تركَ الكأسَ في قلوبِ الغواني
ثملاتٍ على مرورِ الزمانِ
بأِسمِهِ تلهجُ الشفاهُ سنيناً
وتدورُ البدورُ في اللامكانِ : ـ
في حنينٍ الى شموعٍ تمادتْ
في سناها كأنها النيِّرانِ
كلّما غابَ فرقدٌ في الأعالي
فرقدَ الشوقَ للقاءاتِ ثانِ
هو سرُّ الأسرارِ في الوصلِ حتى
صارَ طيفاً في مُطبَقِ الأجفانِ
سكرةً سكرةً تهادى طيوفاً
وهَّجَتْها غرائبُ الألوانِ
ما رآها أنسٌ مُجرِّبٌ بمكانِ
أو أتى نورُها خيالَ الجانِ
غابَ في برزخٍ ومازال يسري
طيّّ سرٍ باحتْ به مقلتانِ
********
ملاحظتان :
1ـ أَجزتُ هنا لنفسي أن أورد كلمة ( فرقدَ ) بصيغة الفعل الماضي ، والحاضر منه سيكون افتراضاً ( يفرقدُ ) أي يحيلُ الشيءَ الى فرقد ، وهو ما لم أعرفه لغةً مِن قبل ، والفرقد كأسم يعني الشمس أو القمر ، ولهما معاً تأتي كلمة (فرقدين ، فرقدان ) مثلما تأتي كلمة ( نيريِّن ، نيِّران ) ..
2 ـ زمان ومكان كتابة هذه القصيدة : الأول من تشرين الثاني 2020 ، في برلين ، وهي من النمط الثماني الذي سبق ان كتبتُ ونشرتُ فيه العديد من القصائد اعتزم اصدارها في ديوان للثمانيات .