امْتَهَنَتْ حِرْفَةَ التَّـنْضِيدِ فِيْ تِسْعِينَاتِ الْقَرْنِ الْمُرْتَحِلِ وَهِيَ بَعْدُ يَافِعَةٌ.
مَرَّتْ بَيْنَ يَدَيْهَا مِئَاتُ الْمَطْبُوعَاتِ، مِنْ مَجَلَّاتٍ، أُطْرُوحَاتٍ جَامِعِيَّةٍ وَكُتُبٍ أَدَبِيَّةٍ، بِضِمْنِهَا بَعْضُ كُتُبِي وَكُتُبٍ أُخْرَى تَخُصُّ أَصْدِقَائِي، بَالْإِضَافَةِ إِلَى عَـقْدِهَا نَدَوَاتٍ تَعْلِيمِيَّةٍ لَا حَصْرَ لَهَا.
صَبُورَةٌ وَمُحْتَرِفَةٌ فِيْ تَعَامُلِهَا مَعَ مُخْتَـلَفِ الْأَمْزِجَةِ،
تُدَقِّقُ فِيْ كُلِّ صَغِيرَةٍ وَكَبيرَةٍ بِمَا يَخُصُّ الْلُّغَةَ، بَدْءًا مِنَ النُّـقَطِ، مُرُورًا بَالْحَرَكَاتِ وَانْتِهَاءً بَالْعَلَامَاتِ!،
مُسْتَـنْزِفَةً طَاقَةً تُعَادِلُ أَضْعَافَ مَا تَسْتَوْفِيهُ مِنْ مَرْدُودٍ مَادِيٍّ بَخْسٍ.
مَرَّتْ بِفَتَرَاتٍ عَصِيبَةٍ وَمَصِيرِيَّةٍ فِيْ حَيَاتِهَا خِلَالَ السَّنَوَاتِ الْخَمْسِ الْمُنْقَضِيَةِ،
وَاسْتَطَاعَتْ بِقُوَّةِ شَخْصِيَّتِهَا الْكَتُومَةِ الْبَشُوشَةِ السَّمِحَةِ التَّعَامُلَ مَعَهَا بِنِدِّيَّةٍ وَمُسَايَرَتَهَا حَتَّى أَوْشَكَتْ عَلَى الْوُصُولِ نَحْوَ شَاطِئِ الْأَمَانِ بِسَلَامٍ.
وَلِكَوْنِهَا مِنْ بُرْجِ السَّرَطَانِ الْمَائِيِّ الْأُنْثَوِيِّ الثَّابِتِ، فَالْغَوْصِ فِي الْأَعْمَاقِ جُزْءٌ مِنْ تَكْوِينِهَا الْباَيَلُوجِيِّ غَيْرِ الْقَابِلِ لِلتَّغْيِيرِ وَالتَّـفْسِيرِ وَالتَّـأْوِيلِ.