الرائي في شمال الأفق
يحدق في المدار
هذا العابر من فضاء إلى فضاء
وحده ينادى
من مسقط رأسه
وحتى نوافذ الأسوار
يدهش مرة بين ليل ونهار
ويمشي مرة بين حلم وانتظار
انه صوت يصيح في الأسفار ،
بدأ من نشوة المدينة الفاضلة *
في طريقه إلى أمام
قاس حجم الأيام
وضمد بأوتار
تضاف إلى صفحات الكلام
قال لنا في امتداده
وقال في كلماته
ما يقال وما لا يقال
فقد عرف أن الزمن مهدد
وان للزمن مذاق له رغبة
وعرف دوما
أن يكون مرة بعد أخرى
رائيا إلى ما لا نهاية
بأصداء ليس لها من بديل ،
هو المثال
شاعر باهر
سارد ماهر
ناقد ظافر
كاتب شاهر
تابع أشجاره في مسلة الكتابات
وما هو إلا حلقة جميلة
تطرح حكمتها في نهاره
ولا يكررها غيره ،
فاضل العزاوي
عزف على الشعر
وعلى السرد
وأرق النقد
ولم يكمل بعد
فقد أفصح عما يقال
وما يحدث المعنى
بمسارات أسمى
هو وحده فتح الباب
وحفر ما يمكن أن يحفره
بدليل وجواب
وبتطلع لا يتجاهل طرقاته
هو بذاته
تحت الشمس
يثري إلى آخر الأفق
ويكتشف
يا فاضل
مثلما ناديت
ما تزال امتدادا
أنت معنا في هذا المكان
وإلى كل مكان
صرخة بكل بهائها
نحو الإنسان
ولا شيء غير هذا الفيض
مرة أخرى
يا فاضل سلاما
بعمود السلام .
* المدينة الفاضلة كركوك