وأنا أُرَتبُ مكتبتي وَجَدتهُ يَركن بين الكتب. ما الذي أتى بهذا الدفتر هنا ؟ تَسألت. كان عبارة عن مذكرات مكتوبة بخط اليد حمل عنوان (مذكرات انثى) فتحتُ الصفحة الاولى.. قرأت : سأصل اليك متى أشاء حيث أشاء فلا تحتجب اني انا الأنثى.. قلبك مرهون بين يديٌ أُداعبه كدمية كيف اشاء فلا تصد عني. فمفاتيحه ملك يدي أفتحهُ.. أغلقهُ متى أشاء انا السيد وانت المأسور بلحضي فلا تقاوم فكم من شهريار مَلَكَنيٌ أمرهُ وكم من ليل أشرقت شمسهُ بضحكة مني او بهمسِ – مَزقتُ الصفحة واغلقت الدفتر ، هي ..هي .. لازال عطرها يملأ الاوراق .. نبشت ذاكرتي ومسحت عرقي و رددت : لن اهزم. – عدت ولَملمتُ كتبي وبقيت تلك المذكرات على الارض رفعتها وفتحت الصفحة الثانية..قرأت: ” أبحر حيث تشاء فبحري ليس له ساحل وعشقي ليس له أمان فبعاصفة مني تجعلك تغرق وبهوىً مني تجعلك احمق انا العمق والساحل انا الريح والشراع انا التي تجعلك مجنونا مفتونا بي تتملقني.. لتعشق – رَميتهُ أرضاً .. عم الظلام ..دارت بي الدنيا.. سقطت . لطالما اردت نسيانها . نظرتُ أليهِ كأن الضوء أبَثق منه مددتُ يدي اليه أقلب صفحاته من جديد..سمعت حروفها تنطق : لا تتمرد.. فانا لست حارسا عليك لتعلن طغيانك انت حر . انا التي أطلقت سراحك فأبتعد عني حيث شئت فسحر عيني سيعيدك مهما ابتعدت صاغرا ذليلا لتعلن ولاءك لي فلا تتردد. – نهضت رتبتُ أوراقه الممزقة وأعدتهُ الى مكتبتي..أصابني سحرها. أنطلقتُ أبحثُ عنها. ٢٠٢٠
(من مذكرات انثى)
فلاح عبد حمدون النداوي
تعليقات الفيسبوك