مؤيد البصام : تأويل النص الشكسبيري في الخطاب السينمائي

المؤلف : بان جبار خلف.
الناشر : وزارة الثقافة- المؤسسة العامة للسينما.دمشق
يتكون الكتاب من مقدمة وتمهيد وأربعة فصول وثمانية ملاحق، وهو رسالة ماجستير حصلت بموجبها الباحثة على درجة الماجستير من كلية الفنون الجميلة- قسم السمعية والبصرية، تعالج فيه فكرة التأويل التي تقول عنها في المقدمة ” التأويل فيعني المعالجة مضافا إليها أنشاء نص ٍجديد ٍيستند في مرجعياته إلى النص الأصلي وبالأخص بتأسيس الإحالات الأصلية، وكيفية اشتغالها في النص الجديد” ثم تصل إلى النتيجة بان التأويل، ” هو الفهم والتفسير لنص من النصوص بشكل كلي عبر مرجعية موسوعية للنص المؤول وما يحيطه والناتج نص جديد مستند إلى النص الأصلي معنيا بالإحالات وتأسيسها في النص الجديد منطلقا من فاعلية النص وفاعلية القراءة “.
الفصل الأول : المعنون ( التأويل المفهوم والنظرية ) تناقش من خلاله معنى التأويل تعريفا ومفهوما، مستندة في ذلك على قراءة النص ووجهات النظر فيه، وإشكاليات هذه القراءة، بتعدد وجهات النظر الفكرية والفلسفية التي ناقشها المفكرون والفلاسفة، أمثال، ( تودوروف وشتراوس وبارت وغادمير وابرماز وبول ريكور وآخرون) وتقارن بين هذه الآراء حتى تصل في نهاية الفصل إلى الاستنتاج، ” أن نظرية التأويل لا بد أن تنبني على معرفة واسعة بالنص، قد تتعالى عليه أيضا ً، وأي قراءة أقل من مستوى النص فهي قراءة غير فاعلة وبالتالي لا نستطيع استجلاء النص وفهمه وتأويله ” .
الفصل الثاني : (التأويل وانفتاح النص في المسرح والسينما )، تفترض الباحثة أن التأويل لا يأتي إلا لنص متفرد يحمل في داخله مجموعة دلالات وسلسلة تأويلية لا تنضب، إي عملا إبداعيا ً، يحقق ما يمكن تأويله لما يحمله من شفرات تتطلب جهدا ً للوصول إليها، وبعد أن تتناول مستويات الدلالة نظريا وعمليا في أمثلة لأفلام أو نصوص، وآراء الباحثين فيها، تصل في نهاية الفصل الثاني، ” أننا لا نستطيع أن نفرض علما ً للتأويل ( الهيرومينوطيقا) إلا  على الأفلام النوعية سواء ً على مستوى اللغة السينمائية أو الأسلوب أو السرد، وان أي تأويل للفلم السينمائي لا بد أن يستند على نظرية فلميه فيها الكفاية والضرورة. ” .
الفصل الثالث :  ( التأويل والنص الشكسبيري في السينما )، في هذا الفصل تجيب على السؤال الذي شغل الفكر البشري على مدى عقود وقرون، ما الذي يجعل النص الشكسبيري دائم الحضور عبر العصور، وللإجابة على هذا السؤال تلاحق مميزات النص الشكسبيري على مستوى القراءة والدراما، وكيف أستطاع أن يحتل مكانه في عالم السينما، لتوصلنا إلى إن النص الشكسبيري نص متخلص من حدود العمل المكتوب المحفوظ بين الغلاف والغلاف، مستعينة بنصوص شكسبيرية تحولت من القراءة والمسرح إلى أفلام سينمائية، لتفكك وتشرح القدرة الإبداعية عند تحويلها إلى فلم، لتصل في نهاية الفصل إلى كيفية التعامل مع التأويل للنص الشكسبيري وفن الفلم.
الفصل الرابع : ( تطبيقات ) في هذا الفصل الذي تنهي فيه مبحثها، تقدم لنا اختيارها لإثبات ما ذهبت إليه في الفصول الثلاث السابقة، وترى في اختيارها لنص روميو وجوليت مسألة قصديه لعدم أيلاء الدارسين والباحثين، هذا النص مثلما أولوا اهتمامهم إلى بقية أعماله، وقد استعانت بثلاث أفلام لعينة البحث لتكون مستند البحث في التحليل إضافة إلى النص المكتوب، لضبط التأويلات التي ستأتي عليها إثناء التحليل، وهي فلم، ( روميو وجوليت / أخراج: باز لوهارمن/ سيناريو: بازلو هارمن+كريج بيرس) و ( قصة الحي الغربي/ أخراج: روبرت وايز وجيروم رونيز/ سيناريو: ارنست لهامان) و( شكسبير عاشقا/ أخراج: جون مادين/ سيناريو:مارك نورمن+ توم ستوبارد ). وفي نهاية الفصل تصل إلى إن النصوص القابلة للتأويل هي النصوص المفتوحة الدلالات والمعاني، والقابلة للصمود أمام متغيرات العصور، لأنها نصوص تناقش هموما إنسانية مطلقة، وان تأويل النصوص الشكسبيرية ذات مهمة عسيرة لفرادتها وشهرة التأويلات وكثرتها.
الخلاصة: الكتاب عبارة عن سياحة جميلة في نصوص شكسبير، وبالذات ( روميو وجوليت) وآراء الباحثين والمفكرين فيها إضافة إلى كيفية إبداعها سينمائيا، وقراءة لعملية التأويل وكشف الدلالات في النص أو في تحولاته الدرامية عبر المسرح والسينما، أن المدخل الذي اشتغلت عليه المؤلفة وضعها في منطقة أبداع نص على نص، فهي استطاعت أن تضع رؤى تأملية في كيفية عمل خلق النص، وكيفية قراءة النصوص بدلالاتها ومعانيها وملاحقة التأويل، على الرغم من المتغيرات الزمنية، وتصل إلى المعنى الكامن في وقوف هذه النصوص تاريخيا في الصف المتقدم متحدية كل الإبداعات التي ظهرت متجاوزتا ً المكان والزمان، بسبب كونها نصوص تحمل قدرا ً كبيرا ً من الهموم الإنسانية وملاحقة دواخل الإنسان ومتاعبه اليومية وواقعه،  وقد زاد في أهمية الكتاب الملاحق التي اتبعتها للباحثين والمفكرين الذين ناقشوا مفهوم التأويل والدلالة.

تعليقات الفيسبوك

شاهد أيضاً

| محمد عبد حسن : المتن السردي المفترض في رواية “العاشرة بتوقيت واشنطن”(1) .

(ملاحظات قارئ للاقتراب من النص) ينجح الروائي، منذ البداية، في الإمساك بقارئه.. حيث، يضعه منذ …

| حميد الحريزي : “قضايا المرأة في التدين الأجتماعي” للدكتورة بتول فاروق .

           جرأة في الفكر وتجــــــــــــــــــاوز للتقليد   كتاب ((قضايا المرأة في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *