سلام إبراهيم: في ذكرى رحيل أصدقائي المبدعين: علي الشباني وعزيز السماوي وشاكر السماوي

علي الشيباني في آخر حفل تكريمي له في الديوانية

ملاحظة:

هذه الكلمة كتبتها اليوم بمناسبة حفل استذكار الشعراء علي الشباني وعزيز السماوي وشاكر السماوي الذي سوف يقام غدا في الديوانية

غداً حفل أستذكار أصدقائي الراحلين شعراء مدينتنا “الديوانية”

أبيات شعرية رافقتني كل العمر

أستذكار صديقيّ القربين جداً الشاعر علي الشباني والشاعر عزيز السماوي، مع الشاعر شاكر السماوي في الديوانية للسنة الخامسة في تقليد يقام في مدينتنا الديوانية، وهذه الأسماء جددت في القصيدة العامية العراقية كلٍ بأسلوبه المختلف لغة وصياغة وتجربة وفلسفة ورؤيا.
يرد (الكتاب) في أشعار علي الشباني كثيراً وبأبيات مختلفة معنى وفلسفة أتذكر منها بيت عميق يستغرقني جدا منذ ان سمعته من علي حينما أنشد القصيدة في اليوم التالي لكتابتها وما زلت أردده وأستغرق مثل طفل حالم، والصورة التي وضعتها في المنشور هي التعبير المرئي لبيت علي الشباني
(أمشي بسواجي الكتب غرگان
يا ذاك الرصيف أشگد دمع مليان)

الشاعر الكبير عزيز السماوي ينشد قصيدة بحضور الروائي سلام إبراهيم- الصورة من سلام إبراهيم فشكرا له.

أما البيت الشعري الآخر الذي بقيت أردده حتى الآن منذ أن سمعته أول مرة من صديقي الشاعر علي الشباني في سنوات علاقتنا الأولى وكنت طالب إعدادية، حينما قرأ قصيدته “الحرف جتال” في جامع الحاجم بشارع السراي بالديوانية في أربعينية الشاعر الشعبي ومعلم الرياضة “لطيف حسين” الذي مات في حادث سيارة ففجع المدينة وقتها حينما كان الموت نادراً في العراق قبل الحروب الأخيرة، وقرأ معه في ذلك الحفل الشعراء الراحلين كاظم الركابي قرأ قصيدته الشهيرة “مناجل” وشاكر السماوي وعزيز السماوي قرأ “أغاني الدرويش” وكزار حنتوش، ولما كان التصفيق محضوراً في حفل تأبين كان الحضور حينما يعجبه البيت ويبهره يصيح:
– الله.. الله..الله
وهذه الله ترددت كثيراً مع قفل قصيدة علي الشباني الشهير الذي ذهب حكمةً ومثلاً:
(أموتن سكتة گلبي كتاب
واليقره الگلب يعمة)

شاكر السماوي

هذا الترميز الذي يشير إلى بنية البيئة العراقية الطهرانية الصارمة شكلاً والسافلة في السر وتحت الظلام عبر عنها الشباني وبوقت مبكرٍ من حياته الشعرية 1971 وهو في سن ال25 بكثافة وصياغة فلسفية ظلت تلازمني، لكنني لم أصمت وأموت سكتة، بل فتحت القلب وقلبت الأسرار صغتها كلمات وحوادث وأحاسيس ببنى سردية فضحت الأسرار وجلبت عليّ سخط المجتمع والأفراد وحتى العائلة لكنها جعلت نفسي تهبط في سكينة ودعة الصوفي السكران.

الصورة الأولى ٢٠١٧
كنت أقلب قبل ساعة صور قديمة، فوقعت عيني على هذه الصورة التي التقطها أبن أختي مظفر خيري في غرفته ببيتهم، إذ ألح عليّ الصعود معه لرؤيتها فأكتشفت أن قسماً من مكتبتي التي تركتها عام 1982 لدى أهلي بالحي العصري وهربت ملتحقا بالثوار موجودة في هذه الأدراج فقلبتها وكأني أعانق تلك الأيام وتفاصيل حياة الكتاب، فعلاقتي بالكتب علاقة لا علاج لها أتذكر الكتاب من أين أشتريته أو سرقته “بالمناسبة كنتُ من أحذق سراق الكتب من المكتبات” أو أستعرته ولم أرجعه لصاحبة، أنشغلت معها وتركتها له ماعدا كتاب واحد عليه ملاحظاتي كتاب مقالات في القصة القصيرة “الصوت المنفرد” أخذته وجلدته وجلبته معي إلى الدنمارك.
الصورة الثانية
في بيت علي الشباني الفاضلية ١٩٧٩

تعليقات الفيسبوك

شاهد أيضاً

د. قصي الشيخ عسكر: نصوص (ملف/20)

بهارات (مهداة إلى صديقي الفنان ز.ش.) اغتنمناها فرصة ثمينة لا تعوّض حين غادر زميلنا الهندي …

لا كنز لهذا الولد سوى ضرورة الهوية
(سيدي قنصل بابل) رواية نبيل نوري
مقداد مسعود (ملف/6 الحلقة الأخيرة)

يتنوع عنف الدولة وأشده شراسة ً هو الدستور في بعض فقراته ِ،وحين تواصل الدولة تحصنها …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *