قلمي طافحٌ بالحكاياتِ
لكن فمي لن يعينني على التصريحِ!
قلتَ لي ذاتَ بكاءٍ:
إنّي تعويذتكِ التي سقطَتْ من جيبِ السماءِ
فاحتفظتَ بي في جيبِ عمرِك
وقلتُ لك ذاتَ لقاء:
إنّكَ وريقةٌ سقطتْ من شجرةِ اللهِ، فتكاثرَتْ حتى ظللت فيافي الوطنِ
منحتكَ أنفاسَ الصباحاتِ كلّها
وقفلتُ نوافذي
منحتكَ مفاتيحَ الأنهارِ كلّها
ونسيتُ ظمئي
منحتكَ ضوءَ مساراتِ النجومِ كلّها
وغرقتُ في ليلي
لا، “عاديّ جدّاً” كنتُ أقولُها لكَ وأنا مجروحةٌ، ولم يكنْ وداعُك عاديًّا أبدًا
وكنتُ أكتبُها، وأنا أتألّم عندما تخبرُني أنّكَ غيرُ قادرٍ على لقائي!
ليسَ ” عاديّا” عندما تقطع مكالمتي لتتواصلَ مع مكالمةٍ أخرى – تخبرُني أنّها من أهلكَ- وقلبي يخبرُني أنّها من أخرى!
لكنّي كنتُ أقولُ لكَ: عاديّ جدٌّا لا تهتمّ ، أو : ” ولا يهمّك”
والموقفُ كانَ يهمّني كثيرًا
أتعبني انتظارُ ذاكَ الفرحِ المأمولِ!
” نثرت العمر بدروبك واگول ادوم”
ولم تدمْ غيرُ أوجاعي المتخمةِ بانتظاركَ
ولم تدم غيرُ المراراتِ المضمّدة بصوتكَ
ولم تدم غيرُ المساءاتِ الباردةِ التي تقفزُ أمامَ مرآتي كلما حاولتُ أن أدفئَ عينيّ بصورتكَ
ولم تدم غيرُ ” طيوفك ضيوفي بصحوتي وبالنوم”
“عاديٌّ جدًّا” قلتها لك حين تنصّلتَ من مسؤوليتكَ كـ ” رجل”
وليسَ عاديًّا في الحقيقةِ، لأنّي بعدها تقمّصتُ دوركَ، ودورَ نقاطِ الضوءِ التي نثرتُ بياضَها فوقَ صخورِ السنواتِ.
وكنتُ أستعينُ بجيوشِ النخلِ، كلما داهمَني جوعُ المشاعرِ
وكنتُ أطردُ الحيفَ، وشحّ المسرّاتِ، وأبقى متأنّقـةً،
أتمدّدُ بينَ حدقةِ الوطنِ والذاكرةِ،
وأنحسرُ كقطعةِ ثلجٍ لمسَها لهيبُ شوقٍ..
وداعة اللهِ
وبيع كل شوگي وتكـَتــّر
وانسه كلشي
ابداعة الدمع التطشــّر
ومن تروح وتذكر احچاياتنه
ومن تغني الوحدك اغنياتنه
احچي الكل البلابل شوگنه
واذكر اغصان الي فَـيـّت فوگنه
واسگي من دمعك عشگ ورداتنه
سأتبعُ الحقيقةَ ، صوتَها ، وظُلّها ، بنيها وبناتَها، وأقفُ فارعةً مثل تأشيرةِ شعرٍ إلى جنّةِ “رابعة”
وأنتَ ستحملُ فأسَ خيباتكَ، وتحرثُ وجوهَ أكاذيبكَ
“عاديٌّ جدًّا” حينها عندما نلتقي في باحةِ اللهِ ، سأسألكَ: بأيِّ ذنبٍ مسحتَ تواريخي؟
ذكرى لعيبي
هذا النص لعوب.
لا يمكن ان ينتمي لأي مدرسة من الفنون المعروفة سوى الكتابة.
حتى للمفردات من قاموس الفصحى و العامية.
انها تجربة بدأت بالتعرف إليها عند فؤاد التكرلي و لكن وصلت لذروتها عند سعيد الكفراوي و يوسف القعيد.
دكتور صالح يسعد صباحك بالخيرات
“لا يمكن ان ينتمي لأي مدرسة من الفنون المعروفة سوى الكتابة.” / لهذا اسميتها : نصوص خارج السرب
عندما أكتب لا أنظر للصنف ولا للمسميات أو الأسماء ، أكتب ما تريد أن تبح به ” ذكرى” قد تكون جمرة كلمة ، وقد تكون ندى كلمة
الكبير سعيد الكفراوي ، قال في لقاء له : “نحن لا نكتب، الحياة تعلمنا كيف نكتب، كما يقول أحد الأدباء، نكتب مستعينين بالخبرة وليس بالواقع، ونحن لا ننقل الواقع، بل يمر من خلال مخيلتنا ليكون فناً”
نعم الحياة تعلمنا كيف نكتب
شكراً لحضورك الكريم دكتور
احترامي واعتزازي