إشارة :
تحية مخلصة من أسرة موقع الناقد العراقي للإبداع الأصيل والحداثة الملتصقة بالتراب العراقي الطهور والموقف الوطني الغيور المنتصر لآلام العراقيين المقهورين، واحتفاء بمنجز شعري ثر باهر ما يزال – ومنذ عقود طويلة – يهدهد جراحاتنا بأنغام روحه العذبة الموجعة، تتشرّف أسرة الموقع بإعداد هذا الملف عن الشاعر العراقي الكبير “كاظم الحجّاج” ، وتدعو الكتّاب والقرّاء إلى إغنائه بالمقالات والصور والوثائق
أسرة موقع الناقد العراقي
(لا ميناء يطل على الصحراء وليس البحر سوى هذا الميناء أيتها السماء لسنا محتاجين ملائكة تنزل ثا نية هذى الارض شبعت جوعا و دما يكفى أنا نحتاج الى مطر منكم بالامس تمنيت الموت دخلت الى مقهاى ولم يعرفنى احد وانا لا اعرف احد فى مقهاى اكرر فى مقهاى صرنا غرباء جميعا والغربة موت حى كل منا فى قبر لا قبر لاثنين و لذا اوصيت بان ادفن ميتا او حيا فى مقبرة الحسن البصرى و ليس هناك فنحن البصريين نخاف الغربة حتى بعد الموت )
– – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – — – – – – – – – – – –
هكذا غرد كاظم الحجاج فى مربد البصرة قبل الاخير يطلق افكاره الحبيسة بعفوية تامة وكأنه يحدث نفسه بصمت – يطلق نفثاته على عواهنها بلا رتوش وهى عين الصدق لايميل الحجاج الى الغرائبية والحذلقة اللفضية فى سبك شعره ولاينتقى المفردة البراقة ذات الرنين الصادح المستله من معاجم اللغة العربية وصحاحها فشعره بالعموم ( نبض الشارع ) القريب الى المحكية وهو سر نجاحه وسموقه – كان بابلو نيرودا لايحبذ المسودات والتحضيرات عندما يؤمن بفكرة يريد إيصالها لمحبيه ، يطلق افكاره كما هى وعينه على مايختلج فى النفوس – فى تلك السنين العجاف كان رحم العالم مكتنز بالمفاجئات اللاساره كما نحيا نحن الان على اديمٍ لم يذق طعماً للأستقرار والسكينه منذ نصف قرن مضى فأقتضى الامرعلى اهل البصيرة بالحيطة والحذر والتوجس – لكنها بالمحصلة تشكل صياغات نصية موثوقة تتسم بالتغاير اللغوى المبنى على هواجس الناس ولهذا – – خلد هو وشعره كما الحجاج – لم تكن ( العفوية ) حكرا على الشعر لوحده فقد استيقظ العالم ذات صباح على بيكاسو رأس المدرسة السريالية العالمية وهو يرسم مايعتمل بذاته ببراءة شبيهة ببياض قلوب الاولاد الصغار وهم يسيرون بخطى واثقة نحو معارج الحياة يجسد افكاره على الورق بلا الوان صارخة ولا أطر جذابة –