البحث في الذات الإلهية /هل الله يحد بمفهوم أو تستوعبه ماهية ؟
في الرد على بعض الأقوال الخاوية والجماجم الفارغة
تصدير :
والحق لا يصير حقا بكثرة معتقديه ولا يستحيل باطلا بقلة منتحليه”(التوحيدي)
ما حد العقل ؟
لطالما نادينا بضرورة تحرير العقل لتحقيق إنسانية الإنسان
لاسيما أن العقل هو الفيصل بين الذات البشرية والذات الحيوانية. .
إذن العقل هو الميزان الذي نقيس به كل ما يطرح علينا من مفاهيم وغيرها ..
ومثال ذلك مفهوم الحق ..
هل مافيه الناس من السيرة وماهم عليه من الاعتقاد حق كله
أو أكثره حق كله أو كله باطل أو أكثره؟
سؤال طرحه الفيلسوف العربي التوحيدي منذ أحقاب
ولم يتوقف هذا الطرح إلى اليوم ..
وكأن الزمن لم يتحرك. .بل ثابت لا يزول ..
والركح واحد ..والشخوص تتغير ..
المسألة هائلة. .والجواب صعب ..
لكن “ركية العلم لا تنزح وإن اختلفت عليها الدلاء وكثر على حافاتها الواردة ”
وبين الحق والباطل خيط رفيع ..متى تمزق تمازج الحق بالباطل فكان الظلم ظلمات واندثرت كل القيم ..
ولا يتمزق الخيط إلا إذا تجاذبه طرفان على طريقة الهمج والرعاع. .
من الذين أسقطوا العقل فسقط عنهم القناع ..
وما أكثرهم في زمننا ..وما أشد فسقهم..
وأما المثال الثاني
هل الذات الإلهية تحد بمفهوم وتسيج بتعريف ؟
يصعب ضبط الأمر بالاستناد إلى العقل ..فالعقل عاجز بطبعه أمام جملة من الظواهر الميتافيزقية ..
ولا ينجح إلا أمام الأمور المحسوسة المعلقنة
كقولنا في معادلة رياضية
1+1=2
وأحيانا تلك المعادلة تنقلب بفعل الفلسفة والبحث وراء الماهية ..وهذا أمر آخر. .
لذلك نحتاج لإدراك الذات الإلهية إلى الروح والقلب معا
والعقل يقف نصيرا لهما فحسب. .ويخر ساجدا ..
وبناء على هذه المعادلة نقول
إن الله مطلق ..لا يحد ..لا يقبل القياس ..لا يقبل التعريف
الله هو هذا الكل الممتد المتفرع..السابح ..المطلق ..
فلا يحد لا بزمان..ولا بمكان ..ولا بتعريف ..
الله كامن في قلب كل مخلوق ..يراه كما يتراءى له
يشعر به ..يحس بكل نبض فيه ..
لكن لا يمكن أن يمسك به في تعريف واحد
لذلك كل قول يحاول تعريف الله هو قول مردود على أصحابه. .
وأن نقول تبا لهذا الزمان..أو لهذا الدهر
فلا يعني أننا ننال من الذات الإلهية
لأن الله واحد ..والزمان متعدد ..الأمس. .الآن. .الغد
زمانهم وزماننا..وكل تلك الأمور المحددة
الله واحد في كل الأزمنة. .وفي كل الأمكنة
إذن العقل ميزان ..والقلب سكينة ..وفيه تتنزل لحظة الإيمان كقطرة الندى في مقل الفجر. .
وبناء عليه يكون التوقف والتأمل والتدقيق
أمام الظواهر قبل القبول بها ..ولا نعني بالقبول التسليم. ._فنحن نمقت ثقافة التسليم.._
وإنما المقصود أن نتقبلها كظواهر موجودة لها كيانها المستقل. .
وعلينا أن نتعايش معها في سلام ..
أيها الإنسان
إن كل مختلف عنك بالضرورة موجود ..ولا ينفي وجودك ..وليس بالضرورة أن يكون عدوك ..
ويكفيك أن تتأمل تلك السماء لتعرف أنها تستوعب الجميع
ويكفيك أن تسأل ذاك القمر لتعرف كم خبأ في جوفه من أسرار ومناجاة العشاق والغرباء والشعراء ..وكل من وقف في رحابه وسكب في جوفه أوجاعه
ولم يتألم يوما ..ولم يقرر يوما أن يحجب عنا ذاك النور الذي يروي الأرض ضياء…!!
أقول وفي النفس أكثر من آهة إذا أطلقتها تسعى أحرقت هذا الكون ..
إلهي أنت ربي ..بك أحيا. .وبك أدرك. .وبك أرى
النور بين جوانحي فلن أخشى ابدا من الظلماء
كل صكوك الغفران أحرقتها…وليس بيني وبين الله حجاب ولا واسطة ..
ترى ماذا ستكون التهمة القادمة التي سأرمى بها زورا وبهتانا وكذبا ….
والله هو الحسيب الرقيب ..وما بقي نقيق ضفادع أثقلها الأنين. .فباتت تنتحب..
نسأل الله السلامة للجميع
دعوا الخلق للخالق. .
أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك
وحسبي الله
الناقدة والأستاذة الباحثة سامية البحري
سامية البحري: في رحاب الفلسفة
تعليقات الفيسبوك