لمْ يبقَ من نهريْ سوى الرمقِ
أضحى بريداً في مُنى الحدقِ
********
في المنتهى سدمٌ وأبخرةٌ
وأنا وحيدٌ في النهاياتِ
ستلفُّها سدم ٌ وأغبرةٌ
ودليليَ القنديلُ في ذاتي
********
في المنتهى سدمُ
وهياكلٌ صدحتْ
وجْداً فما برحتْ
أصداؤها في النجمِ ترتطمُ
********
نهرانِ من حُبِّي ، رأيتَهما ؟!
في الأمسِ ، في يومي ، ويوم غدي
نزفا ومازال الوجود صدي
وأنا بسفكِّ الدمِّ متَّهما
********
ما مِنْ سماءٍ عانقتْ قلَمي
الّا سمتْ ، وتفتّحَ الأُفُقُ
أسرابَ طيرٍ فيهِ تنعتقُ
لتعانقَ الأعماقَ في القممِ
********
قالتْ لي الأسرابُ : أنتَ غدا
مَن يُنشدُ الأكوانَ انْ نَشَدا
********
قالتْ لي الأسرابْ :
الحُبُّ في أصواتِنا ديوانْ
أسرارُهُ تفضي االى الأبوابْ
تلكَ التي تفضي الى الأكوانْ .
********
انْ تمنحَ الدنيا خلاصتَها
وتعودَ وحدكَ صامتاً أرِقا
يكفي بأنك صرتً قصَّتَها
لتكونَ في حرفِ الدنى الأُفقا
********
ما خطْبً هذا كلُّهُ حقُدُ
هلّا درى ماذا عنى الأبدُ ؟!
********
ملاحظات :
1 ـ مشروع مثنويات ورباعيات عربية هو مشروع يشتغل عليه الشاعر كاتب هذه السطور منذ أعوام سيتكوّن من الف و واحد من القصائد القصيرة المركزة حيث تقع كل قصيدة في مقطعين ( مثنوي ) أو أربعة مقاطع ( رباعي ) . يحاول الشاعر في هذا المشروع محاكاة ارث الشرق الأدبي و محاورة مواضيع عديدة : الأِنسان ، العالَم ، الوجود ، الطبيعة ، الحب ، الجمال ، الذكريات ، الطفولة ، الوطن ، الحنين ، المكان والزمان ، بالأِضافة الى ثنائيات الحياة والموت ، السلام والحرب ، الخير والشر ، الصدق والكذب ، الجمال والقبح ، الشجاعة والجبن ، العدل والظلم .
2 ـ سبق وأن نشر الشاعر المئات من المثنويات والرباعيات من هذا المشروع في مجلات وصحف ومواقع أدبية عديدة في العالَم العربي وخارجه .
3 ـ التنويع في البحور والأوزان والأِيقاعات وطرق ترتيب القوافي مقصود هنا .
4 ـ زمان ومكان كتابة هذه المجموعة من المثنويات والرباعيات : اليوم الخامس عشر من تشرين الثاني 2020 في برلين .