعين ، الذئب ، لم أسمعه ليلة البارحة مرة واحدة .
تاوه : أنا أيضاً لم أسمعه ، رغم أنه كان يعوي سابقاً كل ليلة .
الجدة : لنبقَ على حذر ، فالذئب ذئب ، ولا أحد يدري متى وأين يضرب ضربته .
تاوه : لو أننا نحصل على كلب .
الجدة : آه أنت محقة .
تاوه : كان لدينا كلب ضخم وشجاع ، قلما ينام في الليل ، تخافه حتى الذئاب .
الجدة : سأقول لأبي أو ، حين يعود ، لعله يأتينا بواحد ، يحمينا ويحمي عنزتنا وجديها .
تاوه : ذلك الكلب أهداه أحد أصدقاء أبي لتاو ، فتعلق به ، وصار لا يفارقه .
الجدة : تاو ” تبتسم ” وعل الجبل هذا ، متى يكبر ، ويصير أليفاً .
تاوه : أظنه بدأ يكبر ، بعد عودته من الكهف ، ورقاده مريضاً هذه المدة .
الجدة : هذا ما أرجوه ، أنا أريده أخاً لأو ، فنحن لا نعرف ما قد تجيء به الأيام .
يدخل أو مبتسماً ،
ورمحه في يده
الجدة : أو ..
أو : ” لتاوه ” صباح الخير .
تاوه : صباح النور .
الجدة : خيراً .
أو : ” يلوح برمحه ” سأذهب إلى الصيد .
الجدة : مازال لدينا ما يكفينا مما اصطدته البارحة.
أو : ” ينظر إلى تاوه ” هذه المرة سأصطاد غزالة .
الجدة : ” تهمهم ” هم م م م .
أو : تاوه تحب الغزلان .
تاوه : ” تطرق خجلة ” ….
الجدة : هذا ما خمنته .
أو : ” لتاوه ” كيف حال تاو ؟
تاوه : بخير .
الجدة : ليخرج من الكهف ، فالجو كما ترين رائع .
تاوه : سيخرج بعد قليل ، وقد يذهب إلى الصيد هو الآخر .
أو : حسن ” يتأهب للخروج ، فلأذهب ” يتجه إلى الخارج ” قولي له أن لا يصطاد غزالة.
الجدة : ” تبتسم ” ….
تاوه : ” تطرق محرجة ” ….
أو : ” يخرج ملوحاً بيده ” إلى اللقاء .
الجدة : ليتهما ذهبا معاً إلى الصيد.
تاوه : هذا ما أتمناه أنا أيضاً ، يا جدتي .
الجدة : لننتظر ، لعل الوعل المتمرد ينزل قريباً من جبله .
تاوه : ” تنتظر إلى الخارج ” ها هو قادم .
يدخل تاو عابساً ،
ورمحه في يده
تاو : صباح الخير .
تاوه : ” فرحة ” صباح النور .
الجدة : أهلاً بنيّ ، أهلاً تاو ، صباح النور .
تاو : أهلاً بك .
الجدة : يبدو أنك ذاهب إلى الصيد .
تاو : نعم .
تاوه : أو أيضاً ذهب إلى الصيد .
تاو : ” يحدق فيها ” ….
الجدة : اصطد لنا وعلاً .
تاوه : ” تغاب ابتسامتها ” ….
الجدة : أريد أن أرى الوعل بعيداً عن الجبل .
تاو : الجبل بعيد ، ربما في يوم آخر ” يهم بالخروج ”
الجدة : تاو .
تاو : ” يتوقف ” ….
الجدة : أريد كلباً يحرس عنزتي وجديي .
تاو : ” ينظر إلى تاوه ” ….
تاوه : حدثت الجدة عن الكلب ، الذي كان يحرسنا طوال الليل .
الجدة : ليتك تأتيني بواحد مثله .
تاو : سأحاول ، فالحصول على كلب ليس بالأمر الهين .
الجدة : إنه ضروري لي ، فالذئب اللعين يحوم في الجوار ، وقد يختطف عنزتي أو جديي الصغير .
تاوه : ” تتلفت قلقة ” ماذا يجري ؟ العنزة والجدي يصرخان .
ترتفع مأمأة العنزة ،
ممتزجاً بصراخ جديها
الجدة : ” تهب واقفة ” يا ويلي ، عنزتي ..
تاوه : ” تتمتم خائفة ” لعله الذئب .
الجدة : الذئب !
تاوه : ربما ” ترتفع زمجرة الذئب ” نعم ، إنه هو .
الجدة : ” تهم بالتوجه إلى الخارج ” الويل له .
تاوه : ” تحضنها ” جدتي ..
الجدة : لن أدعه يخطف جديي .
تاوه : مهلاً ، الذئب خطر جداً .
الجدة : دعيني ، لو أن أو هنا لتصدى لهذا اللعين ، وأنقذ عنزتي وجديها .
تاو : ” يتأهب للخروج ” تاوه ..
تاوه : حذار ، يا تاو .
تاو : ابقيا هنا ” يتجه إلى الخارج “ابقيا .
تاوه : تاو .
تاو يخرج مسرعاً ،
ورمحه في يده
تاوه : ذهب تاو .
الجدة : لعله تأخر ” صراخ العنزة والجدي ” عنزتي ..
تاوه : جدتي .
الجدة : جديي ، جديي الصغير .
تاوه : اهدئي ، يا جدتي .
الجدة : دعيني ” تلوح بعصاها ” سأجلد هذا اللعين بعصايا هذه ..
تاوه : جدتي ..
الجدة : سأجلده حتى الموت .
تاوه : هذه العصا لن تخيفه ، بل إنني أخشى أن تارو ورمحه لن ..
الجدة : ” تتوقف منصتة ” أصغي ، اختفت الأصوات .
تاوه : ” تنصت خائفة ” ….
الجدة : يا ويلي ، رحلت عنزتي ..
تاوه : أيتها الجدة ..
الجدة : وقبلها رحل جديي .
تاوه : أصغي ، إنني أسمع صوتي تاو وأو .
الجدة : تاو وأو !
تاوه : نعم تاو وأو ، أصغي .
الجدة : أو ذهب منذ حين إلى الغابة ، ليصطاد لك غزالة .
تاوه : ” فرحة ” جدتي ، أنظري ، ها هو أو .
الجدة : ” تنظر مذهولة ” أو ! إنه أو حقاً ، ترى ماذا يحمل ؟
تاوه : أظنها عنزتك .
الجدة : آه ، بل ما تبقى منها .
تاوه : لا ، إنها كاملة ، وحية ، اسمعيها ، ها هي تمأميء .
يدخل أو حاملاً
العنزة بين يديه
أو : جدتي .
الجدة : أو ” تسرع نحوه ” أو ، أو .
أو : ها هي عنزتك ، يا جدتي ” يضع العزة أمامها ” خذيها .
الجدة : ” تحضن العنزة ” حبيبتي ” تتوقف ” أو ..
أو : نعم جدتي .
الجدة : أين جديي ؟
أو : ” مازحاً ” جديك ؟
الجدة : لا تقل أن الذئب قد ..
أو : هذا محال ، الذئب لن يقربها ، فتاو موجود .
تاوه : تاو !
الجدة : تاو !
أو : نعم تاو ” يستدير ” ها هو ، أنظرا .
يدخل تاو مبتسماً ،
والجدي بين يديه
تاوه : ” فرحة ” تاو .
الجدة : ” تقترب منه ” تاو .
تاو : ” يقدم لها الجدي ” تفضلي ، هذا جديك ، يا جدتي .
الجدة : ” تأخذ الجدي فرحة ” أشكرك ، يا تاو ” تنظر إلى أو وتاو ” والذئب ؟
تاو : ” يشير إلى الخارج ” يرقد هناك ، جثة هامدة ، وفي صدره رمحان .
الجدة : رمحان !
تاوه : رمحان !
أو : ” يشد على ذراع تاو ” الأول هو رمح تاو .
تاو : ” يشد على ذراع أو ” والآخر هو رمح أو .
تاوه : ” تهمس للجدة ” الوعل ..
الجدة : وأي وعل .
تاوه : نزل من جبله .
الجدة : ” تبتسم ” نعم ، نزل .
تاو : ” للجدة ” غداً آتيك بالكلب .
أو : كلب !
الجدة : نعم ، تاو سيأتيني بكلب ، يريحني من العنزة وجديها .
أو : هذا حسن ، والآن سأذهب للصيد .
تاو : مهلاً ، سآتي معك .
الجدة : هيا ، اذهبا ” تاو وأو يسيران مبتعدين ” هيا ، هيا .
تاوه : أريد غزالة .
تاو : ” يلتفت ” غزالة !
أو : ” يلتفت وينظر إلى تاوه ” ….
الجدة : ” تهمهم ” هم م م م م .
تاو : ولماذا لا ؟ ” ينظر إلى أو ” غزالة .
أو : هذا ما تريه تاوه .
تاو : ليكن ، فلنصطد غزالة ، هيا .
أو : هيا ، هيا ” أو وتارو يخرجان ” ..
تاوه : ” ضاحكة ” أرأيتِ ، يا جدتي ، لقد نزل.
الجدة : هذه ظاهرة خارقة .
تاوه : والفضل لأو .
الجدة : ولتاو أيضاً ، وهذا يثبت أن الوعول الصخرية يمكن أن تلين .
تاوه : نعم ، يمكن ، وها هي قد لانت ” تستغرقان في الضحك ” ..
يدخل الأب خلسة ، حاملاً سلة ،
يضع السلة ، ويحضن الجدة وتاوه
الأب : ” بصوت احتفالي ” صباح الخير .
الجدة ” ” تلتفت إليه ” وصلت أخيراً .
تاوه : من ! أبي ؟
الجدة : ” تتمتم فرحة ” أبي ؟
الأب : ها أنتِ قلتها ” يحضنها ” نعم أنا أبوك .
الجدة : ” مازحة ” وأنا ؟
الأب : أنت ؟ ” يحضنها ضاحكاً ” أنت الخير والبركة ، يا أمي .
الجدة : ” تضربه برفق ” طال غيابك هذه المرة ، حتى قلقنا عليك .
الأب : اشتد المرض على أخي ، لكنه الآن أفضل ” يتلفت ” أين أو ” يحاكي عبوس تاو ” وتاو ؟
الجدة : لن تصدق ..
تاوه : ذهبا للصيد ..
الجدة : معاً .
الأب : حقاً !
تاوه : بل أكثر ..
الجدة : قتلا الذئب ..
تاوه : معاً .
الأب : لنحتفل إذن ” يرفع السلة ” جئتكما بتفاح ” يهمس لتاوه ” أعرف أنك تحبين هذا النوع من التفاح .
الجدة : لننتظر إذن أو وتاو ، ونبدأ الحفل .
تاوه : ولننتظر الغزالة .
الجدة : تحضنها وتقبلها ” نعم ، ننتظر ، يا غزالة .
الأب يحضن الجدة وتاوه
، الجميع يضحكون فرحين
إظلام تدريجي
ستار
11 / 3 / 2011