خلال ثلاث ايام متتالية جرى الاحتفال بمهرجان الشعر الثالث في مدينة يونشوبنك السويدية. شارك في المهرجان لفيف من الشعراء من دول عدة. جاء من دول أمريكا اللاتينية واوربا والشرق الأوسط بالإضافة الى السويد. المهرجان السنوي يديرها الشاعر فيكتور روخا والسيده انيت هوكلوند. وكنت قد كتبت على صفحات موقع ايلاف تقريرا مفصلا عن المهرجان السنة الماضية. هذا العام وفي ظل تفشي وباء “فيروس كونفيد١٩ ” لم يتسنى لجمهور كبير حضور أيام المؤتمر وجرى العديد من الفعاليات عبر الانترنت ووسائل التوصل الاجتماعي.
كنت قد خططت مسبقا للقاء صديقي الاديب علي عبد العال لنلتقي في المكتبة المركزية في مركز المدينة لحضور افتتاح المهرجان الثالث للشعر. كان اول من التقينا بها ونحن جالسون في البهو ونحن بانتظار فتح أبواب المسرح لافتتاح أيام المهرجان، أقول التقينا بها وبسمتها تملأ المكان بعبير الامل والمحبة. انها الشاعرة مرام المصري من مواليد اللاذقية ١٩٦٢، سورية والمقيمة في باريس والتي هاجرت اليها عام ١٩٨٢، تكتب الشعر بالإضافة الى العربية بالفرنسية كذلك. التقيت بها على امل اجراء حوار مطولا معها في المستقبل.
ا
الشاعرة مرام المصري
تغنت مرام على المسرح وبصوت حزين :
سلمى
(ذات التسع سنين)
لماذا لا تذهبين الى الطبيب
لترجينه كي يعيد بسمتك
يا أماه
بسمتك الجميلة

ثم القت الشاعرة الرومانية المقيمة في اسبانيا كورينا اوبروا شعرا باللغة الرومانية والاسبانية.
محاكاة
اكتب قصائد غير مرئية
ليقرئها الجميع
دون أن يرو ها
أكتبها
على المرآة
حين أشاهد نفسي
ممتطى غمامة
في الشباك ينفتح وينغلق
من نفسه
حين أقف أمامه
شارك الشاعر الكردي الشاب جگر الحلو وهو من اكراد سوريا كذلك في ايام المهرجان وهذه هي المشاركة الثانية.
الشاعر جگر الحلو
أحصنة النائمين بعينٍ مفتوحة
داخل الكوخ
حصان كهل بنظارته المتصدعة
جالس الى طاولة تتوسطها مزهرية الخواء الباهت
صهيل مكسور في لهب الموقد
المشتعل على هامش الصيف
حبة كستناء متفحمة تدحرجت من يد سنجاب النار
إلى جوار زجاجة النبيذ الفائحة بفراغها
كوخ غبش في أقاصي الحلم
كانه سكر الفجر يبدده نمل الصحو
…..
….
…من اهم مميزات هذا المهرجان هو زيارة الشعراء للمؤسسات الاجتماعية ك المستشفيات والسجون ودور الرعاية الاجتماعية والمدارس وأماكن أخرى كالساحات العامة وقراءة اشعارهم. هذه الصفة الاجتماعية والإنسانية تعطي ميزة إنسانية للمهرجان حيث لقاء الشاعر مع مجموعة من أبناء المجتمع من المحرومين من الفعاليات الأدبية والاجتماعية. هناك لقاء اخر بين الشعراء والجمهور في إحدى ساحات المدينة يتمكن الجمهور المحب للشعر صعود المسرح وقراءة اشعارهم او ترديد شعر لاحد الشعراء.
ومن ألمانيا شارك الشاعر الصديق توبياس بوركهارت بشعر يحمل مشاعر عميقة داعيا الملتقي للتفكير بكلمات يختارها دقة من لغة كوته.
فهو القائل:
كل ولادة يطيل بعمر الحلم
تحدث بشوق عن العراق وعن الشعراء العراقيين الذين التقى بهم في مدينة الحلة فيي زياراته الى العراق. تحدثنا وبعجالة عن تلك الأيام واصدقائنا المشترك.
كما شارك الشاعر السويدي المعروف بنت برك بقصائده قصيرة لا تخلو من روح الدعابة والتي تدعوا للتفكير والتأمل.
يوم جديد
ابدا بيوم جديد
فكر لبرهة بالعشق
اعرف بان للطريق نهاية
في نفس مكان بدايته
قف جنبا بجنب
بانتظار المطر
ابحث عن دائرة بين العشب
في المكان الذي كنا يوما
ضع يدك على قفاك
تلك البقة ينبغي حمايتها
فكر بالمحبة، تعرف
انه ستمطر قريبا
تتساقط في راح مبسوط
تم ترجمة الاشعار الى اللغة السويدية في حين القى الشعراء اشعارهم بلغاتهم الوطنية.
يبقى الشعر البوابة الأكبر للمشاعر الإنسانية ويبقى الشاعر رسولا يحمل للعالم تلك المشاعر ويخلدها بكلماته.