يحيى السماوي : إنها السماوة فادخليها آمنة مطمئنة

فـأنـا وأنـتِ وعـشـقـنـا الـمـجـنـونُ
ثـالـوثُ الـمـحـبّـة ِ والـغـرامْ

مـن وحـي مـائِـكِ
أسْـرَجَتْ قـنـديـلـهـا الـواحاتُ
فـي
جـسـدي الـمُـسَــــيَّـج ِ بـالـقِـفـارْ

فـتـهـيَّـئـي  لـلـطـلـق ِ..
آذن  بـالـفـسـائِـل ِ رغـمَ عُـقـم ِ الـدّهـرِ
بـسـتـانُ  الـمـنـى
واسْــتـبْــشـرَتْ غـدَنـا الـخـمـيـلـة ُ والـهـزارْ

هـيّـأتُ أمـطـاري لـزرعِـكِ ..
والـمـآذن َ لابـتـهـالاتي ..
ومنـديِـلـي لـدمع الـجُـلّـنـارْ

هـا نـحـن في وادي السـمـاوة ِ
فـاخـلـعـي الـخـوفَ الـقـديـمَ ..
الـنـاسُ ـ كلُّ الـنـاسِ بـاسْـتـثـنـاءِ نـذل ٍ واحـد ٍ ـ أهـلـي ..*
وكـلُّ بـيـوتِـهـا  بـيـتـي ..
اطـرقـي مـا شـئـتِ مـن أبـوابِـهـا:
تـجـدي الـرَّغـيـفَ ..
الـظِـلَّ ..
والـمـاءَ الـقـراحَ ..
ومـا يُـسِـرُّكِ مـن كـلامْ

مـعـصـومـة َ الأعـذاق ِ ..
والـسـعـفِ ..
الـفـسائـلِ ..
والـيـمـامْ  ..

الـنـاسُ ـ كـلُّ الـنـاسِ بـاسْـتـثـنـاء نـذل ٍ واحـدٍ ـ
طُبِـعـوا  بـطـبـعِ نـخـيـلِـهـا :
يـتـقـاسـمـون مـع الـضـيـوفِ الـنـبـضَ قـبـلَ الـظِـلِّ ..
كـلُّ الـنـاس ِ  ـ باسْـتِـثـنـاءِ نـذل ٍ :
يفـرشـون قـلـوبَـهـم  قـبـلَ الـبـسـاط ِ
وقـبـل آنـيـة ِ الـطـعـامْ  !

أتـريـنَ ذاك الـقِـردَ ؟ *
أجـمـلَ مـن غـزال ٍ كـان  لـولا أنـهُ
خـان الأمـانـةَ والـصّـداقـة َ
جـاحِـدا ً فـضـلَ  الـنـمـيـر ِ عـلـى الـسّـفـرجـلِ
فـانـتـهـى مـسـخـا ً
تـحـفُّ بـهِ الـرّذيـلـة ُ فـي الـسـمـاوة ِ
تـسْـتـحـي مـنه الـخـطـيـئـة ُ والـلـئـامْ !!

ذا  كـان بُـسـتـانـي .. وتلـك الـدارُ داري  ..
خـانـنــي بـهـمـا  الـلـئـيـمُ
فـلـم يـعـدْ  لـي مـنـهـمـا  غـيـرُ الـطـيـوفِ
بهـدبِ جـفـن ٍ مُـسْـتـضـامْ  !

أتـريـن تـلـكَ الـقـلـعـة َ الـحـجـريّـة َ الـجـدران ِ ؟
لـيْ فـيـهـا صـراخ ٌ شـاسـعٌ ..
ودمٌ ..
وأسـنـانٌ مُـهَـشّـمـة ٌ ..
ودمعُ أب ٍ تـجـرّأ بـالـسـؤال ِ عـن ابـنـهِ
الـمـحـكـوم ِ
بالـعـشـق ِ المـؤبّـدِ والـهـيـامْ

يـا نـخلـة اللهِ
الـسـلامُ عـلـيـكِ  يـوم وُلِـدتِ مـن قـلـبـي بـتـولا ً
والـسـلامُ عـلـيـكِ
يـوم أمـوتُ فـيـكِ  مُـضـرَّجـا ً
بـلـظـى
الـصّـبـابـة ِ والـتـغـرّب ِ
والـسـلامُ عـلـى جـذورِكِ يـوم أبْـعَــثُ فـي الـفـسـيـلـة ِ
والـسـلامُ عـلـى الـفـراتـيـن ِ
الـسـلامُ عـلـى الـسـلامْ

فـأنـا وأنـتِ وعـشـقـنـا الـمـجـنـونُ
ثـالـوثُ الـمـحـبّـة ِ والـغـرامْ

يـومـي بـظِـلّـكِ :
ألـفُ عـامْ

فـي جَـنـة ٍ
مـن فـوقِـهـا الأقـمـارُ تـجـري
عـرضُـهـا روحـي وقـلـبـي
لـيـس يـقـربُ مـن حـدائِـقِـهـا الـخـريـفُ
ولا يـكـفُّ عـن الـهـديـل ِ  بـهـا
الـحَـمـامْ

كـونـي كِـتـابـي فـي يـمـيـنـي
فـالـبـدايـة ُ أنـبـأتـنـي
حـسـنَ عـاقِـبـةِ الـخِـتـامْ

شـيَّـدْتـهُ ضـلـعـا ً عـلـى ضِـلـع ٍ سـريـرُك ِ
فـاطـفِـئـي الـفـانـوسَ  ..
نـحـلـي يُـحْـسِـنُ الـمـسـرى
إلـى
زهـر الـقـرنـفـل ِ والـخـزامْ

فـاسْـتـمْـطـرينـي ..
غـيـمـتـي حُـبـلـى بـمـاءِ الـورد ِ ..
هِـئـتُ لـعـنـفـوانِـكِ
فـاسْــتـري عُـريـي بـسـعـفِـكِ ..
أنـطـقـيـنـي ..
وافـتـحـي لـيْ دفـتـرَ الـرؤيـا
لـيـكـتـبَ
سِــفـرَ رحـلـتِـهِ الـغـمـامْ

ودعـي شـذاكِ يُغـيـظ
آلِـهـة َ الـمـدامْ

الـلـيـلُ خـيـمـتـنـا
وحـارسـنـا الـظـلامْ

**

فـي الـزّورقِ الـمـهـجـور ِ
قـبـلَ صِـيـاح ِ ديـكِ الـفـجـر ِ:
شـمَّـرَ عـن لـهـيـب الـوجـدِ تـنـوري
وأغـوتـنـي نـضـائـدُ نـخـلـة ِ الـلـهِ الـبـتـول ِ
بـقـطـفِ تـمْـرِ الـلـذة ِ الـعـذراء ِ
أطـلـقـتُ الـعـنـان َ لـخـيـل ِ شـوقـي بـالـصّـهـيـلْ

فِـضْــنـا  بـمـاءَيْـنـا
فكان الـسّـيْـلُ مِـعـراجـي
إلـى
ما خـلـفَ بـابِ الـمـسـتـحـيـلْ

طـفـلـيـنِ عـدنـا
عـاريـيـن ِ عـلـى سـريـر الـزّورق الـمـهـجـور
مُـلـتـحِـفـيـن ِ بـالـمـاء الـمـبـاركِ
والـهـديـلْ

لـسـنـا بـعـصـر الـمـعـجـزات ِ
فـكـيـف عـاد مُـضـرَّجـا ً بـالـنـبـض ِ
عـاشـقـكِ الـقـتـيـلْ ؟

……………………..
** إشارة إلى صديق استأمنته  بستاني وبيتي ومكتبتي فخان الأمانة والصداقة وباع مُلكي فلم أحصل من بستاني وبيتي ولو على سعفة وحجر، ولا من آلاف الكتب ولو على غلاف كتاب واحد !!

السماوة 3 / 10 / 2011

تعليقات الفيسبوك

شاهد أيضاً

| عدنان عبد النبي البلداوي : “ذكراك نور” مهداة الى روح الشريف الرضي في ذكراه الخالدة .

ذِكراكَ  نورٌ، تسامَتْ فيه دُنـيانا                             يا رائـداً  قــد مَلَكْـتَ القـلبَ أزمانا فكنتَ أصْدَقَ مَــن يَهوَى بناظِـره                           حتى …

حــصــــرياً بـمـوقـعــنــــا
| عبدالقادر رالة : الزعفرانة.

    لمحتها في المحطة تنتظر القطار …    الفتاة الوحيدة  التي تقرأ كاتباَ ؛ كتاب في  …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *