
الغزو:
سرُّ اختفاءِ
عرائس النهرينِ
وتلاشي حلم
طفولةِ التاريخ.
طفحٌ أشقر
دبَّ على بشرةِ
الأرضِ السمراء،
وسمٌّ تدفّقَ
من فمٍ أخرق
اختلطَ فيه
طعمُ الهامبورغر
بالبترول!
الحربُ:
“عبير”،
اسمٌ عبرَ سهواً
في مفكرةِ الوطنِ البليد
خمسةَ عشرَ قمراً
إنخسفتْ ليلةَ تدجّجَ الظلامُ
بمشعلِ حريتهِ،
نكهةُ الموتُ لها
عطرُ جسدِها الفتيّ
المُتفحّم..
خمسةُ جنودٍ مأزومين
خرجوا من منزلها مهرولين
صوبَ أول
مطعمِ (كنتاكي)
في بغداد “المُحرَرَّة”..
الشواءُ يلذُّ
على شواطئ دجلةَ
الغريقِ
بدماءِ بنيهِ

التواريخ:
صحفٌ منقعةٌ
بالدّم والصّديد
تروي رزايا
جنسٍ منقرضٍ
عاصرَ الديناصورات
وتخفّى دهوراً
خلفَ روايةِ
الغُراب..

*كاتبة ومترجمة وأكاديمية عراقية مقيمة باسبانيا