لا عرش لي لأفيءْ اليه واستظل‘
عزّ القريب .. ولم يعد في الاهل اهل‘
انىّ اتجهت‘ ارى جهات الارض
قاطبة تضيق بمقلتيّ وتضمحل‘
هدروا دمي طلبا لثأر سابق
طفل انا ودمي على الاشجار كهل‘
لي بين وديان الغيوم مدينة
عطشى .. وفوق القمة العزلاء نزل‘
لي نجمة ثكلى تنام على الرصيف
وسفح واد سلّموه دمي وسهل‘
لي دمية قصوا ظفائرها وعاثوا
في دموع الامهات وكم احّلوا
طمس الدروب لكي تضيع دروبنا
غرباء في اوطاننا ابدا نظل‘
اطفو على الامواج محتضرا وفي
شفتي انين الماء يسحبني واعلو
لم يبق في قارورة الصبر الجميل
مساحة تكفي ولا في العمر اكل‘
عاتبت نفسي يائسا من يأسها
وجريرتي ان العتاب بنا مذل‘
وجعي على صدر القصيدة مصحف
جثموا عليه منددين ورحت‘ اتلو
انا طائر كم لاحقوه لكي يشي
بسمائه , فأبى , بقيت‘ انا وولوا
انا لا اطيق النوم تحت جفونهم
كلا لفرط الكبرياء نزلت اعلو
انا كالنسور اذا دنوت‘ من السماء
وان خطوت على دبيب النمل نمل‘
وانا على دمع القباب حمامة
اغدو واصبح في عروق السم نصل‘
تغتابني الافواه وهي مليئة
بالرمل حتى اكتظ قلب الارض غل‘
جفت عروق الغيم في شفتي ومات
على سواعدهم انيني وهو طفل‘
يبست اناملنا بغسل ثيابهم
هم يرتدون ونحن بالاكفان نسلوا
هم يكنزون ويشربون دماءنا
ارأيت صحنا يأكلون به ونجلوا ..؟!
كم ألبوا الدنيا عليّ وليتهم
مسحوا دموع الله في قلبي وصلوا
كم اوغروا صدر الشموع لكي يطول
الليل في عيني فكن يا ليل ليل‘
سأظل مطعونا بباطن راحتي
لا اشتكي دهري ولا بالدهر اسلو
سأظل منتصبا امام بروقهم
وبرغم انف القيح والفوضى سأعلو !