شيء كحلم لا مرئي النوايا، لعبة خشبية ماتريوشكا ساكنة تحمل الف سؤال وسؤال، كشاهدة قبر جرداء عند واد غير ذي زروع، هناك حيث ذاك الحقل ينادي، من فوهة زمن انقضى منذ ازل بعيد، نداءات قصية تنفخ في انبوب معدني عتيق، كما الريح تزمر في مزمار راع حزين، ملايين اللحظات المتلاشية، الحقب والاشياء الساكنة المفعمة بالضجيج، لغة مبهمة لا يدركها إلا قلب مدرك، تنتظر منذ الازل ان تتلاشى عدما مطلقا مروعا، هناك صورة لأبي وهو يحمل معوله اللامع، ثمة معزقة صدأة تنشج بعده الوجع والفراغ، شجيرات الرمان ها هناك تغني تتمايل تشجو ليعود الصدى يتسع في فضاء الحقول الخرساء،في اخر القرية المجاورة العجوز، تنادي منذ عهود لحظات الصبا ان نعود، إلى اللاعودة، وهل من عودة بعد الذبول، هل من مغفرة بعد لأي عجول!
بقلم : منى شكور