إشارة:
يسرّ أسرة موقع “الناقد العراقي” أن تقدّم لقرّائها الأعزاء هذا الملف الأسبوعي الثر عن الشاعر العراقي المبدع “سعد جاسم” المجبول إنسانا وشعرا من طين فرات الديوانية السومري العراقي الحرّ.. كائن من شعر وموسيقى حمل هموم وطنه في المنافي وجسّد واكتوى بقيامته عبر الكلمة الملتهبة الصادقة الخلاقة. تدعو أسرة الموقع أحباءها القرّاء والكتّاب إلى إغناء الملف بما يتوفر لديهم من مقالات وصور ووثائق. وعلى عادة الموقع سوف يكون الملف مفتوحاً من الناحية الزمنية لأن الإبداع الحقيقي لا يحدّه زمن. تحية للشاعر المبدع “سعد جاسم” .
أسرة موقع الناقد العراقي
إنطلاقاً من يقين نوراني له جوهره ومعناه العميق بجدوى
الشعر في عالمنا الطاعن بالخراب والدم والالم والأَوبئة؛ فانني أَعتقد ان الشعراء وأَعني: الشعراء الحقيقيين هم ضروريون حقاً
في هذا العالم وفي هذا الوجود ؛ لأنهم اكثر انتباهاً من الاخرين للظل الذي لاينتهي” ”
والشعر الحقيقي والسامي ليس في الصميم ؛ الا هذا وليس له من مسعى سوى الابقاء على ” الطرق الكبيرة”
التي تقود مما نراه الى مانراه ” مفتوحة” ؛ حسبَ تعبير
” موريس ماترلنك ”
وهكذا نجدُ لدى الشعراء الحقيقيين في ازمنة البأساء والضراء بيتاً هنا … وبيتاً هناك …وسط احداث متواضعة او دامية من ايامنا العادية او ايامنا الملتهبة …وهذا البيت
ينفتح ؛ فجأةً ؛ على شئ عظيم .
وفيما يعنيني شخصياً ؛ فقد ايقنتُ ومنذ بدايات هوسي وولعي
بالشعر ؛ ايقنت بمقولات ومفاهيم اصبحت بالنسبة لي قناديل هداية في ليل العالم وسخامه الثقيل .
ومن هذه المقولات ؛ قولة هولدرين الفذة ” مايبقى يؤسسه
الشعراء ” ومقولة ” هنري ميللر ” : ( في الشاعر تتخفى
ينابيع الفعل ) ولذا فأنا اسعى واشتغل على ان أُفجّر ينبوع
الفعل الشعري الذي يمور في ذاتي ويتفجر قصائد ونصوصاً
احرص ان يكون لها وقعها وأثرها في ذات المتلقي التوّاق
الى قراءتها وتمثّلها ويشعر من خلالها بقوة وجوده وضرورته هو الاخر في هذا الوجود الشائك .
ولااتوانى عن القول بأنني اشعر ان متلقين كثيرين يرون
ويشعرون بأننا نحن الشعراء كائنات ضرورية حقاً
في أزمنة البأساء والضراء ؛ لاننا نعمل من اجل ان ننحت في اعماق الحياة , وان نفتح ابواب العالم الاخر ؛ وبالقرب من هذه الابواب , نرى نحنُ ويرى الاخرون
وقرب هذه الابواب نحبُّ نحن ويحبُّ الاخرون .
ونبقى نحلم جميعاً مع “هولدرين” بتأسيس مايبقى
ولكن السؤال هو :
هل ثمّةَ ماسيبقى ؟
ربما …!!!
نحنُ ننزفُ …إذن نحنُ موجودون
ونحن ضروريون
( أَنا أَنزفُ في الكلامِ
أَنا أَنزفُ في الوجودِ
ومامقامي
في المنافي
إلا :
كمقامِ صالحٍ في ثمودِ )*
* مقطع من نصي ” رقيم الشهوات الأولى “