إشارة:
مثل قلّة لامعة من الروائيين العالميين كإرنست همنغواي وإريك ريمارك وغيرهما خطّ الروائي العراقي “سلام ابراهيم” نصوصه بدم التجربة الذاتية ولهيبها. وفي اتفاق مع إشارة خطيرة للباحث الأناسي العراقي البارع د. علاء جواد كاظم الذي اعتبر روايات وقصص سلام إبراهيم من مصادر الدراسة الأنثروبولوجية الناجعة في العراق نرى أن نصوص سلام يمكن أن تكون مفاتيح لدراسة الشخصية الوطنية مثلما استُخدمت نصوص ياسانوري كاواباتا لدراسة الشخصية اليابانية ونجيب محفوظ لدراسة الشخصية المصرية مثلا. الفن السردي لسلام ابراهيم هو من عيون السرد العربي الذي يجب الاحتفاء به من خلال الدراسة الأكاديمية والنقدية العميقة. تحية للروائي المبدع سلام ابراهيم.
أسرة موقع الناقد العراقي
في دعوة منتدى بغداد الثقافي والفني ببرلين 2-6- 8- 2018 أخبرني الأخ عصام الياسري رئيس المنتدى بوجود رفيقي القديم “يحيى علوان” في أول جلسة تعارف مع جمع من الأكاديمين العراقيين المتقاعدين أصغرهم بعمر 73 سنة، لم اتعرف عليه، وكان لدي فضول في معرفة أحواله. هو في واقع الأمر تحاشاني في تلك الجلسة، لكنني فضولي دفعني إليه فسلمتُ وسألته عن أحواله، فأخبرني بأنه تعرض إلى جلطة قبل ثمان أو أكثر حددت حياته كثيراً. ولم يذكر مقالتي وهي حلقة أولى عن علاقتي الثقافية بالحزب الشيوعي والتي نشرتها في موقع الحوار المتمدن مما أضطرني إلى سؤاله:
– قريت مقالتي التي ذكرتك بها.
فتحاشى الخوض في تفاصيلها، لكنه علق بجملة واحدة:
– مو وقتها يارفيق.. مو وقتها!.

وهذه الجملة بالذات عطلتّ في تاريخ الحزب الشيوعي العراقي أو قمعت أي مراجعة نقدية سواء في النشاط السياسي أو الأدبي أو حتى الأجتماعي والسلوكي، ولما كانت لدي مسافة من الأستقلال الفكري عن الحزب الشيوعي بأعتباري ماركسيا إنسانيا فقد تجاوزت هذه الجملة التي أعتبرها بقدر ما تبدو بسيطة لكنها خطيرة ومُعَطّلة، تجاوزتها من خلال نصوصي القصصية والروائية التي لم يستقبلها لا الوسط السياسي الشيوعي ولا الوسط الأدبي الحزبي بترحاب بالرغم أن غالبية شخوصها من الشيوعيين سواء الشهداء أو الأحياء ممن خضت معهم غمار تجربة 40 عاما من العيش في ظروف عمل سري ومعتقلات وكردستان وفي المنافي، وتحاشوا نشر مقالات حولها في صحافتهم ومجلاتهم بالرغم من نشر عشرات المقالات عنها في الصحف العربية والصحف العراقية.
لدي الكثير من الشهادات ذات الدلالات المهمة المتعلقة بالعلاقة الثقافية والسياسية والاجتماعية تلقي الضوء على طبيعة تعامل قيادات الحزب الشيوعي تاريخيا في هذه الجوانب، وتجيب على الكثير من الأسئلة المتعلقة بسبب تخلف وأنحسار هذا الحزب العريق جماهيريا وتحوله إلى مؤسسة ملحقة بحركات طائفية أرتكبت جرائم بحق عراقيين أبرياء في الأحتراب الأهلي 2005-2007، فالبارحة شاهدت لقاء مع سكرتير الحزب الجديد “رائد فهمي” بثته الحرة حاوره المقدم عن الوضع الراهن فشعرت بالخجل من طريقته وتفسيره وتبريرة وأدركت أي درك تدهور نحوه الحزب الشيوعي بقيادته الحالية وجعلني أعزم بجهد على تحرير تلك المواقف والشهادات.

لابد من الإشارة أن الرفيق القديم “يحيى علوان” بالرغم من ضيقه من المقال، كان يتعامل برقي وحضارة تأكد لي عند مراجعة مقالتي التي وجدها حادة وجارحة وعنيفة المفردات يجدها المتابع في صفحتي إذ أعدت نشرها، والتعليق الذي قاله هو من تكوين ثقافته الحزبية وهو أيضا يعترف ضمنا بالخطأ الذي أرتكبه.
سلام إبراهيم
30-8-2018
الصور بظهر فيها الرفيق يحيى علوان ألأولى في جلسة التعارف وجواره صاحب الكاسكيته المخرج السينمائي المعروف قيس الزبيدي، وفي الثانية في المحاضرة التي قدمتها في أمسية برلين