عادل الحنظل: ثنائيات

بَصـْـرَيـاثا.. لصـيقةٌ بكِ نفســي
كـيــفَ يـحـلو بغيرٍ أُنسكِ أُنسي
كـلّمـا أعــبــرُ البـلادَ إبــتـعــادا
يُصبحُ الشوقُ بي عتيّا ويُمسـي
***
بَصرَياثا .. حَملتُ بَعدَكِ ضَعفي
كيفَ أقوى وقد أسَـمْتُ إغـترابا
مـن بـعـيـدٍ سمعتُ نَخلَكِ يـبـكي
لا يـرى تـحتَ سـعفهِ الأصحابا
***
أنا شيخٌ أهـيـمُ فـي شـاطئِ النهرِ
أخالُ الذي مـضى ليسَ يـمضي

أيـهـا النهـرُ مابـكَ اليـومَ تجري
بـدمـوعي، كأنـمـا كفَّ نـبـضي
***
تُـلاحـقُـني كـمـا لو أنـتَ ظـلّـي
ومـثـلُـكَ لا يـُرى الّا بــمِــثــلي
لـنــا روحٌ وقــد خُـلـقـتْ لِـفْـردٍ
بـجسـمينا أسـتقرّت دونَ فَـصلِ
***
فــيــكِ سـرٌّ لعـلّـهُ مثـل ســرّي
عندنا يختفي الهوى خلفَ سـترِ
هـــكـذا لا يكــون حُــبّا مـمـلّا
كـلّ يــومٍ لــنـا إنـتشــاءٌ بـأمـرِ
***
أُداري فـي هـواكِ الشـيبَ لكنْ
يُـفـارقُـني بـمـرآكِ الخُـشــوعُ
وقـد أرخى عـليَّ الـعمـرُ لـيلا
وأنـتِ بـهِ الكواكبُ والشـموعُ
***
وأحـبـبـتُ الـبـنـفسـجَ أيّ حــبٍّ
لأنــكِ مـثـلُ ريّـان الــبنـفـســجْ
فـمـنـكِ زهـورهُ فاحت عطورا
وخـدّكِ مـن نـضـارتهِ تـضرّجْ
***
جَـمالُـكِ عِـلْـمٌ ولـيسَ انـفــرادا
بحُسنِ العيونِ وبعضِ الصفاتِ
يــراكِ الذي يشــتهـيــكِ ملاكا
ورأيــي بـأنّــكِ إرثُ الــحـيـاةِ
***
لـديـكَ من العقـلِ مثلي فقل لي
ايبـدو لكَ الشكُّ صعبَ التجلّي
يُسّــرُّ لـيَ الـكـأسُ لـيـلا بـعِـلْمٍ
فـدَعْ آيةَ ألغـيبِ مـثلـي وصلّي
***
يَسـألُ الزهرةَ الندى كلّ صبـحٍ
هل بغيري يكونُ صبُحكِ أبهى
تـنحني الـزهرةُ الوديعةُ حـزنا
مـن مَـنونٍ يُطاولُ الحُسنَ تَيْها
***
أيهـا ألأمـسُ قـد ذهبـتَ هبـاءا
نُـقـْنعُ النفـسَ أنَّ فَـقـدكَ ذكرى
أنتَ في قضمكَ السـنينَ كثقبٍ
اسودٍ في إبتلاعنا زدتَ عـمرا
***
تحـرّكُنا خـيـوط الضوءِ ســـرّا
ولـيــس لـنـا بــمــا تخـفيـهِ علمُ
فـهـل كـنّـا ولا نـدري غـــبـارا
رمـانا نحـوَهـذي الأرضِ نجـمُ
***
تـهـيـمُ الفـراشـاتُ بالـوردِ حـبـّا
فلا الوردُ يذوي ولا هيَ تضْجرْ
ويـأتي دَعيٌّ يـرى الحسنَ ذَنْـبا
فـيـمحوهـما كـي يُثابَ ويُـؤجَرْ
***
أغربُ الأمرِ أنْ لا ترى موطنا
لـكَ إلّا وقــد ســاسَــهُ الأرعَـنُ
هـكذا قيـلَ في ما مضى، عجَبا
يسـتمرّون هـلْ خُليَ الـمَـوطِـنُ
***
عادل الحنظل

تعليقات الفيسبوك

شاهد أيضاً

| عدنان عبد النبي البلداوي : “ذكراك نور” مهداة الى روح الشريف الرضي في ذكراه الخالدة .

ذِكراكَ  نورٌ، تسامَتْ فيه دُنـيانا                             يا رائـداً  قــد مَلَكْـتَ القـلبَ أزمانا فكنتَ أصْدَقَ مَــن يَهوَى بناظِـره                           حتى …

حــصــــرياً بـمـوقـعــنــــا
| عبدالقادر رالة : الزعفرانة.

    لمحتها في المحطة تنتظر القطار …    الفتاة الوحيدة  التي تقرأ كاتباَ ؛ كتاب في  …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *