دعوة للتضامن مع عذابات الشاعر العراقي “عذاب الركابي” وهو في محنته

إشارة:
مع المقالة المؤلمة للأخ الشاعر “عبد الرزاق الربيعي” عن المحنة المدمّرة التي يعيشها الشاعر العراقي “عذاب الركابي” وعائلته ، تدعو الهيئة المشرفة على موقع الناقد العراقي جميع المثقفين العراقيين إلى التضامن مع أخيهم عذاب وهو في غيابة الجب .. كما تدعو الشرفاء في الحكومة العراقية إلى مد يد العون لإنقاذه من محنته. 

عرفته من خلال رسائل الكاتب المبدع عبدالرحمن مجيد الربيعي التي كانت تصلني من تونس وبعد شهور قليلة من مغادرتي بغداد جمعني به لقاء في عمّان عام1994 م
وكان بصحبة صديقي الشاعر عدنان الصائغ الذي سبقني الى لقائه قبل وصولي بدقائق وأحسسنا حينها إننا نعرفه منذ زمن بعيد، فهو يتمتع بحسّ إنساني رفيع ورهافة عالية وكتب عن ذلك اللقاء نصا نشره في جريدة “الفينيق”  وأهداه للصائغ ولي وللأخ علي الشلاه .
حدثنا وقتها بحميمية عن ظروف مغادرته العراق أواخر السبعينيات  واستقراره في ليبيا ليمارس مهنة التعليم في المدارس الثانوية الليبية وكان يتكلم بلهجة أقرب ماتكون للمصرية حيث علمت إنه تزوج فتاة من الإسكندرية، واستقر هناك بعد تكوين عائلة له،وبعد  اللقاء  ظل تواصله معنا مستمرا عبر البريد و كان نشيطا في المجال الثقافي حيث كتب المقال الصحفي وأجرى حوارات ثقافية ونشر نصوصه ودراساته ويومياته الثقافية  في الصحف والمجلات العربية المحلية والمهاجرة وأصدر العديد من الدراسات النقدية وهي :صلوات العاشق السومري – دراسة في شعر البياتي 1997م عّمان وبوّابات هادئة – رؤى نقدية في الشعر والقصة والراية 2000 طرابلس وعبد الرحمن الربيعي .. وأسئلة الزمن الصعب – دراسة وشهادات هامة في أدبه – دار المعارف – تونس 2004م وكيمياء الكتابة ـ تأملات في الابداع الليبي – طرابلس 2006م وهذا الخرابُ لي – نصوص – 2003م و دموع ومبدعون – تأملات في الإبداع العربي –
2003ووطن للإهداء – مقالات سياسية – 2006 م وله دواوين شعرية هي: تساؤلات على خارطة لا تسقط فيها الأمطار  1979 م و من طموحات عنترة العبسي 1984 م  و قولي ..
كيف نما شجر الأحزان  1992 م تونس،و أقول .. وأعني الحلم  صدر بطبعتين في تونس والقاهرة -و الفوضى الجميلة – شعر – 2001 م المكسيك منشورات الحركة الشعرية و ما يقوله الربيع – تجربة في الهايكو العربي – ميريت  القاهرة 2005 م وقام بالتعريف بالأدب العراقي في العديد من المجلات الثقافية العربية .
في السنوات الأخيرة أقيلَ من العمل بعد سبعةٍ وعشرين عاماً من التفاني خارج بلده ومرّ بظروف صحية صعبة، ورغم ذلك لم ينقطع عن مزاولة نشاطاته الثقافية،  ويتمتع بسمعة طيبة وسط أصدقائهِ من المثقفين والمبدعين الليبيين  لمثابرته، وتعريفه بالأدب والإبداع الليبي في العواصم العربية وبعد وقوع الأحداث الأخيرة في ليبيا أراد الخروج من ليبيا حتى تستتب الأوضاع وأنى له ذلك؟ فهو لا يملك جوازسفر  عراقي من فئة G يمكنه من مغادرة البلد والسفارة العراقية في ليبيا مغلقة منذ احتلال العراق  ومجيء حكومة المالكي، والسفارة التي اتصل بها في تونس،  لاتمنح غير الجواز من فئة S وهذا غير مقبول في المطارات الدولية  ولم
يتحصّل عليه ليتدبّر أموره بشكل وقتي، وقد أعتذر له موظفو السفارة   عن نفاد هذا الجواز غير المعترف به دولياً، وجواز فئة G  يتطلب ( البصمة الألكترونية) و( الحضور الشخصي) وهو  بلا أوراق ولا ولا.. وتكرّر معه السناريو نفسه مع السفارة العراقية في دمشق، وأخبرني بأنه بعث حتى الصور، ودفع المبلغ المطلوب بالدولار ايضاً،  ونتيجة صعوبة الحياة في مدينة إقامته بنغازي وسوء حالته الصحية، وضياع أحلام أسرته المكونة من خمسة أفراد.
أخيرا  طفح به الكيل  فبعث لي رسالة مدافة   بالمرارة  يقول بها ” الدول الآسيوية  الفقيرة تبعث بطائرات لنقل مواطنيها من المدن الليبية وأنا لا أستطيع أن أحصل حتى على وثيقة سفر!!”
وسؤالي هو من المسؤول عن عذابات “عذاب الركابي”؟ هل الظروف التي أجبرته على ترك بلده ؟ أم قراره بالإقامة ببلد عربي ؟ فلو توجه لبلد أوروبي  لتغير  جوازه وسحنته ولكنته المصرية وربما حتى اسمه ليقفل على سيرة “العذاب” وهل عذابات “عذاب الركابي ” هي عذاباته وحده؟ أم عذابات أمة تقف على شفا جرف هار؟
ولكي نخرج من دائرة الأسئلة المقفلة ونشعل شمعة في طريق “الركابي” لتضىء أيامه، أرى لابد من وقفة مع هذا الشاعر والكاتب العراقي من اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين ووزارة الثقافة العراقية، والبرلمان العراقي، وكلّ المؤسسات الثقافية والإعلامية داخل العراق وخارجه، فهو لايريد جاها ولامالا من خيرات بلده العراق التي تناهبها الجميع بل يريد وثيقة سفر عراقية تمكنه مع أولاده من السفر الى مكان آمن إكراما لإنجازاته الأدبية فوثائق السفر “حق مضمون لكل مواطن ” كما يقول القانون الدولي .
ياترى هل من مجيب؟
 
مسقط- عبد الرزاق الربيعي

تعليقات الفيسبوك

شاهد أيضاً

| د. زهير ياسين شليبه : الروائية المغربية زكية خيرهم تناقش في “نهاية سري الخطير” موضوعاتِ العذرية والشرف وختان الإناث.

رواية الكاتبة المغربية زكية خيرهم “نهاية سري الخطير”، مهمة جدا لكونها مكرسة لقضايا المرأة الشرقية، …

| نصير عواد : الاغنية “السبعينيّة” سيدة الشجن العراقيّ.

في تلك السبعينات انتشرت أغان شجن نديّة حاملة قيم ثقافيّة واجتماعيّة كانت ماثلة بالعراق. أغان …

تعليق واحد

  1. فتحي بن زغبان

    إن المسؤول عن عذابات “عذاب” هو حملهِ في قلبهِ الدافيء حُبهِ العربي, وتدفق الدماء العربية في شرايينهِ وأوردته, فكونهِ عربياً ترعرعَ وعاشَ في بلدٍ عربياً, ثم غادرَ ليعيش في بلدٍ عربي آخر سببٌ من الأسباب لمعاناتهِ فلوكان غير عربي, أو إغتربَ في بلدٍ غير عربي لأختلفت الصورة ولأنتفت كل هذهِ المُعاناة… فأنا أدعو كل بلد يُقدرُ الكلمة العربية, والأدب والثقافة أن يمُدَّ يده لهذا النبع الثقاقي العربي ويذود عنهُ حتى لا يُطمر, فليس الأمرُ حِكراً على العراق, فلقد عاش ثلاثة عقود من السنين في ليبيا أعطي وبذل في بنيان أجيال, والمساعدة فتح الآفاق للثقافة الليبية, وأصدر من الكُتبِ مما ساهم في إثراء المكتبة العربية, فعذاب الركابي مسؤولية كل المثقفين والأدباء العرب الذين يقولون إن جرحنا واحد وألمنا واحد, (وعلى الحكام العرب الذين يقبلون بالثقافة العربية أن تنتعشُ في بلادهم)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *