كنت ألوّح لها بكفِّ الرّيح، وهي تنأى،وتلوّحُ لي بشالها المضرّج بقُبلاتي، تبتسمُ للرِّيح، وأبتسم لغيمةِ القصيدة المهاجرة، كنتُ أمسكُ يدَها وهي ترتجّفُ، وتشهق كالطفل ،وتقول ،أحبكَ، وتتلّعثمُ بفمِها الحروف،أح..ب ..ك ،ألم يكنْ بمقدوركَ أيّها القمرُ الجميلُ، أنْ تؤجّلَ الرحّيلا قليلا..لأستمتعَ بإطلالتها وضوئها وسحرها،دع نجماتها التي تُولوّل خلفها حائرةً ، ودَع السماءَ مضيئةً بنورها وحدها، وأترك لقلبي النحّيب، وعينيّ الدموع، وروحي الأسى، وحرفي البُّكا، فلاتأفل أبداً، فمازال هناك متسعٌ من الوقتِ، لكي نلملمَ ما تساقط من ذنوبنا، ونقتفي إثرَدمعةٍ تغوصُ في سرابِها ،أمس سألتُ عليكِ البحرَ،ولم أجدك معهُ،لقد تركتِ الشالَ الأحمرَعندهُ ورحلّتِ،فأينَ أودعُ أحزاني ، والساعةُ ثانيةٌ بعد منتصفِ الُعمرإلا أنتِ،ها أنا أشيلُ على كتَفِي جبالَ الحزنِ وأصعدُ جُلجلتَكِ الأولى،تسبقُني اليماماتُ إليكِ،وتشردُّنُي نجمةُ المَطر،أحملُ فأسَ التيّهِ،لأحفرَ قَبراً لأخطائي الجميلة،وأُسرجُ لها على صهوةِ الريِّح قبلاتي،قبلاتي التي ضلّتْ ،الطريق الى شفتيّها، وظلّتْ تؤاخيني جبال الأسى، حتى ماتَ الدليلُ،وعُدّتُ أحملُ راية الهزيمة بيد ّين مرتجفتين، وقلبٍ حزينٍ ،وألوّحُ بها للرّيح،ولكنْ لا أحد يرى البحرَ، سوى الموجة التائهة…
عبد الجبار الجبوري: على صهوةِ الرِّيح أسرجُ لها قُبلاتي
تعليقات الفيسبوك