مقالات عن وباء الكورونا ابداعا: (2) حافظوا على حياة أمّي
تأليف: غياني سكاراغاس
ترجمة: خضير اللامي

المترجم الأستاذ خضير اللامي

ثمة صبي في اليونان قد عاد إلى منزل أمه للعناية بها خلال إصابتها بوباء Coved – 19 ، راح يتأمل ماهو هذا الوباء العالمي ، وما يخفيه عن شخصيتنا ..

كان الإسبوع الأول من شهر مارس – آذار شهر جنون ، حاملا رسائل قلق من الأصدقاء ، تؤكد تفاصيل عن الوضع الحالي ، تتساءل فيه عن صحة تلك التفاصيل ؛ وتسري إشاعات عن الحجر الصحي الإلزامي ، وعن ملاذات أخرى آمنة : هل أنت قادم من نيويوك ؟ وهل أنت ذاهب الى زيوريخ أو اثينا ؟ وهل قد غادرت جينيفر . وهل شاهدت كثافة الجيران في بروكلين لفرش شقتها الجديدة في مدينة هدسن ، واختار وولتر العزلة في توربينثال عبر زيوريخ ، أما أختي في أثينا فعليها أنْ تعمل لتغيير عملها في المستشقى ، وأما ديفيد فليس لديه نية مغادرة ايطاليا ، وحان الوقت للقرار قبل إغلاق المطار ، وتعليق حركة الطيران، خاصة وأنْ تّم الغلق التام ، وأنّ العالم الذي إتخذته من أجل المنح قد تحوّل الى خبر كان . وما عرفتُ الذي أفكّر فيه – ما زلت لا اعرف – فقط كان عليّ أن أكون مع شخص كان يحتاجني .
ولا تعتقد أمي أنّ الجائحة الجديدة ، هي كما سيناريو يوم القيامة ، وتعلقا بي لا شيء ، ولكن ، طعام إبنها حسب . وفي الأسابيع الماضية . سئمت نيلز من خلال ملاحظاتها محاولة ان تهيء وجبات الطعام التي ربما قد فسدت لكثرة احمائها ، وتركها مكشوفة لفترة . ولكن لا شيء ، باستثناء جولة الطعام في العالم ، وكصنف من العرض ؛ تنسحب الى الطهي السياحي لأطباق العالم ، وعبر تقديم اطباق الطعام بوصفها أطباق طعام عالمية . فالزوايا العالمية الجديدةغير جاذبة تعلقا بها . ما لم يستطيعوا أنْ يشرحوا موقفها . فهي سرعان ما تشعر بالرعب . خاصة وأنها متقاعدة بعد خدمة ميكروبولوجية . وهي في كلا الدورين كانت تقوم بذات العمل ، واحيانا تحاول اصلاحي بذات التحديقات التي تقوم بها وهي تستخدم المكروسكوب .
ونيلي ليست بحاجة أنْ ترى العالم برؤية جديدة ؛ فهي ترغب أن تنظر اليه مباشرة . كما بقية الأمهات ، فهي تملك حاسة سادسة عن المتاعب ؛ فضلا عن ذلك تدرك تماما ما هو خطأ بالطريقة التي تعرف فيها الخطرعن ذلك الذي تحبه ؛ حتى وإن لم يكن لديها سبب للقلق . وذات يوم سألتني ، أن اضع كل شيء في الانتظار ، وقبل أنْ تضع الولايات المتحدة الأميركية واستراليا الدورة ، وتضيف الى القائمة الطويلة الأحداث الترفيهية التي ألغيت والتي اعيدت جدولتها في العالم .
إصغ لإمك ، ولو مرة واحدة حسب . وهذة ليست المرة الاولى التي أعيش معها في العقد الماضي في بداية ازمة الاقتصاد الاوربي . شاهدتها أمام منزلها في ثيسالونيكي ، Thessalonikوكانت كسيرة النفس تماما ، وكانت ايضا ، لا تملك ضمانا صحيّا ، وغيرقادرة حتى أن تجد عملا في مطعم . أدخلْتني منزلها ، أعطتني الغرفة كنت فيها في سن المراهقة، غير راغبة حتى أن تسأل ، كانت حسب مكتفية بإعفائي من الطغيان في التجوال ، مما حدث ، وما الذي جلبني الى هنا الى هذه الحال . في هذا الوقت لا اشعر حتى بالشفقة ، وأنني لست طيّارا ، وإنما انا كاتب بوهيمي ، يسكن في شقة والدته . وهذا الوقت ، الذي تحثني فيه أن اكون صبيا كي يأتي السبب الذي اكون فيه متميزا . لاقوم بدوري لاقدّم مساعدة متواضعة لإبطاء انتشار Covid – 19 . .
وأنا اكتب هذه المادة ، كانت اليونان قد أغلقت حدودها . كما أنّ جميع المحلات هي الأخرى أُغلقت ، بإستثناء المتطلبات الضرورية بما فيها الصيدليات ، ومخازن الطعام ، وقدّمت الحكومة ما هو ضروري من متطلبات لهذه المرحلة للحيلولة دون سقوط المستشفيات ، فضلا عن ذلك أُغلقت المدارس والمتاحف والمطاعم ، وحذّروا من التجمعات الإجتماعية ، وأستثنوا من ذلك أوليّات حفاظ حياة الانسان ، وذلك بوضع خطط لإنقاذه . ولكن من الصعوبة بمكان اتخاذ مثل هذه الخطط ، خاصة وإنّ البلد قد شرع بعرض علامات النمو الاقتصادي ، وبعد عشر سنوات من ازمة الديون . ويبدو هذا أنه قرار نظام للرعاية الصحية لمواجهة الضغوط .
وقضت والدتي أيامها في المنزل . ” إنه لا يدعني اخرج للتنزه .” قالت هذا لصديقاتها مدمدمة بهدوء وهي تكلمها . ولكن ذبذبات صوتها تبدو مريحة ، وكما لو أنها في عالم آمن ، وكما لو أن هذا العالم ، يحمل ذبذبات الإمتنان ، وكما لوأنها ايضا تعيش في وضع طبيعي . حاولتْ أن تدرك الشيء الغريب في حياتنا الروتينية . قمت بتنظيف بعض البقع في يدي وارتديتُ قناعا مزدوجا ، اعتادت نيلي فحصه خشية وجود تمزق فيه ، وانا التقط ، وفي كل الوقت الوصفات الطبية في الصيدلية ، ومن ثم اذهب الى محل البقالة . لأخلع ملابسي واعقمها قبل دخولي الشقة ، اشاهدها تستبدل اغنية في جهاز ستيريو بين المطبخ و الكاونتر ، وثمة عبوات مطهّرة ابتعتها من اسواق السوبر ماركت .
كانت نيلي تقرأ دراسة عن الخيال العلمي، فضلا عن ذلك هي دراسة علمية صرف ؛ حول احتمالات وضع اصبعك في الاغشية المخاطية اوعلى وجهك . وهذا ما يسبب خطر العدوى من خلال مسحهما وحكّهما . يا للسخرية ! حين يحكّ انسان ما أو يمسح مثل هذه الأعضاء، فإنه سرعان ما يتعرض الى خطر العدوى . ” قالت ذلك ! وربما تحدث استجابة عكسية للحياة . كما لو أننا مقتنعين تماما أنّ العالم يحمل العطور والروائح والنكهات ، و حين نستنشقها ونتذوقها نتعرض الى الفناء ..
وهنا ، أريد أن أفكّر ، أنني نزلت من ، وأعود الى الجميع ، ولكن البحر الأبيض القديم يطوق الأولاد ، الذين يهتمون بأيديهم حين تكون أمهاتهم وآبائهم قد غادروا الحياة نتيجة الإهمال . لذا ، يسمحون للشباب الإستمرار في الحياة ؛ لاننا لا نعطي الرعاية فقط ، فعملنا يطوقنا بالتفشي . وعلينا أن نعيد صحوتنا هنا ، أننا شخصيات رئيسة في قصة يأسنا الخاص هذا ، مدركين ذلك ، أنّ يقظتنا هي عامل قرار إذ إنّ صحتنا غير محصنه ، وثمة أشخاص ضعفاء هم بيننا . وفي عالم يتصارع مع جائحة ، علينا أن نبدى يد المساعدة للذين هم كبار في العمر ، ونبدو العطف عليهم وفي الإسلوب الذي عليهم أن يرتدوا لباسا ضيّقا ، يعرف أن ذلك في بعض الاوقات عليك ان ترتدي ملابسك الداخلية وانت في الخارج كي تغيّر طريقة الناس الذين يفكرون ما الشيء العملي ، والذي سيكون مقبولا في الحياة .
وفي جيران حي المتقاعدين ، فإنه علينا أن نرتدى أقنعتنا ، وسماتنا المجرّدة – وعلى أنْ الشباب غير المتزوجين أنْ طاقم متعدد الالوان ، فضلا عن الشابات المطلقات . كنا نرتدي اقنعتنا ، بيد ان ملامحنا تبقى مجردة كما هي – وثمة طاقم متنقل من الابناء غير المتزوجين بمختلف اعمارهم ، وفتيات مطلّقات ، في الجناحين الأيمن والأيسر – وعلينا أن ننجز مهماتنا وبمشاعر غامضة وفي عالم متواز ، وفي زمن آخر نخاطر فيه لنجمع الطعام ، ويلتقي احدنا الآخرفي نقطة تفتيش قرب سوق السوبرماركت ، ونوميء برؤوسنا إحتراما ، ونقدّم نصائح أحدنا الاخر ؛ أين نجد تجهيزات الوباء ، وهنا نستثمر معنى الكلمات بطرق ؛ أنّ حياة شخص ما من الممكن انقاذها من قبل شخص آخر – ورغبة الآخر للإمتثال مع انظمة التباعد الإجتماعي .
وتقارن أمي الأمراض وحسب الحاجة الضرورة ، بيد أن العبارة هي الى حد ما مضللة ، وتجعلني افكر باقتناص فرصة لنغيّر تصرفاتنا ؛ ونتجنب موقفا مشابها ، في قادم المستقبل . ولكن حتى التطبيقات المماثلة من الممكن أن تكون هي الأخرى غير مماثلة . وليس ثمة ساحة حرب . نها فقط ، قصص جديدة لتهديد غير مرئي ، لا تتعدى أنْ تكون مظهرسطح خارجي . ومن المحتمل أن تكون غيرصحيّة ، وستهددك في نهاية الأمر. إنك ستلامس العدو ، وسيلامسك هو الآخر . اذ ثمة جانبان لكل قصة . وقصتنا لا عودة لها . وما يهمنا الآن هو رفوف الصورة المروّعة ، والمخازن المجرّدة والخاوية من كل شيء . الموانيء مهجورة ، والطرق سريعة ، والمقاعد فارغة ، ومجموعة كوابيس مخزونة في جوانبنا منذ زمن طويل ، كما مكتبة طواريء ، تتراكم في تطور كي تجعلك تحافظ على تخمينك للنهاية القادمة ، وما الذي يحدث لحضارتنا .
وكل هذه الآفات – التي سبّبتها فىيروزات كورونا . أقنعة ، خنادق عملاقة ، مقابر عامة ، واكفان موت ، متكدسة في الكنائس ، ووحدات خزن معاصر، وشاحنات تجميد خارج المستشفيات . وتوديع الاقارب لموتاهم عبر السكابي Skype ، في وردهات العناية المركزة ، والسماح لاقاربهم للتعبيرعن التضامن من خلال اناشيد وتصفيق عمال العناية المركزة ، واحدهم يتحدى الاخر- انه قياس جديد للزمن .
وفجأة شعرت أنّ ثمة ساعة دقت في داخلي ، بيد أنّ الوقت لم يطول في أعماقي . ولا بصيص ما يشير الى انقاذي، أوما يبدو أنّ ثمة شيئا قادم ، إن استثنينا المستقبل القريب ، فسيعيد قياس الصمت ، وإنْ استثنينا الحضر المؤقت للحياة الطبيعية ، كما لو أنّ إحساسا يفقدنا شيئا أساسيا ؛ إن كان يحملنا جميعا على كل حال.
وكنا قد قررنا كثيرا أنْ نلوم نمط إسلوب حكومتنا – إبتدأ ، من زمن إخفاقاتها الإستهلاكية الفاشلة ، والتي لا تشبع مواساتنا الإستهلاكية الى مؤسساتنا الحضارية التي نهض عليها العالم الغربي – وكان هذا مستحيلا في الغالب أن نفهم كيف اننا وجدنا انفسنا غير مهيئين . ونظرنا الى نظرية المؤامرة لنواسي انفسنا ايضا ، لأنها كانت مريحة لتقلل من دور السبب والنتيجة . وثمة مخاوف جديدة لحفلة تنكرية ، قديما وحاضرا في ذات الوقت المعاصر. التي لم تستوعبها عقولنا العملية في الوقت الحاضر .
وذات يوم سألتني أمي عن أصدقائي . وكانت كما تبدو عليها علامات عدم الرضا ، وكما لو أن تساؤلاتها الغرض منها كما تبدوعدم الرضا . أخبرتها بتأنّ ، لماذا قررت ُالبقاء معها في بيرث Perth ، في استراليا ، حيث أجّلت سفرها الى كاستوريزا في استراليا إلى شهر آب . وقبل أسابيع قليلة قررنا أن نضع في بالنا تضمينات جميع تلك الاشياء التي تبدو سلبية في البداية ، ولكن من الممكن أن تتحول كل هذه الاشياء الى إيجابية في نهاية الأمر . قالت : ” كيف بإمكاننا الذهاب لإستبدالها ؛ إذ بإمكاننا أن نستبدل اللمسات الإنسانية ؟ هل بإمكاننا أنْ تتخيل أن نكون غير قادرين للتقبيل مرة ثانية ؟ وانا أعد هذه الإمكانية : إنّ شفاه الإنسانية التي حافظت على حضارتنا في مدى مئات السنين كما ايقونة شهوتنا هي وسيلة تفانينا ووقارنا ، ومن ثمة فجأة تتحول الى شك ؛ والى قيم انسانية مبالغ بها ، أنها تحمل عبأنا وعمرنا لنحتفي بالمخاطرة بدلا من الأمان . وليس ثمة قبلة تستحق كل هذا الرعب . اذن ، كان رامي على حق . والشيء الحقيقي الذي نخاف ؛ هو الذي سيحدث بعد وباء الحجر . وهذا ليس نهاية العالم ؛ ولكن هو نهاية عاداتنا .
يا ماغي ، أن ناشر اعمالي الإغريقي ، يتساءل بدهشة كيف ستكون حيواتنا بعد مرور سنة بعد الان . ففي مرة سابقة تحدثنا من خلال الهاتف ، هل سينتابنا الحزن الشديد لفقدان احد اصدقائنا الأعزاء بسب وباء كوفيد 19، مثلا ، فإنّ كل شخص يوميء إنّ المستقبل غامض ، ولكن هذا ليس دقيقا . كما تعتقد . اذ لم يكن المستقبل حقيقة ، ولكنه لم يكن مملكة الانسان ، قال اولتر .من جانب آخر ، نحن مصنوعون في الغالب مع سريالية الظروف كما مخلوقات برمائية ، ونتدبر أن نتنفس من خلال جلودنا . وربما يكون بمقدورنا ان ننام في سبات عميق في فصل شتائي ، وبدلا من تمثيلنا الغذائي ، ليكون ادراكنا يتباطأ ، قال ، ستكون قلوبنا ذات مغزى وضرباتها ذات مغزى ايضا، وقال ، بدلا من ذلك سيتباطأ تمثيلنا الغذائي ، سيتباطأ ويتقاطع بصورة عملية “ والى ان نستطيع ان نحشد الانسانية لنحمي حمى عقولنا وارواحنا من الحزن ؟”
وكانت انّا تنظر الى والدها لفترة طويلة ، وربما الى أن ينهزم وباء كورونا . وربما لا نفترض ان ننجو منه . ” وقالت انّا ” وسنكون مهددين بالخطر والانقراض ، ربما يساعدنا هذا لتقييم ما تعرضنا اليه . ” ومن ثمة رفضت استخدام كلمة ” المرض العقلي dementia ، حيث داعبت شعر راس والدها بطريقة كما لو انه طفل ، شعرت باحساس غريب اخيرا : ذلك انها لم تكن مهيئاة لنفسها لأي احد ” إنني ما عدت اطيق الحياة . كما لو أن الزمن ابتدأ يتدفق نحو الخلف ..”
كانت ماريّا وكيلة أعمالي في شمال اليونان ، كانت تتصارع مع مرض السرطان منذ سنوات سبع . وهي ليست بحاجة في الحقيقة الى درس آخر ، عن كارثة غير متوقعة ؛ وكم هي الحياة قاسية وغيرعادلة . وهي تعرف ماذا تشبه لتحديد قيمة المرضى طبقا لأعمارهم . وماذا تعني تعلقا بالمرض ، كي تربط او تتعلق بمجموعة موصومة : لتصيب جانبا من الصدر بمرض السرطان ، كانت في الحقيقة تصارع سرطان الثدي مما يؤدي الى حرمانها من الجنس ، بينما ويتوقع غلبنا اصابته بهذا الوباء في يوم من الأيام ، وتعلقا بماريا فليس ثمة لقاح يساعدها في السباق لقتل هذا المرض .
والجميع يتحدث كيف أنّ حياتنا ستؤول الى حد ما الى حافة الخطر ، وتحد من انسانيتنا وتأثيرها السلبي على الاقتصاد .إننا هنا ، نبحث عن استعاراتنا لبصيص ضوء ، واستجابة اقتصادنا لعبقرية شيطان ، ربما يوضح اختلاف نماذج هذا المرض . إننا نفكر بالإطاحة بأحجار الدومينو لتلعب عناصر الفرص لانتشار الفايروز ، وليحّفز زمن الحرب لمقارنات العناية بصحتنا واعتبار المحترفين للقوات، واعتبار الفايروز طاعونا يعاقب فضلا عن انتقام الطبيعة .
وسيشكل الطاعون شكل عالمنا بوصفه رقم نموّه وبيئته ، ولم يكن فقط السؤال” لماذا ” أن فايروز كورونا يجعل دمنا يجري باردا ؛ لكنه يملك امكانية إخفاءه ، وهنا ثمة سؤال يطرح نفسه لماذا أنّ العالم يخفي المعنى . ماذا يعني للعالم اخفاء هذا الوباء ولماذا يعمل هذا الكابوس لنتحمل عبأه ؟ هل يقوم بهذا العمل ليجعلنا ندرك ان السراب والحرية النفيسة ، وجميعا عاني من الوباء . ولكن ما ذا يعني أنّ ندرك أنّ ما يؤثر على شخص واحد في أي مكان يؤثر في كل مكان ، وعلى أي انسان ؟ هل نحن مختبر أرانب وهل نحن تجربة خطيرة ، او تجارب للمستأجرين في العالم او الاتصال الحميم الذي يؤثر على شخص واحد لينتقل الى كل العالم ، وعلى كل واحد وفي كل مكان ؟ هل نحن مختبرتجارب جديدة ؟ هل نحن مستأجرون في العالم ، وهل لنا علاقة حميمة بين الانسانية والشفاء ليصبح مختبرا للجميع واكثر وضوحا ؟
وقد حذّرت إنجيلا ماركيل Angela Merkel ، المستشارة الالمانية ، أننا سنعيش مع فايروزات لفترة طويلة ، الى أن يستنفد الوباء مجراه ، وثمة اناس ، يفكرون حقا ! إن هذه هي خدعة او معادلا لانفلونزا دورية لمعدل اصابات ، وثمة اناس سيسخرون من إسلوب أ، و طريقة التباعد الإجتماعي ، ومنع الإحتجاجات ضد الإغلاق. ويطرحون شعارات مثل : وضع علامات تنص : يحمل علامات تضحية بالضعيف ، افتحوا الاقتصاد . ” ولا احد يحمل أدنى فكرة ، كم من الوقت نستغرقه كي نلقي حتفنا ، وكم يستغرق الوقت للتغيير ، وما هي الكيفية لحياتنا المستقبلية ؟ وبفايروز كورونا – 19 هذا ، سيظهر حقائق عامة عن شخصيتنا ، واعجابنا ، والصفات الرائعة لإعجابنا وارتباكنا في ذات الوقت . ويمكننا أن نتحد في قضية عامة مشتركة ، او على الاطلاق ليس ثمة اي اعتبار للضعفاء . ويأتي التحول او التغيير بعد معضلة عويصة وسنجد حلا للتغييرات في المستقبل ولكن ايضا ، وادراكنا لذلك هو أن الضعيف هنا ، يحدد لوقت اكثر ، ويعطي ادراكا أن الضعيف بحاجة الى وقت اطول وانتباه لحيواتنا لاولئك الذين يمكن ان يقرروا لاحيائهم .
والى ان يعود عالمنا الى وضعه الطبيعي ، فإننا سنحتاج الى عبارات جديدة ؛ لتلامس القيم الجوهرية التي تعني الحياة . قصص جديدة ستاتي مندفعة خارج هذا الكتاب المقدس ، وكما نعرف قصص التحولات للانقاذ من قاعدة يوم ليوم اخر، خرافات حول مدى ضعفها وتربطنا كما نحن . وعملي هو ينبغي ان يكون ابن امي حتى نرسم الاتجاه في الطريق الصحيح ، وعملي ينبغي ان يكون مخلصا للاخرين كما انا ، ومن الممكن ان اكون في الاتجاه الصحيح . وعملي ينبغي ان يكون في الاتجاه الصحيح ايضا. وينبغي على الاخرين ان يسيروا بهذا الاتجاه ، ولكن من الممكن ان نكون محبطين وقساة ، الى حد نؤذي الاخر وندفعه الى المعاناة ، ولكن في كل مرة لها ظروفها ، وعلينا مواجهة الكوارث . ويمكن أنْ نكون متأملين ، ونقوم بعمل إيجابي ، وقادرين على تسجيله . وان صنف . من النوع الذي لا يمكن تصديقه ، وتضحية من النوع التي تنقذ البشرية وتضحي من اجله . وفي كل مرة علينا ان نجلس ونفكر اننا ابناء امهاتنا ، مدركين اننا ذاهبون ليس لانقاذ العالم ، ولكن على الاقل اننا نريد ان نحيا حياة عاطفية تعني البقاء احياء .
ان العالم سيتغير . ان كنا نفكر انها اي حياتنا هي نادرة . انتظر لترى ما الذي يحدث اذا لم نفعل ذلك !

غياني سكاراغاس ، هو روائي ، وكاتب سينمائي ، فضلا عن انه كاتب مسرحي ، وتضم اعماله باللغة الانجليزية الاعداد الاولية 2009 ، واعماله الحديثة سيدة رو وقصص اخرى ، كانت مكافاته وزمالاته هي تكريم من منظمات اميركية واوربية وحاصل على جائزة السرد الادبي في جامعة كولارادو 2018 ، ويسهم بشكل كبير في مجلة الاداب العالمية

تعليقات الفيسبوك

شاهد أيضاً

| كريم عبدالله : كلّما ناديتكِ تجرّحتْ حنجرتي.

مُذ أول هجرة إليكِ وأنا أفقدُ دموعي زخّةً إثرَ زخّة أيتُها القصيدة الخديجة الباهتة المشاعر …

| آمال عوّاد رضوان : حَنَان تُلَمِّعُ الْأَحْذِيَة؟.

     مَا أَنْ أَبْصَرَتْ عَيْنَاهَا الْيَقِظَتَانِ سَوَادَ حِذَائِهِ اللَّامِعِ، حَتَّى غَمَرَتْهَا مَوْجَةُ ذِكْرَيَاتٍ هَادِرَة، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *