فكرت في احصاء أصابعي قبل أن آوي اليك
نسيت في محطات البريد أسماء أصدقائي
وبيوت أهلي المتناثرة في جنوبك الساخن
اجريت مع نجومك حوارا لا ينتهي
حاولت أن ارسم صورتك على الماء
غرست يدي فالتقت بطينك
أتقنت لعبة الغوص في مياهك الضحلة
صنعت غيوما
وتركت لها ان تجوب حدودك بحرية
نشرت على جدرانك كلماتي الشوهاء
لم افكر بمن يقرأها
قد تتآكل أو يطمرها الغبار
والريح التي تتجول بشراسة في حقولك الجرداء
ما حاجتي الى نقاد يتقنون فن الكلام
وانت وجهي الآخر
شهدت معك انتفاضات ارضنا التي
كادت تموت شوقا الى الماء
كنت طفلة ساذجة لا تتقن غير لعبة الحلم
أيقظتك لتبكي معي على تراثنا المنهوب
كنت
تحمل حقائب سفري لتجبرني على الرحيل
انا التي بكت لصوتك المخنوق
وصورتك المشوّهة
هذا ليس وجهك
أنت ما زلت نموذجا ومدرسة
تنتج الابطال والشهداء
ما زلت تحتفظ بمسودات شرائعك
التي كادت تندثر
ما زالت فيك متاحف لم تنهب
وآثار وآبار لم تصادر بعد
ما زلت تستمع شتائم بنيك الهائمين في بلاد الله
المتذمرين من صرخات إستغاثتك
ما زلت ايها الجبار تنهض من الحرائق
مغادرا رمادك الجميل المتوزع على القارات
خاسرا ولكنك مزدحما بالبنين وبالبنات
رسمية محيبس زاير: هذا ليس وجهك
تعليقات الفيسبوك
الشاعرة المبدعة رسمية محيبس
هكذا يعبّر الشعر الحقيقي عن نفسه بموسيقى الكلمات !
دمت لنا عزيزة مكرّمة !
شكرا للشاعر ناهض الخياط وعذرا على التاخير