* إلى معلمي الفنان الكبير سعد الطائي
الآن ، بت لا أملك إلا خيالي، فهذا وحده الذي يفتح لي الابواب ، أما سوى ذلك فلم أعد أعبأ به . في نهاية العمر تصبح الامال أوهاماً .كنت اريد ان أحقق ما لم يحقق غيري. ليس عينيّ وحدهما ، إنما القدر الذي لازمني منذ بواكير حياتي ، قدري أنا ، القدرالذي صنعه لي غيري ولم اصنعه انا . ما زلت أكرهه يا حامد ما زلت. كم مضى على ذلك ؟ نصف قرن؟ نعم . خمسون سنة بالتمام والكمال. لقد رسخ في خيالي ذلك الباب الملعون فأمسى وكأنه قدري الصعب . منذ ذاك وانا لم افتح باباً ، أيّ باب .حتى بشرى حبي البكرالملون الذي كثيراً ما حدثتك عنه أغلق بابه وأمسى حلماً مقموعاً لا يطيب لي العودة اليه . لقد رفضتني المدن البعيدة وصدتني الحدود الكالحة . لم ازر مدينة . لم اتمتع بجمال امرأة . لم اعرف النهر ولا البحر ، انا الذي كنتَ تصفني بالعملاق . حتى تلك الصحف الرخيصة سدت ابوابها في وجهي .لم انشر قصة واحدة ، اللهم الا في واحدة صدرت وأغلقت ابوابها بعد شهر او شهرين، وكما تعلم كان ذلك أوائل الستينيات. ظلت قصصي ورواياتي حروفاً تتكدس على الاوراق ، أوراقي انا ، وليس اوراق الصحف والمجلات ، حتى أمسيت أقرأ وأكتب بعيني غيري ، زوجتي تحديداً . لا بأس كنت اقول ، فلربما كانت هنالك أبواب لم ‘تفتح على يدي احد منذ خلق الله الارض ، وابوابي هي من قبيل ذلك. هناك ابواب تشرع درفاتها للناس قبل ان تمتد اصابعهم نحوها، بينما كان اول ابوابي جداراً من حجر صلد . اي قدر بائس هذا ، وكيف لا اكرهه يا صديقي ؟
على اي حال إنها صفحات كالحات انطوت . ليس وحدها . ليس الشيء الخاص بي ، صفحاتي انا، انما هذه الواسعة التي تراها بعينيك السليمتين .انظر الى يمين ويسار ، الى شمال وجنوب ، ماذا ترى غير الجَدْب يلاحق الجدْب والخواء يتبع الخواء؟ هل كان هذا حلمنا العظيم يا حامد ؟ هل هذا ما كان مؤملاً بتموز؟ الثورة التي كنا ندعوها بالعظيمة وغامرنا بحياتنا من اجل الدفاع عنها والمحافظة عليها ؟ أبداً .لا أنكر أنها كانت شبابنا ، وأعظم محطات فرحنا بل أجمل وأزهى ما فتحنا عليه أعيننا . لن أنسى تلك الصبيحة من يوم الاثنين الرابع عشر من تموز 1958 حينما أيقظني أخي الاكبر وهو يهز جسدي ، انها الثورة ياحسن ، انهض . انما هي الثورة العظيمة انهض. فتحت عيني لأشعر انني لست في غيبوبة ، والواقع غير الخيال،وكنت قبل ساعات من ذلك فرغت من قراءة قصة حياة بوشكن الدامية ، أيعقل هذا ؟ يا الهي ! وأطلقت جميع قواي لأدخل في الحشد الهائج الذي يصفق للثورة. كل الشوارع طفتها وغمرت نفسي في هيجانها ، إلا الشوارع التي استبيح فيها اللعب على الموت ، وظهرت عليها بشاعات العبث بالموتى . هل كان هذا حسن حظي الوحيد ؟ لا أدري وإلا ماذا كنت سأتذكر الآن الى جانب ما صار من قبيل تحصيل الحاصل المر والأسيف ؟ هل تستطيع بلمحة ان تستعيد الاغاني الطوعية والاناشيد ؟ ثم هل تستطيع كذلك ان تستعيد صراخ المواجع والشجون ؟ الفرح ‘يقتل سريعاً ، قاعدة خذها مني . الحزن وحده الذي يقوم ويستديم. آه يا صديقي ما زلت أتذكر تلك اللحظة الخاصة المرة ، التي ما كنت اتمناها لاحد فكيف لنفسي ، لا احد يدرك متى تظهرومتى تغيب وكيف ولماذا، الان وبعد مضي هذه السنوات دعني احرر نفسي منها ، فلعل في هذا بعض عزاء او قل بعض شفاء ، وان كنت عزفت عن اشياء كثيرة ، تتحول في الأخيرالى ما يشبه لعب الاطفال المهملة، وإنني لأعجب من نفسي كيف حولتها الى واحدة من اقداري، إن لم تكن اشدّها على نفسي ، ربما ليس لهذا وحده بل للخدعة المزدوجة فيها ، سأتركها لك لتكتبها في قصصك او لتفعل بها ما تشاء ، لقد اقترنت مع ذلك الرجل ولا اريد تذكّرها ، ولا ادري ان كنت‘ بالغت في شعوري بها او انها كانت كذلك ، ها انني ازيحها عن ذاكرتي المكتظة بالاسئلة ، اليكها ، خذها بعيدا عني ، قد يكون من حسن حظي ان التقيك لهذا السبب وليس لغيره بعد هذه السنين الطوال،الاسباب تتالى ومن الطبيعي ان لا تكون الاجوبة واحدة، وفي هذا تتباين الارباح والخسارات ، الخسارة الوحيدة ، الخسارة الاكبرأن لا يكون اي جواب على سؤالك الذي قد يكون الوحيد ، وما اقسى ذلك حين يرتد الى داخلك ، وانا من هذا الصنف يا حامد ، لا تبتئس حين اقول ذلك ، لانني الان اقوله وكفى ، داعيا ان لا يكون له كذلك في نفسك اي صدى ، تماماً مثلما أنا عليه الآن. هل تحس اللحظة احساس شجرة داهمها الخريف ؟ وسؤالها الدفين اين ولّى ضجيج امس ولماذا غادرتها العصافير؟ اين نسغها الهادر بالغناء واين نشيد اوراقها وهي تصافح الريح ؟ اليكها ، خذها ، ادفنها في صندوق والق بها في البحر، قصّها كما تريد ، فلقد قرات لك قصصا جميلة وكنت اغبطك ، وكنت على ذلك اتمنى لقاءك قبل هذا اليوم ، لكنها شعاب الحياة المتفاوتة في الاطوال والمسافات، كانت قصصك طرية تعيد لروحي تلك النسمات الندية التي كنا نتنفسها يوم كنا طلابا في الاعظمية. كنت أقرؤك وارجّع ايامنا تلك ، لهونا وأغانينا ،عبثنا وطيشنا فاسعد لحظات بل اطرب، حتى اذا تماديت قليلا في هذا برز ذلك الجدار، الاصم ، الغاشم ، وليس الباب ، الباب المفضي الى عتبة حياة اي حياة . ما تذكرتك وما ذكرني شيئ فيك الا وكانت حياتنا امامي ثم كان ذلك الباب بمواجهتي ولعل من أعسر أسراري انني كنت اريد انتزاعه امامك لاتخلص منه او هكذا كنت اتوسل . فات الوقت ، كنت اقول ذلك قبل هذا اللقاء بسنوات، لكنها الذكرى المظلمة التي تراودك ويلحف عليك ما بداخلك ليطردها ، ثم ماذا تريد من بعد ، كنت اردد ، وقد وخط رأسك الشيب؟ أشعر ان تلك الحقبة التي قضيناها معا هي ملاذي ، وكنت احيانا اعتصم بها ، كانت حياة قصيرة جميلة لكنها ‘وسمت ويا للاسف بنقطة سوداء. تناول استكان الشاي الذي امامه واستعاد منه رشفة عميقة ، حتى هناك كان ياتيني هذا ، أحبه وكأنه الخمرة المعتقة التي تغزل فيها الشعراء والمدمنون ووعدنا بها الله ، انه من الاشياء القليلة التي لم يخامرني الشك في لذتها. أنت أعدتني الى اشياء قديمة ، قلت ، انت تتحدث عن الحياة وكأنك حي ترزق ترى هل تلاحقنا الحكايات حتى هناك ؟ وحقا لا ادري ان كنت ميتاً او حياً حتى الآن لكي استمع اليك ، لقد سمعت بموتك وحزنت عليه ، لا اريدك ان تجيب ، فسيان عندي إن كنت حياً او ميتاً ما دامت ذكراك حية حتى الان ، في حياتنا هذه تساوت الاشياء بما فيها الحياة والموت ، ثم ان حياً غائباً لا يفضل ميتاً حاضراً ، ولعلك لا تدري اننا نعيد حكايات الموتى اكثر مما نعيد حكايات غيرهم ، ولك ان تعرف ان فروض الموت اعظم من فروض الحياة ، بل كثيرا ما ترحمّنا عليهم من دون ان نعلم ان كان ذلك يصل اليهم .
المرسم كبير اكبر من هذه المقهى التي نجلس فيها الان ، دخلنا بابه ، كان ذلك اواخر العقد الخمسيني. عطر الاعظمية، وقد لبست أجمل حللها بعد مطريوم سابق ينفذ من خلال شبابيك المرسم متنافذاً مع عطر الاصباغ والالوان ، فوق الأعظمية يسكن الرب ، قال ذلك مرة في واحدة من نشواته.
لا نأخذ مقاعدنا ،عادة ، مباشرة حتى بعد ان يدخل مدرس الرسم . في فوضى الدخول واخذ المقاعد نغفل عن اي شيئ خارجنا ، قد نتبادل المواقع ، إذ يحلو لاحدنا ان يجلس على هذا الكرسي دون سواه هذا اليوم ، ثم يعود ليجلس على غيره في اليوم الاخر وهكذا .. يقف المدرس دقائق صامتاً يتفرج على لهونا . يثيره ولكن بصمت طيشنا والوان رغباتنا . قبل ان نهدأ تماماً ونركن الى الوعي بوجوده ، يبدأ درسه ممهداً لذلك بخطوات ضيقة تتناسب وحجمه الصغير. حين يضع المثال امامنا يأخذ بألبابنا اذ يضعه على منضدة خاصة ، يبتعد عنه قليلا صامتا مكررا خطواته المتمهلة حوله ، وعيناه النافذتان تحومان حول رؤوسنا اشبه بعيني نسر على جسد عصفور. لا نعرف ان كان ما يقرره علينا من وضع عقاباً لنا على فوضانا ، ذلك اننا لم نكن نلمس منه اي رد فعل مباشر وصريح على أفعالنا ، انما يغفلنا او هكذا كان يبدو لنا . كان يتراءى لنا صندوق أسرارمغلق ، فان تحدث ونادراً ما يفعل ذلك ، تحدث بايجاز مكثف ومغرٍ ، يدفع الى فضول يتزايد وتشتد الحاجة اليه كلما صمت ، فهذا الفنان الذي يدرّسنا الفن ، قادم علينا من اوربا بعد ان درس الفن هناك ويتحدث بشيء من هناك. لم نرَ لوحة من لوحاته ولم نتعرف فنه . انه مدرس الرسم ، يدخل القاعة ، يضع مثاله ويدعونا الى الرسم .واثناء ما كان الصمت يتصاعد ويسود ، يمرر على رسوماتنا نظراته الصامتة التي تبدو لنا عابرة ، وقد يشير باصبع دقيقة مرهفة غاية الرهافة الى خطأ هنا وآخر هناك .واحد منا ، دون غيره كان يتجرأ على صمته بين آن وآن ويستدرجه الى الكلام ، بما له من طاقة كبيرة على الحواروالمناورة وكذا المناكدة وروح العدوان . جسده الرياضي ، وجمال صورته ، وعذوبة صوته وفطرته على ثقافة ادبية عامة ومكتنزة ، دفعته أبداً على المشاكسة والمناورة بل والسخرية المبطنة في كثير من الاحيان . وبالرغم مما كان يكابده بداخله من آلام لقصر نظر شديد ، عالجه بنظارة ملازمة حلزونية الزجاجتين ، لم ينج‘ منه مدرس من المدرسين ، اما زملاؤه الطلاب فكان مصدر احباط دائم لهم .
أغلب ما كان يبدو على ملامح مدرسنا هذا ابتسامة بعيدة دقيقة كأنما استقطرها من مجموعة آلام ، أو كأنها الدواء مستحلب من مجموعة سموم ، وغالبا ما كنا ننتظرها تنفرج قليلا ليتاح لنا ، إما العودة الى فوضانا أوالتسلل الى عوالمه المكتنفة بالغموض، بعضنا كان يفهم ضمن مدارك لم تنم‘ جيداً بعد‘، انّ الرجل ، ربما تطبع بطبائع الناس الذين درس اخر دراساته في مدارسهم ، أو انه يحاول ان يعزل عنا صغر جسده بكبر صمته ، أو هكذا هي طبيعة تلقاها من مصدر ما من مصار طفولته . لم نتوقف كثيرا عند اي من هذه التوصلات ، اذ ما ان ينتهي الفصل وندخل فصلا جديدا ، حتى ننسى كل شيء عن درس الرسم إلاّ انه لهو محبب بين مجموعة واجبات ثقيلة نتأفف منها ، ونحاول ما امكننا ان ننساها هي الاخرى. لم ننكر يوماً ان لمدرسنا الصغير ، صورة جميلة وهيئة انيقة ، وانه إن ابتسم ابتسامة كاملة ، لاحت عذبة تتلألأ على اسنان غاية في البياض والنظافة ، وإنه اقرب المدرسين الينا لصغر سنه وقربه ، الا بفارق خمس او ست سنوات ، من سنوننا المتقاربة . قال ، هناك في مكاني البعيد كنت أحن اليك ، الى أيامنا ونحن نتجاوز المحن التي كانت تتسلل الينا تارة بصمت واخرى بجهر. كل شيء كان يجري من حولنا سادراً ، ممهوراً بيقين ساذج أن العربة تسير ، في الوقت الذي كانت العصي فيه ، تتشابك بين عجلاتها والكلاب كفت عن النباح ، وصارت تملك مفاتيح الموت. أذكر ذلك اليوم الذي كنا نمشي فيه على كورنيش ابي نواس ، وهناك رشاش من مطر يهمي علينا .اختبأنا اول الامر تحت مظلة شجرة يوكالبتوس كبيرة، ثم ما لبثنا ان جعلنا السير تحت المطر هو غنيمتنا اليوم فمضينا نغني . قلت ، كان صوتك اقرب الاصوات الى نفسي ، أحبه مثلما احبك ولا ادري كيف انه يشبهك ، حتى لاحت لنا مقهى في فرع ضيق جلسنا فيها ، يقطر الماء منا ، نشرب الشاي ونستمع لأغنية صافيني مرة . كانت بشرى هواك وسميرة هواي ، وحليم يقطر العسل من فيه يهزنا هزاً ويلعب بأخيلتنا ولا يكف ، هل كان قاسيا معنا هذه المرة لكي نغرق فيه ونفترق دونما كلمة وداع ؟ عجبا كان ذلك هو الفراق الاخير، غبت عني وغبت عنك حينما توقفت العربة عند محطتها الاولى وتحطمت عجلاتها. كان ذلك شيئا مرّا بل لا امرّ منه ، آه يا صديقي لماذا عدت ؟ اغلب الموتى يثيرون الاحزان بعد موتهم مباشرة ، وها انت تبعث ذلك في نفسي من جديد ، هل ما زلت حياً ؟ الغريب انك ما زلت على هيئتك القديمة الباذخة التي تذكرني بهيئات أبطال الاغريق أو فلاسفتهم ، ومع ذلك تدعي الهرم والعجز وفقدان الأمل ، أين حبورك القديم ، وأغانيك التي ملأت فضاءات شوارع بغداد ؟ وتلك النظرة الضيقة المتباعدة التي يتجلى عمقها كلما ضقت ذرعا بنظارتيك؟ أيامنا الخاليات تلك كانت ملأى بالأحلام والانتكاسات وهي ايام الجميع ، لا أحد أحسن من أحد الا ما كان على المستوى الشخصي ، وقد لا تكون في هذا عدالة ما ، فتكون سعيداً وانا تعيس أو بالعكس ، عليك ان تدرك إن كنت رحلت مبكراً انّ ما حصل هنا حصل هناك ، وعلى امتداد رقعة جغرافية مديدة فخذ راحتك حيث شئت ، وانس ما حصل لك مع ذلك الباب الذي ما يزال ، ويا للعجب ، يطارد بقاياك .
انتبهت الى نفسي ، كان السكون يشمل المقهى والفراغ يجوبه ، لا احد سوانا أنا وصاحبه الذي كان ينتظر يقظتي ليغلقه . كان المدرس قد دخل منذ دقائق ولم نكن انتبهنا اليه ، حسن يجوب الصف مثل فارس في ميدان حر، قهقهاته تملأ الصالة وجسدة يسد البصر ، يربط هذا بحكايةٍ وذاك بأخرى ، وحتى انتبه الى المدرس ، سحب خطاه نحو مجلسه واستقر هناك…لم يمكث طويلا في مجلسه حينما ناداه وقد ضمّ اصابعه على شيئ ما ، تعال يا حسن ، تقدم حسن متبختراً مأخوذاً بنداء العملاق الذي كثيرا ما أطلقناه عليه . تقدم ، تعال ، اسرع ، اسرع ، ثم سريعا وبحسم عاصف، هات نظارتيك وخذ هذا المفتاح وافتح ذلك الباب ..عطفنا رقابنا حيث اشار. كان ثمة باب ، ولدهشتنا لم نعرف ان كان قائماً من قبل ام لا ، كل ما فكرنا فيه اننا نرى باباً جديداً نصب على الجدارلم نكن فطنّا اليه ..بلا نظارتين ارتبكت خطوات حسن وتلاشت امامها معالم الطريق ، وحتى وصلت به بعد لأي الى هناك ضلّت يده فتحة المفتاح ، ثم اذا حاول مرة أخرى وأخرى ووضع المفتاح في مكانه المخصص ، لم ينفذ شيء منه الى فراغ . كان الباب لوحةً مرسومة على الجدار‘ضللنا جميعا بها .
بين غابة من ضجيج جاء يفحّ متموجاً كالعاصفة الهوجاء ، لقد وقعت في الفخ ايها العملاق، عاد حسن ثمل الخطوات خفيض النظرة ، الى الاستاذ ، سلّمه مفتاحه بصمت وتناول نظارتيه .
بغداد حنون مجيد(جياد)
هاتف 009647903744133
ماهذا الحزن الطافح هنا؟؟؟؟
ماهذا الحزن الطافح هنا؟؟؟؟
الآيكفي أني اعرفك …!!
في الحزن يتوحدالناس يا جمان وللاسف كان قرين حياتي زمنا ما … الان هو ذكرى باهنة قد يعيدها الينا اصدقاؤنا الموتى.