تقدمة لا بد منها:
هذه زفرة وقتَ قيلولةٍ من وحي (دعوة لمقاطعة “نتفلكس”بسبب فيلم “كيوتيز”) , وأراني متعلماً وما أنا ببذيئِ حرفٍ, وأبنَ حسبٍ وما كنتُ ثقيلَ طرفٍ, رُبَما هي زفرةٌ تفلَّتَت ففَلَتت من كيسِ خلجاتٍ لي أصابها الخرف؟ فأراني أطلبُ العذر فيما هو آتٍ من غليظٍ كَلمٍ على غير عُرف, رغم أني أمقت كل عذرٍ وأبغض كلَّ معتَذِرٍ وما حواه من صرف. الإعتذارُ عيبٌ إن قلَّ أو إن كَثُرَ وما هو بترف.
كم هي مستهجنة الدعواتُ لمقاطعةٍ عربية, بين حين وآخر لسلعةٍ أجنبية, وسواءٌ عليها أكانت غربية باريسية أم شرقية صينية, وقد يعلمون ألّا وجود لبضاعةٍ غيرهما في أرجاء البرية . أشعر- وهو شعور خاص بي- انها دعوات أشبه بدعوةِ جرذِ مسكني المتصدرِ للقضية, يومَ أن وقفَ خطيباً في عشيرته تغشاهُ الحميّة, لمّا قتلتُ صهرَهُ-بَعلَ أختِهِ اللعوب البغيّة, وسحقتُ بأيمن مداسي على رأسه الفتيّة, بعد ان هبط مداسي الأيسر على ذيله, فما عاد له من سبل هرب جلية, فإذ بهذا الجرذ الخطيب المتنطعِ ذي الحميّة, واقف على إطارِ سيارتي المستهلك خلف داري البهية , وإذ هو يخطب بشموخٍ في قبيلتِهِ المتكدرة وجوهها الغبية, تحت لطمِ ونياحةِ أختهِ المومسِ البغية , و من كدرةِ و قذارة مياه المجاري لمنزلي ومنزل جاري الخلفية :
[ إستفيقوا أيها الجرذ النجب, فقد طما الخطب حتى غاصت الركب, قاطعوا كل ماينزل الينا من طعم هذه الدار الظالم أهلها الصخب. ألا قبح الله مالكَ الدار الوسخ الحقير المجرم الغضب , ماوجدنا عنده الا الظلم والقهر والنصب , فتارة يحرقنا بنفطٍ بلا داع ولا سبب, وتارة يغرقنا بسموم دون إنذارٍ و لاعتب, وتارة يسرقنا بمصائدَ كأننا لها الحطب, وأخرى يخرقنا قذفاً بما في يديه من أنعلٍ أو كتب, ناهيك حين يفرق ظهورنا بعصاه الخيزران اللاسع التبب, بل ماسلم من ظلمه حتى ضيفنا وشقيقنا جرذ الشام الصفيف الشعر كأنه شهب, ولا جرذ اليمن نحيف الوجه ذو قاتٍ وذو نُدب, ولا جرذ السودان عفيف النفس ذو لغو و ذو جلب ولا جرذ ليبيا ثقيــــ ..]. وتوقف الجرذ الخطيب عن الكلام ليكفكفَ بطرف ذيله بأنَفَةٍ وكبرياء دمعات في عينيه صبب, فهو يزعم أنه العظيم فيهم والمتمرس الصعب, وإن هو إلّا منافقٌ أسس الطاعون والجرب.
واه! أجرذي يقاطع مخلفاتي؟ كيف ذاك!
“ويُسمعني جرذي حـينَ يقاطعني ,كلماتٍ ليست كالكلمات, يشمخ خلف داري, ليزرع في عشيرته الآهات. والماءُ الأسـودُ في جفنيه, يتساقـطُ زخاتٍ زخات ( أفللجرذ جفون؟). يحملـهم لمقاطعةٍ جرذيّةٍ لمجاريِّ وحتى الشُـرفـات, وأنا كالعملاقِ بين يـديهِ, أسخر من تلك الحملات. يحمـلُ سبعـةَ عنباتٍ بيديـهِ وحُزمـةَ كرّاث وتَمرات.يهددني حربـاً..يهـددني! وهو أحولٌ لا يجيد حتى النظرات. يخـبرني أني قاتلـهُ ومنبع كل الآهات, وبأنـي لغزٌ, وبأني أحقرُ ما شاهدَ من لوحات. يروي أشيـاءَ تدوخـني تنسيني المنطق والحرمات. كلماتٍ تقلـبُ تاريخي, تجعلني قرصاناً في لحظـات. يبني لِبَنِيهِ وأهله قصـراً من وهـمٍ, لايسكنُ فيهِ سوى لحظات.
وأعودُ.. أعودُ لطـاولـتي, فلا شيءَ معه.. إلا كلمات” وعذرا يا قباني.
كانت تلك زفرةٌ تفلّتت سريعا على قرطاسي, وإنا أجاهد لقيلولة في فسطاسي, إثر لمحة لتغريدة في تويتر: هو حسابٌ أفرغ فيه وسواسي وأهرع إليه هرباً من خناسي. زفرةٌ إثر دعوة تدعو لمقاطعة “نتفلكس” بسبب فيلم “كيوتيز” مثير للجدل لكنه فيلم حلوٌ و(فنتاسي). هي دعوة تُحفزُك لمشاهدته ولو كنت عنه غافلا أو مُتَناسي .
والحقَّ الحقَّ أقول: إنّ المقاطعة الحقَّ كي تسترد الأمة كرامتها, لا تكمن إلّا في أمر واحد فقط و لاغيره مطلقا :
( أن نعودَ لرجولتنا وجذور أنَفَتِنا الأولى, وتلك تبدأُ من مقاطعة ضَحِكنا الرخيصِ لطُرفةِ مسؤولِنا الحكوميّ العويص, أو رب عملٍ أهليّ لكسب رزق منه بلا تنقيص. لا نقهقه حتى وإن كانت طرفته قوية وجزلة بتلخيص, لن نضحك لها كما يضحك الضفدع والنسناسِ.
رُفِعَتِ الاحلامُ وخَفَّتِ النُطُفُ , فما عادت ثقيلة أصيلة بل لا شغل لها إثرَ كلِّ نائبةٍ إلّا ضرب أخماس بأسداسِ. وعذراً فها أنا ذا ألمح الآن جرذي (الخطيب) ينظر الي بتذللٍّ من طرفٍ خفيّ حال كتابتي هذه الزفرة! حاقدٌ عليَّ هوَ , رغمَ أنه يمضغ خيارة طرشيٍّ مخلل وَصَلَتْهُ من مجاري منزلي, سأختم مقالتي لأهجمَ عليه في مطاردة مميتة تتبعها دعوةٌ منه في قومه لمقاطعةٍ جديدةٍ ساذجةٍ مقيتة ,مستصرخاً: ” ليقاطع كلُّ جرذٍ منّا بخيارة خيااااررررايه وحدة, اللي عاوز يقاطع بخيارة خيااارررراية ثانية, يقاطع لوحده ).ولكن:
لا خيارَ له إلّا خياراتي المخللة .
مقاطعة!
أَوَجرذٌ ويقاطع!
بغداد- بقلم علي الجنابي
إمتناني لمنتدى”الناقد العراقي” الراقي ..
وكلُّ ما هو عراقي شهمٌ نبيل خلّاق وراقي..
فشمالهُ عبقٌ و أوسطهُ ألقٌ وجنوبهُ هو التراقي..
وينصتُ الآخرون بشغف إن .. صهلَ المهر العراقي..
ويندرسُ إرثَ القرى نًسيّاً وإرثُ ماعند العراقي باقي..
شهيقي هو إذ أتنسمُ ورفيقي هو إذ أتبسمُ و إشراقي ..
أنا لا أطيق فراق دجلةَ في العراق ولا هي تطيق فراقي..
دثاري هو: كل العراق في حلّي,وهو في ترحالي هو براقي..
فقرطاسُهُ راقي: مَسَلَّةٌ , وقرطاسُ غيره أدنى أو ما هو براقِ..
في خافقي غُصةٌ , وفيه الآسى مُستَعِرٌ بغضبٍ و بإستغراقي..
من غثاء في السواقي وغوغاء فيه و ضوضاء و من رعاع سُرّاقِ..
ستزولُ جرثومة السواقي,فما كان عُمُر الجراثيمِ إلّا هنيهةٌ ياعراقي..
وستنهمرُ مقلُ العيونِ بدمعٍ بهيٍّ , وفيٍّ , ونقيٍّ نديٍّ ,وباسمٍ رقراقِ,.
فسلامٌ على القرنة فأربيل, وبعقوبة فطريبيل,وسلامٌ على كل عراقي..
معذرة:
خطأ غير مقصود وحيث لم تك المفردة بدأً معطوفة بل كانت متصلة بالضمير
( بإستغراقِ ) وليس (بإستغراقي)