مناخ
قليلاً ما يُواسيه المناخ ، فيتلاعب بالأفكار ، التي كانت تهطل عليه في أوقات الموسيقى التي ادمن على سماعها ، استئناساً مع حالات التوهج ، ما تلبث أن تفصح عن حالها توافقا مع سمفونية العجز .
قرر تغير طِباع نُزل الكتابة ، أختار أوقاتا غيرها يوم تشربت بوجدانه ، كما ردم الهوة التي كانت تستدعي ذات النسق الموسيقي ، أنتظر يوما يومين ، شهرا شهرين ، لم يحدث شيئ مجلجل ، يستدعيه بقوة المعهود…
ايقظته قائلة : كفاك ترفس على سريري مثل الملدوغ ، لقد اشبعتني رهزاً ، لم اعهدك من قبل على هذه التجاذب …
صحو
نزلت الأمطار بشكل لم يتعود من قبل ، التزم الأهالي مساكنهم ، فيما خرج إلى الشارع ، ملبيا لنداء استدعاه على عجل . صادف شخصا ، تحايل عليه آثار السكر المدقع…
أقترب منه ، وقبل أن تصل كلماته إليه ، ناداه الثمل : جئت لتسمعني كلاما يُصحيني ؟، اذهب ، لا طاقة لي على حملك…
تركه ومضى وقبل أن يكمل خطواته في طريق العودة ، ثملا ً، كان جسده يغلي ، تهطله الأمطارغزارة ، يفكر في الكلام الذي أحب أن يقوله إلى ذلك الرجل الثمل ، ولم يصل إليه ، فأساء الظن بنفسه …
غبار
تعبأت روحه بالغبار منذو نعومة أظافره ، وحين لم يجد وسيلة لهزيمة هذا المناخ الغَليِظ ، قرر أن يبتدع وسيلة أقوى لهزيمته ، أختار مناخاً آخر لا يمت لتاريخه بصلة ، وهو إلى اليوم يعيش هنا ويتنفس هناك…