” كنا نرى في عينيه عجزه عن انقاذنا..ورغم ذلك بقينا نحكي له” ،
هكذا نلج المجموعة القصصية الأولى للكاتبة شيماء الوطني، ثم نجوس في العناوين: عائلة على الجدار،المزيد من الوحوش،لا أنام،اللوحة الناقصة،نقطة، سراب زائف،كيس الرمل،الطفل الذي يلاحقني،رهينة،كرة القلج التي سحقتني،خرقة بالية،كسرت القالب ولكن،حين غادرتني روحي،وجه القط،ضباب الجسر، ماعدت أعرفني، أهرب من ظله ورأيت فشلي في عيونهم.
وحين نبدأ في القراءة، نشعر أن هناك خيطا رفيعا يمسك بتلابيب القصص، ولكن مهلا، يعوزنا الصبر حتى تكتمل الصورة،
في نهاية الكتاب نقرأ التالي تحت عنوان ملاحظة : ” بعد تفتيش العيادة، وجدت الورقة المعنونة ب ( رأيت فشلي في عيونهم) .. والمكتوبة بخط يتطابق مع خط الطبيب النفسي”.
يتبين أن كل القصص كانت لمجموعة مختارة من ذوي الأمراض النفسية، يحكون هلوساتهم لذات الطبيب في عيادته، وكل هذه الحكايات إنما أخذت من ملفاتهم، الرابط الذي يجمعهم أيضا أنهم أقدموا على الانتحار بطرق مختلفة، وطبيبهم أيضا اقدم على الانتحار قبل أسبوع.
نجحت الكاتبة في سبر الأغوار النفسية لأبطال القصص، حتى يخيل لنا أننا صادفنا هذه النماذج في حياتنا.
المجموعة تميزت باسلوبها الجميل وكذلك لغتها، والأجمل أنها سلطت الضوء على تلك الفئة من البشر، مبتلاة في كثير من الأحيان بأمراض نفسية قهرية،تحيل حياتها إلى جحيم.