أدهشته المدينة
ولم يقل لها سوى حكمة
أقام الوجع فيها ثقيلا
وليس له من عدد
في حديث الشوارع
والأسئلة
والأبناء ،
طفق يتأمل
ويحدث محزونا
عبر أبواب اللهب
يواجه الأسماء
والمواجع منذ سيرتها الأولى
وقبل انتصاف الليل
تصيبه بالدوار
ولا يغفو .
في سور البؤس
أيام شديدة
أكبر من الكلمات
ترتعش كل لحظة
وكل لحظة تطول
ولا تتجرد من دواماتها
في روحه
وفي رؤياه توضأ
ولم يحاصر حسه
فقد عرف أن في الأفق حاجات
وان ما يحدث بدون اتجاه
حطب يؤرق
ولا يرى سوى بؤس نهاره .
طاف المدينة
وراح يغني
هل يفتح الصبح أبوابه ؟
ويعيش الشعر سعيدا
أم
هل الوقت لا يمحو ظله
ويستبد بانهمار الليل ،
هكذا تكلم
وهكذا تعلم
وعلم ،
في كل مجاميعه
( أيام شديدة البؤس )
منحت لظى الشجن
و( نخب العالم المنهار )
قرع أجراس الزمن
فيما ( قصائد صافينازية )
مضت بين رائحة الأمل والانتظار
وكل الأغاني والوجوه
يخشاها الظن .
عانقه الشعر
ولم يعصم وجعه وأنينه
هو وحده
يغمره حنينه
لأصحابه
بمحطات من شجن متعدد الصفحات
وشجن لا يغادر المعنى
حيثما يعزف على ما يحدث للعالم
قحطان الهرمزي عاش المدينة شاهدا
على أناشيد الينابيع الأولى ،
صارح الشعر
وعلى هامته حفر أسمه
وحبه
يا قحطان سلاما
تبقى بياضا
في وثيقة الوقت .
هشام القيسي: أكثر من نهر
(4) في وثيقة الوقت
تعليقات الفيسبوك