تبحث هي عن أبيها في كل مكان..فتاة في عمر الزواج..عراقية..ذات شعر طويل وعيون حيرى..يتسع بياضها لحلم الأرض، ووجه معّفر بشمس الصيف الحارقة..
عرفته صغيرة عندما كان يعيش معهم لفترة قصيرة..محامي هو..ترك أمّهم على عجل وذهب ليعيش مع زوجته الأخرى..لم تسمع أخباره منذ سنين طويلة..
صديقتها يوما جلبت لها صورته..كاد أن يغمى عليها وهي تراه يلبس قبعة الساحر ليطفأ شمعة عمره السبعيني، وخلفه صورة أحد رؤساء أمريكا البعيدة..!
أنتهازي
يصّر الأنتهازي على خطته اللئيمة..يعّدل من هندامه ويمشّط شعر لحيته جيدا..ويتعّطر بأطيب العطور الفرنسية..ليقف أمام الجمهور المغّفل ليلقي بحثا لم يخّطط له يوما، ولم تعمل عليه يداه..
وكنت بين السامعين..أصغيلدقّات قلبي المتسارعة..كأنها تقول لي..لماذا السكوت؟…والجهد جهدك..تعب الليالي الماضيات..
ضحكت في سرّي عندما رأيت الأنتهازي يتلعثم في كلامه..ويزداد أنفه طولا ليلامس الصف الأخير من القاعة..!