إشارة:
يسرّ أسرة موقع “الناقد العراقي” أن تقدّم لقرّائها الأعزاء هذا الملف الأسبوعي الثر عن الشاعر العراقي المبدع “سعد جاسم” المجبول إنسانا وشعرا من طين فرات الديوانية السومري العراقي الحرّ.. كائن من شعر وموسيقى حمل هموم وطنه في المنافي وجسّد واكتوى بقيامته عبر الكلمة الملتهبة الصادقة الخلاقة. تدعو أسرة الموقع أحباءها القرّاء والكتّاب إلى إغناء الملف بما يتوفر لديهم من مقالات وصور ووثائق. وعلى عادة الموقع سوف يكون الملف مفتوحاً من الناحية الزمنية لأن الإبداع الحقيقي لا يحدّه زمن. تحية للشاعر المبدع “سعد جاسم” .
أسرة موقع الناقد العراقي
هل للشعر حقاً أهمية في حياتنا ؟
بهذا التساؤل التأويلي والشكوكي أبدأ
وبرؤية الشاعر العارف والموقن بجدوى الشعر وضرورته الأكيدة
يمكنني أن اقول : نعم ان الشعر مهم جداً في الحياة
وهو يكتسب اهميته من خلال الابعاد والثيمات التالية :
اولاً: إنَّ الشعر والحياة فضاءان شاسعان ينفتحان على بعضهما البعض
ويتداخلان بكل ابعادهما ودلالاتهما الرؤيوية
ثانياً : الشعر صنو الحياة منذ انطلاقة ( الهمهمة ) الاولى حتى صيرورة الكلمة
وانطلاقتها كترتيل او كنشيد يعبر عن مكنونات الانسان ومعنى الحياة .
ثالثاً : الشعر مرآة الحياة التي تنعكس من خلالها افعال كائناتها وموجوداتها وتفاصيلها المعلنة والسرية أَيضاً .
وعبر هذا كله استطاع الشعر ان يكتسب اهميته الروحية والجمالية في حياتنا الحافلة بكلماهو مدهش ومثير ومهمل
ومسكوت عنه واشكالي حدَّ التعقيد والغموض
وفيما يعنيني كشاعر : فقد اخترتُ منذ بدء انهمامي وانشغالي بالعملية
الشعرية إخترتُ ان اكون شاعراً حياتياً بكل ماتحمله التسمية من معنى وجوهر .. ولذا كان شغلي الشاغل هو كتابة الحياة
كقصيدة كبيرة وشاملة وكنص شعري مفتوح وغير قابل للانتهاء …
وقد كان للحياة العراقية بكل اشراقاتها
واكتنازها وقسوتها ودمويتها وفنطازيتها ؛ كانت لها الحصة الكبرى في اشتغالي الشعري .. حيث لايكاد نص من نصوصي
ان يخلو من ثيمة او تفصيل خاص بحياتنا العراقية … وأذكر منها نصوصي : حياة فادحة …. حياة عاطلة … حياة مفخخة وآخرها نص حياة بين قوسين .
ومهما قيل او يقال بشأن واقع الشعر وراهنه ومستقبله فقد كان وسيبقى حاضراً وفاعلاً كخطاب وصوت ونشيد وترتيل
حب وأمل وسلام نستطيع من خلاله ان نستقرئ العالم ونعيد اكتشاف الحياة بروح معافاة ومشرقة .