هناك شيءٌ مخفيٌّ بين الصفر و الواحد
يختفي، كلما نام الذئب على وسادة الجراح
*
هناك ما هو مخفيّ دائما بين الشِعر و النثر
يخلعُ نفسه من أبجديةٍ لأخرى
حتى يرفرفُ المعنى
على أبواب الشَدْو.
*
هناك شيءٌ ما يتربّص بالأملِ
قبل سقوط الحلم في براثنِ الحياة
قبل أنْ يَهبُ الماضي
لهيب الآن.
*
هناك شيءٌ ما يقايض الموت
على إنه المكان الأول و الوحيد للسجود.
أ تكفي قضمة من عُشبة الخلود !
*
هناك شيءٌ ما ينبع من الصمتِ
يمكثُ في مخاوف الشفتين
حتى آخر لون
لثمرةٍ ستُمحى.
*
هناك شيءٌ ما في لُجّة الهذيان
خمرة من نساءٍ و أنغام نجم
تنظرُ إلى الأصيل
فيتعطّلُ.
*
هناك شيءٌ ما في قلب حارس الوليمة
غابة و رسول .
*
هناك شيءٌ ما في الحَجَرِ
شُرفة تطلّ على مخالبِ الريح
زُمُرّدة تلاحق غريق،
طيور مرجانٍ تخفق،
جِراء تتعثر بدم الأيام.
*
هناك شيءٌ ما في الجناحين
في الريشة البيضاء
يجرح الريح العارية،
صداه.
*
هناك شيءٌ ما في المجهول وهو ينمو
صليلهُ يَخدِشُ سُلالة الطين
يَفترِشُ رحم الخوف،
يلامس زنبقتين يتيمتين.
*
ما أقسى أن يكون شيئا ما في قلبكِ
و هو يَعُدُّ الدموع الملوّثة بالوداع .
*
هناك شيءٌ ما في شجرة الملح
نائمة هي الأيام فيها “روزنامة” الأمس
حين قتلها ليل السبت
الطاعن في السنِّ .
*
هناك شيءٌ ما في عيون النهر
صرخة طفل أيقظتْ
ضُرمة من النار فيها
فما عاد يجرؤ بعدها، أنْ يُعدّل من هِندامِه الأمل.
*
هناك شيءٌ ما يجوب المدينة
يلتحم بالسخام
في الوجوه الضاحكة و العابسة
على حد سواء.
شيئا .. يثقل كتف الأرض، شَرَكا بعد آخر
لو تقذفنا أوهام الليل بالفوانيس
ننسى يد السفر إلى الترابِ.
الشاعر : زياد كامل السامرائي