أعلنت عليك الحب
سامية البحري

في سكون الليل
تستفيق كل الجراح …
دفعة واحدة ….لتتلو أوجاعها..!!

وحدها تلك القصائد المقدسة التي عشقت دربي وعشقتها
تتقن مراودة الممنوع
تضميد الجراح
العزف على وريد الروح
والتوغل في الأنسجة
تخيط لي رداء من الألق والسمو
أرتديه في حفل تنصيب قلمي معشوقي الأكبر

أشتاقه……
فيرسل بآهة ترتق ما بين الأرض والسماء …
وأحن إلى خطاه تسري على الورق
تغسل الروح… فالقلب… فالكبد ..
وتلك العيون إن جادت تجود كما السماء إذا جادت على أراض ضماء …!!

بعض الجروح لا تلتئم ..!!
تزداد اتساعا كلما لمستها
تسألني مرآتي :
لماذا لا يتوقف المكلوم عن ملامسة الجرح ؟؟
ترتق الحيرة بالحيرة
لماذا يراوده اقتلاع تلك الطبقة الأولى التي تحيط بالجرح وهو يلملم شظاياه ؟

طيف في عمق المرآة يهمس :
لينزف من جديد ….
هكذا ابن آدم . .يحب مراودة الألم
تعلم فلسفة الكلاب يا بن آدم
هكذا حدثتني “أغاثا كريستي ”
“الكلاب حكيمة ..تزحف إلى ركن هادئ وتلعق جراحها ولا تنضم إلى العالم مجددا إلا عندما تستعيد كامل عافيتها ”

للكلاب فلسفة وجودية تجري في طبعها الغرائزي..!!
وتدور تلك النفس الأمارة بالحب
فتثور…
تتلو بنود دستورها دفعة واحدة
وهل نقوى على هذه الفلسفة ؟
هذه الفلسفة تكسرنا..
نحن نقبض على الجرح وتقاتل للحظة الأخيرة
لا وقت معنا للانزواء في ركن عقيم ..
وذاك القدر……
ينتظرنا بكل عتاده
في المنعطفات الكبرى …

سنمضي …..
سنمضي …..
وبين الضلوع منبع عميق
وخفقة لا تهدأ
ورعشة تغازل النور
وخرير أبدي لا يأفل
وحده قلمي يدرك كل ما يجري في غرف القلب المضيئة ……..!!

أيها المريد ….
لا تفعل بنفسك ما يمكن أن يفعله عدو..
كن أنت أنت ..
ولا تكن سواك..

يا قلبي المدجج بالعشق
لا تعلن الحرب مهما تهاطلت عليك الرماح المسمومة
بل اعلن الحب على هذا العالم الموبوء

بالحب فقط نلملم ما تبقى من ذكرى الإنسان. ………. !!
سامية البحري

تعليقات الفيسبوك

شاهد أيضاً

| كريم عبدالله : كلّما ناديتكِ تجرّحتْ حنجرتي.

مُذ أول هجرة إليكِ وأنا أفقدُ دموعي زخّةً إثرَ زخّة أيتُها القصيدة الخديجة الباهتة المشاعر …

| آمال عوّاد رضوان : حَنَان تُلَمِّعُ الْأَحْذِيَة؟.

     مَا أَنْ أَبْصَرَتْ عَيْنَاهَا الْيَقِظَتَانِ سَوَادَ حِذَائِهِ اللَّامِعِ، حَتَّى غَمَرَتْهَا مَوْجَةُ ذِكْرَيَاتٍ هَادِرَة، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *