عراق (2006 – 2007 )
يونس علي الحمداني

عبر الحُب المتجددّ نتصيّدُ الحزن في ملامحِ المالك الحزين ذلك الطائرُ الذي هَجر أفقنا راح يصطاد صُقور أفكارهِ بعيدا.. يا عراق حُزني عليك حزن ثكالى مرّوا عبر القناطر .. سلكوا المُنحدرات الوعرة عَرَجوا شمالا ويمينا تحت المطر والدموع راحوا في لهفةِ الوجد وضيعة البُعدْ يفكّون سرّ الفقد وينشدون قوافلا وارتا لا سائرون بلا خرائط .. يمشون على قلوبهم يدوسون أنفة الوجعِ الناهض يلعبون بالنَرْدِ على أماناتِ الوطن المحصَنة يغامرون بالحدودِ وتاريخ الجُدُود وبكلِ ما يمسّ شَغاف شَفْرة مُرهفة لملموا أوطانهم في طواحينِ الهواء العابِرة .. سادرين والليلُ البهيمُ يجمع في خشوعِ السكون صوت البُوْم ونعيقا غير مفهوم نفثوا: على بديهياتِ السلام .. سلاما على الأرائكِ المفلطحة بالتراب رسم خامل وعلى عباءاتِ الغيوم الدائرة قحط ……………………………………….

فراسخهم المتدافعة أمامهم وورائهم .. أسرابا مِن القطا العطشى في أزمنةِ الغُبار هُم وأزمنة الغُبارِ فرسا رهان والراحلُ العتيد مِن هذا الكهْف حَجر صَوّان وعبر الحُب المتجددّ نتصيّدُ الحزن في ملامحِ المالك الحزين ذلك الطائرُ الذي هَجر أفقنا راح يصطاد صُقور أفكارهِ بعيدا .. ولقد ملئتْ بلادنا الغربانُ التي راحت تنقرُ براءة السنابل مِن ثغورِ الأطفال تنقر شفاه شهيدٍ يحلم .. يحلمُ بمعجزة ربما تأتي في حلم حالم ما تزال أفواهُ الجروح تقضم نكهة النعناعِ نشيدا ودعاءْ تكسرُ أجنحة البِشارةِ بغدٍ قد يعانق البساتين والرياض .. في زمهريرِ الصحو ليس ثمة نائمٌ سوى مَن في المزابلِ وعلى حوافِ الخُزعبلات حيث يتراشق كل مُعممّ وسافل وجاهل.. حتما لا غَمام في المناجل .. والكِلابُ مع غيرها تجوبُ وتسرح بالجماجم كأنها الرّعاة غير انها في تزاحم وكلنا يبذرُ الخنافس ويطيّر الجرادَ في المضايفِ والدواوينْ .. كُلنا آتٍ يا عوانس الأحلام لا بد مِن تعليق التمائم في عنق الأمس ونثر الرّماد في بحارِ الاحتباس لئلا تنثر الأرضُ نحو السماء مطراً أسودا فقاقيعه على شكلِ دمامل ..

يونس علي الحمداني

تعليقات الفيسبوك

شاهد أيضاً

| عدنان عبد النبي البلداوي : “ذكراك نور” مهداة الى روح الشريف الرضي في ذكراه الخالدة .

ذِكراكَ  نورٌ، تسامَتْ فيه دُنـيانا                             يا رائـداً  قــد مَلَكْـتَ القـلبَ أزمانا فكنتَ أصْدَقَ مَــن يَهوَى بناظِـره                           حتى …

حــصــــرياً بـمـوقـعــنــــا
| عبدالقادر رالة : الزعفرانة.

    لمحتها في المحطة تنتظر القطار …    الفتاة الوحيدة  التي تقرأ كاتباَ ؛ كتاب في  …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *