سالتني ان اصف لها الالم اللعين ، ذلك الذي ياتي مع الجراح الاخيرة ، قلت لها :
– حين تجلسين يوقفك الالم . وحين تقفين يجلسك الالم . وحين تنامين يخنقك الالم . انه يجعلك تلعنين وقت اشتداده أي شيء يذكر امامك ولو كان ينتمي الى جلالة الملك ، الا جلالة الملك نفسه .
تذكر
في الزمن السابق ، كنت قوية ولايقدر عليك احد ، وكنت تستهترين امام فتنتك الرائعة . لكن الزمن عدونا اللدود اقتادك نحو براثن الليل وصيرك خاضعة له ، ايتها الرقيقة المدجنة .
غرور
كنت مغرورا بك ، وبعينيك الشجريتين ، لكنهم وبعيد كل ليلة ينحرون الاشجار. كنت اتسلى بفرح ينبع من نسغك الصاعد ، لكني استسلمت للوسن المتفجر من الموت فضيعتك .
هم
ايتها النابتة من الهم في قلب الصبح مثل سحابة من فرح ، بعيدة لايطالها احد لاحقا ، اكتشفت ان الاعياد صنوك انتحرت مدحورة بيد اله حاقد .
جميلة
جمالك يشبه ليلة ملونة باللازورد ، وفرحك يشبه رشة عطر في زمن الايثان . لذلك اتذكر وانا ارى الرعاة يعودون ، مع شياههم ، اتذكر النهر الذي يفيض في سماء عينيك حين اتحدث عن رحيلي عنك .
مؤخرة الطاغية
وضع الرئيس حرسا اشداء برواتب ضخمة لحماية مؤخرته ، ولذلك كلما حاول احد المواطنين المطالبة بشيء يمسكه الحرس المكلفون بحماية مؤخرة سيادته ويشبعونه ضربا بحجة انها مقدسة لايجوز المساس بها . ولكن الدستور الذي هو ثمرة من ثمار الديمقراطية اعتبرت مؤخرة الرئيس ملكا من املاك موظف يستطيع الشعب رفضه مع مؤخرته متى شاء .
نفاذ
الابن الصغير للعائلة كان صديقا للزمن عند بداية الرحلة ، وكان مدلل الجميع .
حين توسطت القافلة الرحلة ، بدا الشك يراوده عن جدوى الرحلة.
و احس بالوحدة وسط القافلة ، عند نهاية الرحلة .
حين انتهت الرحلة ، قال لي :
– اشعر بالوحشة يا صديقي لان الجميع غادروا ، الا انا .
غابة
اسير مع هؤلاء الناس في غابة ، مظلمة لايهتدي فيها الا من يملك الضوء . وانا عندي بصيص من الضوء اختزنته منذ زمن بعيد ، وقد حان موسمه الان .
اقول لهم ايها الناس هذا هو الدرب اتبعوني ، لكن لااحد يرضى ان يسير معي . وراحوا يمشون في دروب شتى الا دربي .
قلت لهم ايها الناس ، تلك غابة موحشة يغطيها الظلام لابصيص من ضوء فيها ، فغضوا النظر عن دربي .
صرخت بهم ان الغابة موحشة ولا استطيع السير بها وحدي . ودروبكم لاتؤدي الا الى هلاككم ، وهذا الدرب هو دربي . ايها الناس ان عندي من العمر باعا ولدي من خبرة التجربة وقطع دروب الغابات فهيا معي . ايها الناس قد نتيه ان لم نسير في هذا الدرب فتتكاثر علينا وحوش الغابات ، فالزمن ياكلنا والارض باتت ليس لنا .
ايها الناس انظروا جيدا فلقد استحوذ ظلام الغابة على عيونكم . انظروا العواصف اتية من الدروب جميعا الا هذا الدرب .
فابى الجميع وكانوا سادرين يمشون دون ان يكون احد ما يحثهم على سلوك دربي .
حين يئست منهم سلخت صدري ، شققته ، اخرجت قلبي للناس قلت لهم :
– انا ميت لامحالة وحدي ولكن هذا هو قلبي خذوه حيث تشاؤون لان لاحياة لي وحدي وانتم هالكون فليهلك معكم قلبي .
ويحي لقد خذلتموني ايها الناس ، فقولوا لي أي اناس انتم ؟ ..