مثلَ شِهابٍ فقدَ القدرةَ على النُطق
ستطوفُ بالأرض مراتٍ
مستصحباً معكَ في الحقيبة
وحدتَكَ التي تشبه في هدوئها
آلآفَ الأفواه الصارخة
حاملاً في يمينكَ قلبكَ المتوهّج كالفانوس
**
ستعقدُ جلسةَ تحليلٍ نفسيّ
للملائكة الذين يُعانون من رُهاب المرتفعات
وتحت شُرفةٍ يتيمةٍ
ستقضي الليلَ
متوسلاً الباحثة التي فكّكت شِفرة السعادة
ألا تموتَ منتحرةً
**
ستقتلُ المللَ باتخاذكَ الجبالَ بيادقَ شطرنج
وستدخلُ إلى أقفاص البحار المفترسةِ
فتروّضُ أمواجَها
لتكونَ أليفةً
وقابلةً للتربيةِ في البيوت
**
ولكن إلى متى ستظلّ تخترقُ حاجزَ الزمن
تاركاً عليه ثقوباً
ينفذُ عبرَها ضوءُ المستقبل
وإلى متى ستظلّ راكضاً
بينما الصحارى والوديانُ تلهثُ من ورائِكَ
متوسلةً إليكَ أنْ تُبطيءَ قليلاً
لتمسحَ عن كثبانها وصخورها العَرَقَ
ولتستعيدَ أنفاسَها
وتشربَ جُرعةَ ماء
**
ستتعبُ يا صديقي من التحليق
وستبتلّ بالزُرقة حتى تشفَّ
وتبدو رِئتاكَ مثلَ كأسين مملوئين بالضوء
عندئذٍ ستُغيّرُ اتجاهَ تحليقِكَ
فتستبدلُ عينَ النسر بنظارةٍ طبيّة
وجناحيهِ بألبومٍ لصور الأصدقاء
وستهبطُ بالمظلّة بين دَفّتيْ كِتابِكَ
لابساً الخوذة ذاتَ المصباح
لتُنقّبَ تحت السطور الموطوءَةِ بالأقدام
عن مناجم الذهب المنسيّة