أيها السادة..
ماهذه بصروفِ تَطَفُّلٍ من نوافلِ الخَيال، إنما هذي حروفُ تَلَطُّفٍ من قوافلِ الحالِ، وشاهدي على حروفي، ترونه ردفي محمولاً على الجِمال.
بدعةٌ محدثةٌ على عالمِ الأدبِ ونكرةٌ على منابرهِ والإحتفال، وما كنتُ يوماً وسيّداً من أعلامِهِ في وصال، رَغمَ أنيَ أقصُّ خطاهمُ، متفكّهاً بثمارهمُ في حلِّهِمُ، ومُتعسِساً لهمُ في تِرحالٍ.
وقد دَعَّنيَ سنُّ التقاعدِ دَعّاً لحرفٍ أفضفضُ به في آفاقِ صُحُفٍ من شتى أطيافِ الكلمِ حمّال، فراعني ترحيبٌ عجبٌ وآخاذٌ مِمّن هو للنقد راعٍ، وللأدب حمّال:
“حسين سرمك” ذاك خِلُّ جميلُ الطَّلةِ، خميلُ الخّلةِ، جزيلُ الخِلالِ.
ومكمنُ عجبِي أنّيَ غضِبتُ في وجههِ مع أوّلِ مقال! قائلاً بعتبٍ لهُ:
” لاحقَّ لكَ في إنتقاءِ ونشرِ مايحلو لكَ من عَبَرَاتٍ لي ثِقال”!
فكانَ ردُّهُ (مرفقٌ مع هذا المقال) آسراً ساحراً وبأحسنِ ما تكون الخِصال:
“تحية الإبداع والمحبة أخي الأعز الأستاذ علي، لاتدع هذا الأمر يزعجك، ولنستمر في التواصل لأن الأسلوب واللغة التي تكتب بها نصوصك مميزة. حسين”.
عتابيَ أولدَ ليَ وسامَ فخرٍ من ناقدٍ كبيرٍ فعّال. يا لبجاحة عتابيَ له ويالهُ من خَبَال! ويا لرجاحةِ خطابه لي ويالهُ من دلال!
ثمّ إنّهُ لم يكتفِ بل إستدركَ ب(إيميل) لاحقٍ فبيّنَ فقال: “أن مدعاةَ عدم نشرِ نصّيكَ كليهما والأكتفاء بمقال، هو زخم الملفاتِ لمناسبةِ (يوم المسرحِ العراقي) والإحتفال.
قد كنتَ يا إبنَ سرمك والحق يجبُ ألا يكتمَ بل يُقال:
طبيباً في الأدبِ، وإديباً في الطبِّ والأحوال.
(( فيا صاحبي..
دعْ روحكَ ترحل إلى حُسنِ خاتمةٍ ومَآل، وإلى جنّةٍ ونَهَرٍ وظِلال، عند مليكٍ رحيمٍ مُتعال، ودعْ لنا – ياصاح – عدَّ النعاجِ على ظهرها بين أنكالٍ وأدغال، وهمومٍ من شكلِها أزواجٍ وأشكال، وتفاخراً زائفاً تارةً بالأعمامِ، وتارةً بالأخوال، رغم أنّا لانُحسنُ حبكَ حكمةٍ حاضرةٍ بإرتجال، بل إنّا نسينا طَعمَ البيانِ وأنعُمَ الخيال، وأنّ هنالك سماءً فيها أنجمٌ وهلال، وغدوٌّ وآصال، وأن هنالكَ مروجاً خجولةً على تلال، فيها فسيحٌ من عبقٍ وجمال، يشفي الإعلال ويصفي الحال، وهناك تسبيحٌ من كمالٍ يضفي الجلال وما يزال، مُفَتَّحَ الأبوابِ لمَن رعى فوعى ومايزال)). أخوك علي الحنابي.