إشارة :
رحل المبدع الكبير “جليل القيسي” الرائد المجدّد والمحدث في فن القصة القصيرة وفن المسرح في العراق وهو في ذروة عطائه ونضج أدواته الفنية . ومع رحيله – وللأسف وكالعادة – أُسدل الستار على هذه التجربة الفنية التحديثية الهائلة. هذا الملف الذي تقدّمه أسرة موقع الناقد العراقي هو دعوة لإعادة دراسة تجربة الراحل الكبير الفذّة بصورة أكثر عمقاً وشمولاً. ندعو الأحبة الكتّاب والقرّاء إلى إثراء الملف بالدراسات والمقالات والوثائق والصور.
أسرة موقع الناقد العراقي
فراشات ملونة
أما مسرحية (فراشات ملونة) المنشورة عام 1977 في مجلة الاقلام، فأنها مستمدة من اغنية تركمانية، تتلخص ثيمتها بهذا المقطع: (ذات يوم أنا الآخر كان عندي ربيع زاهر… آه وهل يدوم الربيع؟).
وتدور حول زوجين طاعنين في السن، محمود في السبعين، وزوجته سلوى في الخامسة والستين، يعيشان لوحدهما، ولم ينجبا في حياتهما الزوجية، سوى طفلة واحدة، وبعد أن كبرت، تزوجت وسافرت مع زوجها الى البصرة، ومع بداية المسرحية يرن جرس الباب، وتتوجه اليه سلوى، وبعد أن تفتحه، يسلمها ساعي البريد برقية، فأذا هي من بنتها التي لم ترها منذ سنين، وتخبرهما فيها، بأنها وزوجها والصغير كرم سيكونوا عندهم في العاشر من ايار، اي نفس اليوم الذي وصلت البرقية، وعندما تخبر سلوى زوجها بهذا الخبر السار، وبفعل فرحتهما الغامرة، يستعيدان ذكرياتهما مع بعضهما، وتتحول لحظاتهما هذه الى سعادة حقيقية، وهما مرة يتحدثان عن انواع الزهور، ومرة اخرى عن طفولة ابنتهما، وثالثة عن اخلاص محمود وجديته في وظيفته عندما كان مديرا لاحدى المدارس، وفي هذه الاثناء تخطر بباله قنينة العرق التي اهداها له جاره القس في حارة الماس قبل عشر سنوات التي ما تزال في مكانها، وبعد ان يأخذ منها جرعة، يشعر بألم في أمعائه، فيعرف بأنه خطأ شرب محلول قاتل الحشرات وفي اللحظة التي تصل أبنته يموت، اذ يرن جرس الباب الخارجي مرات عديدة وصوتها يأتي بقوة! بابا.. بابا.. ماما..
يمتلك المؤلف حساً مرهفا وحالما ازاء الاشياء الجميلة، لذلك فهو يلتقط كل ماهو فريد ونادر منها ويوظفه في مسرحياته اذ قلما نجد عملا ادبيا او فنيا استطاع ان بتعامل مع زهور الحدائق بالحرفية التي تعامل معها القيسي في مسرحيته هذه، وذلك وفاءً للربيع من جهة ووفاءً للاغنية من جهة اخرى، من خلال عدم الخروج عن فحواها، ولكنه كان قاسيا في معالجته الدرامية لها، قاسيا لا على محمود لأنه لم ير ابنته، ولا على ابنته لانها لم تر والدها، ولا على سلوى لانها لم تسعد بقدوم ابنتها، وانما على القاريء الذي لم يتوقع هذه النهاية المفجعة.
صحيح ان مفردة الموت جاءت اكثر من مرة في الحوار الدائر بين الزوجين، كقول محمود: نعم.. وساوس.. ماذا لو مت من غير أن اراها:
وزوجته: ما هذا الضحك يا محمود، لقد رحت تكثر من الضحك مع نفسك هذه الايام..
الا انها لم تأت كعنصر مهم في الحدث، لدفع وحدات المسرحية وتفعيلها، وانما من خارج النص، وبدون أن تتوافر فيها شروط التفاعل مع بقية العناصر الموجودة داخل النص، اما مفردة (الخمر) لم تأت الا مرة واحدة على لسان محمود في بداية المسرحية، لا بمعناها كمادة كحولية، وانما إنتشاءً بفصل الربيع.
صوت محمود: انني مخمور بهذا الربيع الساحر. ماذا؟ هل وصلني كتاب جديد؟
واذا كانت مسرحية (شفاه حزينة) كثيرة الشبه بالمسرحية التي نحن الان بصددها، فأنها بدورها كثيرة الشبه بمسرحية (في عودة الابناء الذين يعودوا الى الوطن) مع فارق في نهايتهما، وان كان يؤدي نفس النتيجة، وهو عدم مجيء الابن في الثانية، ومجيء البنت في الاولى لموت الأب.
سوف لن أكون مبالغا اذا قلت، ان معظم مسرحيات جليل القيسي تتشابه مع بعضها تشابها كبيرا في اثارة عنصرين اثنين هما الانتظار والحلم، ومعالجتها معالجة سردية، اي قصصية، وغير درامية، ويغلب عليها الطابع المأساوي، وأحيانا الميلودرامي، كما في (الابناء الذين يعودوا الى الوطن) و (شفاه حزينة) و (غدا يجب ان ارحل) و (خريف مبكر) و (ربيع متأخر) و (غرقوا في رائحة الظلمة) و (ها نحن تعرى)
مرحبا أيتها الطمأنينة
والمسرحية التي نحن بصددها، وهي مسرحية (مرحبا ايتها الطمأنينة) التي يدور الحدث فيها عن سيدة في الثلاثين من من عمرها تركها زوجها لسبع سنوات خلت، وسافر الى لندن، بعد أن انجب منها طفلا.
يبدو من خلال غرفة الجلوس الصغيرة، وأثاثها القديم والمهمل وجدرانها المتسخة بلون التراب، ان اهمال هذه السيدة لدارها، جاء بفعل هجرة زوجها لها، واستلامها رسالة منه ينص فيها على أنه سوف يبقى الى الابد في لندن ويمنحها حرية التفكير بمصيرها واختيار الزواج إذا ارادت.
وكما حصل في (فراشات ملونة) يرن جرس الباب وتخرج السيدة واسمها (ساهرة) فاذا بها تفاجيء بساعي البريد وهو يسلمها مظرفا فيه برقية من زوجها، تنص على انه سيصل كركوك في العاشر من الشهر الجاري.
ففي (فراشات ملونة) كانت البرقية من ابنة سلوى ومحمود (جميلة) وفي هذه المسرحية من زوجها (فوزي) ويضمان نفس الخبر، ويتركان نفس الاثر، وهي مثلهما تطير من السعادة، وتبدأ بمناجاة زوجها، وتقوم بحركات صامتة لا إرادية، وتحتويها نشوة، وتدور من شدة فرحها، حول نفسها، وتلقي نظرة طويلة الى جسدها الرشيق والى وجهها، وتغني اغاني ام كلثوم، وتهتف الى صديقاتها بهذا النبأ، وتقرر الا تداوم هذا اليوم، لتفرغها لترتيب البيت، ثم تستعيد ذكرياتها معه في المتوسطة والجامعة، وايام كانا يزهوان بلغتهما الانكليزية، ويقومان بترجمة المتنبي والسياب اليها، كاستعادة محمود وسلوى ذكرياتهما مع ابنتهما في (فراشات ملونة)، واستعادة سامر وسميرة في (خريف مبكر) لحبهما في الجامعة.
وبينما هي في لحظاتها السعيدة هذه، وتدعو الرب بأنه اخيرا دفع بأنيسها من بلاد الضباب، وتودع الآهات، وترحب بالطمأنينة، تفتح الباب، ويدخل ساعي البريد نفسه الذي يسلمها برقية اخرى، ويطلب منها إعادة البرقية الاولى التي سلمها اليها، لأنها لا تعود لها، وانما تعود لسيدة اخرى تحمل نفس الاسم، وتسكن في الزقاق المجاور الذي يلي هذا الزقاق، وفحواها ان زوجها السيد فوزي قد مات في حادث دهس سيارة، واضطر اصدقاؤه ان يدفنوه في لندن…
وتنتهي المسرحية بدخول ابنها وهو يصيح: ماما.. ماما… كما انتهت مسرحية (فراشات ملونة) بصوت ابنة محمود وسلوى: ماما..
وهنا يطرح هذا السؤال نفسه بالحاح:
* ترى لماذا يختتم جليل القيسي معظم مسرحياته بالمأساوية… ان لم اقل كلها..؟
أعتقد لسببين وهما:
1- وقوعه تحت تأثيرات كافكا
2- نتيجة تحطيمه لتوقعات المتلقي
ذلك ان بطل كافكا كما يقول بوريس بورسوف في كتابه: (الواقعية اليوم وابدا) يختفي داخل الجحر، مدركا عجزه المطلق وعدم قدرته على الدفاع عن نفسه بأي شكل كان.
او كما يقول في مكان آخر: أن أناس كافكا تائهون في الظلمات وكل واحد منهم وحيد وبلا أمل.. وانسان كافكا يتعطش للسعادة لكنه غير واثق على الاطلاق بحقه في السعادة، بل غير واثق حتى من حقه في وجوده، فخاصيته الاساسية هي الاحساس بالذنب، كل هذا نتيجة لأنفصال الانسان عن العالم، وهكذا تظهر القضية.
ويقول عن نفسه (نفس المصدر):يوجد هدف ولكن لايوجد طريق. ويقول مرة اخرى، يوجد طريق ولكن لايوجد هدف، لقد سمى كافكا نفسه بالباحث عن السعادة، بل بالمناضل ولكن هذا المناضل لم يكن يعرف اهداف وطرق النضال، فنضاله ما هو الا وسيلة للدفاع عن النفس، واذا ما حاولنا مراجعة مسرحيات جليل القيسي، لتلمسنا بوضوح تأثيرا كافكا عليها، اذ ان البطل فيها يدرك المشكلة ولكنه لا يتحرك بأتجاه حلها، أو يعجز عن حلها، وللتعويض عن هذا النقص يلجأ الى الحلم، كما في شخصية هيلينا في مسرحية (الابناء الذين يعودوا) والمرأة في (غدا يجب ان ارحل) والرجل والمرأة في (شفاه حزينة) و عماد وسعيد ومحمد في (زفيرا الصحراء) وسامر وسلوى في (خريف مبكر) و محمود وسلوى في (فراشات ملونة) وساهرة في (مرحبا ايتها الطمأنينة).
ان المؤلف في هذه المسرحية لا يخبر المتلقي عن سبب هجرة زوج ساهرة لها، الا ان ما يعرفه وعبر أثاث غرفة منزلها المتسخة والمهملة، انها تعيش في كابة وحزن شديدين، نتيجة انقطاع الامل عنها من عودة زوجها الى العراق، ترى كيف تتصرف ازاء هذه المشكلة؟ هل تتزوج من شخص آخر؟
ربما حرصا على تربية ابنها تحت رعايتها، والذي انجبته منه، يردعها هذا الحل، والاقدام على هذه الخطوة، ثم ان والدتها تعيش معها. ولكن هل هذه هي السعادة التي تتمناها وتحلم بها؟
هنا عند هذه النقطة تبرز اشكالية ابطال القيسي، لتبدأ تائهة في الظلمات، بعدم إتخاذ القرار، والانكفاء على الذات في عزلة تامة عن العالم الخارجي، ولكن ما ان تتلقى اشارة تشع منها بصيص أمل حتى تبدأ بالخروج عن هذه العزلة، بالعودة الى الماضي عن طريق الحلم، كما في شخصية ساهرة وهي تقول: منذ ايام المتوسطة زرعت شبابك حولي.. وأنا في نضارة شبابي، وفي الجامعة كنا مع بعض .. كنت تقول لي: انت جميلة، لذا انت مثل قفيرة النحل.. ولكن هل السعادة تأتي عن طريق الحلم وحده؟ وهنا تبرز اشكالية بطله الثانية، ذلك ان زمن الحلم قصير، وان هدفه غير واضح، والطريق اليه غير مأمون، وحتى ان كان واضحا ومأمونا، فأن أمر قيادته غير خاضعة له، وانما خارجة عن ارادته، كخروج البرقية الاولى من يد ساهرة الرامزة الى الحلم، ودخول البرقية الثانية الرامزة الى اليأس، وفي كلتا الحالتين بقوة لاتستطيع مقاومتها. والحالة هذه ما عليها الا الانتظار، وهذا الانتظار معلوم نتائجه، وهو بدون هدف، لتبرز الاشكالية الثالثة وهي اضطرار المؤلف الى تحطيم توقعات المتلقي، لا كما يقول فيلتروسكي، بالافادة في ايقاظ إدراكنا للبنية الادبية والوسائل التي ترتكز عليها، وانما بتحطيم توقعاتنا للمعالجة الدرامية التي تنتهي بالمأساوية إما بالموت، او بالضياع، كما في هذه المسرحية التي اختتمت بضياع مستقبل ساهرة. كما ان (روبرت) في الابناء الذين لن يعودوا، لأنه لا يعرف كيف يواجه زوجته بخبر موت ابنها، أو لايستطيع مواجهتها، فأنه يرتأي إتباع الاساليب الايحائية، عن طريق اللغز واللمز، ايصال الحقيقة اليها، ولكنها لاتسعى الى فهمها، والاصح انها تفهمها ولربما تعرف بموت ابنها، غير أنها لا تريد أن تصدق، أنه ليس ضمن الوجبة الاخيرة من الاسرى، بسبب توقها ورغبتها أن تستعيد ذكريات طفولته وشبابه، وهي تلقاه على ارض المطار عن طريق الحلم فالحلم هو سلواها الوحيد وسعادتها القصوى، اذ به ومن خلاله فقط تندمل جراحاتها.
هيلينا: (بضيق): اوه.. روبرت.. انت لا تعرفه مثلي.. أتذكر نكتته الاولى وهو في الرابعة؟
روبرت: كان يتبول في هذا العمر.
هيلينا: أعرف… بسبب البرد الذي أصاب ظهره.. هل تتذكر وجهه في ذاك العمر؟

وفي مسرحية (غدا يجب ان ارحل) يحدث نفس الشيء، إذ تذهب المرأة يوميا لمنطقة حافلة المصلحة، لترى زوجها الذي لا يعرفها، لتستعيدد احلامها معه، لأنها ما تزال تحبه، رغم مرور ثلاثين سنة على انقطاع العلاقة بينهما، وتحب اكثر أن تعرف مصير ابنها الذي تركته وهو في الشهر العاشر من عمره، الا أن ما يمنعها ان تعود الى زوجها وابنها هو اهلها، أي قوة ليس بوسعها ردعها أو مواجهتها، لذا تكتفي بمراقبته يوميا، هذه المراقبة التي تكسبها جزء من السعادة التي فقدتها وتعينها على استعادة احلامها معها، وتطلع عن كثب على وضعه ومستقبل ابنها، ولربما تكون قد عرفت الطريق ولكنها لم تهتد الى الهدف، أو ان الهدف لم يعد في متناولها، لأن رَدَعَتْهُ قوة اخرى اكثر جبروتا من القوة الاولى، هي زوجها، بأيمانه المطلق، بأن المطر، وحده فقط بوسعه ان يذيب البرد.
المرأة (بحزن): مسكين الا يكتب لوالدته؟
الرجل: طلقت والدته وهو في الشهر العاشر من عمره
المرأة: لماذا؟
الرجل: لا اعرف طيش.. نزوة.. هكذا كأي احمق دونما سبب
المرأة: وهل لابنك نفس نزواتك؟
الرجل: ابدا هو هاديء رزين.. له الكثير من خصال والدته
المرأة: الم تحاول ان تراها طوال هذه المدة؟
الرجل: عناد سخيف.. تعال حقير.. حماقة..
المرأة: متى ستكتب له؟
الرجل: حال رجوعي
المرأة:اكتب له بسرعة .. دعه يحس بالسعادة
الرجل: انه سعيد
المرأة: حقا
الرجل: لديه ما يملأه السعادة.. دروسه. صديقته الروسية..
المرأة: ما أروعه.
الرجل: ويحب كثيرا منظر اشجار التبولا والزلاطة الروسية التي يسيمها سيمفونية.. انه بأختصار.. سعيد.. سعيد..
المرأة: اكتب له اشياء جميلة عن مدينتك.. أخبره انها كما كانت هادئة رزنة كعهدها وفية.. لم تفسد.
الرجل: من؟
المرأة: اكتب.. اكتب.. له..
والمقصود هنا من المدينة هو (الام) اي هي زوجته التي تدعوه الكتابة الى ابنيهما، بأنها ما زالت هادئة ورزنة ووفية ولم تفسد.
في (زفير الصحراء) كذلك، لم تسنح القوة الاكبر، وهي (الطبيعة) للشخصيات الثلاث ان تعمل على ما يساعدها من النجاة، باستثناءمحمد الطيار الذي أنعزل عن زميليه عماد وسعيد، سعيا للبحث عن الاتجاهات، هذا البحث الذي لم يحس به المتلقي، لعدم تجسيده كفعل درامي، وانما جاء سردا واقرب الى القص منه الى الحركة. ولعل استسلام الشخصيات الثلاث من البداية الى اليأس، بفعل اختيار المكان الاصعب لها، وهو الصحراء، جعلها أن تنهار معنوياتها، أو أنها جربت أن تعمل شيئا ما على نجاتها ولم تفلح، لذلك فلم تعاود الكرة، وعلقت آمالها على طائرة النجاة التي تبحث عن مكان سقوط الطاقم في الطائرة، وعندما فقدت هذا الامل ايضا، اضحت فريسة احلامها، وهذا ما يبتغيه المؤلف، أن يزج شخصياته في عوالم غريبة وغير مألوفة، أي أن يجعل من الواقع لا واقعا، ولكن لا واقعا، مقنعا اكثر من الواقع، واجمل واقسى منه.
محمد: (بصوت حزين) من جديد حتى في الليل ايتها الصحراء الا يكفي عذاب النهار.. كوابيس النهار.. من الصباح وأنا مع آبار كاذبة، واحات كاذبة، ونخيل لا وجود له.. آه من يغلي من العذاب.. (وقفة) حتى انت يا اطيب واجمل حبيبة.. بهية.. الا يكفي ظلم العطش والجوع والتعب، وظلم هذه الصحراء..
مثلما لم تعمل معظم شخصيات مسرحيات جليل القيسي، لتغيير واقعها، كذلك فأن الزوج في (شفاه حزينة)، تعويضا عن هذا النقص، جلس في منزله يحتسي العرق وهو يغازل زوجته، ويتذكران ماضيهما معا، بعد ان كفا الحديث عن حلمهما بطفل. اذ القوة الاكبر تقف حائلا دون تحقيق امنيتهما، سواء كانت مقرونة بقوة الطبيعة، ام بقوة السلطة، ولمدى جبروت القوة الثانية، فأنهما لم يقويا حتى الدفاع عن الشاب الذي دخل منزلهما، واقصى ما استطاعا أن يقوما به هو ان يعبرا عن المهما تجاهه.
الزوجة: شيء غريب
الزوج: تأملت كثيرا له.. اريد ان… اين سيأخذونه.. ماذا سيفعلون به..؟
مفهوم من جملته المبتورة: اريد ان …
يريد فعلا ان يعمل شيئا لانقاذ الشاب، ولكنه لا يستطيع، وحتى ان استطاع، وهذه هي محنة شخصيات جليل القيسي، انه سوف يفشل، وسبيله الوحيد الى الحياة هو الدفاع عن النفس، وهذا اقصى ما بوسعه ان يفعله لكي يبقى على قي الحياة.