الناقد العراقي اول موقع عراقي مختص بالنقد
الإهداء: قال حكيم: لولا الغيوم لما تمتعنا بأشعة الشمس!! … وأنا اقول( الشمس تشرق كل صباح غير مبالية للأشرار).
المقدمة :
أدب الأطفال يجب أن يعي طبيعة مشاعر الأطفال وأفكارهم واحتياجاتهم ورغباتهم وسمات المرحلة العمرية التي تكتب وهذه المهمة تقع على عاتق المؤلف وذلك كي يشجعهم للدخول في تجارب متجددة ، فيتوسع وعيه ، وينمو خياله ويتعلم كيف يتجاوز الخلل المجتمعي , ولعلّ مسرح الطفل من أكثر الوسائل نجاعة في تعلّم الطفل اللغة ، التي تكسبه القدرة على التفكير السليم ، وتضعه في سلوك تربوي مقبول وفق قيم المجتمع وثقافته ، كما تزداد قدرته عن طريق مشاهداته للعروض المسرحية.
من خلال تلك العروض يتعرف على كيفية المحافظة على صحته وفهم المجتمع ورسم معالم علاقته بالوجود والتكيف مع متطلبات الحياة , المستدعية تفهمه للقيم والمعايير الاجتماعية والوطنية والعقائدية وغيرها.
لأن المسرح هو أداة تربوية ممتازة بالنسبة للطفل ، وهو عملية تثقيفية وتعليمية وتهذيبية متكاملة البنيان ، متعددة الأبعاد ، فمسرح الطفل يكتسب خصوصيات وفوائد وانعكاسات تربوية ونفسية لا يوفرها له لا التلفاز ولا السينما.
مسرح الأطفال ورث عن المسرح عبر التاريخ دوره التنويري الدافع متلقيه تجاه الحرية والمعرفة ، والكفاح ضد الفساد والكذب والقهر، وهكذا سيجد المتابع أن توجيه المسرح الطفل نحو الحفاظ على القيم السائدة لا يكفي ، بل لا بد من الحثّ على التغيير من خلال الكشف عن العيوب النسقية المتغلغلة في بنية المجتمع.
إضافة إلى أن مسرح الطفل يشجع الطفل للدخول في تجارب متجددة ، فيتوسع وعيه ، وينمو خياله ويتعلم كيف يتجاوز الخلل المجتمعي ، ويكسبه السلوك القويم بتأكيده على القيم الإنسانية من صدق ومحبة وحرية وشجاعة… إلخ ، كما أن تكوين الذائقة الفنية والجمالية تتطلب تراكم الخبرات منذ نعومة الأظفار، ولا شكّ من أن مسرح الأطفال يلعب الدور الأبرز بتوجيه الذائقة الجمالية ، التي تبقى مع المرء طوال عمره ، ولم يكن مسرح الطفل هو العامل الحاسم في تكوين الذائقة والسلوك والفكر، بل تعدّ الأسرة والمدرسة والشارع عوامل مؤثرة أيضا ، ولكن يبقى مسرح الطفل هو الوسيلة الأكثر نجاعة والمؤثّرة بالمعنى الإيجابي على حياة الطفولة.
وان عالم الطفل اليوم يكاد يتمحور في نقطة واحدة تكاد تجمع أطفال العالمَين الغربي والشرقي معا وهي الخضوع بشكل سافر لسلطة التكنلوجيا وهي تهدي للطفل هاتفا جوالا يمتليء بالألعاب الالكترونية المشوقة، كما اتاح الانترنت أجواء خاصة وحيوية تجذب الطفل أكثر من القراءة عبر تحقيقها للأشباعات التي يريدها الطفل ، مما يفتقدها النص الادبي الموجه للطفل عن طريق الالوان والصور والاصوات في ظل تطبيقات الكترونية سهلة ومتاحة ومؤثرة عبر: (سوق بلي) و(الفيس بوك) و(اليوتيوب) وغيرها…الخ ، وهذا الواقع يضع أدب الاطفال أمام تحد كبير في كيفية سحب التأثير الى صالحه ، فقطار التكنلوجيا الحديثة وثورة المعلومات والاتصالات لا يمكن ايقافها ، لهذا يجب عليه – اي الكاتب – مسايرة العصر بطرح المستحدثات والامور الادبية بقالب أكثر تشويقا وتأثيرا , فربما قصص الحيوانات لم تعد تستهوي الطفل لعدم وجودها في بيئته القريبة وعدم تعامله معها كما يتعامل مع الانترنت الذي يدخل هنا كشخصية قصصية فاعلة كالروبوت والفضاء الخارجي والعالم الافتراضي ، وربما لم يعد الخيال ملائما لطرح أدب الطفل بردائه الذي اعتدنا عليه بما يحمله هذا العصر من مقاربات أقرب للواقع والمعلومة المتاحة واسلوب الاعتراض والسخرية والتشاركية مع أطفال العالم جميعا بسهولة وبوسائل متيسرة يتيحها الهاتف الجوال عبر تطبيقات تحوي الكثير من ذلك.
وفي خضم التقنيات الحديثة فالطفل اصبح له قدرات معرفية اكثر من الكبار عن طريق قدراتهم التواصلية مع مواقع الشبكة العنكبوتية وممارسة الألعاب الإلكترونية والسرعة في إنجاز اللقاءات فيما بينهم، لذا يجب على كاتب النصّ ان يجذب انتباهه من بين تلك الوسائل المعرفية ، إذ يوظف من يعمل في مسرح الأطفال خياله بحالته القصوى ، إلى أن يخرجه عن عالم الوجود إلى عوالم الفانتازيا.
ويصيغ المؤلف المسرحي مسرحيته برؤية تربوية تعليمية من خلال رسالة او هدف داخل موضوع المسرحية. , من هنا وجدت ان الأديب [ جاسم محمد صالح ] هو خامة ثقافية وادبية لا يمكن المزايدة عليها ابدا مع كل الكتاب الذين سبقوه في الثقافة والادب رغم تواضعه الكبير بانه ليس الاول ولا هو من صنع التاريخ والثقافة والادب وانما هو المعرب واللغوي الدقيق في صناعة الابجدية في الاصول والقواعد اللغوية واضاف لها المدّ والبسط في كل اصداراته ومؤلفاته والدقة في سرد المعلومة وطرق توضيحها وعكسها على الواقع , فهو من اجاد تحريك (الديموغماغية) وتحريكها نحو العوالم التعبيرية الاخر وطرق وصولها الى قمة الهرم … اسلوبه سليم ودقيق من ناحية ما يشير به الى الاذهان من كل النواحي فنيا وجدليا وقراءة فقلمه الحر يكتب من اجل تعزيز قيم حب الوطن والعروبة والأصالة القومية لأبنائه ، وكل كتاباته تصبّ في هدف واحد وهو : ( تعزيز حب الوطن والثقافة والانتماء ).
لقد تألق في أدب الأطفال من خلال اجادته في فن كتابة القصة أو المسرحية ولجميع فئاتهم العمرية من المرحلة التمهيدية حتى مرحلة الشباب وكأنه يرسم في كتاباته كلها المعنى الجلي لحب الوطن ولبناء الانسان والرقي به .
ومن هذه المسرحيات التي كتبها للأطفال : ( أصدقاء الشمس ، بيت للجميع ، الاحتفال الكبير، الأصدقاء الطيبون ، الذئب والأصدقاء الثلاثة ، حكاية الفتى لبيب ، الصديقان…الخ )…واليوم احاول الولوج في بستان الاديب الكبير جاسم محمد صالح وفي حقل المسرح وتحديداً في نصّ يحمل عنوان ( أصدقاء الشمس).
(( فكرة النص العامة ))
مسرحية (أصدقاء الشمس) فكرتها تقوم على عملية سرقة الشمس من الغابة من جانب مجموعة من الأشرار وتقوم مجموعة الخير باستعادة الشمس من هؤلاء الأشرار ويبدأ احتفال الفرح بعودة الشمس وهم يغنون:
(( مهما احتالوا ، مهما فعلوا ، تبقى الشمس هي الشمس ، يبقى لقياها عرس ، مهما احتالوا ، وأرادوا من شمسي النيل ، سيدق ناقوس الويل ، وستهب أشباح الليل ، نور الشمس هو الشمس ، تبقى الشمس هي الشمس ، يبقى لقياها عرس)) .
هو صراع بين قوى الخير المتمثلة بـ( الديك والعصفور والغراب) وقوى الشر المتمثلة بـ( الثعلب والقنفذ والغراب) حيث يجدون بان الشمس تعيق تنفيذ اعمالهم الشريرة بالحيوانات الضعيفة , لذا لا حلّ لديهم سوى جعل النور (اي الشمس) ان تختفي ليحلو لهم ما يسرقون تحت جنح الظلام ، واستطاع العصفور والديك والغزال ان يقولوا لكل حيوانات الغابة : (( بأن الشمس قد تغيب ! لكنها ستشرق مجدداً ، حتى وان كانت وسط الغيوم والضباب ، كما لا تستطيع الكهوف ان تحجب اشعتها، ليفهم كل كائن كان انسان أم حيوان يعيش على سطح الارض بأن الشمس لا تتعب من طلوعها اليومي المبكر)).
(( عرض مسرحية أصدقاء الشمس))
أ/ الاطار العام:
احد النصوص الجميلة للأديب جاسم محمد صالح ، وجنس النص يندرج في أدب الطفل والفئة العمرية الموجه لعمر من 6- 8 سنوات.
ب/ الفكرة العامة:
تدور المسرحية حول الشمس التي سرقها مجموعة من الأشرار بسبب احقاد قديمة على الشمس وعلى اصدقائها، لقد سرقوها بسب الشرّ الذي عشش داخل قلوبهم ، وحين ادركوا ان الشمس هي سرّ سعادة مجموعة من الشخصيات قرروا سرقتها! وذلك ليعمّ الظلام ويسود المكان وتذهب الفرحة ، فنفذوا خطتهم في الليل ، واخفوها في كهف بعيد ومظلم ، لكن الأصدقاء استطاعوا إنقاذها.
ج/ شخوص المسرحية:
وظف جاسم المؤلف شخوص المسرحية من سبع شخصيات حيوانية تنقسم ما بين شريرة وأخرى تحبّ الخير، الشريرة هي : ( الغراب- القنفذ – الثعلب) ، اما الشخصيات الخيرة فهي ( العصفور ، الديك ، الغزال ، الشمس ).
(( تحليل النص الأدبي للمسرحية ))
1/ الحوار:
لغة بسيطة غير معقدة , مفهومة لدى الصغار قبل الفتيان ، ومحببة وذلك لأنها على ألسنة الحيوانات.
2/الشخصيات:
شخصيات النصّ التي انتقاها المؤلف هي شخصيات حيوانية وصفاتها الطبيعية تختلف من حيوان لآخر! كيف؟ :
شخصية العصفور تعني :( الرقة والعذوبة) .
وحواره : العصفور : ما احلى الدنيا !, ما احلى الشمس !, ما احلى الدنيا !
الثعلب يرمز : (المكر … والخديعة .. والالتفات للطعن من الخلف … والمراوغة).
وحواره: الثعلب : (يمسكه ويمنعه من الهرب) انه مجرد مثل , لا تخف ؟
الغزال كونه: ( وديع وذو طبع هادئ).
وحواره : الغزال : ما أبدع النهار ! , ما اجمل الأشجار !
الديك هو ذكر الدجاج ويتميز بعرفه الأحمر ومن صفاته : (أنه يصيح عند الفجر لأيقاظ الناس).
وحواره : الديك : وانا يعجبني ان اصيح في هذا الصباح , واظل اصيح واصيح عيععيعو , عيععيعو.
القنفذ فهو يتميز: ( بأذنين طويلتين وحاسة شم قوية تساعده في اصطياد فرائسه).
وحواره: القنفذ : لا شيء , لكني سعيد جدا , لان لي أشواكا جميلة , تعجبك .
وآخر الشخصيات هو الغراب : (طائر عدواني ، وذكي ، ومشاكس ، ومرح أحياناً ، له قدرة على تقليد الأصوات بهدف إبعاد القطط ، والبوم ، والبشر أيضاً ، وعليه فصرخته تعني النداء السريع).
وحواره : الغراب : ما اتعس الديك ، والعصفور , اني اكرههما , الجميع في الغابة يحبون صوتهما , اما انا فلا احّد يهتم بصوتي ، ان صوتي جميل واكثر طرباً .
اما شخصية الجماد ، فهي الشمس : (هي سرّ الحياة على الأرض ، وهي مصدر النور والإشراق؛ ففي كل يوم ترسل خيوط أشعتها الذهبية، لتعلن بداية يوم جديد، وعلى موعدها يضبط الصباح ساعته ، وتستيقظ العصافير من نومها ، وتنشر على الملأ ذلك النور الإلهي العظيم ، الذي يتغلغل في أعماق النفس قبل أن ينتشر في الأرض والسماء ، فالشمس لا تخلف ميعادها أبداً , في شروق الشمس أعظم آيات الجمال ، فما إن تبدأ أشعتها بالتسلل رويداً رويداً ، حتى تلصق بياضها على وجه الحياة ، فتتلون الأرض بكل ألوانها الزاهية ، فتظهر الأشجار والزهور والطيور والفراشات ، بعد أن كان يطمسها الظلام ويغطيها بسواده ، تأتي الشمس لتزيح كل تلك العتمة بأشعتها الذهبية الرائعة ، وكأنها تطبع على جبين الكون قبلة الحياة . لا تكتفي الشمس بأن تضيء النهار ، بل تمنح من أشعتها ونورها لغيرها ، فتعكس هذا النور على القمر, فالقمر شقيق الشمس وهي صديقته الوفية ، التي تعطيه من أسرار نورها ليضيء عتمة الليل الطويل).
وحوارها: الشمس : لقد نمت كثيرا ان اصدقائي بانتظاري كما انا مشتاقة اليهم ؟ ,
الطيور والاسماك , والاشجار والفراشات الملونة .
من تلك الصفات استنبط المؤلف شخوص المسرحية وهي تحمل من صفاتها ما بين الخير والشر، لكن الشخصية الأهمّ والتي اشتقّ اسم النصّ منها هي الشمس!! شخصية من جماد لكنها المحرك الأساسي والفاصل في الحدث والصراع القائم بين تلك الشخوص.
3/ الزمان:
النهار – الليل
4/ المكان:
غابة – كهف – خلف شجرة كبيرة
5/ العلاقات بين الشخصيات:
العلاقة بين الشخصيات الثلاث ( الديك ، العصفور، الغزال) علاقات حميمة بسيطة مبنية على البساطة والوضوح ، وحدث ان اخذ العصفور يقول متباهياً:
العصفور: ما رأيكم بزقزقتي هذه ( يزقزق) زق … زق
وبما ان الديك يصيح كل صباح ومع شروق الشمس فيعترف مجبراً قائلاً:
الديك: اجمل من صوتي
الغزال الشخصية الهادئة المحايدة بين الاثنين تسأل الديك:
الغزال: كيف عرفت ؟
الديك: حينما زقزق العصفور ضحكت الفراشات !!
وعندما يتعرف الديك بتميز العصفور بزقزقته يردّ عليه العصفور:
العصفور: ولكن صوتك مفيد ، صوتك يعني ان الصباح قادم
وبما ان الشخصيات الثلاث ( الديك والعصفور والغزال ) بينهم صداقة حميمة ، شعر كلّ من الديك والعصفور بأن الغزال حزين ، فقال العصفور للديك:
العصفور: من يعرف سبب حزنه؟
الديك: ربما انه تأخر عن المدرسة؟
وبعد ان نشب عراك فيما بين الديك والعصفور، هنا قال الغزال:
الغزال : ان لكما صوتاً جميلاً ، وانا لا املك مثله؟
حاول الديك والعصفور ان يخففا عن وطأة الحزن التي انتابت صديقهما الغزال ، فقال الديك :
الديك: انسيت ان لك شيئاً جميلاً؟
العصفور: بل واكثر من شيء جميل؟!!
الغزال يسأل باستغراب:
الغزال : انا عندي شيء جميل؟
الديك: لك عيون جميلة ، ما اجمل عينيك!!
العصفور: انسيت سرعتك في الجري ؟ يا صديقي لا احد يستطيع ان يلحق بك حتى ولو كان أسد الغابة .
اما العلاقة بين القنفذ والغراب والثعلب ، مؤكد تختلف عن شخصيات ( الديك والغزال والعصفور) كيف؟ ولماذا؟
بينما كان يغني الثلاثة بفرح وحبّ الجميع يقول اغراب مغتاظاً:
الغراب : ما اتعس الديك ، والعصفور , اني اكرههما ,الجميع في الغابة يحبون
صوتهما , اما انا فلا احد يهتم بصوتي ، ان صوتي جميل واكثر طرباً .
(يخرج اصواتا عالية , يضع القنفذ يديه فوق اذنيه وكذلك الثعلب)
القنفذ : ( كذبا ) حقا , انه صوت جميل .
الثعلب : وانا اريد ان اسمع صوتك كثيراً , ( يتحرك وهو يغني ) ترللا , ترللا,
ما احلى صوت الغراب .
القنفذ : (بعد ان سمعه) ترللا … ترللا , ما احلى صوت الغراب .
الغراب : حقا ان صوتي جميل هذه شهادة صادقة منكم انّني اعتزّ بها
القنفذ : اشواك جميلة (مع نفسه) ستعرف كم هي جميلة ؟
آه لو غرستها في جسدك .
شخصيات غير صادقة متلونة احداهما تخدع الآخرى وكل واحد منها يضمر الشرّ للآخر، فمثلا يقول الثعلب:
الثعلب : انها جميلة ورائعة , بل وأجمل من ريش الديك الملون .
القنفذ : وكيف يا صديقي الثعلب ؟
الثعلب: الثعلب : (يقترب من القنفذ) انا اقول لك , لو فكر الذئب ذات يوم ان يقترب منك الغراب : يقترب من صديقي , يا للهول , ماذا يريد منه ؟
الثعلب : ربما يريد ان يأكله .
الغراب : يريد , ان يأكله , ياه , ياه .
القنفذ : (مرتعدا) انا , يريد ان يأكلني ,لأهرب , لاهــ ررررررب
الثعلب : (يمسكه ويمنعه من الهرب) انه مجرد مثل , لا تخف ؟
وهناك امثلة اخرى على عدم وجود الثقة المتبادلة فيما بينهم من خلال هذه المحادثة:
الثعلب : فان الذئب لن يستطيع ان يأكلك , لأنك تمتلك هذه الاشواك .
الغراب : آه , انها تفيد في الدفاع عن النفس , ما اشد ذكاءك ايها الثعلب !
القنفذ : الان , عرفت , الان عرفت فائدة هذه الاشواك .
الثعلب : اما الديك , فأنني بسهولة , امدّ اليه يدي واكله ,
كفى ثرثرة لا نريد ان نضيع وقتنا في هذه الامور التافهة .
6/ الصراع :
هناك صراع داخلي في قلبك كل من الشخصيات الشريرة الثلاث ( الثعلب – الغراب – القنفذ) وهو الغيرة والحسد من الشخصيات الثلاث [ العصفور ، الديك ، الغزال ] والصراع الخارجي للأشرار الثلاثة من خلال حوار الثعلب:
الثعلب: اتعرفان لماذا العصفور يزقزق من الصباح وحتى المساء ؟
اتعرفان لماذا الغزال ترقص فرحة وهي تسير وكان الغابة ملكها !
اتعرفان لماذا ؟
الغراب : لان العصفور له صوت جميل .
الثعلب : لا , ليس هو السبب .
القنفذ : الديك ريشه زاه وملون , وصوته عال .
الثعلب : لا ليس هو السبب .
الغراب : وجمال عيني الغزال .
الثعلب الماكر ينعت الاثنين بأنهما أغبياء لا يفكرون الا بظاهر الاشياء، فيزدادوا حيرة لكنه في النهاية يقول:
الثعلب : اقتربا مني , اقتربا اكثر ، انا اشرح لكما , (يقتربان منه) الشمس حينما
تشرق تعطي للديك فرصة ليصيح بأعلى صوت مرحبا بنورها ،
والعصافير لولا الشمس لا تستطيع ان تزقزق ابدا ولا تفكر بالانتقال
من غصن الى اخر ولا تطير محلقة في اجواء السماء العالية , نسيتم
الغزال , فلولا نور الشمس لا يستطيع ان يغادر مكانه متجولا في الغابة
، لان الذئب والأسد والنمر سينالونه بسهولة .
7/ المواقف بين الشخصيات:
استطاع الثعلب الماكر ان يقنع القنفذ والغراب بأن يقول لهم ويشاورهم بخطته العجيبة، وفي الحال انتفض الغراب والقنفذ من مكانهما بتعجب:
القنفذ : (بتعجب) نسرق الشمس , احقا ما تقول ؟ ,
الغراب : نسرق , ال … شمـ … س .
الثعلب : لو سرقنا الشمس , سيكون يومنا ليلا كله (يختال في مشيته) وبهذا
سأتمكن من سرقة الدجاج بهدوء ولا احد يراني وستمتلئ بطني به ياه
ما الذ رائحته واشهاها
القنفذ : وانا سأتمكن من اصطياد فرائسي , من دون ان تراني ، اتكور على نفسي
مثل الكرة اتدحرج , وحينما اكون قريبا من فريستي انقض عليها مثل
النسر , لا احد في الليل يستطيع ان يفلت مني , ابدا .
الثعلب : (منبها) وانت يا صاحبي الغراب ، مالي اراك صامتا ؟!
الغراب : سيكثر صيدي من الاسماك الصغيرة والضفادع.
بعد ان اقتنع الثعلب كل من القنفذ والغراب بخطته تساءل الغراب قائلاً:
الغراب : اذا سُرقت الشمس سأضيع طريقي , ولا احد يهتدي إلي .
القنفذ : ان نصنع حبلا نمسك به ثلاثتنا , حتى لا نفترق في الظلام الشديد
الغراب : انها فكرة رائعة , ولننفذها .
اما العلاقات فيما بين ( الديك والعصفور والغزال) حينما تأخرت الشمس بالشروق دار حديث فيما بينهم:
الديك : (وهو يتململ في مكانه) لقد نمت كثيرا ولا زالت الشمس غير مشرقة يبدو
انني استيقظت مبكرا ولكن لا يهم , فلدي الوقت الكثير لأتمتع به في الغابة
ترللا ترللا .
العصفور: (وهو يتململ في مكانه) , لقد استغرقت في نومي وقتا طويلا ,
والشمس لم تشرق لحد الان , انني استيقظت مبكرا , لكن لا يهم ،
لاتجول في هذه الشجرة , اقفز من غصن الى غصن , هيلا , هوب (يقفز)
لن ازقزق , لان
الغزال : (وهو يتململ في مكانه) من يناديني والجميع نائمون؟!
العصفور: ايها الغزال … ايها الغزال , هل انت مستيقظ يا صديقي ؟ هذا الليل ؟
الغزال : لقد اصاب الشمس مكروه , هذا ما افكر به .
العصفور : قبل ان تفكر بهذه الافكار المؤلمة , علينا ان ننادي على الشمس
ثم يصرخ الثلاثة بصوت عال( ايتها الشمس يا صديقتنا , اين انت ؟ , ايتها الشمس يا صديقة الجميع , اين تكونين ؟ , ان غابتنا تفتقد ضوء ك الجميل).
8/ الصراع:
بعد ان اقنع الثعلب كل من الغراب والقنفذ على سرقة الشمس، قال لهما محذراً:
الثعلب : اننا نقترب من مكان الشمس , هيا انظرا اليها , انها بدأت تتمطى , هيا
اقفزا اليها وأحيطا بها من كل جانب , لا تتركا لها مجالا للهرب
الغراب : من اين تهرب ؟ سأغرس منقاري المعقوف في وجهها ,
القنفذ : وهذه اشواكي ستسدّ عليها الطريق , انسيتم ان اشواكي مؤلمة والقاسية
وعندما اقترب الثلاثة من الشمس ، والأخيرة بدت تتمطى اكثر واكثر وهي تقول لمحبيها:
الشمس : لقد نمت كثيرا ان اصدقائي بانتظاري كما انا مشتاقة اليهم ؟
الطيور والاسماك , والاشجار والفراشات الملونة .
انتفض الثعلب والغراب والقنفذ من كلام الشمس حينما قال الأخير:
القنفذ : سنتخلص منك والى الابد , لا حاجة بنا الى الشمس بعد الان .
الشمس : لقد نمتُ كثيرا , ان اصدقائي بانتظاري , كما انا مشتاقة اليهم ؟
الطيور والاسماك , والاشجار والفراشات الملونة .
الثعلب خاطب اصدقاءه قائلاً:
الثعلب: هؤلاء كلهم اعداء لنا , هذا يعني ان الشمس هي عدوة لنا .
واستطاع الثلاثة ان يقفزوا ويمسكوا الشمس ، وبعدها بدأ وجه الشمس يظلم قليلا ، لكن الشمس لن تستلم حينما قالت لهم:
الشمس : اصدقائي سيبحثون عني , انهم يحبونني كثيرا , وسيهتدون الى مكاني
الثعلب : سيهتدون اليك , لم يحدث ذلك ابدا , (مخاطبا الغراب والقنفذ )
غطوها بالأغطية , لا تدعوا بصيصا من الضوء يخرج منها ابدا ,
سنأخذها الى الكهف البعيد وهناك نسجنها وفي لظلام لا احد يهتدي اليها,
مهما كان ذكيا .
9/ العقدة:
بعد ان سرق الثلاثة الشمس ، فكر الغراب في حيلة ذكية بأنه سيقول للحيوانات ان الشمس قد ماتت , نقول ذلك ونحن نبكي .
ثار الثعلب منزعجا من الغراب وقال له:
الثعلب : يا لك من غبي ايها الغراب , فالشمس لا تموت انها باقية الى الابد.
هنا تسخر الشمس منهم بقولها:
الشمس: اصدقائي سيبحثون عني ، انهم يحبونني كثيراً .
بعد ان ادرك الثلاثة ( الديك والعصفور والغزال ) ان هناك مكيدة من تدبير الثعلب وتنفيذ القنفذ والغراب حينما قال لهم العصفور:
العصفور: انني اشمّ في فرحهم رائحة كريهة
واكثر مما جعل كلام العصفور حقيقة هو عندما قال الثعلب فرحاً:
الثعلب : الليل طويل جدا , ياه , ما اجمل الليل الطويل , اقول لكم الحقيقة يا اصدقائي
, اني احبّ الليل حينما يكون طويلا , آه كم اتمنى ان يكون يومنا كله ليلا .
هنا اكتشف الديك ما قام به الثلاثة من فعل شنيع بالشمس وهذا هو سبب اختفائها.
الديك: الضياء يكشف اللصوص ، هذه حقيقة نعرفها كلنا
اردف الغزال بالقول بعد تفكير قصير:
الغزال : فعلا ، ان هؤلاء قد سرقوا الشمس ، فرحهم يدلّ على ذلك
العصفور: انهم لا يعرفون الحياة بغير هذا الشكل ، السرقة تجري في دمائهم.
10/ الحل:
بعد ان عرف الديك والغزال والعصفور ان الشمس قد سرقها كل من الثعلب والقنفذ والغراب ، وهذا ما حدث فعلا امامهم , حينما حدث خلاف حول من يريد ان يحصل على الرداء الذهبي.
وهكذا راح الثلاثة يبحثون عنها في ارجاء الغابة الى ان وجدوا اثراً لها حينما قال العصفور:
العصفور: اني اشمّ رائحة النور؟!!
وبما ان الغزال يمتلك حاسة شمّ قوية هو الآخر اكّد بان هناك رائحة كريهة :
الغزال: وانا اشم رائحة كريهة وقذرة , انها رائحة الثعلب
العصفور: وانا اشم رائحة كريهة مثل صوته القبيح انه الغراب
واثناء عملية البحث يشاهدون نسرا يقف على غصن شجرة ويقول العصفور سأطلب منه ان يساعدنا في البحث عن الشمس , وفي هذه الاثناء شاهد القنفذ فقال له:
العصفور: اين تهرب ؟ سأنادي على الصقر؟
القنفذ خاف في الحال وقال:
القنفذ: لا … لا تنادي على الصقر , انا واقف هنا , لا أغادر مكاني أبدا .
وهكذا اعترف القنفذ بما قام به الغراب والثعلب للشمس، وعندما حُوصر الغراب والثعلب اخذ كل واحد منهما يرمي اللوم على الآخر لينفذ بجلده ، وفي النهاية اعترف الثعلب وهو خائفا:
الثعلب : انها هناك , تحت اغصان الاشجار (يشير بيده) ولكن لا تؤذوني ،
انا لم افعل شيئا ارجوكم ، انا لم اسرق الشمس .
وعلى الفور هبّ الغزال مسرعا نحو مكان احتجاز الشمس ومن وراءه العصفور ثم الديك الى ان وجدوا الشمس … وحرروها , فشكرتهم قائلة :
الشمس: شكرا لكم يا اصدقائي لقد أنقذتموني، لن انسى جميلكم هذا أبدا .
وسألوها باستغراب : اين تاجك الذهبي ؟ او قلادتك الذهبية ؟ او ثوبك الذهبي ؟
ترد على تساؤلهم:
الشمس : آه لقد نسيت , لقد سرقها مني الثعلب ووضعها في صندوق تحت الارض ،
سألبس ملابسي خلف تلك الشجرة.
ثم تلبس الشمس ملابسها , وتبدأ الشمس بالشروق من جديد ، ويزداد الضوء لمعانا.
وبفرح غامر يعلن العصفور والديك والغزال عن نصرهم بإعادة الشمس.
الديك : سأصيح بصوت عال وأوقظ كل الغابة .
العصفور : (صارخا) لقد هرب اللصوص
الديك : لا تتعجب يا صديقي العصفور , لقد أشرقت الشمس ولا مكان لهم هنا أبدا
الغزال : يا للفرحة الكبرى لقد أشرقت الشمس , ما اجمل الغابة ,
وما اشدّ خضرة الاشجار
(( الخاتمة ))
كثيرون امتهنوا الكتابة الأدبية للطفل , لكن القلّة القليلة هي التي جعلت من الكتابة للأطفال هدفا وغاية ورسالة نبيلة لابد أن توصلها , والكاتب الموسوعي جاسم محمد صالح واحد من هؤلاء الادباء الكبار الذين أبدعوا في شتى المجالات الأدبية والتربوية والتاريخية وما تخصصه أخيرا في مجال أدب الطفل الا تأكيد على الأهمية الكبيرة التي يوليها لهذا المفصل الاجتماعي المهم , فقد ألف أكثر من 85 كتابا وموسوعة ومئات البحوث والدراسات المعمقة في شتى المجالات والتي تركت بصماتها واضحة على المسيرة الثقافية ليس في العراق وحده وإنما تعدّت ذلك إلى الوطن العربي.
وفي ختام التحليل لمسرحية [ أصدقاء الشمس ] ان عنوان هذه المسرحية قد نسج المؤلف وظائف مهمة من العنوان ، فقد تمّ تعيين الخطاب المعنون به ، ولكن دون انفصال هذه الوظيفة عن ما يحمل من إغراء ، عن الوظائف الأخر، فمن منا لا يغرّه التاج والملك ، حيث أن القارئ لهذا العنوان يدرك أن فحوى الخطاب أو المتن جاء عبارة عن فلسفة حياتية، فقد أصبح التاج هو من يبحث عن ملك، بينما كان الملك هو يقصد تاجه ليتزين به، وهنا تبدأ الاحتمالات، وتتوارد المعاني إلى اللفظتين بلا رجحان، فقد جاء واصفا لمحتوى النص، بدون أي مقدمات، وترك المجال للمتلقي لقراءة النص وموضوعه.
أما الوظيفة الدلالية كما تستند على الإيحاء و التلميح الذي يقدمه المبدع ، فإن ما يميز هذه الوظيفة عن باقي الوظائف هو إفصاحها غير المباشر على النص.
انه يكتب للأطفال بلغة الترابط الحرّ الذي يربط عقول الاطفال بالفكرة حينما يتحدث عن الحيوان أو عن الطير على الرغم من أنه يكتب بالحسّ العفوي الذي يستطيع الطفل ادراكه بسرعة بعيدا عن أية أيدلوجية اخرى مستخدما الفصحى المبسطة الجميلة وبدون ان يدري فان بساطته في الكتابة تجعل الطفل سويا في ادراكه ومتصالحا مع مفاهيمه التي تعلمها من الكبار فتصوغ في نفسه مهارات فكرية رائعة.
الاديب جاسم مؤلف المسرحية هو اديب اطفال من الطراز الاول اذ ان التنقل في الابداع للطفل ما بين القصة والرواية والمسرحية والدراسة وبإجادة تامة لا نجدها الا عند كاتب من الطراز الاول , ولعلّي سأقف عند عتبة الابداع المسرحي للأديب كون الكتابة المسرحية للطفل هي من اصعب انواع الكتابة لان كل ما فيها سينتقل الى صورة حركية يتعامل معها مختبر خيال الطفل وهو المختبر الاصعب وذلك بسبب وجود ادوات مختبرية لدى الطفل يصعب ان تجدها في مختبرات أخر.
وان مسرحية ( أصدقاء الشمس) للأديب جاسم محمد صالح تبدو في ظاهرها مسرحية واقعية تبثّ شفرات ما بين الشرّ والخير , الا ان في باطنها رمزية عميقة بدلالات الحاضر, وانه حققّ في اعماله المسرحية تهذيب أخلاق الأطفال بما يتضمنه من قيم إيجابية ومثل عليا نبيلة مثل : القيم الاجتماعية وتتضمن وحدة الجماعة والكلمة وحرية الرأي ، وقواعد السلوك مثل : التواضع ، الأخلاق ، الصداقة ، العدالة ، الطاعة ، والقيم الوطنية مثل : حرية الوطن ، وحدة الأقطار العربية والقيم الجسمانية كالراحة ، النشاط والصحة ، القيم الترويحية وتتضمن( الإثارة والجمال ، والمرح) كما تطرح الكثير من النصائح والإرشادات في السلوك والتخاطب والالتزام وفعل الخير كونه متيقنا تماماً ان الصغار يسهمون في حل كل معضلات عصرنا بحسب درجة تطورهم وعلى طريقتهم الخاصة ، فالحوارات في النص فيها بساطة ممكنة وابتعد عن التعقيد ، لهذا أراد أن يفسح المجال الواسع لتنمية قدرات الأطفال والفتيان الإبداعية وتعويدهم على تركيز انتباههم وتعبئة قواهم الذهنية وإطلاق العنان لخيالهم اللامحدود وتدريب قدراتهم على التذكّر والتذكير كي يصلوا إلى الدور الإيجابي الفعال في صقل مشاعرهم وتهذيب أذواقهم وتعويدهم على الدقّة واحترام مشاعر الآخرين ، كما يمثّل اللعب بالنسبة للطفل أداة تسلية تصقل مشاعره وتهذب ذوقه وتغرس فيه صفات التبادل والثقة بالنفس وبالآخرين.
لهذا بقي الاديب الكبير جاسم محمد صالح علما بارزا وكبيرا في عالم ادب الاطفال ليس في العراق وحده وانما في عموم امتنا العربية الكبيرة , وما مشاركته الاخيرة في مهرجان مسرح الطفل الاول للدمى والعرائس في جمهورية مصر العربية وتحديدا في جامعة عين شمس وما لقيه من حفاوة وتكريم من قبل الاوساط الثقافية والادبية الا دليل على براعته وتميزه واجادته في هذا الفن .
ومن الجدير بالذكر بأن مؤلفاته للأطفال تُرجمت إلى تسع لغات عالمية ودُرست مؤلفاته في اكثر من 14 شهادة علمية في العراق والوطن العربي وكذلك في بلدان العالم الاخر .
((بداية أخرى للعطاء للأديب جاسم محمد صالح))
ــ إن مزج الخيال بالواقعي أو التاريخي ، أو حتى الآني هو العجائبي ، عندما نتساءل ماذا لو، ونتعدى بذلك الكائن إلى الممكن إلى ما لا يمكن بدون علة مقبولة منطقيا حينها فقط نكتب العجائبي، وقد وُجد المسرح في هذا النوع من الخيال متسعا للفن ، حيث ينكبّ يلتهم فارق الزمن ويدحض سلطة المكان ، ويسافر إلى المستقبل على أجنحة الخيال أو يعود للتاريخ ويحلم بماض مختلف تماما للبشرية، والخيال هنا لا يكتفي بتفسير التاريخ أو الواقع تفسيرا جديدا ، بل يبتكر التاريخ والواقع ابتكارا من أصله وجذره ، ثم درجه في سياق التاريخي الواقعي ويمزجه بالسحري المتخيل ، وذلك بالضبط جوهر التجاوز والجموح وكسر حدود المألوف والمحدود والمنطقي والتاريخي والواقعي.
إذن مسرح الطفل هو صنف درامي مسرحي يأخذ طابعه الخاص (خصائصه) وهويته من وظائفيته ولأن هذه الوظائفية تتحدد بطبيعة الجمهور المستهدف ولخصوصية هذا الجمهور صار لزاما العمل المشروط وقد شملت هذه الشروط ، اللغة، الحبكة ، الحوار ، الصراع الدرامي ، والموضوعات وآلية العرض ، وكلها يجب أن تتناسب مع المستوى الإدراكي للطفل ، حيث لا يجد الطفل صعوبة في إدراك مغزى القصة ولا أحداثها فيتفاعل معها لأن الإنسان بطبيعته لا يتفاعل إلا مع الأشياء التي يدركها أو التي يتأثر بها، ولكي نجعل الطفل يتأثر بمسرحية ما أو بنص ما فعلينا أن نفهم شخصيته ونحدد ميوله وعواطفه ، ولكي يتسنى فهم ذلك وتحديده فعلينا أولا أن نعرف ما هو الطفل وما هي الطفولة وما هي مراحلها وخصائص كل مرحلة عمرية , وهذه النقطة متفق عليها عند جميع الباحثين والنقاد.
أتمنى لهذا الكاتب القدير التوفيق والاستمرار والارتقاء في مجال التطور والابداع , مثلما أتمنى أن يلتحم كل كتاب الاطفال في مؤسسة ناهضة بأعمالهم تعزز الثقافة بين فلذات أكبادنا في وقت نحن في أمس الحاجة إليها.
Abdllah610074@gmail.com
