عامر هشام الصفار: بروستات

السيد معن في بدايات الستين من عمره ولكنه ينظر لنفسه وكأنه شاب في الثلاثين…تراه يمارس رياضته المفضلة.. المشي السريع لأربعمرات في الأسبوع.. ولو أنه تمهل هذا اليوم وهو يمشي في شارع كرومويل في وسط لندن حتى وصل الى نهايته.. فقرر أن يعرج على أسواقهارودز الفخمة. علم أن المالك الجديد للأسواق قد زيّنها بمعارض جديدة وأتى ببضاعة من الصين والهند وباريس وفرانكفورت مما يستحقالنظر أليه والفرجة.. مجرد النظر..”سوف لا أشتري أية هدية لزوجتي هذه المرة.. بل لن أقول لها أني في هارودز” هكذا ردّد مع نفسه. عندمدخل هارودز توقع أن يجد ذلك التمثال الفرعوني الذي يزيد عن حجم الفرعون الطبيعي والذي كان يغطي رأسه بتاج مذهّب… لكنه لم يجدههذه المرة.. ولم يجد العلم البريطاني فوق بناية هارودز.. لقد تغيّر كل شيء…ردّد مع نفسه.. نظر معن في الوجوه الباسمة.. وهناك رأى فتاةموديل شابة وهي تلبس الهندام القصير وتطلب من المارة ألتقاط صورة لها بموبايلها الذي ألبسته غلافاً أحمرا…أبتعد قليلاً عن المشهد فهو لايعرف أن يلتقط الصور بالموبايل على أية حال. في تلك اللحظة صار عنده أحساس بأن مثانته قد أمتلأت.. ولكنه في أسواق هارودز.. تذكّرَطبيبه الذي قال له أن البروستات عنده قد تتهيّج أكثر في حالة أنحباس الأدرار..ولكنه في هارودز فلماذا سينحبس الأدرار؟!..راح يسأل شاباًأسمرا، طويل القامة عابس الوجه من الذين يرتدون ملابس خاصة بحراس أسواق هارودز عن مكان الحمّام… أشار عليه الحارس أن يعودالى الوراء قليلاً ثم ينزل سلّما على يسار ممر طويل .. نعم ممر طويل.. سأل حارساً آخر عن الحمّام عند نهاية الممر… وسأل آخر حتىأهتدى الى حمّام هارودز أخيرا… المثانة بدأت تصرخ .. يدخل الحمّام .. سيستجيب لمثانته.. في هذه اللحظة يدخل الحارس أياه الحمّامأيضا.. ومعه جهاز اللاسلكي الصغير… وسماعة سوداء صغيرة في أذنه مع عدة الحراسة الأخرى..فأنقبضت مثانة السيد معن.. وحبسأنفاسه الرجل .. وتعرّق.. وتألم وندب حظ بروستاته العاثر… فترك الحمّام مسرعاً وهو يردد: أتركوني وشأني يا حراس المراحيض…!.

تعليقات الفيسبوك

شاهد أيضاً

| محمد الدرقاوي : كنت أفر من أبي .

 هي  لا تعرف لها  أبا ولا أما ،فمذ رأت النور وهي  لا تجد أمامها  غيرهذا …

حــصــــرياً بـمـوقـعــنــــا
| كريم عبدالله : وحقّك ما مسَّ قلبي عشقٌ كعشقك .

كلَّ أبواب الحبِّ مغلّقة تتزينُ بظلامها تُفضي إلى السراب إلّا باب عشقك مفتوحٌ يقودني إلى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *