كانت ندى أجمل فتيات البلدة، وكانت كل يوم تقطف زهرة من حديقتها لتزين شعرها الجميل، حتى كان يوم حيث تهيأت ندى لإلقاء الزهرة الذابلة لتحضر غيرها نضرة تضعها على شعرها ، حيث قالت الزهرة الذابلة بحزن لندى: ألم أكن بالأمس زينتك واليوم تتنكرين لي بعد أن أصابني الذبول بسببك أيضا، إذ شبكتني على شعرك بإهمال ، وقبلت ذلك راضية لأجمل الفتيات باعترافهن لك بالفتنة ، واليوم تتهيئين لتختاري غيري لتحل محلي؟
قالت ندى: هي الحياة كما تعلمين.، يوم لك ويوم عليك.
قالت الزهرة: ولكني أطلب منك أن تضعيني في إناء ماء لأستعيد نضارتي.
ندى: قد أفعل هذا من أجلك، ولكنك حتى لو استعدت بعض نضارتك لن تصلحي لهذا الشعر. ولمست شعرها بغرور ودلال،
الزهرة: أعلم أنك ظالمة.
ندى: لا تغضبي، واعلمي أني سأجمع أوراقك الجافة وأوراق صديقاتك ممن كنت أتزين بهن لأرسلكن إلى صانع العطور وأحيي ذكركن بأريج يفوح على صدور أجمل نساء هذا البلد.
الزهرة: كلامك ينعشني ولكني لا أحتمل فكرة الموت.
ندى: ستتحولين إلى عطر وهذا بداية لحياة جديدة.
ابتسمت الزهرة وحلقت بخيالها نحو غد مجهول يبتسم تارة ويبدو غامضا في مجمله.
ندى
قصة للأطفال
بقلم د ميسون حنا
تعليقات الفيسبوك
أنا كتبت قصة للأطفال ببساطة ولم أقصد التطرق للفلسفة الدينية . وشكرا للإضاءة