سعد جاسم: أَتَذَكّرُكِ في المرايا (الى روح نوس ثانيةً)

أَتَذَكّرُ…
أَتَذَكّرُ تَماماً
أَتَذَكّرُكِ بقوّةِ الحنينِ
وبمرايا الحضورِ التي لاتعرفُ
سوادَ نوايا الصدأَ
وخياناتِ افاعي النسيان
وأَتَذَكَّرُ كلَّ ماتبقّى
في خزائنِ الذاكرةِ
وفي فضاءاتِ الذكرى
وفي اسفارِ حياةٍ كانتْ
مكتظةً بكل ماهو حلو وعلقم
وبكل ماهو :
موجع ومُبهج وسرّي وغامض
وفادحٍ وجارحٍ ونافرٍ وآسرٍ
ولذيذٍ مثل فواكهِ بابلَ
ومثل قيمر وعسلِ الفيحاءْ
وكما سواقي وعيون الماءْ
عذبةٌ أَنتِ وروحُكِ
رقراقةٌ وهفافة وشفافةٌ
كأَنَّها دجلةُ والفراتْ
هكذا دائماً أَتذكّرُكِ
ياطفلةَ الحبِّ والشعرِ والحياةْ

أَتذكّرُ أَنَّكِ كنتِ تُحبينَ
الأبوابَ المفتوحةَ
وتذاكرَ السفرِ
الصباحاتِ المبكّرة
الساعاتِ الجدارية
التي يسيلُ منها الوقتُ
بلا اكتراثٍ لغربتكِ
ومواقدَ الشتاءِ
تُحبينَها أيضاً
كفاكهةٍ طازجةٍ وشهيّة
* * *
المرايا … الحدائقُ
القمصانُ التي تُشبهُ الغابات
وأغاني فيروز
تُذكّرُني بكِ بقوةٍ
كما لو أنني
لاأَعرفُ أَسرارَ جسدكِ
وكما لو أَنني
لاأَعرفُ قلبَكِ وسريرتَكِ
وكما لو أنني
لم أَحضنْكِ أَبداً
وأَتماهى معكِ
حدَّ التجلي والتحليق
والشَغَفِ الأَبدي

تعليقات الفيسبوك

شاهد أيضاً

| عدنان عبد النبي البلداوي : “ذكراك نور” مهداة الى روح الشريف الرضي في ذكراه الخالدة .

ذِكراكَ  نورٌ، تسامَتْ فيه دُنـيانا                             يا رائـداً  قــد مَلَكْـتَ القـلبَ أزمانا فكنتَ أصْدَقَ مَــن يَهوَى بناظِـره                           حتى …

حــصــــرياً بـمـوقـعــنــــا
| عبدالقادر رالة : الزعفرانة.

    لمحتها في المحطة تنتظر القطار …    الفتاة الوحيدة  التي تقرأ كاتباَ ؛ كتاب في  …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *