محمد يا رسول الله صلى الله عليه وملائكته يصلون على النبي صلى الله عليه وسلم 💚
محمد الأمين
لم يكن سيد الخلق يقوى على قتل نملة…أو جرح قلب ..
كان الرسول الكريم يحمل أكثر من بعد فهو الحكيم والمفكر والعقل الثاقب والقلب النقي
وكان الرسول الكريم يدير المرحلة بقوة القلب والعقل معا ..
وكان يدرك أن العنف جزع في العلاقة بالآخرين
وهو مسلك من سكنه اليأس من أن يكون محقا فيختار أيسر الوسائل لفرض الموافقة
وهو يدرك أن الله كرم الإنسان بالعقل ليفكر
وكرمه باللسان ليحاور حتى يقنع
والعنيف هو الذي ينكر هذا التكريم والشرف العظيم. .وييأس من نفسه ومما هو إنساني فينقض ميثاق هذا الوثاق بين عالم البشر ..
ولنا في سيرة هذا الرسول العظيم الحجة والبرهان منذ التكليف وصولا إلى لحظات الوداع الأخير
وبين مكة والمدينة رحلة رجل مفكر وقلب كبير
رغم ما لقيه من عراقيل وجحود وآلام وعذابات
وقد استطاع أن يصوغ أول دستور للتعايش السلمي النبيل بين أطياف مختلفة وفي زمن يصعب فيه استيعاب الدساتير والضوابط والقوانين
وقد لا يتسع المقام لتفصيل كل هذا القول
بيد أننا نحتاج اليوم إلى عدة مراجعات لعلاقتنا بتراثنا وأعلامنا وديننا في جوهره ورسالته السامية. .
ومن أهم مقاصده مقاومة العنف والتناحر والتقاتل والتباغض. .
وفي القرآن الكريم الحجة والبرهان ..
إن كل عنف هو تدمير للذات ..
ومن يقع في دائرته فقد أصابه نقصان جوهري في عمق العمق ..
والذي يعامل غيره باعتباره إنسانا أدنى يصبح هو نفسه إنسانا أدنى ..
ولو تفحصنا حضارتنا الثرية على جميع المستويات لوجدنا فيها العلاج والشفاء
وحضارتنا حضارة العقل والفكر والأدب والفن وكل المظاهر الإنسانية الجميلة الراقية
وغياب النخبة المثقفة الجريئة إلى جانب انهيار العقل والفكر أدى إلى انهيار الأمة
وفتح المجال أمام أصوات جوفاء بلا روح تفتقر إلى العلمية والموضوعية وتتدعي الحرية والعدالة الإنسانية إلى التطاول على رموز هذه الأمة
وبناء عليه يجب مراجعة شاملة ودقيقة لكل المفاهيم وأولها مفهوم حرية التعبير. .!!
هل إثارة الفتنة وتحريك العصبيات واستغلال المقوم الديني في ذلك ينخرط ضمن هذا المسمى حرية التعبير؟ ؟؟
وهل ما يحدث على الخارطة العالمية هو بداية الاستعداد لمرحلة جديدة قد تخرج النظام الكوني من المدنية والقوانين الدولية وحقوق الإنسان (وإن كانت شكلية /نظرية في اغلبها) إلى الانخراط في قانون الغاب …..؟؟؟؟
الناقدة سامية البحري