ثامر الحاج أمين: سيرة وجع عراقي- محطات في التجربة الحياتية والابداعية للشاعر علي الشباني (9) (ملف/21)

إشارة:
ببالغ الاعتزاز والتقدير، تبدأ أسرة موقع الناقد العراقي بنشر فصول كتاب الناقد والموثِّق البارع “ثامر الحاج أمين”: “سيرة وجع عراقي: محطات في التجربة الحياتية والابداعية للشاعر علي الشباني” الذي يتناول جوانب من المسيرة الإبداعية الباهرة والثرة للراحل الكبير “علي الشيباني” وكفاحه الحياتي المرير الذي رسم نهايته المؤلمة. يأتي نشر فصول هذا الكتاب ضمن ملف الموقع عن الراحل علي الشيباني الذي تدعو الأحبة الكتاب والقراء إلى إغنائه بالمقالات والصور والوثائق. تحية للناقد ثامر الحاج أمين.
أسرة موقع الناقد العراقي

النار في المحبة معزوفة عن الوطن والفرات

ريسان الخزعلي ـ 1997
-اضافة الى قصيدتين مكتوبتين في عام 1970 فان قصائد “النار في المحبة” مكتوبة خلال التسعينيات، للذلك فان المجموعة لاتمثل المساحة الشعرية الكاملة للشاعر، مما يجعل الانطباع قاصرا عن الالمام بمراحل التطور الفني في شعر “الشباني” المكتوب بالفصحى لاسيما وان المتراكم في تذوق شعر “الشباني” الشعبي ربما ليحول بين الكثيرين في الانتباه الى منطقة “الشعرية ” في هذه المجموعة.
-من الناحية الفنية يكون الشعر في “النار في المحبة”.. يلتقي والاسلوب الشعري الستيني (بناء ونموذجا ولغة)، أي ان الشاعر لايزال ملتصقا بقدرة الشعر القادمة من المنابع الاولى: (الايقاع، الوزن، الصورة، القافية المتناوبة، والنمو العضوي في جسد القصيدة)، لذلك فان القصائد غير منشغلة بالاقتراب الى المنطقة المشوشة بالنثري، بالقدر الذي توليه في انشاء تصاعدها العمودي المقترن احيانا بالتفاتات افقية نابهة أي ان الجسر الشعري الذي يقيمه “الشباني” ملتصق بارتكازاته المتماسكة وهو محني على الماء العذب:
انها ارضك ياشعري..
مهاب القول فيها
وقفة الانشاد..
اسرار الصبايا
ثم انك في الهوى منذ الازل
تضع الصوت ازاء الافق يوم تبتدأ الغزل
وبنفس القدرة التصويرية في القصيدة الشعبية، فان الجذور ذاتها لتستطيل هنا وتجعل من الصورة التماعات مترددة على جسد القصيدة بشكل نوبات حياتية فاعلة في روح النص لاتجميلات تطمح الى انعاش روح النص:
تقترب.. قبضة من السعف المر.. سنوات حدادها القاحلة
تقترب.. حد ان المسألة ضاقت.. بها الابرة الناحلة
-ان الانشاد في “النار في المحبة” هو الروح الاحتفالية والوقفة الرثائية الخفية اللتان تقوم عليهما مرتكزات المجموعة. فالوطن والفرات والعراق.. مفردات حية تتردد لعشرات المرات في قلب المجموعة، مما يضفي عليها ان تكون معزوفة حقيقية عن الوطن والفرات، باشارات حادة تبرق في الذاكرة وتضيء العتمة التي تحاول بقصيدتها ان تجثم على قلب الشاعر لانتزاع ماتبقى من طفولة ومياه راكضة:
النار في اصابعي.. عشر من المآذن الذهب
الصمت في الماء
الماء في كل المسافات دمي
لو ينحني في الفرات، كنت في كل الشجر


ان الاضاءة -الاحتراق تبدأ من الاصابع- اول مجسات الشاعر الحسية المباشرة في الاتصال مع الموجودات الملموسة ” النار في الاصابع” ثم تاخذ كامل استطارتها الملتهبة في مساحة الجسد “كل المسامات لهب”، حينئذ يكون (الفرات) رهان الشاعر الرمزي الاخير في الانتصار للحياة “كنت في كل الشجر”.
ان امتداد الفرات الرمزي والدلالي في شعر “الشباني” ياخذ اغلب احتمالات الدلالة الفنية والتاريخية المرتبطة بهذا الرمز، حتى يتعدى كونه مؤثرا بيئيا لصيق طفولة الشاعر وامتداد حياته، يهرع اليه رمزيا ودلاليا كلما اشتد به العطش والعطش الشعري وتناوبت الخيبات في الصحو والحلم “تراب طعم الرغبة في روحي، وامد الكف تراب”.. يتعدى الى الرمز الاكبر الوطن وانفتاحه المتدفق في الروح والمرايا:
كلك في العراق واقف.. كلك في الايام.. في الساحات.. لأنك الموت هنا… وفيك ينبض الفرات
– في “النار في المحبة ” يستحضر الشاعر خيطا دقيقا.. يصل بين الشعراء، يرثيهم، ويبرق اشاراته الى البعض في محاولة لتوكيد مسمياته (النار والمحبة). ان المحبة هي لغة الشاعر وروحه (اغتسلت روحي شجرة)، وانها المعزوفة المضافة الى معزوفة الوطن والفرات في توحد فني وجمالي.

“علي الشباني”.. العارف

د. حسين سرمك ــ 1999
يقف الشاعر الكبير “علي الشباني” في طليعة الشعراءالشعبيين الذين (عرفوا) السر: سر السحر الشعري واتقنوا صنعته وأمسكوا بأدق دقائق الفعل الابداعي الخلاق، ومايهمنا هو انه من بين القلائل (عريان، كاظم الكاطع، كاظم غيلان) الذين ادركوا بوعي ثاقب ان الكتابة باللغة العامية لاتعني عامية الشهروان اللغة العامية هي (اداة) مثلها مثل الصلصال. والالوان بالنسبة للفنان الذي يشكل منها مايريد.. وان اللغة (تتغير) بمجرد دخولها ساحة الشعر حيث تشكلها انامل الشاعر المقتدر وتطوزعها.. لقد ادركوا ان المهم هو (الشعرية) وليس (اللغة) وقد اكتشف (علي الشباني) منذ وقت مبكر الامكانيات المذهلة للغة العامية ووظف طاقاتها الدلالية والصوتية بصورة فذة.. من قصيدته (الحلم.. هاشم والتراب) يستثمر التفاؤل الخلاق والفاعل بين مفردتي الواحد والاثنين وهو يتحدث عن حزنه الدامي بعد رحيل صديقه الشهيد (هاشم):
انت والماي العراقي اثنين
واني بغربتك واحد.. وحيد..
حيث يتقابل الضمير (انت) والضمير(انا) ويتقابل الماء العراقي والغربة ـ يتقابل كيان محسوس محدد مع مفهوم مجرد مفتوح ـ الشهيد معززا بالماء كرمز للحياة والولادة.. والشاعر في اعمق احشاء الغربة..فيتبع ذلك بضربة شعرية ساحرة ولكنها رقمية: الشهيد والماء اثنان متكاثران بفعل الخصب والارتواء.. والشاعر في احشاء الغربة.. واحد رمزا للعزلة والفضاء الموحش.. ويتبعها الشاعر بمفردة (وحيد) ليصل بتأثيرات الشكل الى حدها الاقصى ويتوغل في اقاصي جسد الغربة اللامحدود الخاوي. وقد جعل الالفاظ ارتباط الانا بالواحد المؤكد بالوحيد الشاعر والقاريء وكذلك الناقد لايلتفت الى (كاف) المخاطب في (بغربتك) الا بصعوبة لأن المفردة الاخيرة جاءت ضمن سياق فرضه الاحتدام اللاشعوري كانفعال والذي ابوه الى الاستخدام اللغوي الشعوري فالرابطة العاطفية المتأججة التي تربط الشاعر بالشهيد لاتقبل للأثنين فكاكا.. لاشعور الشاعر لايقبل ولايفز بموته الشخصي وينكره وهو يقر على مستوى الشعور بموت صديقه الحبيب ولكنه ينكره على المستوى اللاشعوري.. فهو أي ـ الصديق ـ جزء من روحه وهو في تماه شديد واقراره بالفقان يعني انه يقر بقابليته هو نفسه للفناء والموت.. فما العمل؟ مثل اية حالة صراع نفسي لاشعوري شديد مؤلم يتجسد الحل في صورة(تسوية) ترضي الاطراف المتصارعة.. ولاننا في معمل الشاعر فان هذه التسوية سيتم تمريرها من خلال الاستخدام المبدع للغة.. فيصبح الشهيد الراحل الى دار الفناء في حالة ولادة دائمة وديمومة في احضان الماء العراقي وفي هذا مداواة لجرح.. اللاشعور الذي اقتطع منه (هاشم) بعد ان كان جزء منه.. وبقيت (انا) الشاعر (واحدا وحيدا) ولكن حيا في دار البقاء.. ولكنه البقاء المر في احشاء (غربتك) ايها الفقيد وهنا تتحقق التسوية التي تخدر مشاعر الالم وتخفف تأثيرات الشكل: الموت في احضان الماء (اثنان) والبقاء بين مخالب الغربة (واحد وحيد) فتمسك النفس الممزقة عن طريق لعبة الشعر المحيرة هذه بنوع من التوازن الوجداني المشوب بالقلق قلق مصدره عدم توازن.. الكفتين.. فهنا في هذه الكفة..(كفة الاثنين) رجحان للموت الثقيل الجاثم على صدر الوجود كحقيقة وحيدة عارية لاتعدل ثقلها حقيقة اخرى في الوجود حتى لو كانت حقيقة (البقاء) في الكفة المقابة (كفة الواحد الوحيد) والتي تلتهم الغربة اطرافها وثقلها وتحيلها الى خواء.. ويتأكد لهب القلق الذي يحتمل في صلب هذه التسوية من خلال المقطع الذي يلي هذا البيت مباشرة حين يصرخ الشاعر:
(لو حزين)
لو افتح ابواب الشعر وانجن
واصيح بكل اصابيعي نخل.. بالنار.. راسي المشتعل جمرة
وهذه الصرخة الثكلى توقظ السامع الذي خدرته التسوية السابقة فلم لم ينتبه المتلقي ولم يصرخ الشاعر؟
لقد صرخ الشاعر لأنه (العارف) بما خلف الأستار الوجودية والبصير بجواهر الاشياء.

المادي والروحي في قصيدة “صاحب الزمان”

سعد صاحب
تمازج الفكر الاسلامي والماركسي في قصيدة (صاحب الزمان) للشاعر الكبير علي الشباني، استفاد الشاعر من القضية الدينية لصالح قضيته السياسية التي آمن فيها في وقت مبكر ولايزال، لكنه لم يستطع ان يتخلص من هيمنة الهاجس الديني المسيطر على مجسات القصيدة حتى الشطر الاخير منها، وهذا يعود الى نشأته الاجتماعية وفطرته الدينية الاولى، لكونه ابن بيئة تقيم الطقوس والبكائيات، وتقدس هذه الاشياء الروحية.القصيدة من ناحية الشكل والمضمون قصيدة حداثوية من حيث الابتعاد عن الموضع الجاهز المستهلك، والتخلي عن النمط الذي فقد بريقه الشعري منذ ازمان طويلة لكثرة التداول والاستخدام والتسامي على الكلمات الساذجة واختيار العنوان العميق الدال الذي يحفز الذاكرة ويثير الاسئلة المتشابكة. والشاعر كسجيته المعروف بها لا يميل الى المواربة وغياب المعاني والسكوت عند لحظة الذروة التي تحتاج الى افصاح وكشف ووضوح، ولا يتخفى خلف قناع تاريخي من باب التقية، وانما كان يصيح بصوت غاضب ويركز على ما يريده.
وبضمير الناس بيرغ… حلم طافح
مهر حد الشوف يذبح!
لم حزن كلمن بلا شاطي اعله موت الروح يسبح!!
يا صبر وادمنه المذهب مناير،
يا ذخر دنيا.
وتظل نور اليفتش عين حاير!
الصينية والدمع والحناء والخوف والشمع والنذور والماء والآس، مفردات دينية لها دلالات معبرة في الموروث الشعبي العراقي ولا يستطيع احد نكران ذلك، لكن الشاعر بقدرته الابداعية المعهودة وظفها لتوصيل افكاره الانسانية التي تتماهى مع هذه المفردات الضاربة في اعماق نفوسنا على مر الدهور، وقد استطاع بجمالية شعرية جاذبة ان يبث خطابه الرافض وغير المنسجم اجتماعيا وسياسيا ونفسيا مع الزمان والمكان والشخوص الذين يقصدهم في هذه القصيدة، والجميل ان الثيمة الصعبة التي لا يمكن الامساك بها اوصلها لنا الشباني بلا مأساوية ولا مناحة غير مبررة كما يفعل الاخرون.
وكت حاير..،
وبجرف جيتك أزف حزني دمع!
نذر صينية الخوف..
الماخذه الحنة واصابعها شمع!! راحت اويه الماس سالوفة ضماير
مشت تفتر…
نذر تفتر… دنيا تفتر…
حارت ابلعب الدواير!!

المبدع الكبير علي الشيباني قي ريعان شبابه بعد خروجه من سجن الحلة عام 1968

في المقطع القادم ينتقل الشاعر من الديني الى الحياتي ويكشف عن فكرته المضمرة والواضحة في الوقت نفسه بقوله (مزنه حمره) التي كانت في بداية شطر شعري جديد، والتي توحي بانتمائه اليساري كي لا تفسر القصيدة تفسيرا دينيا عابراً، وتحسب على الجو الطقسي الباهر الذي سلكه العديد من الشعراء القدامى والمحدثين، يعلن الشاعر عن انتمائه الفكري وسرعان ما يعود الى الاجواء الروحانية المدهشة التي تذكرك بهالة الانبياء والاولياء والصالحين والمتصوفة، ويبقى يتنقل ما بين الحالة الروحية والحسية بخبرة ودراية وعمق، وتشعر وكأنه راهب بجلباب يساري يوازن بين الافكار والرؤى ويبدع في الحالتين.
مزنه حمره.. وكلب دنيانه عطش،
كلمن ابجرحه غبش..
ياشوفه التريع الروح!
يا ماي اليكلك هاك!
باجر والثجيله اتروح!!
سأم الشاعر من الانتظار الطويل واقلقه عدم المجيء، كان يخشى ان يحاصره الموت قبل ان يرى غائبه المنتظر، انه في محراب التوحد مأخوذا بهيبة الفارس الذي سيحقق العدالة والاصلاح في عالم اصابه الخواء والركود والعفن، هو في حالة من العشق الصوفي الطاهر، لكن هذه الحالة لم تستطع ان تحرره من الانكماش والانقباض والتحديق في الفراغ بلا طائل، ولم تستطع ان تطهره من الاحساس بالذنوب والاحباط والانكسار والاخطاء.
يا وينه اليكلك هاك؟
يا صاحب بجت مهضومه كل دنياك…،
واتعناك… يلتغسل دهر يمناك!
يا نكلة غضب ما جاي.. شيلة راس…
يا صبر المسيح وشيمة العباس..،
يا سيف اليصفي الناس من الناس!!
هو في حالة اغماء نفسي وغياب عن الوجود بسبب التعاطف الكبير والافتنان بصاحب الزمان الذي سيفجر الينابيع حين يأتي، ويحررنا من ذواتنا الواهنة ويطلقنا في رحاب الحياة السعيدة، سواء في الارض التي نحيا عليها او في محاريب القيامة، وينقذنا من الواقع المأساوي الذي يعج بالسراق والطواغيت والمدعين، ويضج بالاحزان والمأساة والهموم والمرارة والسقم.
يا ماي اليمر بيها…
دمر بيها كتلها الكيظ
دنيانه عمت والشوف كلمة غيظ
رد الها النذر الاخضر،
تراها ابغيبتك تفتر…،
تظل تفتر،
تظل تفتر
حزن يفتر،
لمن سيفك يزيح الشر!!
يقول الشاعر الكبير عبدالوهاب البياتي: في كتاباتي تجد شعورا غامضا بان ثمة بطلا او فارسا سوف يأتي، ربما هو الثورة، تشعر ان هذا القادم المجهول وقع في الكمين، في مكان وزمان لا ادري عنهما شيئا، وكنت احس واعي صرخات وعذابات هذا الكائن القادم المنتظر، ترى ان ذلك القادم المجهول الذي يأتي ولا يأتي سوف لا ياتي لانه قد مات، وما علي الا ان انتظر ولادته من جديد وقد لا تتحقق هذه الولادة المنتظرة في هذه الحياة المحددة التي اعيشها هنا، ومن ثم انني وقعت في براثن الشعور بالموت، والغريب ان هذه المراحل التي تجرى في عالمنا الشعري الجديد، مر مثلها في عالمنا الخارجي ايضا، اي ان المذابح والاخفاقات والكوارث التي وقعت في نفسي وقع ما يماثلها في عالمنا الذي نعيش فيه، ولكنني لم اكتشف هذه العلاقات الا بعد ان كتبت اشعاري، وجسدت فيها صورة المنقذ او المخلص الذي سيمحق الظلم، ويملأ الارض عدلا، ويعيد بناء المدن المخربة، ويصير للاطفال اليتامى اب.

علي الشباني…
زهرة الصبار النابت في اقصى الفرات

زهير كاظم عبود ـ 2004
في مدينة مثل الديوانية تزهو بشبابها الملتزم ليس فقط بأعراف وتقليد المدينة الصغيرة والفراتية والفقيرة،انما كان شباب المدينة منخرطين في العمل السياسي والثقافة السياسية بما يفيض عن سعة مدينتهم، يسجل للديوانية انها انجبت العديد من القادة الميدانيين والعوائل التي ضحت من اجل قيم واهداف العراق. وما يسجل للديوانية بفخر, ذلك التالف والمحبة والاواصر والعلاقة الحميمة التي تربط اهلها، وكأي مدينة فراتية تكتظ بأحياءالفقراء الشعبية, ويتباهى رجالها بشعرائها وشعرهم القريض منه والحر والشعر الشعبي بألوانه.خرجت من رحم المدينة العديد من الاسماء الشعرية اللافتة للنظر, وليس فقط الاجتماعات السياسية والتجمعات الثقافية, وليس فقط التظاهرات المعادية للاستعمار والمطالبة بشعارات وطنية، وليس فقط مجتمعها الهادىء والطيب ورجالها المتميزون بحكمتهم وحنكتهم، وليس فقط في تواضع بيوت اغنيائها, وليس فقط في التباهي بمن يتميز من اولادها دراسيا وسياسيا ووظيفيا, ولافي مقاهيها التي صارت منتديات سياسية واجتماعية.
وتميزت الديوانية بشخصيات فلكلورية شعبية, اضافت البسمة الى محنتها وبددت شيئا من محنة فقرائها, حين برزت شخصيات كالعبدو وعبد اللي وابراهيم الاعور وخنياب والدكتور شناوة وغيرهم من النماذج البسيطة والفقيرة الذين سيبقون في ذاكرة المدينة، ولهذا بقيت المدينة تزهو بناسها وليلها المتميز بين مدن الفرات، اذ تلبس حلة زاهية حين يتغنج شط الفرات وسطها يطرز جسدها الترف.
وبقيت المدينة تحيا بهدوئها المعتاد, وفي ليلها السامر برزت بعض الاصوات الشعرية الواعدة واحاطها الناس في جلساتهم يستمعون الى الاشعار الجديدة والقصائد السياسية المعبرة عن محنة العراق.وبالنظر لكون الشعر الشعبي لغة الشعب وثقافة الشارع الفراتي، انتشرت قصائد عديدة لاسماء متميزة من شعراء الشعبية.
ومن بين الاصوات الدافئة والجميلة برز صوت الشاعر علي عبد الحسين الشباني الذي تميز بجملته القصيرة والعميقة في الشعر، كما اشتهر بقصائده الجميلة والحديثة التي تناقلتها الافواه وحفظها الشباب يرددونها في مجالسهم ويكتبونها على الاوراق يتبادلونها مع بعضهم.
كان “ابو صمد “رمزاً من رموز المدينة التي تفتخر بأنتسابه اليها, وكان الشاعر علي الشباني ممن لم يرضخ للتهديد ولا انصاع للتخويف ولا جنح للترغيب, ولم يكن من النوع الذي تهزه اقوال جلاوزة الامن وانكشارية الحزب القائد, وبالرغم من الاستدعات المتكررة الى دوائر الامن والحزب، وبالرغم من الضغوط التي مارسها الأوباش عليه وعلى مورد رزق عائلته ومحاصرته, الا ان علي الشباني بقي صامدا وصلبا بشكل أعجز الجهات الأمنية وجعلها يائسة من استمالته او تحييده على الاقل.
والشاعر علي الشباني من رواد حركة التجديد في الشعر الشعبي يقف الى جانب عزيز السماوي وعريان السيد خلف وابي سرحان وكاظم الركابي وزهير الدجيلي وطارق ياسين, ويتصف شعر الشباني بالجملة الشعرية البسيطة والممتلئة بالمعاني والمواكبة للمتغيرات السياسية والاجتماعية.
“جم عمر ينراد للماشاف صبحية بحياته
وجم عمر ينراد للباجر مماته”
وصاحب ديوان”ايام الشمس”الذي بهرنا بقصائده وتصويره لمواجع الانسان ومحنة الوطن لم يتوقف عن العطاء بالرغم من عجزه عن تخليص نفسه من بقائه مقيدا تحت سلطة الطاغية وتجميده موظفاً في مصلحة المبايعات الحكومية، الا ان علي الشباني المتألق يقول:
“لودره البلبل بواجيه غنه…
يبلع لسانه ويموت”
وعلي الشباني صاحب الموقف الصلب وابن المدينة التي تفتخر باسمه والذي تحدث عنه الكاتب سالم الفرات مثلما كتب عنه رفيقه وصديقه الشاعر الراحل عزيز السماوي الذي استعجل الرحيل قبل ان تكتحل عيونه المتعبة بالقضاء على الدكتاتورية في العراق.. علي الشباني الذي يقول في قصيدة يختزل فيها الزمن المرير بعنوان وحشة ” امي شكت زيج للعباس.. يمه انداس شيب الرأس.. يمه ضعضعني الدهر، ما واحد من الناس
مد نخوه للكلب وهواس.. يمه عيب نعيش طركاعه الوكت.. غيره وغفت.. غيره وغفت ”
عالج الشباني العديد من الاحداث والقضايا التي تهم الانسان، وشارك الشاعر عزيز السماوي والشاعر طارق ياسين في اصدار مجموعة شعرية تضم قصائدهم التي بدت اكثر رونقا واصالة واقترابا من هموم الناس.
يقول عنه الشاعر عبدالكريم هداد في كتابه مدخل الى الشعر الشعبي العراقي ” لقد كان الاحساس بالواقع هو المضمون الحقيقي عند جيل
الستينات الرواد، فقد فتحوا مساحة واسعة الامتداد والحركة، تحركت فيها القصيدة الشعبية بكل حرية في الاستكشاف والرصد والاسترسال الشعري الذي مازالت القصيدة الشعبية العراقية الى الان تتواصل في شكلها وتراكيبها ولغتها عليه، لتتولد حركة الشعر الشعبي الحديث التي جاءت بأساليب فنية حديثة ومضامين انسانية بلغة تفجر فيها اللون والحركة واصبح الشاعر ينهل دوما من الحياة دلالاتها الكثيرة في وقفة متأمل خلال قصيدة شعبية اقل انفعالية في عاطفيتها واعمق واعمق وعيا وشمولية واكثر تجذرا في انسانيتها ومن هؤلاء الشاعر علي الشباني:
“دك باب روحي شمس.. وارسم بطولك في.. مرسوم فوك الهوا.. مطبوع فوك الكلب.. مكتوب فوك المي”
وكتب الشباني للانسان وللفرات ولأزقة المدينة وللغجر الذين ينتشرون بين ضلوعها ولمدن الجنوب المزدحمة بالطيبة والفقر والحمام، ولحزن الناس حتى في فرحهم واعيادهم ولظفائر الحلوات، مثلما غنى للنخل ولقطار الليل البعيد. ” شعرك بالمحن ينهض بيانات ورفض.. وخوفك يلبس الـ 200 يتحول مشانق للسفر وتخاف.. وي روح العراق سنين.. دور روحك بيا دار مهجورة.. حالي لاتنشد عليه.. كل سؤالي شلون حالك.. غربتك تحفر بروحي ويعبر الهم والقطار يعبر الليل ويطول.. ينشر الدخان روحي بكل بلد سكة طويلة.. كل قطار يمر عليها”. وبقيت الديوانية حاضرة في ضمير الشاعر المتألق الذي بقى صلبا لم تزحزحه الايام ولاهزته رياح الزمن السلطوي الفاشي. بقي علي عبدالحسين الشباني رمزا من رموز المدينة الممتلئة بالطيب والشعراء والحب والفقراء مثلما كانت تمتليء بشخوص طيبة وطريفة ملأت تاريخها حكايات يتندر بها الجيل الذي عاش فيها واستطاعت الديوانية ان تكتب اسمها بجدارة من خلال اولادها وطيبتها المتناهية.

علي الشباني..
روح عاشقة وقلب ولهان

كاظم السيد علي ـ 2003
(خذني.. بعيونك سوالف.. خذني بكليبك حجي.. ولو ثكل ظيم الليالي.. اوكع بخدك بجي)
بهذه الصورة الرائعة نبدأ ونسلط الضوء على تجربة الشاعر المبدع علي الشباني، قالها من صميم قلب ولهان عندما يختلط عنده الحزن والألم والفرح معا واحدا من الشعراء الذين ارتقوا بالقصيدة الشعبية الى عالم الرقي والتألق مجدا لهموم الانسان المعاصر يقف في طليعة زملائه الذين ارثوني معهم من ذلك من النبع الصافي الذي اراد الطاغية القذر اجتثاثه ولكن لم يستطع رغم الجراح التي بقيت تنزف ولم تندمل وقد رفع المتبقي من المخلصين والمبدعين راية الابداع حتى وهم خارج وطنهم في المنافي حاربوا سوق سوية مع كل الطوائف والالوان السياسية الاخرى واقنعوا العالم باجتثاث نظام الفاشست الساقط واخيرا عاد الوطنيون التقدميون يغترفون ويرضعون من ذلك النبع العراقي الاصيل الذي يعرفه التاريخ وبنزاهته ويعرفه كل الناس في هذا البلد العريق من عام 1934 وحتى هذه اللحظة:
من الزغر بالراس.. واقرالك رسايل شوك.. ويظل بس حرف بالراس..
ابن الديوانية العاشق الولهان هذه المدينة الفراتية الاثيرة اسم حاضرة في ذاكرة محبي الشعر ومريدي وكل المثقفين الوطنيين انه الشاعر (علي الشباني) كان منفردا بين شعراء مدينته اجتمعت في كتابة الحداثة والتجديد هذا ما قرأته في الديوان المشترك مع زميليه رواد المدرسة الحديثة (خطوات على الماء) طارق ياسين وعزيز السماوي، فالشباني استمر بهذا المد الشعري ناهيك كتابته بالشعر العربي الحديث ومازال يتجدد ويبتكر في كتاباته:
يالايمي اشكد ضعت.. بين الكلب… والنهر.. بين الهوه والشجر.. وبين العصر والروح..
بس ماكلت للجدم.. من يكصدك ليوين.
صدق الشاعر هو مايمنح القصيدة قوة اضافية كما نلاحظ في قصيدة الشباني التعبيرية المشحونة بصورة جمالية ومعاناة صادقة برهن فيها على عمق وعيه الشعري كما نلاحظ في سطور قصيدته (نهر من الفرات) حتى ظل يناجيه بهذه المحاكاة نهر الديوانية ماذا فعلت بحياتي..:
الك بيه نده يجنن بتالي الليل.. وتظل ساكنه المايين.. موسمها نهر ومعصب الصوبين.. اتذكر مدينتنا بجسر واحد خشب.. مصبوغ بالحنة.. وحلم طفلين.
قصائد متماسكة ذات مضامين جميلة منفردة عن قصائد الشعراء بالشكل الفني والمضمون كما في الشهادة فرات معبر في صرخته وحزنه معا على صديقه الشهيد (فلاح حسن) الذي استشهد عام 1976 مدافعا عن الثورة الفلسطينية والحركة الوطنية اللبنانية والذي ضحى بحياته مؤكدا له (نحن على خطاك نسير):
كل الارض ماي.. كل السفن ناحلة.. كل الارض بور.. والموت بالقافلة.. النار روح العشب.. روحك سفر بالنار.. من تطفي دمك مهر.. للثورة يصهل حار
هذا جزء بسيط من تجربة شاعر صادق لأحاسيسه مع الشعر والناس مع الوطن. علي الشباني ابن الديوانية العاشق الولهان، فطوبى له ونحن نبارك ابداعاته الجميلة في القصيدة الشعبية الحديثة في العهد الجديد كي يساهم بفعالية في بناء وطن حر ديمقراطي وسعيد.

الابحار نحو مملكة الشعر

حاكم الحداد ـ1999
في البدء ترعرع في رحم الادب الشعبي، فاختار اعذب الكلمات لرسم مساره الشعري وهو ينطلق في رحاب دنياه الواسعة, واختار ايضا اصلب الكلمات ليعبر بها عن ضمير الشعب بروح ابداعية اصلية..وصلبة فعرف(شاعرا شعبيا)مرموقاعبر العديد من قصائده الجميلة والمؤثرة,والتي نشرتها الصحف والمجلات العراقية. ولما وجد ان الادب الشعبي قاصر عن التعبير لما يريد ان يقوله امتشق هذه المرة سيف اللغة الام، وعن ذلك يقول الشاعر (علي الشباني)…”اما كتابتي بالفصحى فتأتي بعفوية ونتيجة للقراءات الدائمة في الادب والشعر وكنتيجة ايضا لمختلف الهموم الذاتية..والثقافية”ثم اخذ بعد ذلك يغني بحنجرة صافية وبحزن اصيل – يغني للوطن_للشعب – لكل شيء جميل واصيل فيه، يغني للحياة برغم قساوتها وضغوطها برغم الحزن واللعنة واليتم المسبق:
يا غريب الروح من أي المسافات اتيت
تحمل الاحزان بيرق
توقد اللعنة ضوعا…ولهب
ويتيم الخطو متعب
ولانه كذلك فقد ظل يطلب المعرفة ويشيع العشق-المعرفة التي تسعد الانسان وتديم انسانيته من خلال مجيء الطوفان/الثورة، فهو يطلب المعرفة التي لاتوجع الانسان بل المعرفة التي تتوغل في حنايا روحه..
مبارك من يقرأ الجلد… ويعشق الانسان ويكتب البرد على قميص, في لغة الارصفة يشتاق كل العابرين للحذر….لو تسقط الاغلفة وتزدهي كما الضفاف هاجرت كي يبدأ الطوفان وتنبت المعرفة.
ثم يستمرالشاعر في احلامه فيرسم لنا بكلماته كالفراشات ما يريد وماذا يجب ان يكون، فهو يشتهي ان يكون (نخلة) نخلة باسقة تمد رأسها دائما نحو الاعلى لتكون مرفوعة الرأس في اعلى الاشياء وارقاها, واذ تنحني هذه النخلة فانما لكي تكتب رسالتها ولترسم,”الخرائط البعيدة”وليشتعل جناح الطائر لهفة بين الالم…والامل بين الماء والغبش ثم يهوي مرة واحدة عندما يرسم الموت هذه المرة على الخريطة:
“كنخلة”
تحشد في الماء العطش
وتنحني…
لتكتب الخرائط البعيدة
كطائر
يشتعل الجناح لهفة
بين المياه والغبش
وينحني…
ليرسم الموت على الخريطة
وبرغم همومه واحزانه والخوف الصامت المسلط عليه والقلق الذي يسيح في روحه فانه يظل ممتلئا بالامل وهو يصرخ بكل الاشياء مبشرا. بمملكته التي تريد، وهي مملكة جديدة وجميلة تزهر دائما ما بين النوم….والهواء.
“مملكتي”
ترحل بين النوم والهواء
قصيدة
قصيدتي
تصمت بين الفعل والرجاء
مملكة جديدة
وعندما يحدد لنا وضوح مملكته هذه فانما يحدد معها ايضا لغتها,اللغة التي تسودها وهي لغة عصية على الغير,لكنها طيعة سهلة له,فهي باقية بالرغم من ذهاب الاخرين وصمتهم وموتهم…يذهب من يجيء
يصمت من يقول
يقتل من يقاتل
لكنها اللغة…
تكف ان ترحل
للخرائط البعيدة
ولان الشاعر(علي الشباني) يتحلى باخلاق الفرسان فقد اتى على نفسه ان يسير في دربهم الزاهي الصعب.فها هو شبابه يدوي من اجل الاخرين بل ها هو جسده يهوي عندما تغادره الروح- فقتيل الشمس-عاشق الجموح والصهيل انما يكبر وتبدا حياته الاخرى عندما يهوي شهيدا من اجل الحياة-الشمس-حياة شمس الاخرين.
يا قتيل الشمس
ياعشق الصهيل
انما الاسنان يكبر
عندما يهوي قتيل
ان القصائد التي كتبها الى جانب قصائدالنثر, والتي ينشر معظمها في الصحف والمجلات العراقية والعربية , ستظل اشعارا شامخة, سامقة كما النخيل, وستبقى أشعاره مضيئة.. تفعل كما يفعل القمر في الليالي المظلمة، وبرغم العتمة التي تغلف روحه ورغم الاضواء.. والحكايات التي تحيط به الا انه كأي شاعرحقيقي سيظل في شوق الى النبأ النبأ السعيد الذي يرتوي منه بصدق,لذلك فانه سيبقى في ظما مستديم, بل قل الظما كله…
تلك اضواء مرايا
وحكايات عرايا
اين تذهب
انت من أي المسافات اتيت
صوتك البدر حزين
جاء يروينا النبأ
انا ظمان انا..
كلي ظمأ

علي الشباني..
جسر نحو بحار جديدة

جبار الحمداني ـ 2007
تزدحم ذاكرة المدينة باسماء متوهجة العطاء استطاعت ان تترك بصمتها على اديم الذائقة وتؤسس لها حضورا بهيا في مجالات الابداع المختلفة بعض تلك الاسماء ركنتها الظروف وبقيت تراقب مشهد الخلق والألق بابوة وحب تصفق لهذا وتعتب على ذلى ذلك وتؤشر الخلل هنا والتطور هناك وهناك اسماء ما زالت مانحة تواقة للتواصل والنماء والديمومة اولئك وهؤلاء هم على مسافة واحدة من تقديرنا واعجابنا سوف اتناولهم باختصار وتواضع علي اوفق في ايفائهم حقهم يوم كانوا يبنون صرح الأدب والفن والثقافة في مدينة الديوانية بصمت وانتماء صادق بعيدا عن البهرجة والاضواء وحتى نقول لهم بكل عرفان ومودة شكرا لكم وساكون معكم وعبر عمودي الاسبوعي هذا وواحد منهم ليس بسيرته الذاتية بل بومضات بسيطة مختصرة من أدائه المشرق الذي دفعنا الى استذكاره ونحن له منصفون، ولا بد من الاشارة الى ان الانطباعات التي ساذكرها هنا لم تات من تامل بعيد بل جاءت من تجربة مشتركة عشتها مع كل منهم كوني كنت وما زلت احسب نفسي واحدا منهم وليس بالضرورة ان تكون تجربتي يومية او مهنية صرفة قدر ما شكلت عطاءاتهم جزءا من ذاكرة الابداع الديواني في مرحلة ماضية كانوا هم صناعها وروادها.
وسابدا اول ما ابدا مع الصديق الشاعر المهم علي الشباني مذ ألقى عصاه (خسارة)عام 1969 في مهرجان الناصرية للشعر الشعبي وهشم عصرا من جليد القصيدة الشعبية التي كان يغلغلها انذاك.
يموت شاعر يعلك السلطان شمعه
يموت جاهل تعتلك بالكوخ دمعه
لقد كان علي الشباني هذا الفتى الديواني الريان مخاطرا وشجاعا يوم قرأ قصيدة (خسارة)التي كانت وما تزال طعما آخاذا وثوبًا انيقاً للحزن العراقي….
(احنه وحشتنه عمر
وحشة الشرجي النثيث الياخذ الغيض ويمر
وحشة العض المهر عطشان والدنية رمل
يكتب اسمه بريح شرسه)
تصوروا قصيدة شعبية تقول هكذا ومتى عام 1969 أي فتح هذا واي اختيار متى تسنى لعلي الشباني ان ياتي مخملا بتلك العوالم والآفات والميدات المضيئة؟ ومن اين اتى بها هذا الديواني الاسمر وتلك كانت اوراق اعتماده في بلاط الشعر الستيني.. لقد احدث الدهشة واثار الغيرة واجج الاختلاف وظل ماضيا لايلوي على شيء الا ان يكون رائدا مثابرا من رواد الحادثة (وهم تظل دنياك مهره مشرعبه.. تغسل الريح بكصايبه غسل
لو سبكهه الريح غفله..
يظل رسنهه بريح المثلجة حجل وهاي دنيه العشكت الهم والجتل؟)
لقد كانت عصا علي الشباني التي القاها في الناصرية قد تحولت الى جسر نحو بحار جديدة غاية في الروعة كان يبحر فيها الشاعر برؤى جديدة لتصل القصيدة الشعبية الى شواطي غير مكتشفة وجزر بكر لم تطأها الا الطيور.. وتلك البحور هي (غركان.. وبيان للزمن المذبوح.. وتاريخك عشب محروك..وغيرها الكثير) وما زال علي الشباني وثابا نشطا في الاحتراق والوجد والتوهج وهو يكتب القصائد الدافئة باللغة الام وله مجاميع عدة تؤثرتاثيره وبصماته وحضوره الطيب.

تعليقات الفيسبوك

شاهد أيضاً

د. قصي الشيخ عسكر: نصوص (ملف/20)

بهارات (مهداة إلى صديقي الفنان ز.ش.) اغتنمناها فرصة ثمينة لا تعوّض حين غادر زميلنا الهندي …

لا كنز لهذا الولد سوى ضرورة الهوية
(سيدي قنصل بابل) رواية نبيل نوري
مقداد مسعود (ملف/6 الحلقة الأخيرة)

يتنوع عنف الدولة وأشده شراسة ً هو الدستور في بعض فقراته ِ،وحين تواصل الدولة تحصنها …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *